بريفير (جاك-)
بريفير (جاك)
Prévert (Jacques-) - Prévert (Jacques-)
بريفير )جاك ـ(
بريفير (جاك ـ)
(1900-1977)
جاك بريفير Jacques Prévert شاعر وكاتب مسرحي فرنسي لقب بطفل القرنL'enfant du si(cle إذ عايش أهم أحداث القرن العشرين فتأثر بعصره وأثر فيه. عاش طفولة سعيدة في كنف أسرة فقيرة، وعندما فقد الوالد عمله عام 1906 عانت الأسرة ضائقة مالية كبيرة فاضطرت لتغيير مسكنها مرات عديدة، وفي أحد الأيام حاول أن ينتحر ويلقي بنفسه في الماء ولكن جاك الصغير أثناه عن عزمه وأعاده إلى البيت. ويعود الفضل لوالدة بريفير في تنمية خياله بقصص الجنيات التي كانت تحكيها له وبالنزهات اليومية التي كانت تأخذه إليها مع أخيه، كما أنها هي التي علمته القراءة عن طريق قصص الأطفال.
ترك الدراسة في سن الخامسة عشرة وزاول العديد من المهن الصغيرة ليكسب عيشه، لكنه فيما بعد بدأ يطالع بنهم شديد وساعده ذلك على تكوين مخزون أدبي هام وكثير التنوع ترك بصمات واضحة في كتاباته اللاحقة. وعندما طبع ديوانه «كلمات» Paroles للمرة الأولى عام1946 أثار ضجة واسعة في الأوساط الأدبية، وما لبث أن تجاوزها ليصل إلى الجمهور الواسع الذي استقبله بترحاب شديد وبيعت جميع نسخ الطبعة الأولى في أسابيع قليلة. إنه الشاعر الذي جسد طريقة التفكير الفرنسية بين عامي 1953 و1960،وساعده في ذلك ذوقه الشعبي وحسه العاطفي الرومنسي الذي كان يحاول إخفاءه دائماً تحت قناع من السخرية والفكاهة.
كان بريفير متعدد المواهب، فقد كتب للأطفال وللمسرح وقدمت مسرحياته فرقة مسرحية ملتزمة كانت تدعى «فرقة تشرين الأول (أكتوبر)» Le Groupe Octobre. وكتب العديد من سيناريوهات وحوارات الأفلام، وتعد أفلامه من روائع الكلاسيكيات الفرنسية، منها: «عصفور نادر»(1935) Un oiseau rareو«رصيف الضباب»(1938) Quai des brumesو«النهار يطلع» (1939) Le Jour se léveو«زوار المساء»(1942) Les Visiteurs du soirو«أطفال الجنة» (1945) Les Enfants du paradisو«أبواب الليل» (1946) Les Portes de la nuit و«عشاق فيرون» (1948) Les Amants de Vérone، ولم يكتف بريفير بالكتابة للسينما بل بدأ بنظم الأغاني، وكانت أغانيه شكلاً من أشكال الفن الشعبي البسيط الذي استطاع من خلاله التعبير عن أحزانه وأفراحه بشكل مباشر، وبالتالي الوصول إلى قلوب الناس، وقد أداها العديد من المغنين المشهورين ونال بعضها شعبية كبيرة، مثل أغنية «أوراق الخريف» Les feuilles mortes. ومارس فن الكولاج وأدخله في بعض كتبه وأقام معارض فنية لعرض صوره، ولكن ظل الشعر شاغله الأكبر ومن أهم دواوينه «حيوانات» (1950) Des Bétesو«مشهد» (1951) Spectacleو«مفاتن لندن» (1952)Charmes de Londresو«المطر والطقس الجميل» (1955) La Pluie et le beau tempsو«قصص وقصص أخرى» (1963)Histoires et d&https://www.arab-ency.com.sy/details/15698#39;autres histoiresو«أشجار» (1968) Arbres، وطبع له ديوانان بعد وفاته هما: «شمس الليل» (1980) Soleil de nuit و«الفصل الخامس» (1984)La Cinquiéme saison.
كان بريفير في بداياته قريباً من السريالية[ر] لكن رغبته الدائمة في الانطلاق بعيداً عن قيود المدارس والتيارات جعلته يبتعد عن السريالية. تركت تجربته السريالية أثرها في موضوعاته وفي أسلوبه، بيد أن إبداعه الأدبي ظل مدروساً واعياً وموجهاً.
تتجلى أهمية شعر بريفير في كونه شاهداً على عصره، فقد استقى موضوعاته من الحياة نفسها، وكتب عن الناس العاديين، عن الأطفال، عن سعادة العشاق، عن العمال المهاجرين، عن الفقراء والمستضعفين، عن موضوعات بسيطة اعتبرها أسلافه الشعراء غير جديرة بالشعر، وكل ذلك بلغة شعرية سلسة تستمد جمالها من بساطتها واعتمادها على الأمثال والصور الشعبية وروح الفكاهة مما جعلها محببة وقريبة من النفس. لقد جعل بريفير من الشعر مسألة حياتية يومية، وأخرجه بذلك من برجه العاجي ليعيده إلى أصوله التاريخية الشفهية والشعبية، وهو يعد من أواخر الشعراء الجوالين (التروبادور[ر]) في فرنسة.
ميساء السيوفي
مراجع للاستزادة: |
- A. BERGENS, Jacques Prévert (Paris 1969).
- J. QUEVAL, Jacques Prévert (Paris 1955).
- التصنيف : الآداب اللاتينية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس، طبعة 2002، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 75 مشاركة :