آخر الأخبار
الإخراج الفني
اخراج فني
Art direction - Direction artistique
الإخراج الفني
الإخراج الفني direction هو رواية قصة ما عن طريق أداء حركات تمثيلية في المسرح أو السينما أو التلفزيون في أسلوب فني وتقني معبّر، توضح حوادث القصة بغرض المشاهدة، واستخدام المؤثرات السمعية والبصرية، وتدريب الممثلين على التنفيذ.
الإخراج المسرحي
تعد وظيفة المخرج المسرحي إدارة جميع مراحل العمل الإبداعي لمسرحية ما. ويرادف مصطلح «المخرج» في اللغة الإنكليزية كلمة «المدير» director، لأن المخرج يتحمل مسؤولية إدارة العمل وتنظيم جميع أفراده الفنيين من ممثلين وتقنيين، من أجل تحقيق التصور الجمالي الذي يعبر عن تفسير المخرج لنص المؤلف. أما المصطلح الفرنسي mise en scène فإنه يشير إلى رسم حركة المشاهد.
وكان الإخراج أيام الإغريق جزءاً من مهمة الكاتب المسرحي، ثم أصبح في أيام شكسبير وموليير مهمة تناط بالممثل النجم، إلى أن استقلت مهنة المخرج في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ويعزى إلى دوق ساكس - مايننغن Saxe- Meiningen (1826-1914) الألماني، جورج الثاني، المحب لفن المسرح، أنه أول من رسّخ المفهوم المعاصر لمهنة المخرج، وتلاه كل من أندريه أنطون A. Antoine (الفرنسي)، وكونستانتين ستانيسلافسكي[ر]
C. Stanislavski (الروسي)، وغوردن كريغ G. Craig (البريطاني)، وماكس راينهارت[ر]
M. Reinhardt (النمسوي)، وبرتولد برشت[ر]B. Brescht (الألماني). ولكن بريطانية ظلت تجمع بين المخرج والممثل معاً مثل لورنس أوليفييه[ر] L. Olivier، وجون غيلغود J. Gielgud. واليوم، أصبح بدهياً قيام مخرج/مؤلف بإخراج مسرحية لغيره، أو مخرج/ ممثل بإخراج مسرحية لا يؤدي فيها.
وقد ازداد عدد المخرجين في العالم منذ ثلاثينات القرن العشرين مع نمو فن الإخراج في الولايات المتحدة التي أخذت منهج ستانيسلافسكي وطورته في اتجاهات متباينة. ومن أهم من أرسوا قاعدة قوية لفن الإخراج المسرحي: إيليا كازان[ر]E. Kazan، ولي ستراسبرغ L. Strasberg، وهارولد كلورمان H. Clurman، وجوزيف تشيكن J. Chaikin (المجري). وقد نما الإخراج في أوربة عامة، واحتل مكانة بارزة في الفن المسرحي، وخاصة في أعمال بيتر بروك P. Brook، وبيتر شتاين P.Stein، ويوري ليوبيموف Y. Lyubimov وأمثالهم.
ومنذ أواسط القرن العشرين وجدت نظريتان رئيستان للإخراج المسرحي، بغض النظر عن الأساليب، الأولى تنطلق من عملية تخطيط منظم ومسبق لجميع تفاصيل العرض، بما فيها حركة الممثلين. أما الثانية، فتعتمد على استكشاف النص من التجارب العامة التي تسبق العرض وتتخللها ارتجالات في الأداء المسرحي. ولكن نجاح المخرج في الحالتين يظل مقروناً بقدرته على استخلاص أفضل ما لدى الممثلين والفنيين من طاقات إبداعية، وتوظيفها بعدالة ودقة وإيجابية، لتخدم جميعاً تفسيره للمعنى وتصوره للشكل الذي يجب أن تكون عليهما المسرحية في مكان وزمان معينين.
الإخراج السينمائي
يمكن أن يعرف الإخراج السينمائي بأنه «رواية قصة بالصور والمؤثرات الصوتية والبصرية والحركية»، ويعد المخرج عماد العمل السينمائي. وقد استطاع بعض المخرجين جلب أشخاص عاديين اكتشفوا فيهم الموهبة الفنية وجعلوا منهم نجوماً، وقلل البعض الآخر من الحوار في أفلامه بقدر كبير مستعيضاً عنه بالمؤثرات من حركة وصوت ولون وإيحاء. لكن أهمية المخرج السينمائي تعود إلى ما قبل ذلك، أي إلى عهد السينما الصامتة، في الولايات المتحدة أو في ألمانية أو روسية أو فرنسة. ومن الرواد الذين خلدتهم أعمالهم: غريفيث[ر]Griffith، وتشارلي تشابلن[ر]Ch. Chaplin، وآبيل غانس A. Gance وآيزنشتاين[ر] Eisenstein. ومع دخول الصوت إلى صناعة السينما عام 1926، وتطور تقنيات التصوير والمونتاج والمزج الفني (المكساج)، ثم ولوج صناعة التلوين على الأفلام، وابتكار «الشاشة الموسعة» (السينماسكوب) cinèmascope، تزايدت أعباء المخرج كثيراً، لأنه فضلاً عن موهبته الإبداعية، عليه أن يتولى إدارة أعداد كثيرة من الفنيين ويشارك في تصميم الأزياء والإضاءة و(المكياج) ليحمل الفيلم توقيع مخرجه. والفارق مهم بين الإخراج المسرحي والإخراج السينمائي. ففي المسرح، يقدم المخرج للمشاهد عرضاً حياً يستطيع أن ينظر من خلاله إلى أية زاوية من المسرح بمحض اختياره. أما في السينما، فإن المخرج هو الذي يختار اللقطات والزوايا المحددة من قبله. لذلك كان قول الممثل والمخرج البريطاني أورسون ويلز[ر]O. Welles مهماً حول ضرورة أن تكون «الكاميرا عين الشاعر».
والإخراج السينمائي ليس إدارة ممثلين فحسب، بل هو تصور تعبيري متكامل لكيفية رواية موضوع معين بالأسلوب الأمثل لإحراز التأثير المطلوب. لذلك فإن التعاون بين المخرج ومدير التصوير وفني الجمع والتركيب (المونتاج)، له أثر حاسم في إنجاح الفيلم أو إخفاقه. وقد أصبحت صناعة السينما معقدة، خاصة في «هوليود»[ر] التي غزت بقية أرجاء العالم بتياراتها السينمائية المختلفة مثل أفلام المنوعات الموسيقية، ورعاة البقر (الكاوبوي)،والجريمة (المافيا)، والملهاة، والفروسية، والحروب، إذ أصبح لكل منها مخرج في مجاله الاختصاصي المحدد، وفي الحرب العالمية الثانية نزح رواد السينما الألمان إلى الولايات المتحدة، ومنهم فريتز لانغ F. Lang، ووليم فيلر W. Wyler، وبيلي فيلدر B. Wilder. ثم ما لبث الإخراج السينمائي أن أصبح مهنة اختصاصية، وبرزت أسماء لكبار المخرجين العالميين مثل: كوروساوا Kurosawa، وفيتوريو دي سيكا V. de. Sica، ولوي بونيويل L. Buñuel، وألفريد هتشكوك[ر]A.Hitchcock، وسيرغي بوندار تشوك S. Bondarchuk، وأنغمار برغمان[ر]I. Bergman وفيدريكو فليني[ر]F. Fellini، وإيليا كازان[ر]E. Kazan، وروبرتو روسليني[ر]R. Rossellini.
ومن أبرز المخرجين العرب للسينما العربية: صلاح أبو سيف[ر]، ويوسف شاهين، وعاطف الطيب، ومحمد خان (من مصر)، ومحمد الأخضر حامينا، وأحمد الراشدي (من الجزائر)، ومحمد ملص، وعبد اللطيف عبد الحميد (من سورية)، وفريد بوغدير، ونوري بوزيد (من تونس)، وخالد الصديق (من الكويت)، وجميل شكري (من العراق).
ومع أن صناعة السينما أصبحت بالألوان، إلا أن بعض المخرجين المعاصرين ما زال يقوم بتصوير أفلامه بالأسود والأبيض، متحرياً الإحساس بمصداقية تسجيلية تمتد بأثرها إلى المشاهد، ومنهم مارتن سكورسيزه M. Scorcese في فيلم «الثور الهائج». كذلك فعل المخرج العربي المصري محمد فاضل عندما صور فيلم «ناصر 56»، كما أن التصوير بالأسود والأبيض، والألوان معاً يستخدم للدلالة على الخيال والأحلام والأفكار المجردة.
واعتمدت صناعة السينما، منذ أفلام تشارلي تشابلن، على الخدع السينمائية وتطورت تقنياتها على نحو ملحوظ في الربع الأخير من القرن العشرين مثل فيلم «حرب النجوم». واشتهر المخرج ستيفن سبيلبرغ S. Spielberg باستخدامه تقنيات الخدع السينمائية المتطورة في أفلامه بالحاسوب، ومن دون استخدام ممثلين أو محترفات للتصوير.
أما عن أفلام الكرتون الطويلة التي أطلقها المخرج السينمائي الفنان والت ديزني[ر]W. Disney منذ أفلام «سنووايت والأقزام السبعة» مروراً بأفلام الحيوانات، التي تتكلم بلسان الممثلين، الملائمة للأطفال والكبار معاً، فقد تطورت هذه الأفلام تطوراً كبيراً وأصبح الإخراج فيها، وزوايا تصوير رسومها ينافسان السينما العادية. ووصل الأمر بديزني في فيلمه «فانتازيا» إلى استخدام «الفن التجريدي» مع الموسيقى بصورة تجريبية جريئة، وإلى إدخال شخصيات كرتونية مع ممثلين أحياء. واستخدمت هذه التقنية بصورة أوسع مع الفيلم «ماري بوبنز» M. Poppins من بطولة جولي أندروز J. Andrews، وديك فان دايك D. Van Dyke الذي يرقص مع شخصيات كرتونية.
ولكن هذه الأفلام وصلت إلى ذروتها مع شخصية «روجر رابيت» R. Rabbit أو «روجر الأرنب» التي ابتدعتها شركة «وارنر» السينمائية في الفيلم المسمى «من أوقع روجر الأرنب؟». وإذا كانت السينما قادرة على خلق شخصيات غريبة مقنعة من الحيوانات، كما في فيلم «غريملنز» أو فيلم «إي تي» E.T فإنها أصبحت تستطيع إنتاج فيلم طويل كامل بشخصيات مجسمة غير بشرية، كما في فيلم «قصة ودمى»، وكذلك بالإقدام على إنتاج فيلم من بطولة شخصية حيوانية طريفة، كما في فيلم «بايب» Pipe، وهو من بطولة خنزير، أو فيلم «ملك الغابة» The Lion King. لكنه مهما بلغ التقدم التقني في السينما لتوفير الميزانيات وتسهيل الإنتاج، تبقى حصيلة الجهود البشرية في المقام الأول.وقد تفيد التقنيات الفنية في إخراج أفلام تاريخية ضخمة بعض الشيء. كما أفادت أفلام المغامرة الحركية بعض نجوم السينما مثل شوارزينغر Schwarzenegger، وستالونه Stallone، وويليس B. Willis، لكن هذه الأفلام لا تعتمد التقنية كلياً إذ إن تقاليد السينما الضخمة منذ المخرجين كوروساوا الياباني، ووايلر وكوبريك Kubrick الأمريكيين، هي نفسها تقريباً في أفلام خالدة أكثر حداثة مثل: «الامبراطور الأخير» للمخرج برتولوتشي Bertolucci، و«هنري الخامس» للمخرج كينيث براناغ K. Branagh، و«الملكة مارغو» للمخرج باتريس شيرو P. Chéreau، و«قلب شجاع» للمخرج ميل غيبسون M. Gibson. وسيكون تطور الإخراج إجمالاً تابعاً لعوامل اقتصادية تحدد حسبان الكلفة لكل تقنية ولكل فيلم منتج، وفي ضوء تقدير الكلفة يجري إخراج الأفلام المناسبة والاقتصادية.
الإخراج التلفزيوني
حاول التلفزيون في بداية انطلاقته أن يقتدي بكل من المسرح والسينما في مقاربته فن الدراما، إلا أن «المونتاج» لم يكن متاحاً من الناحية التقنية، لذا كانت الأعمال الدرامية تصور دفعة واحدة، فإذا حدث خطأ ما، يعاد العمل من بدايته. أما التشبه بالسينما فنجم عن كون أداة الإيصال في التصوير بعدة أجهزة تصوير عوضاً عن آلة واحدة. وفي مرحلة نضج الدراما التلفزيونية، صار الإخراج التلفزيوني يستخدم المونتاج كثيراً ليقترب من السينما في ذلك، ولكن ظل العمل الإخراجي التلفزيوني محصوراً ضمن جدار المحترف وسط تزيينات المشاهد (الديكورات) المصطنعة، وتحت إضاءة باهرة لابد منها للحصول على صورة جيدة باستخدام أجهزة التصوير الحساسة. وبقدر ما ظن المسرحيون من جهة، والسينمائيون من جهة أخرى أن الإخراج التلفزيوني سهل اكتشفوا أنهم في حاجة إلى ممارسة ومران قبل أن يسيطروا على إدارة المشاهد كاملة، والقيام بمونتاج فوري عبر التقطيع الفني، أي إخراج كل جزء من العمل بعدة آلات تصوير. لذلك، فإن الإخراج التلفزيوني يعتمد بالضرورة على تحضير مسبق دقيق جداً، في حين قد يتاح نوع ما من حرية الإبداع والارتجال النسبي في المسرح والسينما. لكن الأمر عاد فاختلف مقترباً من اللغة السينمائية أكثر مع اختراع آلة التصوير الصغيرة المحمولة وعربات النقل الخارجي التي أمكنت المخرج من الخروج من إسار المحترف، وتصوير مشاهده في المواقع الطبيعية. وقد أتاح ذلك حرية أكثر وارتجالاً وتصويراً للمشاهد لقطة فلقطة في بعض الأحيان من زوايا لم تكن متاحة من قبل. لكن لقطات الإخراج التلفزيوني عموماً تختلف بعض الشيء عن لقطات السينما، نظراً لاعتماد التلفزيون على حوارات طويلة أشبه بالمسرح، وكون مواضيع مسلسلاته غالباً ما تدور حول قضايا اجتماعية حميمة، مما يستدعي إيضاح الشخصيات للمشاهد بلقطات أقرب. هذا فضلاً عن التنوع بين التصوير الخارجي والداخلي، ومحاولة المطابقة بينهما من حيث «الديكور» والإضاءة. والإخراج التلفزيوني حرفة أقرب إلى العلم، إذ إنها تكون فنية ومعبرة عندما تبتعد عن النزعة الاستعراضية فتحقق غاية المشاهدة الجذابة واللافتة للانتباه، وتقدم رواية القصة صراع الشخصيات إلى المشاهد أكثر إيضاحاً وإثارة للاهتمام.
وتعرض الإخراج التلفزيوني والسينمائي إلى تدخل التقنيات الحاسوبية (الإلكترونية) التي جعلته أكثر فاعلية وأقل كلفة.
رياض عصمت
الموضوعات ذات الصلة: ـ السينما - المسرح.
| مراجع للاستزادة: ـ روبير لافون جرامون، السينما المعاصرة. - EDWARD MUSSAY, The Film Classics A- Re- Viewing. - J. W. KIRK & R. A. BELLAS, The Art of Directing. |
- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : موسيقى وسينما ومسرح - المجلد : المجلد الأول، طبعة 1998، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 538 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 986
- الكل 80681069
- اليوم 3681
اخترنا لكم
التخلية (تقانة-)
التخلية (تقانة ـ) تقانة التخلية vacuum technology هي الحصول على خلاء في إناء مغلق وذلك بالتخلص من الهواء فيه، وقد بدأ الاهتمام بذلك حين تبينت ضرورة وجود الهواء لانتقال الصوت. كما جرى تفريغ الهواء من أداة على شكل نصفي كرة قابلين للفصل فصعب فصلهما بعد التخلية بسبب تأثير الضغط الجوي على النصفين من الخارج فقط. تعددت بعد ذلك تطبيقات هذه التقانة لتدخل في تأثير التخلص من مكونات الجو الغازية والغازات على التفاعلات الفيزيائية أو الكيمياوية مثل الامتزاز أو الأكسدة. ودخلت هذه التقانة الصناعة لأول مرة قرابة عام 1900 في تصنيع المصابيح الضوئية الكهربائية لإطالة عمرها ومنع احتراقها، تبع ذلك استعمالها للعزل الحراري عند صناعة الأوعية الحافظة للحرارة vacuum flask لحفظ السوائل في درجة حرارة ثابتة. حيث يخلى فيه الحيّز بين طبقتين زجاجيتين من الهواء، لمنع انتقال الحرارة[ر] بالحمل بين الطبقتين. كما صنعت الصمامات الإلكترونية (الأنبوب الالكتروني) المُخْلاة حتى تمنع إعاقة حركة الإلكترونات عند انتقالها بين المصعد والمهبط والذي يعد أنبوب التلفاز نموذجاً مكبراً لها. وقد أخذت هذه التقانة دفعاً قوياً مع بداية خمسينات القرن العشرين عندما استخدمت في المسرعات والطاقة النووية، وكذلك عند استعمالها للإقلال من التلوث في الصناعات الإلكترونية الدقيقة. ودخلت أخيراً صناعة الفضاء وتقليد ما يحدث فيه. استفادت هذه التقانة، كأي تقانة أخرى، من التأثير المتبادل بين التطورات العلمية وأدوات التقانة سواء من حيث تحسين المُخْليات (مضخات التخلية) وتنوعها أو من حيث مقاييس الخلاء والأجهزة المستعملة للقياس. كما استحدثت وحدات خاصة للتعبير عن جودة الخلاء أهمها التور Torr الذي يساوي الضغط الناتج عن عمود من الزئبق ارتفاعه 1mm مشتقة من التعبير عن الضغط الجوي النظامي بارتفاع عمود من الزئبق قدره 760mm، وما تزال هذه الوحدة مستخدمة مع اعتماد الباسكال، منذ عام 1971 في الجملة الدولية مكانه والذي يساوي 7.5×10-3 torr. المُخليات (مضخات التخلية) تعد المضخة الزيتية الدوارة rotary pump أكثر المضخات استعمالاً في هذه التقانة، لكنها لا يمكن أن تؤدي إلى خلاء أفضل من 5×10-3 torr. وهي تتألف من أسطوانة تدور حول محور غير محورها بحيث يدفع الغاز الداخل من فتحة أولى ليخرج من فتحة ثانية في أثناء دوران نقطة التماس على السطح الداخلي لأسطوانة ثانية (الشكل-1)، تدعم كل فتحة عادة بصمام وحيد الاتجاه. تصنع المضخات عادة بحجوم وسعات مختلفة وتناقص سرعة إنجاز التخلية عموماً كلما اقتربنا من الحدود الدنيا، وقد تستعمل مضخات ذات مكبس مشابهة للمضخة اليدوية البسيطة. وتستعمل هذه المضخات في صناعة تغليف الأغذية وفي المثفلات وفي المختبرات العلمية كمُخلّية أولية. تأتي المضخة الإنتثارية diffusion pump في الدرجة الثانية من حيث الاستعمال وهي تحتاج في عملها لمضخة دوارة. فهي تعمل على مبدأ انجرار الذرات مع ذرات حارة متوجهة من أعلى المضخة لتتكاثف في أسفلها (الشكل-2) وتعمل هذه المخليات بكفاية ما بين 10-3torr و10-9torr. وهذه أيضاً تصنع بسعات مختلفة. المضخة التوربينية turbo pump وتعتمد للحصول على خلاءٍ كافٍ اختلاف الضغط وانخفاضه عند مركز دوامة هوائية. ويمكن لهذه المضخة أن تعمل بدءاً من الضغط الجوي حتى خلاء يقابل قرابة 10-7torr، وهي لا تحتاج إلى مضخة دوارة للقيام بالتخلية، كما أنها أنظف من المضخة الانتثارية فهي لا تستعمل زيتاً يعد بخاره ملوِثاً. المضخة الادمصاصية sorption pump وتعتمد قدرة امتصاص سطوح بعض المواد للغازات، لذلك فهي تتعلق بكمية المادة الفعالة وإمكانية الاستفادة المتكررة منها، إذ يمكن طرد الغاز المدمص في السطح بالتسخين ومن ثم يمكن استخدام المادة مرة بعد مرة. وتتميز بعدم وجود أجزاء متحركة فيها وبأنه يمكن استعمالها على التتابع لتصل إلى خلاء ما بين 10-2torr و10-3torr. مضخة التبريد المفرط cryo pump (الشكل -3) تستفيد هذه المضخة من كون أحد سطوحها في درجة حرارة منخفضة جداً بحيث يتكاثف الغاز عليه ويسيل فيمكن إخراجه من الحيز المُخلّى. وتعمل بصورة جيدة في المجال الواقع بين 10-3torr و10-10torr وتستعمل عادة غاز الهليوم لتبريد السطح حتى درجة حرارة تقارب 15k، لكن يمكن أن تستعمل الهليوم المائع أحياناً في الدرجة 4.2k وقد تضاف مصائد باردة إلى أنظمة الضخ الأخرى تعمل وفق المبدأ نفسه. مضخة التصعيد sublimation pump تعمل في المجال بين 10-3torr و10-11torr وتستعمل التيتانيوم في عملية التصعيد وهو يتفاعل مع الغازات الفعالة كيمياوياً من دون الغازات الخاملة. مقاييس الخلاء vacuum gauges تطورت هذه المقاييس في تعقيدها مع تحسن إمكان الحصول على خلاء عالٍ. ويعد مقياس ماك لويد Mcleod أول المقاييس التي تعتمد على ضغط الغاز المأخوذ من الحجرة المراد قياس الخلاء فيها ثم قياسه واستخلاصه اعتماداً على قانون الغازات العام، لذلك يسمى بالمقياس المطلق، وهو يستخدم لمعايرة المقاييس الأخرى. ومن المقاييس غير المباشرة هناك المقاييس المعتمدة على الناقلية الحرارية للغاز المتبقي مما يجعل درجة حرارة سلك مسخن تثبت عند درجة حرارة معينة. وبقياس درجة حرارة هذا السلك بوساطة مزدوجة كهرحرارية يمكن حساب ضغط الغاز. وقد تستنتج درجة حرارة السلك اعتماداً على تغير مقاومته ويدعى مقياس بيراني Pirani وتغطي مثل هذه المقاييس المجال بين 100torr و10-4torr. أما النوع الثاني من المقاييس غير المباشرة والتي تحتاج إلى معايرة عادة، المقاييس التي تعتمد على تأين (تشرد) الغاز المتبقي نتيجة تصادم الإلكترونات بذرات الغاز ولابد لهذه الإلكترونات من أن تسرع كي تستطيع التأيين، كما يعتمد احتمال تصادمها على طول المسار الحر، لذلك يوضع مغناطيس لهذا الغرض فيجعل مسار الإلكترونات حلزونياً عوضاً عن أن يكون مستقيماً. يدعى هذا المقياس مقياس Penning ويمكن أن يقيس خلاء يصل إلى 10-7torr. يستعمل المقياس السابق الإلكترونات الموجودة بصورة طبيعية في أي غاز فيحتاج الحصول على تيارات مناسبة إلى كمون تسريع يصل إلى 2kv لكن يوجد نوع آخر من المقاييس يعتمد على الإلكترونات الصادرة عن سلك مسخن وهذه تكمن عادة، إضافة إلى ما هو موجود بصورة طبيعية وتفوقها، لذلك يمكن الوصول إلى تيارات أيونية مناسبة بسهولة أكبر وهي تعمل في عدة مجالات من الخلاء اعتماداً على ذلك، فيمكن أن يكون المجال مثلاً ما بين 10-2torr و10-7torr كما يمكن التحكم بهندسة السلك والمجمع لتصبح قادرة على قياس خلاء يصل إلى 10-11torrكما في مقياس بيرد ـ ألبرت Bayard-Albert. تطبيقات تقانة الخلاء مكَّن الحصول على خلاء عال في الفيزياء والكيمياء من دراسة ظواهر جديدة لم تكن لتظهر لولا وجود الخلاء، مثل قياس طاقة الامتزاز على السطوح وترابطها معها، كما أن تطوير المجهر الإلكتروني اعتمد على جودة الخلاء من خلال إمكانية تسريع الإلكترونات لتصل إلى طاقات عالية، إذ يعتمد الوصول إلى طاقات عالية على عدم تصادم الإلكترون المسرع ولمسافة طويلة مع ذرات أو جسيمات أخرى، وهذا يتحقق في الخلاء العالي. ففي حين يحتوي السنتمتر المكعب من الهواء تحت الضغط الجوي النظامي وفي درجة الحرارة العادية قرابة 2 × 1910 جُزيئة، فإن هذا العدد سينخفض بمقدار مليون مرة أو أكثر حسب جودة الخلاء، ومن ثم فإن احتمال التصادم سيقل بهذا القدر. وما ينطبق على الإلكترونات ينطبق على الذرات المبخّرة في عملية التغشية (التلبيس) تحت الخلاء التي تستعمل في تغشية العدسات والعناصر الضوئية المختلفة. وتأتي صناعة التغشية بعد صناعة الصمامات والمصابيح من حيث الأهمية التجارية. ويستخدم المبدأ نفسه للإقلال من ضياع حزم الجسيمات في المسرعات الضخمة المستعملة في الفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات التي تقلد ما يحدث داخل النجوم سواء من حيث تطورها أو من حيث طاقة أشعتها التي تصلنا إلى الأرض كاشفة لنا ماهية مصدرها وما تعانيه خلال سيرها حتى تصل الأرض. ولم يستطع الإنسان الوصول إلى خلاء يقارب الخلاء بين النجوم إلا حديثاً. فأمكنه تفسير بعض الظواهر الفيزيائية الفلكية. وتستعمل التخلية عند الضخ على سائل ما لتبريد هذا السائل. إن بخار السائل هو جسيمات ذات طاقة عالية بالمقارنة مع جسيمات السائل نفسه وهي القادرة على ترك السائل لهذا السبب، لذلك عندما نخلي هذه الجسيمات فوق السائل فكأننا نخلصه من جزء الجسيمات الحارة فيبرد. وقد يستمر التبريد حتى يبدأ السائل بالتجمد، وتحدث هذه عند قيم محددة لدرجة الحرارة والضغط لذلك تستخدم عادة في المعايرة. ويكاد لا يخلو مختبر من مختبرات الفيزياء أو الكيمياء من مضخة تخلية. أما في صناعة الإلكترونيات فهي تخدم غرضاً مزدوجاً يتمثل بنظافة الجو الذي تجري فيه الصناعة والتحكم في مكونات هذا الجو لإحداث تفاعلات كيمياوية محددة على سطوح الركازة التي تتوضع عليها العناصر الإلكترونية من ترانزيستورات [ر. أنصاف النواقل] ودارات مدمجة، خاصة عندما وصلت هذه الصناعة إلى مستوى من الدقة بحيث تؤثر في عمل الدارة وجود جسيمات من أبعاد تقل كثيراً عن المكرومتر. وينطبق مثل هذا على أفران التعدين والصلب وتدخل مسألة التخلص من الجراثيم والهواء بصورة مباشرة في الزراعة عن طريق حفظ الأغذية تحت الخلاء، كما دخلت التخلية مجال التحكم الآلي في رفع الأشياء بلطف، كما استعملت في المكانس الكهربائية اللطيفة. فوزي عوض الموضوعات ذات الصلة: انتقال الحرارة ـ التبريد ـ التبريد المفرط (علم ـ). مراجع للاستزادة: - G.K.WHITE, Experimental Techniques in Low-Temperature Physics (Oxford Press 1968).
الإحصائية (المواءمة-)
الإحصائية (المواءمة -) المواءمة الإحصائية ajustement statistique عملية هدفها الوصول إلى تمثيل بياني لسلسلة إحصائية من الثنائيات المرتبة (س،ع) لقيم متغيرين ملاحظين «س،ع» أو إلى الصيغة التي تميز المظهر الأساسي للعلاقة بين هذين المتغيرين، وذلك بعد حذف التجاوزات العرضية أو تلك التي تُرد إلى عوامل خارجة عن نطاق الظاهرة المدروسة.