ميسيان (اوليفييه)

Messiaen (Olivier-) - Messiaen (Olivier-)

ميسيان (أوليفييه ـ)

(1908 ـ 1992)

 

أوليفييه ميسيان Olivier Messiaen مؤلف موسيقي فرنسي وعازف أرغن ومدرس، ولد في مدينة أفينيون Avignon وتوفي في باريس. كان والده ناقداً وأديباً وكانت والدته شاعرة. انتسب ميسيان إلى معهد باريس الموسيقي (الكونسرفاتوار) وهو في الحادية عشرة من عمره. درس «التسلل» (الفوغة) Fugue على يد كوساد Caussade، والأرغن [ر] Organ على يد دوبريه Dupré، والتأليف الموسيقي على يد دوكاس [ر] Dukas. اهتم بدراسة الإيقاعات الموسيقية اليونانية والهندية إضافة إلى اهتمامه بالغناء الغريغوري والموسيقى الشعبية. كما اهتم بأصوات الطيور وصنفها حسب مناطقها، وغالباً ما استخدمها في أعمال دعاها أغنيات الطيور.

عمل ميسيان عازف أرغن في كنيسة الثالوث الأقدس في باريس، وظل في عمله هذا على الدوام. في عام 1936 عين أستاذاً في مدرسة دار المعلمين الموسيقية École Normale de Musique في السكولا كانتوروم Scola Cantorum، كما أسس مع جوليفيه Jolivet ودانييل لوسور Daniel Lesur، وإيف بودرييه I.Baudrier جمعية «فرنسا الشابة» Jeune France التي ضمت مجموعة من الموسيقيين الشباب. سجن ميسيان في الحرب العالمية الثانية في السجون الألمانية مدة سنتين، وبعد أن سُرح عين أستاذاً لمادة «الانسجام» [ر] (الهارموني) في كونسرفاتوار باريس، ثم درَّس مادتي التحليل الموسيقي والتأليف. تتلمذ على يده العديد من المؤلفين الفرنسيين المهمين مثل: بوليه Boulez، وشتوكهاوزن [ر] Stockhausen، وكزيناكيس Xenakis، وآمي Amy، وأصبح طلابه فيما بعد من أهم دعاة التجديد في أوربا إذ اعتنقوا الأفكار الموسيقية الأكثر تطرفاً ونادوا بالحداثة.

وضع ميسيان كثيراً من الأعمال التي يتميز البناء الموسيقي فيها بتركيبه المعقد. وينزع نسيجه الموسيقي للهتروفونية Heterophony (نسيج موسيقي يصدر عن اشتراك مجموعة أصوات موسيقية مختلفة أكثر من نزوعه إلى الهارمونية أو الكونتربونتية)؛ لذا فإن لغته الهارمونية غنية وملونة (كروماتيكية). وقد استخدم في أعماله الأوركسترالية الآلة الإلكترونية موجات مارتنو Ondes Martenot، التي ابتكرها موريس مارتنو، خصوصاً في عمله الضخم سمفونية «تورانغاليلا» Turangalila، إلى جانب استخدامه لربع الصوت في بعض المقاطع من أعماله، وللآلات الإيقاعية الشرقية لخلق تأثير شرقي. أما معالجته الإيقاعية فقد كانت جديدة وغير مألوفة وذات أوزان غير نظامية، ترجع في أصولها إلى اليونان القديمة. كما استخدم ميسيان في موسيقاه آلة الأرغن التي أكسبت عالمه الخاص بعداً وقوة جديدين، مبتكراً استخداماً خاصاً للأصداء الصوتية وتباينات الأمزجة.

تظهر موسيقى ميسيان إيمانه الكاثوليكي العميق، وحبه للإنسانية وللطبيعة، كما تظهر بعداً تأملياً صوفياً. ويمكن القول إنه كان لاهوتياً يسعى إلى كشف الحقائق التي سبق وأيدتها الكنيسة الكاثوليكية.

من أهم أعماله:

أوبرا القديس فرانسوا الأسيزي Saint François d’Assise. وأعمال للأوركسترا مثل: «القرابين المنسية» (1930) Les Offrandes Oubliées، و«الضريح المتألق» (1930) Le Tombeau resplendissant، و«ترتيلة للقديس ساكرُمان» (1932) Hymne au Saint Sacrement، و«الصعود» (1933) L’Ascension، وسمفونية «تورانغاليلا» (1946ـ1948)، و«استيقاظ الطيور» (1953) Réveil des oiseaux، و«الطيور الغريبة» (1955ـ 1956) Les Oiseaux Exotiques، و«لون الزمن» (1960) Chronochromie، و«من الأودية إلى النجوم» (1970ـ1974) Dès Canyons aux Étoiles، و«الطيور على النوافذ الزجاجية» (1986) Un Vitrail et des oiseaux، و«المدينة من الأعلى» (1987) La ville d’un haut، و«بسمة» (1989) Un sourire. إلى جانب أعمال الغناء، وأعمال آلة الأرغن وموسيقى الحجرة[ر].

أبية حمزاوي

الموضوعات ذات الصلة:

 

فرنسا.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ تيودور فيني، تاريخ الموسيقى العالمية، ترجمة سمحة الخولي (دار المعرفة، القاهرة 1986).

 - H. STUKENSCHMIDT, La Musique du xxe siècle- (Hachette, Paris 1990).

---

- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 244 مشاركة :