آخر الأخبار
الأقيشر الأسدي
اقيشر اسدي
Al-Uqayshir Al-Assadi - Al-Uqayshir Al-Assadi
الأقيشر الأسدي
(... ـ 80هـ/... ـ 700م)
أبو معرِض المُغِيرة بن عبد الله بن مُعرِض بن عمرو، شاعر من المعمرين، من أهل بادية الكوفة، عاش في صدر الإسلام وحقبة في الدولة الأموية. وينتهي نسبه إلى قبيلة أسد المضرية. والأقيشر لقب غلب عليه لأنه كان أحمر الوجه أقشر، وكان يغضب إذا قيل له «الأقيشر». ولا يعرف تاريخ ولادته بدقة، والأرجح أنه ولد في الجاهلية.
كان الأقيشر متقلِّب الولاء، فكان أول أمره من أصحاب عثمان بن عفان، ثم شارك في ثورة عبد الله بن الزبير، ورثى مُصعباً بقصيدة بعد مقتله، ثم أعلن ولاءه فيما بعد لبني أمية، وصار في عداد الحلقة الشعرية التي ألّفها الأمير الأموي بشر بن مروان حاكم الكوفة (72 - 74هـ).
تذكر كتب التراجم والأدب أن الأقيشر كان خليعاً ماجناً مدمن الخمر قبيح المنظر، وكان هناك تشابه بين شعره وشعر المجّان، وربما أدى ذلك إلى الخلط بين شعره وأشعارهم، وقد أزرى بقيمة الأقيشر مجونه وإدمانه الخمر.
كانت قبيلة بني أسد تعدّه شاعرها وممثلها الأصيل، وقد شارك في وفد قبيلته إلى الشام مراراً وكان الخليفة عبد الملك بن مروان يسأل عنه وفود بني أسد إن هو تخلف عنهم، ويُروى أنه سمع جارية تغني من شعره قطعة مطلعها:
قرّب الله بالسلام وحيّا |
| زكريّا بن طلحة الفيّاض |
فقال الخليفة: «هذا المدح لا على طَمعٍ ولا فَرَقٍ، وأشعر الناس الأقيشر»، وكان يستحسن شعره ويستنشده إياه. وأثنى على شعره كذلك الكُميت وقال: «ما كذب من قال إنك أشعر الناس». وكان سريع البديهة حاضر الجواب، عُرف عن طريق النوادر التي تصوّره ماجناً سكيراً طفيلياً وقحاً، وربما كان لتزيد الإخباريين والقصّاص يد في تلك القصص والنوادر، إذ يذكرون ما لا يعقل أن يصدر عنه في حضرة الخليفة عبد الملك بن مروان مثلاً.
وجلّ ماسلم من شعره لا يعدو مقطّعات في الهجاء والخمرة، ساعد في وصولها إلينا أنها كانت تُغنّى وتلقى ترحيب أولي الأمر واستحسانهم.
وكانت له كذلك بعض المقطعات المدحية التي قالها في أمراء بني أمية وبعض وجوه القوم. وأطول القصائد الباقية له قصيدة في(19) بيتاً يصف فيها بتهكم وبساطة فراره من الجيش الذي أرسله عبد الله بن الزبير لقتال أهل الشام بقيادة الحارث بن عبد الله المخزومي المعروف بالقُباع، فيذكر أنه باع حماره، إذ لم يكن عنده جواد، وأنفق ثمنه عند خمار على الفجور وشرب الخمر، وظل على هذه الحال إلى أن قفل الجيش راجعاً إلى البصرة.
وكان من أثر هجائه بعض الناس أن التصق بهم ما أطلقه عليهم من ألقاب، فقد هجا رجلاً ولقبه «ابن مطفئة السراج».
أتدعوني الأقيشر ذلك اسمي |
| وأدعوك ابن مطفئة السراج |
وللأقيشر أبيات لا يكاد يخلو منها كتاب نحو، من أشهرها قوله:
أفنى تِلادي وما جمّعت من نَشَبٍ |
| قرعُ القَواقيزَ أفواهِ الأباريق |
كانت نهاية الأقيشر مأسوية، إذ أودت به سلاطةُ لسانه وجرأته على الناس، فقد دبّر له رجل كان يتعرض له بالهجاء مكيدة، فجمع غلمانهُ بعراً وقصباً وجعلوه في حفرة، وعندما أقبل الأقيشر وهو سكران أخذوه وشدُوا وثاقه ثم وضعوه في تلك الحفرة، وأشعلوا النار في القصب والبعر، وجعلت الريح تلفح وجهه وجسمه بتلك النار، فأصبح ميتاً.
ج.ت
مراجع للاستزادة |
ـ الأصفهاني، الأغاني (طبعة دار الكتب).
ـ ابن قتيبة، الشعر والشعراء (دار إحياء العلوم، بيروت 1984).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثالث، طبعة 2001، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 98 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 872
- الكل 102765087
- اليوم 31435
اخترنا لكم
بريماتيتشو (فرانسيسكو)
بريماتيتشو (فرانسيسكو -) (1504-1570) فرانسيسكو بريماتيتشو Primaticcio Francescoفنان تشكيلي إيطالي من أسرة نبيلة، ولد في مدينة بولونية Bologne الإيطالية، ونشط فنيا في فرنسة وتوفي في عاصمتها باريس، وقد ظهرت موهبته في التصوير في سن مبكرة، وبرزت مكانته الفنية والاجتماعية في عصر النهضة الإيطالي. كانت مدينة بولونية، في فترة تدربه على الرسم، خالية من معلمي الرسم الكبار، وكان الفنانون المحليون يقتدون بأسلوب المدرسة الرومانية. درس بريماتيتشو على يد الفنان إينوتشينزو دا إيمولا Innocenzo da Immola، وفي محترف بانياكافالّو Bagnacavallo، ثم راح يبحث في مدينة مانتو Mantoue عما لم توفره له بولونية، فوجد ضالته في كنف جوليو رومانو Jules Roain،
واتو (أنطوان-)
واتو (أنطوان ـ) (1684 ـ 1721) أنطوان واتو Antoine Watteau مصور فرنسي من أعمدة فن الروكوكو Rococo. ولد في مدينة ڤَلانسيين Valenciennes الواقعة على الحدود الفرنسية الفلمنكية. أحب الرسم والتصوير منذ صغره، لكن والده أراده نجاراً مثله، إلا أنه سمح له أن يتعلم التصوير في بلدته في أوقات فراغه على أحد الفنانين المحليين. إلا أن الفتى الموهوب حين بلغ السابعة عشرة من عمره هرب إلى باريس لصقل موهبته والتفرغ للتصوير. وفي باريس لم يكن لديه ما يؤويه ويسد رمقه فاضطر إلى العمل أجيراً بسيطاً في أحد دكاكين بيع الصور واللوحات الدينية على جسر نوتردام. وفي هذه المنطقة الزاخرة بالفنانين والمصورين تعرف تاجر اللوحات جان مارييت Mariette الذي كلفه نسخ بعض الأعمال الفنية. وهناك تعرف الفنان كلود جيلّو Claude Gillot المختص بتصميم اللوحات الكبيرة المستخدمة في «ديكورات» المسرحيات الإيطالية ورسمها.