جورج أورسون ويلز George Orson Welles مخرج وممثل وكاتب سيناريو ومنتج سينمائي أمريكي. ولد لأب مخترع وأم عازفة بيانو في مدينة كينوشا Kenosha بولاية ويسكنسن Wisconsin.

"/>
ويلز (جورج اورسون)
Welles (George Orson-) - Welles (George Orson-)

ويلز (جورج أورسون ـ)

ويلز (جورج أورسون ـ)

(1915ـ 1985)

 

جورج أورسون ويلز George Orson Welles مخرج وممثل وكاتب سيناريو ومنتج سينمائي أمريكي. ولد لأب مخترع وأم عازفة بيانو في مدينة كينوشا Kenosha بولاية ويسكنسن Wisconsin. انفصل أبواه وهو في السادسة من عمره، وانتقل مع أمه للعيش في شيكاغو.

تيتم باكراً إذ ماتت أمه وهو في التاسعة، وتوفي أبوه وهو في الخامسة عشرة من عمره. بعد موت أبيه سافر إلى إنكلترا حيث عمل في بعض المسارح الإيرلندية، وعند عودته إلى أمريكا عمل في الإذاعة وهو لم يبلغ العشرين بعد. اكتسب شهرة بعد عرضيه المسرحيين الشكسبيريين اللذين تميزا بالأصالة والابتكار: «ماكبث»  Macbethت(1936)، و«يوليوس قيصر» Julius Caesar ت(1937)، (في العرض الأول استخدم ممثلين زنوجاً، وفي الثاني ظهر الممثلون على المسرح بثياب عسكرية معاصرة)، وأيضاً بفضل التمثيلية الإذاعية «الحرب الكونية» The War of the Worlds عن رواية هـ. ج. ويلز H.G.Wells التي أثارت الهلع لدى العامة بسبب تجسيدها الحي والمقنع لغزو مفترض من قبل سكان المريخ لكوكب الأرض.

دعي ويلز في عام 1939 إلى هوليوود حيث أخرج فيلمه الأول والأشهر «المواطن كين» Citizen Kaneت(1941) (نال عنه جائزة الأوسكار Oscar لأفضل سيناريو أصلي) عن سيناريو كتبه بالاشتراك مع هيرمن مانكيفيتش Herman Mankiewicz، ولعب هو الدور الرئيسي. استمد الفيلم أحداث قصته من السيرة الحياتية لرجل الإعلام القوي والشهير وقتها وليم راندولف هيرست William Randolph Hearst، ممزوجة بوقائع من السيرة الذاتية لويلز نفسه ولاسيما فيما يتعلق بمرحلة الطفولة. ويتمحور الفيلم حول صعود رجل قوي أمضى عمره يسعى إلى السلطة والمال ثم انحدر. يعد هذا الفيلم بفضل بنائه الدرامي المجدد المرتكز على سرد حياة الشخصية الرئيسية عبر تقاطع وجهات نظر عدة للشخصيات الثانوية، وبفضل مونتاجه وحلوله التعبيرية المبنية على تعدد مستويات اللقطة وعمقها، يعد خطوة إلى الأمام على صعيد تطور السينما الأمريكية والسينما العالمية كلها. ولكن نزعة ويلز الاستقلالية، وموهبته المتفردة الجامحة قادتاه إلى الصدام مع شركات الإنتاج وأنظمتها الصارمة. ولهذا فإن فيلمه التالي «آل آمبرسون الرائعون» The Magnificent Ambersonsت(1942) المأخوذ عن قصة لبوث تاركينغتون Booth Tarkington، أعيد مونتاجه من قبل الشركة المنتجة، أما ملحمته اللاتينية الأمريكية «هذه هي الحقيقة»  It’s All True ت(1942ـ1943) فلم يقيض لها أن تكتمل.

تزوج ويلز عام 1943 من الممثلة ريتا هيوارث[ر] Rita Hayworth وعاشا معاً خمس سنوات أنجبا فيها ابنة واحدة ثم انفصلا.

أخرج ويلز عام 1946 فيلم مغامرات معادياً للفاشية هو «الغريب» The Stranger. وأخرج في السنوات التالية أفلاماً تنتمي إلى أجناس فنية مختلفة، بعضها مقتبس من مسرحيات لشكسبير [ر] Shakespeare مثل: «ماكبث» (1948)، و«عطيل» Othelloت(1952) (صوره في المغرب ونال عنه الجائزة الكبرى في مهرجان كان Cannes السينمائي). ويُعدّ هذان الفيلمان من أفضل الاقتباسات السينمائية من شكسبير. وقد عاد ويلز إلى شكسبير مرة أخرى عام 1966 فأخرج في إسبانيا فيلم «أجراس منتصف الليل» Chimes at Midnight جامعاً فيه عناصر من مسرحيات عدة لشكسبير، وهو يدور حول شخصية فالستاف Falstaff الكوميتراجيدية في الوقت نفسه، وقد مثل الدور الرئيسي ويلز نفسه، وحاز الفيلم جائزة خاصة في مهرجان كان السينمائي.

أما أفلامه البوليسية ذات الحبكات المعقدة، مثل: «سيدة من شانغهاي» The Lady from Shanghaiت(1947)، و«الملف السري» (1955)، و«بصمة الشر» Touch of Evilت(1958) فقد اتخذ منها فسحة للتأمل في السلطة وقوتها المفسدة.

أخرج ويلز عام 1962 فيلماً مقتبساً من رواية فرانز كافكا[ر] Franz Kafka «المحاكمة» The Trial (إنتاج فرنسي ـ إيطالي ـ ألماني مشترك)، وقد حاول فيه أن يظهر تمرد البطل المأساوي ضد الآلة البيروقراطية المهلكة. وأخرج للتلفزيون الفرنسي عام 1967 الفيلم الدرامي النفسي «القصة الخالدة» The Immortal Story، وأخرج كذلك ـ بإنتاج فرنسي إيراني مشترك ـ فيلماً روائياً وثائقياً بعنوان «الفيلم كتزوير» Transformers: The Movieت(1973) مكرساً للمزورين المشهورين في مجال الأدب والفن التشكيلي ومصائرهم.

مثل ويلز أدواراً رئيسية في جميع الأفلام التي تولى إخراجها، أما في أفلام المخرجين الآخرين فقد اقتصر ظهوره فيها على أداء أدوار شخصيات ثانوية، ولكنها ذات طبيعة خاصة، وكان أداؤه لها يمنحها نكهة مميزة. ثم بدأ عمله ممثلاً يقل شيئاً فشيئاً منذ عام 1970.

من أعماله الأساسية ممثلاً في أفلام المخرجين الآخرين: «الرجل الثالث» The Third Manت(1949)، و«موبي ديك» Moby Dickت(1956)، و«رجل لكل الفصول» A Man for All Seasonsت(1966)، و«واترلو» Waterlooت(1970)، وغيرها.

نال ويلز جائزة ذهبية في مهرجان ڤينيسيا Venice السينمائي عام 1982 عن مجمل إسهامه في الفن السينمائي العالمي.

إن طبع ويلز الديناميكي الحار، وميله إلى تجسيد التناقضات الحادة والشخصيات والعوالم الداخلية العميقة، والإحساس المرير بفداحة الأزمة التي تعانيها القيم الإنسانية النبيلة في العالم الصناعي المعاصر، وكذلك بحثه الدائم عن حلول فنية مبتكرة؛ أدى به إلى الافتراق عن الصناعة السينمائية المسيطرة ومعاييرها؛ مما حرم هذه الموهبة السينمائية المتفردة من التفتح الكامل، وإظهار كل ما عندها، وأرغم ويلز على الابتعاد التدريجي عن عالم السينما.

توفي أورسون ويلز في لوس أنجلس Los Angeles إثر نوبة قلبية.

محمود عبد الواحد

الموضوعات ذات الصلة:

 

السينما ـ الولايات المتحدة الأمريكية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، ترجمة: إبراهيم الكيلاني ـ فايز كم نقش (منشورات عويدات، لبنان 1968).

ـ سمير فريد، مخرجون واتجاهات في السينما الأمريكية (منشورات وزارة الثقافة ـ المؤسسة العامة للسينما، دمشق 2001).


- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 411 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة