تُعد إيطالية إحدى الدول الرائدة في مجال الفنون كافة، ومن قلب عاصمتها رومة ولدت سينما «الواقعية الجديدة» il neorealismo  الإيطالية التي كان لها أكبر الأثر في تغيير مفاهيم هذا الفن في العالم وخاصة سينما مابعد الحرب العالمية الثانية.

"/>
ايطاليه (سينما ومسرح)
Italy - Italie

إيطالية

 

إيطالية

المسرح والسينما

تُعد إيطالية إحدى الدول الرائدة في مجال الفنون كافة، ومن قلب عاصمتها رومة ولدت سينما «الواقعية الجديدة» il neorealismo  الإيطالية التي كان لها أكبر الأثر في تغيير مفاهيم هذا الفن في العالم وخاصة سينما مابعد الحرب العالمية الثانية.

المسرح

في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي، وُلد المسرح الإيطالي من جديد من قلب الكنيسة نفسها التي أوقفت مسيرته، فقد اجتمع بعض الرهبان في مقاطعة «أومبرية» Umbria بهدف تقديم بعض المدائح الغنائية للسيدة العذراء، ثم تطور هذا الشكل إلى نوع من التمثيل انتشر انتشاراً واسعاً في القرن الرابع عشر في كل إيطالية تقريباً، بعد أن رُفِدَ بعناصر فنية أخرى مثل الموسيقى والتشكيل الحركي. ثم انطلق لتقديم عروضه خارج الكنيسة وفي الساحات العامة وأمام الكاتدرائيات حتى إنه توِّج في القرن الخامس عشر بما يسمى «مسرح الأسرار».

لكن في الوقت نفسه وإبّان عصر النهضة، بدأت تظهر ملامح «مسرح الملهاة الساخر الدنيوي» المستوحى من القصص ذات الموضوعات الشعبية، وقدمت هذه الأعمال في الجامعات وفي قصور الأمراء التي أضحت أكثر الأماكن أهمية للحياة المسرحية. وفي خارج تلك البلاطات، بدأ يزدهر مسرح ملهاة آخر لايخضع لقواعد، ولكنه كان أكثر حيوية وسخرية، وهو مسرح أريوستو (1474-1539)L.Ariosto، ومسرحيات الملهاة أريتينو(1492-1556م)P.Aretino وهي «مرايا» تعكس حالة الفساد المنتشرة على نطاق واسع في مختلف الطبقات الاجتماعية. لكن الروح المناهضة للإصلاح والسيطرة السياسية الإسبانية على البلاد لم تساعد على تطور هذا المسرح، لأن المأساة استمرت محتفظة بمكانتها في الأجواء الأدبية، في حين استمر مسرح الملهاة في محاولته التجديد ضمن الأشكال والأنماط التقليدية. وفي القرن السادس عشر، اشتهرت المسرحيات الموسيقية الريفية  بأجوائها الهادئة والممتعة، وكان لمؤلفات تاسو (1544-1595)T.Tasso الفضل الأكبر في تطوير المأساة الريفية، منها أداء جوقات غنائية بين الفصول على ماكان عليه الأمر في المأساة الإغريقية، وهو ما كان مظهراً من مظاهر التجديد في البناء المأساوي. وأدى هذا التطور إلى ظهور «المسرحية الغنائية» (الأوبرا) التي اعتمدت الموسيقى، والزخارف التزيينية (الديكور)، والتمثيل أساساً لها.

ومع ظهور الأوبرا، ظهر شكل جديد من البناء المسرحي، وهو ما يسمى بالبناء الإيطالي، الذي ما زال مستمراً حتى يومنا هذا. وراح الكتّاب والمتعهدون ذوو الأفكار العقلانية المناهضة لحركة الباروك من بداية القرن الثامن عشر، يواجهون مشكلة الإسفاف في النصوص الأدبية ويطرحون من جديد الدور الأخلاقي والاجتماعي اللذين يجب أن يتضمنهما النص المسرحي؛ موجهين انتقاداتهم إلى القصص المأساوية (الميلودراما) وإلى إفلاس فن الملهاة المرتجلة، معلنين أن السيادة يجب أن تكون للكلمة وحدها. ونادوا بفاعلية المأساة ووجوب سيطرتها على النص المسرحي. وقد نادى بهذه الإصلاحات كل من ميتاستازيو P.Metastasio في حقل القصص المأساوية، وغولدوني C.Goldoni وغوتسي C.Gozzi في حقل الملهاة، وألفييري V.Alfieri في المأساة التي راحت تخطو بعده نحو الإبداعية رافضة مبدأ الوحدات الثلاث، وهي: وحدة المكان والزمان والعقل، وذلك برعاية كتّاب مثل شكسبير وغوته، وشيلر. أما دُرجة المأساة الهزلية البرجوازية (الفودفيل) Vaudeville فكانت تقليداً للمسرح الفرنسي.

وراحت المأساة تستعيد حيويتها مع فيرغ(1840-1922)G.Verga الصقلي، في نهاية القرن التاسع عشر وفي أجواء «المدرسة الواقعية» verismo، فبلغت أرفع المستويات الفنية، كما أضحت مع كل من برتولاتسي (1870-1917)C.Bertolazzi ، وجاكّوزو (1847-1906)G.Giaccoso مأساة لاذعة وناقدة حزينة، وأفرزت الكثير من النصوص في اللهجات المحلية.

ومن جهة أخرى، ظهر المسرح الشعبي للعروض المتنوعة (المنوّعات) وأصبح له جمهوره وممثلوه، فكان أول أعمال السينما الإيطالية.

تطور المسرح في مدينة نابولي في أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها تطوراً ملحوظاً واستطاع بموضوعاته وبلهجته المحلية أن يترك بصمة فنية على المستوى العالمي، ويذكر هنا المؤلف والمخرج والممثل إدواردو دي فيليبو E.Di. Fillippo الذي ترجمت أعماله إلى معظم لغات العالم، وهي أعمال ذات مواصفات إنسانية تربط الخاص بالعام من واقع الحياة اليومية ورتوبها. وقد استطاع في مسرحيته «نابولي مليونيرة» (1943) أن يعالج التحولات الجديدة التي طرأت على المجتمع الإيطالي في الحرب العالمية الأولى ومابعدها ولُقّب بأبي «الواقعية الجديدة» الإيطالية، وذلك انعكاساً لبعض الأعمال المسرحية التي أتى بها مخرجون أجانب عملوا في إيطالية.

بدأ اهتمام الدولة بالمسرح بتأسيس «الأكاديمية الوطنية للفنون المسرحية» (سيلفيو داميكو) S.D&https://www.arab-ency.com.sy/details/14652#39;Amico عام 1935 في رومة، فكان لها الفضل الأكبر في تخريج الكثير من الممثلين والمخرجين والنقاد الذين أدّوا دوراً كبيراً في الحياة الفنية الإيطالية. كما نال شهادة الدراسة من هذه الأكاديمية بعض المخرجين العرب من سوريين ومصريين وغيرهم.

بعد سقوط الفاشية، بادرت الحكومة الإيطالية الفتية إلى تأسيس مجموعة من «المسارح المستقرة» في الكثير من المدن الإيطالية مثل «المسرح الصغير» في ميلانو عام 1947، وتبنّت هذه المسارح مفهوماً ثقافياً جديداً، وهو الخدمة الاجتماعية والتربوية والثقافية، وراحت تشرف على هذه المسارح وتغذيها بلديات المحافظات. وهكذا نشطت الحياة المسرحية في بداية الخمسينيات من القرن العشرين وبرز كثير من الكتاب ورجال المسرح مثل: دييغو فابري(1911) D.Fabri، الذي راح يصور بدقة المسائل الضميرية التي يطرحها الإيمان الديني كما في أعماله «محكمة التفتيش» (1950) و«محاكمة يسوع» (1955)، ولويجي سكوارتسينا L.Squarzzina الذي عالج الوقائع التاريخية بنزاهة في ضوء علم النفس، وجوزيه غريفي G.Griff الذي كان يستمتع بالانفعالات المتبادلة لشخصياته الطامحة إلى الشهرة وعالم الفن كما في مسرحية «نموت حباً» (1958). أما لوكينو فيسكونتي L.Visconti فقد عمل في المسرح والسينما والأوبرا وقدم أعمالاً لكبار الكتّاب المسرحيين مثل شكسبير وغولدوني بكل أمانة معبراً عن معالم الماضي وثوابته ليحقق التكثيف الدرامي في العرض المسرحي. لقد قدم فيسكونتي بعض أفضل أعمال الإخراج لمسرح غولدوني مثل مسرحية «صاحبة الفندق» (1952).

وشهدت إيطالية في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات على المستوى الشعبي، ظواهر مسرحية لكثير من المخرجين، الذين قدموا عروضهم المسرحية تحت الخيام مثل فيتوريو غاسمان V.Gassman. كما ظهرت عروض سياسية وانتقادية مختلفة مثل «السر السخيف» (1969)، و«الفدائيون» (1972). وقدّم مخرجون شهيرون آخرون مثل جورجو ستريلر (1921-1997)G.Strehler  عروضاً مهمة كثيرة أحدثت تجديداً في الأوبرا والمسرح الإيطاليين مثل «خادم سيِّدين» عن نص لغولدوني، وأوبرا «البنسات الثلاثة» لبريخت، و«الملك لير» و«ماكبث» و«العاصفة» لشكسبير، و«بستان الكرز» لتشيخوف.

وبرزت في السبعينيات فرق مسرحية بصفة جمعيات تعاونية تمول نفسها بنفسها، وفرق مسرح تجريبي اتخذت لها أمكنة تعسة مثل «مسرح الأقبية الرومانية» وحاولت جاهدة القيام بعملية تجديد للغة المسرحية في الشكل والمضمون.

ومع تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في التسعينيات برز مسرح «الملهى» (الكاباريه) Cabaret من جديد بموضوعاته السياسية والاجتماعية الساخنة واللاذعة.

السينما

شهدت رومة أول عرض لصور متحركة «كينيتوغراف» Kinetograph عام 1895 للمخترع ألبريني(1865-1937)F.Alberini  وذلك قبل عرض الأخوين لوميير A.Lumiere في باريس بشهر واحد. وبعد عشر سنوات تم تحقيق أول فيلم تاريخي قصير لألبريني وسانتوني Santoni، وهو «احتلال رومة». وكانت الأفلام الإيطالية الأولى والناجحة منها أفلاماً هزلية. ثم ثبت رواج الأفلام التاريخية الكبيرة، لسهولة استعمال ديكورات طبيعية جميلة، وقلة تكاليف الإنتاج.

بدأ التقدم الفني للإنتاج عام 1912 عندما حقق غواتسوني E.Guazzoni فيلمه الديني الأول «كووفاديس» Quo Vadis، وأنتج بادسكاله Padscale فيلم «سبارتاكوس»، وكازريني M.Caserini فيلم «دماربومبي» distruzione di Pompei. وفي عام 1914 حقق باسترونه Pastrone رائعته السينمائية «كابيريا» Cabiria، وسجل هذا الفيلم التاريخي حدثاً فنياً وتقنياً عظيماً في تاريخ السينما العالمية، وكان له تأثير كبير على السينما الأمريكية، وعلى المخرج والناقد الأمريكي غريفيث Griffith. ثم أتبعه باسترونه بفيلم «سقوط طروادة» (1915) الذي بنيت له الأسوار، وصُنع حصان خشبي ضخم من أجله.

لاقت هذه الأفلام نجاحاً كبيراً في الأسواق العالمية، مما شجع الإنتاج السينمائي، حتى أصبح هناك أكثر من عشر شركات إنتاج في كل من ميلانو وتورينو ونابولي ورومة. وكان ينمو في السينما اتجاه أكثر واقعية استطاع أن يسهم في ولادة «الواقعية الجديدة» ويؤثر على المخرجين السوفييت. ومن أفلام هذه الحقبة: فيلم «الضائعون في الظلام» (1915) لنينو مارتوليو N.Martoglio، وفيلم «تيريزا» عن قصة للكاتب إميل زولا E.Zola.

كانت سيناريوهات تلك الحقبة تفوح منها رائحة أدب دانوتسيو، كاتب الحقبة الفاشية. هذا إلى جانب سلسلة الأفلام البوليسية والمغامرات. لكن براعة المخرجين لم تتمكن من إنقاذ السينما الإيطالية التي بدأت بالتراجع في أثناء الحرب العالمية الأولى. فقد سقط «اتحاد شركات الإنتاج الإيطالي» UCI عام 1924، ولم تستطع أفلام مثل «ميسالينا»، و«آل بورجيا»، و«تيودورا»، أو نجمات السينما الشهيرات وقتئذٍ إعادة التألق القديم. فقد سَخَّرَ موسوليني السينما لتكون بوقاً دعائياً لنظامه الفاشي. وظهر جيل السينما الناطقة، ومرحلة مايسمى بسينما «التليفونات البيضاء»، وأفلام الهروب من الواقع.

في عام 1935 تأسست «المدينة السينمائية» Cine città، والإدارة العامة للسينما، ووصل حجم الإنتاج عام 1939 إلى أربعة وثمانين فيلماً. إلا أن رجال السينما غير الموالين للنظام الفاشي راحوا يشكلون قاعدة لنهضة ثقافية وسينمائية كان لها أكبر الأثر على السينما الأوربية والعالمية؛ ومن هؤلاء: فيسكونتي الذي أخرج عام (1943)، فيلمه «وسواس» والذي منعته الرقابة، لكن تأثيره انتشر بسرعة لعرضه في أماكن خاصة. ثم تبعه المخرج بلازيتي A.Blasetti بفيلم «أربع خطوات بين الغيوم» (1942)، والمخرج الممثل فيتوريو دِه سيكا V.De Sica بفيلم «الأطفال ينظرون إلينا» (1942). وقد حملت هذه الأفلام بمضمونها ريح الواقع وشكلت تياراً سينمائياً جديداً، وظاهرة فريدة في أوربة والعالم سميت الواقعية الجديدة neorealismo. وقد وضع المخرج زافاتيني Zavattini لها نظرية قائلاً: «إنها شاعرية الرصد والتتبع لحياة الإنسان، وتسليط الضوء على الواقع بصدق من أجل حياة أفضل».

وكان لصرخة الممثلة أنّا مانياني A.Magnani، بطلة فيلم «رومة مدينة مفتوحة» (1945) دوي في العالم أجمع. كما كان فيلم «باييزا» (1946)Paisa احتجاجاً صارخاً على الحرب والاحتلال حتى عدّه غريفيث نقطة تحول في تاريخ السينما العالمية. وقد عبّر هذان الفيلمان، إضافة إلى فيلم «ألمانية عام صفر» (1947) وجميعها للمخرج روبرتو روسّيلّيني R.Rossellini، بصدق عن المآسي والويلات التي لحقت بإيطالية والعالم. ثم تتالت أفلام كثيرة في هذا الاتجاه مثل فيلم «ماسحو الأحذية» (1946) للمخرج ده سيكا الذي يصور مآسي الأطفال المشردين، وفيلم «سارقو الدراجات» (1948) الذي يعبّر عن البطالة والعزلة الإنسانية، وفيلم «أعجوبة في ميلانو» (1950) الذي اتخذ من السحر والدلالة الشعرية وسيلة لتحليل الواقع، وفيلم «أُمبرتو دي»Umberto D  (1952) الذي يصور عزلة المتقاعدين.

أما ثالث هذه المدرسة فهو المخرج فيسكونتي الذي أتبع فيلمه «وسواس» بفيلم «الأرض تهتز» (1948) رصد فيه تمرد صائدي الأسماك الصقليين على الإقطاعيين المالكين الكبار.

مضت الواقعية الإيطالية تتجه اتجاهاً معاصراً وتظهر كل يوم مخرجاً جديداً مثل ألبرتو لاتوادا A.Latuada، وماريو مونيتشلّي M.Monicelli الذي أبدع في الملهاة الشعبية بالتعاون مع الممثل الكوميدي اللامع توتو Totò. وقد لاقى فيلم «الرز المر» (1949) للمخرج جوزيبه دِه سانتيس G.De Santis نجاحاً عالمياً، وهو من بطولة سيلفانا مانغانو S.Mangano. وقدّم بيترو جيرمي P.Germi عام 1948 فيلم «باسم القانون» وهو فيلم عن المافيا الصقلية، وفيلم «طريق الأمل» (1950) وهو لوحة صادقة عن هجرة العاطلين عن العمل من موطنهم صقلية. وهكذا، ازدهرت السينما الإيطالية من جديد بعد الحرب العالمية الثانية إذ وصل الإنتاج عام 1950 إلى أكثر من مئة فيلم إضافة إلى أفلام الملهاة الشعبية الساخرة.

وازداد تأثير «الحركة الواقعية»، في الخمسينيات الثانية من القرن العشرين، في الجمهور الإيطالي بإنتاج أفلام تتحدث عن مساوئ النظام الديموقراطي الجديد مثل فيلم «سنوات سهلة» (1953) الذي أحدث ثورة في المجلس النيابي الإيطالي، وفيلم «خبز وحب وفانتازيا» (1953) من بطولة الممثلة جينا لولو بريجيدا G.L.Brigida الذي عبّرعن بؤس سكان جنوبي إيطالية، وفيلم «أبناؤنا» (1953) الذي تدور حوادثه حول جرائم الأحداث من الطبقة البرجوازية، وفيلم «الصرخة» (1957) الذي عالج أزمة رجال الثقافة الملتزمين مابعد الحرب العالمية الثانية.

واشتهر مخرجون إيطاليون تبوّؤوا مكانة عالية في عالم السينما الإيطالية والعالمية بسبب أفلامهم التي نالت شهرة واسعة مثل بيتروجيرمي في فيلمه «سائق القطار» (1956)، وفِدِريكو فِلّيني F.Fellini بفيلميه: «المتسكعون» (1953) و«جنرال الروفيرِه»(1959)Generale della Rovere، وفرنشيسكو روزي F.Rosi بفيلمه «سلفاتور جوليانو» (1962) ويتطرق فيه إلى منظمة المافيا التي تهدد المجتمع الإيطالي الجديد، ودِه سيكا بفيلم «الفلاّحة» la Ciociara الذي قامت بدور البطولة فيه الممثلة صوفيا لورين ويصورهذا الفيلم مآسي الحرب العالمية الثانية عن قصة للكاتب الإيطالي ألبرتومورافيا A.Moravia. أما بازوليني Pasolini فيفرض نفسه مخرجاً وكاتب سيناريو في كثير من أفلامه مثل «إنجيل متّى» و«الطيور الجوارح والعصافير». وحقق بعض المخرجين الإيطاليين أفلامهم خارج إيطالية مثل روسّلّيني في فيلمه «لويس الرابع عشر» (من إنتاج التلفزيون الفرنسي)، وأنطونيوني في فيلمه «انفجار» (في إنكلترة)، وبونتِكوروفو Pontecorvo في فيلمه «معركة الجزائر» (في الجزائر).

وتوالى كثير من الأفلام الإيطالية في الخمسينات ومابعدها يحصد جوائز عالمية شهيرة متعددة في مهرجانات سينمائية مختلفة. وانعكس الحوار الجدلي والسياسي على الملهاة الاجتماعية على الطريقة الإيطالية، واستطاع الرباعي الكوميدي ألبرتو سوردي A.Sordi، وأوغو تونياتسي U.Tognazzi، وفيتوريو غاسمان، ونينو مانفريدي N.Manfredi أن يسيطروا بموهبتهم التمثيلية على سوق الأفلام الداخلية والأوربية مدة عشرين عاماً. كما عالج بعض المخرجين الإيطاليين، في الستينيات ومابعدها، موجة أفلام «الكاوبوي» الأمريكية بأسلوب إيطالي ساخر مثل فيلم «من أجل حفنة من الدولارات»، و«الطيب والقبيح والشرير». ولم يزل الجدل السياسي والمشكلات الاجتماعية ماثلين في الأفلام الإيطالية حتى اليوم. واستطاعت السينما الإيطالية، منذ الربع الثالث من القرن العشرين، أن تنافس السينما الأمريكية إخراجاً وإنتاجاً وتمثيلاً على ضخامة إنتاج الأفلام الأمريكية التي مازالت تغرق الأسواق العالمية ومنها الإيطالية. على أن الفائق منها في السينما الإيطالية بقي محدوداً في الربع الأخير من القرن العشرين بغض النظر عن إنتاج أفلامها الناجحة.

 

إيليا قجميني

 

 

- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : موسيقى وسينما ومسرح - المجلد : المجلد الرابع، طبعة 2001، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 427 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة