آخر الأخبار
ابن البهلول
بهلول
Ibn Bahlul - Ibn Bahlul
ابن البُهلول
(231 ـ 318هـ/845 ـ 930م)
أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي الأنباري، قاض فقيه ومحدّث وأديب. ولد بالأنبار في بيت علم خرج منه علماء أعلام، منهم أبوه إسحاق بن البهلول (ت252هـ)، وكان من كبار الحفّاظ، وله مسند كبير حسن، وكان أخوه الحافظ الناقد الثقة بُهلول بن إسحاق (ت298هـ)، قاضي الأنبار، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وكان نحوياً لغوياً مفوّهاً، وابن أخيه أيضاً يوسف بن يعقوب بن إسحاق وكان من جلّة الكتاب.
أوتي أحمد بن بهلول من ذكاء القلب ومن قوة الحفظ ما كان معه آية من الآيات، وله في الحفظ خبر عجيب مع الإمام الطبري (ت 310هـ) شيخ المؤرخين والمفسّرين، رواه ابنه القاضي أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق.
وقد كان للجو العلمي الذي نشأ فيه، مع ما أُوتيه من مواهب وخلال، أثر في تصرفه في العلوم، فقد سمع الحديث من أبيه ومن إبراهيم بن سعيد الجوهري (ت 247هـ) وأبي سعيد الأشجّ (ت257هـ) وغيرهم، وروى عنه محمد بن إسماعيل الورّاق وأبو الحسن الدارقطني (ت385هـ). وأبو علي القالي (ت356هـ) صاحب «الأمالي»، وتفقه على مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وربما خالفهم في مسائل كثيرة، واتّسع في حفظ الأخبار الطوال والسير والتفسير، مما سيكون من أدواته في ولاياته الطويلة في القضاء فيما بعد.
إلاّ أن الأدب مع ذلك كان أغلب عليه، فقد كان عالماً باللغة، قيّما بالنحو على مذهب الكوفيين، وله فيه تصنيف، قال فيه ابن الأنباري إمام الكوفيين في عصره: «ما رأيت صاحب طيلسان أنحى منه» أي أعرف بالنحو. وقد شهد سنة مئتين وخمس وخمسين، وكان ما يزال في صدر شبابه، مجلساً في بغداد لأبي العباس ثعلب، إمام الرواية والعربية في عصره، فوصفه وصفاً أخاذاً.
وكان واسع الحفظ للشعر القديم والمعاصر له، شاعراً كثير الشعر، ولم يتكسب بشعره، حسن الخطابة، مجيد الترسل إذا كاتب، والبلاغة إذا خاطب، وكان إذا ذاكر في الشعر والأدب والعلم بعض نظرائه أو من يقرب منه اجتمع عليهما الناس كما يجتمعون على القصاص.
وكان القضاء مركز حياته العاملة، تولاه أزيد من خمسين عاماً، تقلد أولاً الأنبار وهيت وطريق الفرات، منذ أيام المعتمد، ثم تولى ذلك للمعتضد، ثم تولى بعض كور الجبل للمكتفي سنة 292هـ، ولم يخرج إليها، ثم قلده المقتدر سنة 296هـ، قضاء مدينة المنصور من بغداد وطسوج قطربل ومسكن والأنبار وهيت وطريق الفرات، ثم أضاف إلى ذلك، بعد سنين، القضاء بكور الأهواز السبع، بعد وفاة قاضيها محمد بن خلف المعروف بوكيع (ت306هـ)، وكان متشدداً في أحكامه محمود الأثر في ولاياته، وله فيها أخبار تؤثر، ذكر بعضها ياقوت في «معجم الأدباء» وابن الجوزي في «المنتظم» وابن كثير في «البداية والنهاية»، ويبدو فيها استمساكه بالحق وحصافته في الرأي ونفاذ نظره.
صرف عن القضاء سنة سبع عشرة وثلاثمئة، في خلافة المقتدر، ثم أريد على الرجوع إليه فامتنع، وقال: «أحب أن يكون بين الصرف والقبر فرجة، ولا أنزل من القلنسوة (يعني القضاء) إلى الحفرة».
لم يبق من آثار أحمد بن إسحاق إلا نماذج من شعره ذكرها ياقوت، وأورد بعضها السيوطي في «بغية الوعاة»، لا تزيد في جملتها إلا قليلاً على المعهود من الشعراء العلماء. على أن في بعضها طرافة وبراعة فكر جديرتين بأن ينوه بهما.
عز الدين البدوي النجّار
مراجع للاستزادة |
ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (دار الكتاب العربي، بيروت).
ـ السيوطي، بغية الوعاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (عيسى البابي الحلبي،القاهرة 1964م).
ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، تحقيق إحسان عباس (دار إحياء التراث العربي، بيروت).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس، طبعة 2002، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 437 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 1105
- الكل 83342487
- اليوم 12252
اخترنا لكم
جيفونس (وليم ستانلي-)
جيفونس (وليم ستانلي ـ) (1835ـ1882م) وليم ستانلي جيفونس William Stanley Jevons عالم منطق واقتصادي إنكليزي، ولد في أيلول في ليفربول عام 1835م في إنكلترة، وتوفي قرب هاستينغر. أسهم مع ليون فالراس Leon Walras في النمسة وكارل منجر Karl Menger في سويسرة، في وضع نظرية القيمة-المنفعة التي ترى أن قيمة أية سلعة تتحدد بالمنفعة التي يحصل عليها المستهلك من هذه السلعة. وكان لجيفونس دور واضح في تطوير هذه النظرية بإدخال مفهوم «منفعة الوحدة الأخيرة»، لتصبح «نظرية المنفعة الحدية». فقد شرح في كتابه «نظرية الاقتصاد السياسي» (1871) نظرية المنفعة الحدية أو منفعة الوحدة الأخيرة للمستهلك التي تحدد قيمة السلعة عنده. لقد ترك جيفونس بصمات في تطوير علم الاقتصاد إذ يعد مؤسس حقبة جديدة في تاريخ الأفكار الاقتصادية.
حفصة الركونية
حفصة الركونية (…-586هـ/ … -1190م) حفصة بنت الحاج الرَّكوني، شاعرة وأديبة، نسبت إلى ركونة (أوركانة) وهي بلدة أندلسية قديمة تقع غربي ثغر بلنسية، عاشت في غرناطة قاعدة بلاد الأندلس، التي شبهت بدمشق بلاد الشام، وقد نبغ فيها كثير من الشاعرات. لم تُعرف أخبار حفصة إلاّ في أيام حكم الموحدين، فقد اتصلت بالـسلطان المنـصور عـبد الـمؤمن بـن علـي أول الحـكـام المـوحديـن في الأنـدلـس (ت558هـ/1163م).