ألبانية(الأدب)
البانيه(ادب)
Albania - Albanie
الحياة الثقافية
يتطرق بحث الألبانيون[ر] للحديث عن اللغة والأدب والعادات والتقاليد عند الشعب الألباني في ألبانية وخارجها، قبل نشوء الدولة وبعده. لذا يقتصر الحديث هنا على مظاهر الحياة الثقافية والفكرية في إطار الدولة الألبانية فقط وخاصة بعد الاستقلال.
كانت المبادرات الثقافية الألبانية المبكرة منتشرة في أكثر من مركز خارج ألبانية، في رومانية وبلغارية ويوغسلافية وإيطالية وأنحاء مختلفة من الدولة العثمانية ولاسيما في مصر، وغيرها، وكذلك في داخل الأراضي الألبانية. لكنه ومع استقلال ألبانية عام 1912 تم الاعتراف الدولي بها وانضمامها إلى عصبة الأمم عام 1920، بدأت مرحلة جديدة في مسيرة الثقافة والفكر تركزت في أرض الألبان وقلبها، واستقطبت جميع الأعمال الثقافية والفكرية تقريباً، ودفعت بالأدب واللغة والمسرح والسينما والفنون المختلفة نحو الأمام والتطور. فبرزت أسماء وأعلام كبيرة في الأدب والفنون والنواحي الثقافية الأخرى.
ففي الشعر استمر الاتجاه القومي مع الأب جيرج فيشتا (1871-1940)G.Fishta الذي اشتهر بلقب «الشاعر القومي لألبانية»، وظهرت الاتجاهات الاجتماعية الواقعية القومية في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين على يد فان نولي (1892-1965)F.Noli ، وميجيني (1911-1938)Migjeni وعلي أصلاني (1889-1966)A.Asllani ولاسغوش بوراديتسي (1889-1987)L.Poradeci وغيرهم. وفي مجال النثر برزت في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين أهم أسماء الأدب الألباني مثل إرنست كوليتشي (1903-1975)E.Koliqi وميتروش كوتيلي (1907-1967)M.Kuteli وستيريو سباسه (1914-1989)S.Spasse وحقي سترميلي (1914-1989)H.Stermili ومحسنة كوكالاري (1917-1983)M.Kokalari التي بقيت أبرز اسم نسائي في الأدب الألباني حتى خمسينات القرن العشرين.
زي البلاد التقليدي الذي كانت ترتديه الألبانيات في الأعياد والاحتفالات وقد يصل وزنه نحو 18كيلو غرام |
وقد تطور الأدب والفكر بعد الحرب العالمية الثانية على قاعدة الواقعية الاشتراكية بتوجيه من الحزب الشيوعي الحاكم، فبرزت أسماء كثيرة في الشعر والقصة والرواية والمسرحية مثل ديميتر شوتريتش D.Shuteriqi (ولد 1930) ودريترو أغولي D.Agolli (ولد 1931) ونعوم بريفتي N.Prifti (ولد 1931) وإسماعيل كاداريه I.Kadare (ولد 1936) وغيرهم. ولعل إسماعيل كادارية أحد أبرزهم، سواء بسبب ترجمة الكثير من أعماله الأولى إلى لغات العالم واللغة العربية إبان الحكم الشيوعي الذي كان يعد كاداريه نجماً من نجومه، أو بسبب لجوئه إلى فرنسة في عام 1989 وانتقاده الحكم الشيوعي بعد ذلك في أعماله الجديدة. ومن أهم رواياته التي ترجمت إلى العربية «جنرال الجيش الميت» (دمشق 1980) و«الحصن» (دمشق 1986) و«من أعاد دورنتين» (بيروت 1989) و«الوحش» (بيروت 1992) و«قصر الأحلام» (بيروت 1992) وغيرها.
أمّا الفن السينمائي فقد شهد تطوراً ونمواً ملموسين بعد الحرب العالمية الثانية، إذ بدأ إنتاج الأفلام التسجيلية والوثائقية عام 1947، ثم الأفلام الروائية عام 1953. وقد تصاعد إنتاج الأفلام حتى وصل إلى متوسط 10 -15 فيلماً سنوياً. كذلك ازدهر الفن المسرحي بعد الحرب وإثر تأسيس «مسرح الدولة» عام 1945، وفي تيرانة مسرح الأوبرا والباليه والمسرح الشعبي إضافة إلى ثمانية مسارح للأعمال الدرامية في المدن الرئيسة و15 مسرحاً للأعمال الاستعراضية و26 مسرحاً للأطفال. كما تمّ افتتاح متحف التاريخ الشعبي في تيرانة عام 1981.
أمّا فن الموسيقى فقد تطور من فن يعتمد التراث القومي الألباني بين الحربين العالميتين، إلى موسيقى متنوعة دخلتها ألوان وأساليب جديدة. مثل الموسيقى الكلاسيكية، والأوبرا والباليه وغيرها. كما تطورت فنون الرسم والنحت والتصوير.
ويرجع الفضل في التطور الثقافي بمجمله إلى بناء القاعدة التعليمية والمعرفية في البلاد، إذ تراجعت فيها نسبة الأمية التي كانت 90% في سنوات الاستقلال الأولى وتقلصت خاصة بعد تطبيق التعليم الإلزامي الابتدائي عام 1945 إلى أن تلاشت تماماً في نهاية خمسينات القرن العشرين. كذلك تأسست أول جامعة في ألبانية عام 1957 هي جامعة تيرانة، إضافة إلى 68 معهداً عالياً وانتشار المكتبات العامة في أنحاء البلاد كافة. وتأسس اتحاد كتاب ألبانية وفنانيها عام 1945، وأصبحت تصدر في البلاد عشرات من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية العامة والمتخصصة في المجالات العلمية. وقد شهدت البلاد طفرة جديدة في الصحف والمجلات، في الكم والنوع، بعد إطلاق حرية الدين والتحول إلى الديمقراطية في العقد الأخير من القرن العشرين.
محمد الأرناؤؤط
- التصنيف : الآداب الأخرى - المجلد : المجلد الثالث، طبعة 2001، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 191 مشاركة :