الجيلاني (عبد القادر-)
جيلاني (عبد قادر)
Al-Jilani (Abdul-Qadir-) - Al-Jilani (Abd al Qadir-)
الجيلاني )عبد القادر ـ(
الجيلاني (عبد القادر ـ)
(471ـ561هـ/1078ـ1166م)
أبو محمد، عبد القادر بن موسى بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الحسني محيي الدين الجيلاني، زاهد وصوفي، تنسب إليه الطريقة القادرية الصوفية.
ولد بجيلان، وتسمى أرض الجيل، وتقع وراء بلاد طبرستان، ونشأ في أسرة عالمة صالحة، وهو سبط أبي عبد الله الصومعي الزاهد من جلّة مشايخ جيلان وأمه أم الخير بنت أبي عبد الله.
انتقل إلى بغداد سنة 488هـ في أول شبابه، واجتهد في طلب العلم وتحصيله، وحفظ القرآن وأتقنه، واتصل بشيوخ العلم والتصوف، وتفقه في مذهب الإمام أحمد بن حنبل على جماعة من الشيوخ، وسمع الحديث وأخذ علوم الأدب عن آخرين، وأخذ عن حمّاد الدبّاس الطريقة الصوفية ولبس الخرقة الصوفية من أبي سعد المبارك المخرّمي، ورسخت قدمه في العلوم، وبرع في أساليب الوعظ، وزاد في شهرته أنّ أستاذه أبا سعد المخرّمي بنى مدرسة تصدّر فيها الشيخ عبد القادر للتدريس والوعظ والإفتاء، فاجتمع له فيها خلق كثير، وقصده أهل بغداد وغيرها من البلدان، وأخذ عنه أكثر الفقهاء في زمنه، ولبس منه الخرقة الصوفية المشايخ الكبار، ورويت عنه أخبار كثيرة، وأطلقت عليه ألقاب شتى منها: شيخ الإسلام، قطب الوجود، تاج العارفين، إمام أهل الطريقة، مجمع الفريقين موضح الطريقين كريم الجدين معلم العراقين.
كان الشيخ عبد القادر ذا صوت جهوري وسمت بهي، وقد روي الكثير عن كراماته، ونقل عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام قوله: ما نقلت إلينا كرامات أحد بالتواتر، إلا ما روي عن كرامات الشيخ عبد القادر. وقد عرف الناس قدر علمه وفضله، واشتهرت بينهم أحواله وأقواله وكراماته ومكاشفاته، وهابه الكبير والصغير.
ومن أقواله: «فتشت الأعمال كلها فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام، أود لو كانت الدنيا بيدي فأطعمها الجياع».
وقال: «الخلق حجابك عن نفسك، ونفسك حجاب عن ربك. ما دمت ترى الخلق لاترى نفسك، وما دمت ترى نفسك لا ترى ربك».
كان عبد القادر كثير الذكر لله، دائم التفكير، سريع الدمعة، وكان متمسكاً بمسائل صفات الله والإيمان بالقدر، مبالغاً في الرد على من يخالف ذلك.
وعلى كثرة النذور والزيارات التي كانت تصله من الآفاق، ما كان يأكل إلا من عمل يده إذ كان ممن جمع بين العلم والعمل.
ألّف كثيراً من الكتب ونظم أشعاراً ضمّنها كتبه، ومن مصنفاته: «جلاء الخاطر في الباطن والظاهر» و«الفتح الرباني والفيض الرحماني» وفيه يتحدث عن حياته، و«الغنية لطالبي طريق الحق» و«سر الأسرار ومظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار» و«آداب السلوك والتوصل إلى منازل الملوك» و«أوراد الجيلاني» و«الحزب الكبير» وهو كتاب في الفقه والتصوف، و«إغاثة العارفين وغاية منى الواصلين» و«أوراد الأيام والأوقات» و«رسالة في الأسماء العظيمة للطريق إلى الله» و«الفيوضات الربانية» وله كتب أخرى.
كتب عنه كثيرون، في حياته وبعد مماته، وبالغوا في ذكر كراماته وأحواله ومكاشفاته، فذكروا عنه أموراً مغالى فيها، وممن كتب عنه موسى بن محمد اليونيني في «مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني» وعلي بن يوسف الشنطوفي في «بهجة الأسرار» وفي الكتاب تعداد لمناقب عبد القادر، ولمحمد بن يحيى التاذفي «قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر»، كما كتب عنه بالفارسية وترجم الكتاب عبد القادر بن محيي الدين الأربلي بعنوان «تفريج الخاطر في مناقب الشيخ عبد القادر»، وللمستشرق مرغليوث دراسة عنه.
عمَّر عبد القادر طويلاً حتى بلغ التسعين، وعن ابنه عبد الرازق أنه قال: ولد والدي تسعاً وأربعين ولداً، سبع وعشرون ذكور والباقي إناث.
مات في بغداد ودفن في رواق مدرسته، ومشهده في بغداد من المواقع المهمة داخل سور بغداد القديمة لأنه من الأماكن القديمة القليلة الباقية في مواضعها الأصلية، وقد أنشئ عند المرقد مسجد جامع واسع فخم متقن الصنع والهندسة.
ولمذهب القادرية فرع في كثير من البلدان الإسلامية.
نهلة الحمصي
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب (دار المسيرة، بيروت 1979).
ـ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة (المؤسسة المصرية العامة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي).
ـ ابن الأثير، الكامل (دار الكتاب العربي، بيروت).
ـ ابن كثير، البداية والنهاية (مكتبة المعارف، بيروت).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 853 مشاركة :