هضم (اعراض امراض جهاز)
Digestive system (Syndromes and diseases) - Système digestif (Ssymptômes et maladies)

الهضم (أعراض وأمراض جهاز ـ)

 

تؤدي آفات السبيل الهضمي إلى ظهور عدد من الأعراض عند المرضى تفيد دراستها في معرفة الآفة المسببة ومعالجتها. وأهم هذه الأعراض:

الألم البطني

أكثر الأعراض الهضمية شيوعاً وهو الذي يدفع المريض عادة إلى استشارة الطبيب. تختلف صفات الألم البطني من حالة لأخرى ويفيد استجواب المريض في تحديد هذه الصفات ومعرفة الآفة المسببة للألم. من أهم هذه الصفات موضع الألم الذي قد يكون شاملاً للبطن كله أو لناحية معينة منه تختلف باختلاف الآفة المسببة، ومنها انتشارات الألم فالألم الشديد الذي يتوضع في المراق اليمنى وينتشر لناحية الكتف اليمنى يوحي إلى حد كبير بأن المرارة هي منشأ هذا الألم. ومن صفات الألم المهمة توقيت الألم وعلاقته بتناول الطعام أو بالتغوط، ومنها مثيرات الألم ومسكناته. فالألم الذي يتوضع في الشرسوف ويهدأ بتناول الطعام أو مضادات الحموضة يشير إلى الإصابة بالقرحة الهضمية. ومن الصفات المفيدة أيضاً شدة الألم وشكله الذي قد يكون على شكل ماغص أو حارق أو قارض أو على شكل ثقل في إحدى نواحي البطن.

الغثيان والقياء

الغثيان شعور شخصي مزعج يسبق القياء وقد يكون معزولاً. يتلو الغثيان في كثير من الحالات القياءُ وهو إخراج محتويات المعدة عن طريق الفم. يعد القياء ظاهرة باكرة في العديد من أمراض السبيل الهضمي، إلا أنه كثيراً ما يحدث في حالات مرضية أخرى شديدة التنوع كالحميات والشقيقة وارتفاع الضغط داخل القحف وفي الاضطرابات النفسية. يجب الاستفسار عن توقيت القياء بالنسبة للوجبات الطعامية، فالقياء المزمن الذي يحدث في أثناء الطعام أو بعده مباشرة كثيراً ما يرى عند المرضى النفسيين، أما الغثيان والقياء الصباحي فيرى عند المرأة في أشهر الحمل الأولى وعند مدمني الكحول. يجب التدقيق في صفات القيء الذي يقذفه المريض فقد يحتوي على مواد طعامية تناولها المريض قبل ساعات طويلة أو أنه يتألف من المفرزات المعدية الصرفة وقد يأخذ لوناً أحمر بسبب احتوائه على الدم مما يشير إلى وجود آفة عضوية نازفة في الجزء العلوي من السبيل الهضمي.

عسر البلع

هو الشعور بتوقف اللقمة الطعامية لدى مرورها في المريء. ينجم عسر البلع عن وجود انسداد جزئي أو تام في المريء، أو عن اضطراب في وظيفة عضلاته، التي تدفع اللقمة الطعامية عادة باتجاه المعدة. وقد ينجم عسر البلع عن اضطراب نفسي يشعر المريض فيه بصعوبة في بلع اللقمة الطعامية، ويعزى ذلك إلى وجود عائق وهمي على مسار اللقمة الطعامية. يتميز عسر البلع الناجم عن اضطراب في حركية المريء بحدوثه عند تناول السوائل والجوامد على حد سواء، أما عسر البلع للجوامد دون السوائل فيشير إلى وجود آفة مضيقة للمريء، إلا أن ازدياد التضيق لا يلبث أن يؤدي إلى عسر بلع السوائل أيضاً. يعد سرطان المريء السبب الرئيسي لتضيقات المريء المؤدية لعسر البلع, أما التضيقات الندبية الحميدة فهي أقل مصادفة.

حرقة الفؤاد أو اللذع

اللذع هو شعور حارق أو حامض أو ساخن يتوضع أعلى الشرسوف ويمتد للأعلى خلف القص حتى يصل إلى العنق. يقدر عدد الأشخاص الذين يشكون من اللذع يومياً بثلاثة بالمئة من مجموع السكان. يخف اللذع بتناول مضادات الحموضة التي يستعملها المصابون بكثرة من دون أن يعيروا أي أهمية لهذا العرض الذي ينسبونه إلى تناول المواد الطعامية الحامضة أو التوابل. ينجم اللذع عن تسرب قليل من العصارة المعدية الحامضة إلى المريء لذلك فإنه يزداد عندما يرتفع الضغط داخل جوف البطن كما هي الحال عند الانحناء الأمامي أو حمل الأثقال أو الضغط المرافق لعملية التغوط, ويحدث الأمر نفسه عندما يزداد الضغط داخل البطن في الأشهر الأخيرة من الحمل.

النزف الهضمي

النزف الهضمي هو خروج الدم من أوعية أحد أجزاء السبيل الهضمي وتوضعه داخل لمعة المعدة والأمعاء. يقسم النزف الهضمي بحسب موقع الآفة التي سببته إلى:

- نزف هضمي علوي وفيه تتوضع الآفة المسببة في المريء أو المعدة أو العفج، وأهم أسبابه القرحة الهضمية ودوالي المريء.

- نزف هضمي سفلي وسببه آفة موضعة في المعي الدقيق أو القولونات وأهمها الأورام والبواسير وبعض الآفات الالتهابية النوعية.

يتظاهر النزف الهضمي العلوي على شكل قياء دموي أو تغوط دموي أسود أو كليهما. أما النزف الهضمي السفلي فيتجلى بشكل تغوط مدمى. يتظاهر النزف الهضمي الغزير بأعراض تدل على خسارة الدم الحادة ولاسيما الوهن الشديد والزلة والغشي وحالة الصدمة وكثيراً ما تظهر هذه الأعراض قبل حدوث القياء الدموي أو التغوط الدموي.

قد يكون النزف الهضمي خفيفاً ومزمناً لا يمكن كشفه إلا بتحري الدم مخبرياً في البراز, ويتظاهر في هذه الحالات بأعراض فقر الدم.

عسر الهضم

يقصد بعسر الهضم الانزعاج المستمر أو المتردد الذي يشعر به الشخص في القسم العلوي من البطن ويعزوه إلى تناول الطعام. يأخذ الانزعاج المشار إليه أشكالاً متعددة مثل الألم الخفيف أو الضيق أو الشعور بالامتلاء، أو أنه يكون على شكل غثيان أو قياء أو تجشؤ أو لذع أو غير ذلك. قد يكون السبب في عسر الهضم الإصابة بإحدى الآفات العضوية ولاسيما القرحة الهضمية أو الجزر المعدي المريئي أو حصيات الطرق الصفراوية, أما الحالات التي لا يكشف فيها الفحص سبباً عضوياً معيناً لهذه الأعراض فتدعى بعسر الهضم الوظيفي وهو الغالب. يجب نفي الآفات العضوية المختلفة التي قد تكون السبب في عسر الهضم بالفحوص المخبرية والشعاعية والتنظيرية قبل القول إنه من منشأ وظيفي. يعد المصابون بعسر الهضم الوظيفي جزءاً مهماً من مراجعي عيادات الأطباء الممارسين العامين والمتخصصين, وتقدر بعض الدراسات أن نحو 25% من مجموع السكان يصابون بعسر الهضم في مرحلة ما من حياتهم.

الإسهال

يقصد به زيادة ميوعة البراز ووزنه الذي يترافق عادة بتعدد مرات التبرز. يقسم الإسهال إلى فئتين: الإسهال الحاد وهو الذي لم يمض على حدوثه أكثر من ثلاثة أسابيع وأسبابه الرئيسية الأخماج الجرثومية أو الطفيلية أو الفيروسية أو الأدوية، والإسهال المزمن الذي تزيد مدته على أربعة أسابيع وله أسباب عديدة جداً أهمها أسواء الامتصاص والآفات الالتهابية النوعية في الأمعاء والأورام, وقد يعود سببه أحياناً إلى آفات في الأجهزة الأخرى.

الإمساك

هو أكثر الشكاوى الهضمية التي يطلب المرضى من أجلها استشارة الأطباء. يعتمد الأطباء في تشخيص الإمساك على عدد مرات التغوط التي يجب ألا تقل في اعتقادهم عن ثلاث مرات أو خمس في الأسبوع عند الشخص السليم. إلا أن كثيراً من المرضى يطلبون استشارة الطبيب لمعالجة الإمساك عندما يكون حجم الكتلة البرازية صغيراً أو قوام البراز قاسياً أو عندما يجدون صعوبة في إفراغ الأمعاء.

زياد درويش

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الإسهال ـ إسهالات الأطفال ـ الإمساك ـ الخمج ـ سرطان القولون ـ سرطان المعدة ـ القرحة المعدية والعفجية ـ الهضم (تشريح جهاز ـ) ـ الهضم (فيزيولوجية جهاز ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

- FELDMEN et al., Gastrointestinal and Liver Diseases (Saunders 2002).


- التصنيف : طب بشري - النوع : صحة - المجلد : المجلد الواحد والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 470 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة