آخر الأخبار
معايير الجودة
معايير جوده
Quality Criteria - Critère de qualité
معايير الجودة
معايير الجودة quality criteria هي المقاييس التي تقاس بها درجة الإتقان التي تتفق مع متطلبات الزبائن وترضيهم، بحيث تضمن العمليات الجارية في مؤسسة أو شركة ما مطابقة المنتج للمواصفات المتفق عليها.
لمحة تاريخية
يمكن إرجاع حركة الجودة في أوربا إلى القرون الوسطى؛ وتحديداً إلى أواخر القرن الثالث عشر؛ حين بدأ الحرفيون تنظيم أنفسهم في نقابات مهنية تضبط أصول المهنة ونوعية المنتجات. وقد ظل العالَم الصناعي حتى بدايات القرن التاسع عشر يتبع النموذج الحرفي. وفي أواسط خمسينيات القرن الثامن عشر بدأ في المملكة المتحدة نظام المصانع الذي اعتمد نظام تفتيش المنتجات. وتطور هذا التوجه إبان الثورة الصناعية طوال القرن التاسع عشر.
وفي بدايات القرن العشرين، بدأ الصناعيون يُضَمِّنون عمليات الجودة في ممارساتهم. وبعد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية أصبحت الجودة عنصراً مفتاحياً في الصناعة الحربية. فصار من الضرورة بمكان - على سبيل المثال - مطابقة الطلقة المصنَّعة في بلد ما للاستخدام في بندقية مصنَّعة في بلد آخر. وازداد اهتمام القوات المسلحة بتفتيش جميع المنتجات التي هي بحاجة إليها واحدة واحدة. ولتبسيط العملية وتسريعها ومن دون أي مساومة على السلامة؛ بدأت الجيوش استخدام تقانة أخذ العينات في عملية التفتيش. وتم ضبط هذه العملية بإصدار مواصفات قياسية عسكرية وتنظيم دورات تدريبية في تقانات ضبط العمليات الإحصائية statistical process control techniques.
وُلدت فكرة الجودة الشاملة في الولايات المتحدة. وأتت استجابة مباشرة لثورة الجودة في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. واستقبل اليابانيون بحفاوة الأفكار الأمريكية عن الجودة من طريق جوزف م. جوران Joseph M. Juran ووليام إدواردز ديمنغ W.Edwards Deming وآخرين. وبدل التركيز على عمليات التفتيش، بدأ التركيز على تطوير جميع العمليات التنظيمية في المؤسسة أو الشركة المنتجة، بوساطة الأشخاص الذين يستخدمونها.
في سبعينيات القرن العشرين فوجئ القطاع الصناعي الأمريكي (مثل صناعة السيارات والإلكترونيات) بمنافسة شديدة من حيث جودة المنتجات اليابانية. ولم يكن رد الفعل الأمريكي مقتصراً على تطوير العمليات الإحصائية، بل تعداه إلى تطوير كامل عمل المؤسسة، مما عرف لاحقاً بإدارة الجودة الشاملة (total quality management (TQM.
في العقد الأخير من القرن العشرين أصبح تعبير إدارة الجودة الشاملة شعار كثير من رجال الأعمال. وفي الوقت نفسه أصبح استعمال تعبير الجودة مجرد شعار لدى بعضهم، في حين استمرت الولايات المتحدة بتطبيقه على أرض الواقع.
في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين؛ بدا وكأن قضية الجودة قد نضجت، وتعدت مفهوم إدارة الجودة الشاملة، وظهرت نظم إدارة الجودة التي انطلقت من أفكار المؤسسين ديمينغ وجوران والممارسين اليابانيين، وتجاوزت العناية بالجودة الصناعة إلى الخدمات والرعاية الصحية والتعليم والقطاع الحكومي.
مصطلحات الجودة
- الجودة quality: درجة تحقيق متطلبات الزبائن وإرضائهم، بحيث تضمن العمليات الجارية في المؤسسة أو الشركة مطابقة المنتج في المؤسسة للمواصفات المتفق عليها.
- مراقبة الجودة quality control: مجموعة الإجراءات والأساليب الرسمية وغير الرسمية المطبَّقة لتحقيق المواصفة المعتمدة والمتطلبات المتفق عليها.
- ضمان النوعية (الجودة)quality assurance: وتشتمل على النشاطات والإجراءات المطبقة منهجياً في المؤسسة؛ والتي يمكن إثباتها عند الحاجة لزرع الثقة ضمن المؤسسة وخارجها، وتحقيق متطلبات الجودة.ـ تدقيق الجودة quality audit: الإجراء المؤسساتي المنهجي والمستقل والموثَّق للحصول على أدلة التدقيق audit evidence، وتقويم هذه الأدلة موضوعياً؛ لتحديد مدى تلبية العمليات في المؤسسة لمتطلبات المواصفة.
- تقييم الجودة quality assessment: الاختبار المنهجي المنفَّذ من جهة خارجية؛ لتحديد مدى قدرة المؤسسة على تلبية المتطلبات المحددة لها.
- إدارة الجودة الشاملةtotal quality management: مجموعة القيم والمفاهيم التي تقوم على أساسها أنظمة إدارة الجودة.
- نظام إدارة الجودة quality management system: الأنشطة المنسَّقة لتوجيه عمل مؤسسة ما وضبطه، فيما يتعلق بالجودة وتحقيقها.
- الاعتماد accreditation: نتيجة المراجعة العامة لمؤسسة ما فيما يتصل باتباعها للمواصفات القياسية المحددة للجودة. وهو نوع من اعتراف جهة محلية أو عالمية بأن المؤسسة تلتزم بمعايير هذه المواصفة.
معايير الجودة العالمية
للجودة نوعان من المعايير: معايير عامة تنطبق على جميع المؤسسات، وتتعلق ببنية المؤسسة ومنهج عملها، مهما كان حجمها أو نوع نشاطها. وهي المبادىء الأساسية للجودة. ومعايير خاصة ترتبط بعمليات المؤسسة وطبيعة نشاطها، صناعية كانت أو خدمية. وهي تحدد نوعية أداء المؤسسة ومدى التزامها وتطبيقها للمعايير العامة والخاصة المحددة مسبّقاً، نوعاً وكمّاً من الجهة التي اعتمدتها.
1ـ المعايير العامة: تشمل المعايير العامة ما يأتي:
أ- التركيز على الزبون: تعتمد المؤسسات الإنتاجية كافة على زبائنها، وعليها من ثم أن تتفهم حاجاتهم الحالية والمستقبلية وأن تلبي متطلباتهم ، وتسعى لتحقيق ما يفوق توقعاتهم.
ب - القيادة: يرسي القادة والمديرون وحدة المؤسسة وأهدافها وتوجهها. وعليهم توفير البيئة الداخلية المناسبة لضمان جودة الإنتاج والمحافظة عليها، بحيث يمكن أن يصبح العاملون مشاركين مشاركة كاملة في تحقيق أهداف المؤسسة.
ج - مشاركة العاملين: يُعد العاملون من المستويات كافة العنصر الأساسي للمؤسسة، وتكمن مشاركتهم الكاملة في تسخير إمكانياتهم جميعها لفائدة المؤسسة المعنية.
د - منهج العملية: يتم تحقيق النتائج المرغوبة بأعلى مردود عندما تدار مناشط المؤسسة وجميع الموارد المتعلقة بها لتنفيذ عملية واحدة وتحقيق هدف محدد.
هـ - منهج المنظومة: إن تحديد العمليات المترابطة فيما بينها، وفهمها، وإدارتها في منظومة واحدة يسهم في زيادة فاعلية المؤسسة ومردودها وفي تحقيق أهدافها.
و - التحسين المطَّرد: يجب أن يكون التحسين المتتابع في الأداء الكلي للمؤسسة هدفاً دائماً لها.
ز- منهج الاعتماد على الحقائق في اتخاذ القرار: يتوقف تبني القرارات الفعالة على تحليل البيانات والمعلومات الحقيقية وتقدير الموقف تقديراً صحيحاً.
ح- العلاقات مع المورِّد: يعتمد كل من المؤسسة ومورِّدها أحدهما على الآخر لتحقيق العلاقة المبنية على المنفعة المتبادلة بينهما، وتعزيز مقدرة كل منهما على إعطاء المنتج قيمته الفعلية.
2ـ المعايير الخاصة للجودة: تتعلق المعايير الخاصة للجودة بطبيعة نشاط المؤسسة ونوعية إنتاجها. وفيما يأتي أهم هذه المعايير في بعض القطاعات الرئيسية:
أ- الصناعات الغذائية: مواصفات المواد الأولية، مكونات المنتج، تجهيزات الإنتاج، مكان الإنتاج، عمليات الإنتاج ونقل المنتج، طريقة التعبئة والتخزين وتجهيزاتها صحة العاملين وتقيدهم بالقواعد الصحية والنظافة التامة، الاختبارات والتدقيق النهائي على المنتج.
ب - الرعاية الصحية: مكان العمل، النظافة والتعقيم، سرعة استجابة العاملين الصحيين من أطباء وممرضين ومشرفين للمرضى ودقتها، سرعة النتائج المخبرية ودقتها، العناية التامة بالمرضى، سلامة المريض وحسن معاملته، زمن بقاء المريض في المشفى، الأخطاء الطبية وتلافيها، إجراءات القبول والتخريج، خدمات أقارب المريض.
ج- التعليم العالي: رؤية القيادة، نسبة الأساتذة إلى عدد الطلاب، نسبة التجهيزات المخبرية والمكتبية إلى عدد الطلاب، نسبة المساحات التعليمية والترفيهية إلى عدد الطلاب، علاقة الطلاب بالأساتذة في أثناء الدوام وخارجه، محتوى المناهج الدراسية وعلاقتها بالسوق، التعلم من أجل التعليم، تأهيل العاملين من أجل تطوير المؤسسة وتحسين أدائها، قدرات الهيئة التعليمية، الدور الاجتماعي، الاستجابة للمتغيرات، إدارة العمليات الإبداعية، التركيز على المستقبل، الإدارة والإشراف على سير العمل.
الاتجاهات العالمية لضبط معايير الجودة وتطبيقاتها
شهدت حركة الجودة العالمية تطوراً سريعاً في العقد الأخير. وكان من أبرز معالمه صدور عائلة المواصفة القياسية ISO 9000:2000 ، والتحول من أنظمة مراقبة الجودة في الصناعات الهندسية، وأنظمة ضمان الجودة الخاصة في الصناعات الدوائية GMP والصناعات الغذائية HACCP والتعليم العالي QAHE إلى مزاوجة هـذه الأنظمة مع نظام إدارة الجودة ISO 9001:2000 .
وقد صدرت مواصفات قياسية خاصة، جمعت بين أنظمة ضمان الجودة الخاصة، ونظام إدارة الجودة ISO 9001:2000، مثل المواصفة القياسية ISO 17025 الخاصة بأنظمة إدارة الجودة في مخابر التحليل والقياس، والمواصفة القياسية ISO1561:2001 لأنظمة إدارة الجودة فـي الصناعات الغذائية، والمواصفة ISO/TS29001:2003 في الصناعات النفطية، والمواصفة ISO/PAS28000:2005 في إدارة أمن المعلومات، ومواصفات أخرى عديدة كما صدرت بعض المواصفات الإرشادية ISO GUIDE لتطبيق المواصفة ISO 9001:2000 في عدد من القطاعات المتخصصة، مثل التعليم العاليIWA2:2003 وصناعة السيارات ISO/TS16949:2002 وصناعة البرمجيات ISO/IEC900:9003:0224 والرعاية الصحية IWA1:2005 .
ومن المتوقع أن تشهد السنوات الخمس القادمة تحوّل المواصفات الإرشادية إلى مواصفات قياسية خاصة بأنظمة إدارة الجودة، وصدور مواصفات إرشادية جديدة لتطبيق نظام إدارة الجودة ISO 9001:2000 في عدد من القطاعات الخدمية، مثل الخدمات العامة، والخدمات الحكومية، والخدمات الفندقية، وعدد من الصناعات الجديدة. ومن المحتمل أيضاً أن تصدر بعض هذه المواصفات الإرشادية على شكل مواصفات قياسية خاصة لتطبيق أنظمة إدارة الجودة، كما سيزداد الوعي الاجتماعي والمؤسساتي لأهمية الجودة، وزيادة الطلب على أنظمة إدارة الجودة. وستدخل مفاهيم الجودة في المناهج الدراسية في المرحلتين الإعدادية والثانوية في عدد كبير من الدول. وستعدّ الجودة أحد المكونات الثقافية الرئيسية للمجتمعات المتقدمة، وأحد المعايير المفتاحية للعلاقة بين المؤسسات المحلية والعالمية.
أكرم ناصر
مراجع للاسـتزادة: |
- American Institute of Steel Construction, Quality Criteria and Inspection Standards (Amer. Inst. of Steel Construction; 2nd edition 1980).
- JACKIE A. WALSH & BETH D. SATTES, Quality Questioning: Research-Based Practice to Engage Every Learner (Corwin Press 2004).
- التصنيف : الصناعة - المجلد : المجلد التاسع عشر، طبعة 2007، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 52 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 294
- الكل 80902735
- اليوم 94856
اخترنا لكم
أودن (ويستان هيو)
أودن (ويستان هيو ـ) (1907 ـ 1973) ويستان هيو أودن Wystan Hugh Auden شاعر ومسرحي وناقد إنكليزي ثم أمريكي، ولد في يورك بإنكلترة لأسرة كاثوليكية، ذات ميول علمية، وتوفي في فيينة. كان أبوه طبيباً وأمه مُمرضة، وقد أثر ذلك في ميول أودن الدراسية وأثار رغبته في دراسة العلوم الطبيعية. تلقى أودن تعليمه في المدارس الخاصة كغيره من أبناء طبقته الميسورين، ففي الثامنة من عمره أرسل إلى مدرسة سانت أدموند الابتدائية في سَري Surrey، وفي الثالثة عشرة أرسل إلى مدرسة غريشام في هولت بنورفوك. تخصّص أودن في دراسة علوم الأحياء. وظهرت موهبته الشعرية ونُشرت أولى قصائده في مجلة شعر مدرسية. ولدى التحاقه بجامعة أكسفورد عام 1925 صار معروفاً بصفته شاعراً وحكيماً ذا تأثير قوي في مجموعة من أعلام الفكر والأدب في تلك المرحلة، منهم ستيفَنْ سبِنْدَرْ[ر] وسيسل د.لويس[ر] ولويس مَكْنيسْ[ر]. وألف هؤلاء جماعة، أطلقت عليها الصحافة اسم «جماعة أودن»، نذرت نفسها للسياسة الثورية. وفور تخرج أودن في أكسفورد أمضى عاماً في برلين بألمانية التي تأثر بلغتها وحياة شعبها وأدبها الشعبي والرسمي. كما التقى فيها الكاتب المسرحي الكبير برتولد بريخت[ر]. ثم عاد إلى بريطانية ليمضي أعوامه الخمسة التالية مدرساً في ثانوياتها. يقسمُ أودن حياته الأدبية إلى أربع مراحل. الأولى تمتد من عام 1927 حتى عام 1932، وقد نشر فيها دواوينه «الخطباء» (1932) The Orators و«مدفوع من الطرفين» Paid on Both Sides و«قصائد» (1930) Poems. والأخيران هما سبب شهرته وذيوع صيته، وفيهما تظهر بجلاء موضوعاته الشعرية المتنوعة المُستقاة من قصص البطولة الآيسلندية؛ والشعر الإنكليزي القديم وقصص المدارس. كما يظهر فيهما تأثره بكل من كارل ماركس[ر] وسِيغْمُوند فرويد[ر]. والقصائد متفاوتة في جودتها ويغلب عليها الغموض، وتتوزعها وجهات نظر شخصية وخيالية وتتداخل فيها عناصر من الأسطورة واللاوعي؛ وعناصر موضوعية تسعى للوصول إلى تشخيص لأمراض المجتمع وعيوب الأفراد النفسية والأخلاقية. ومع أن المضمونين الاجتماعي والسياسي يستقطبان جلَ اهتمامه في هذه الأشعار، فإن السمة النفسية أساسية. فأودن يؤمن بأن للشعر دوراً شبيهاً بذلك الذي يقوم به التحليل النفسي. أما المرحلة الثانية فهي تلك التي كان فيها أودن يسارياً، فمع استمراره في تحليل شرور المجتمع الرأسمالي كان يحذر من قيام الحكم الفردي. ففي مجموعته «على هذه الجزيرة» (1937) On This Island صار شعره أكثر انفتاحاً في تركيبه، وأكثر نفاذاً إلى الجمهور. وفي هذه المرحلة كتب أودن مسرحية «رقصة الموت» (1933) The Dance of Death وهي مسرحية موسيقية، تلتها ثلاث مسرحيات كتبها بالتعاون مع كريستوفَرْ إيشروود[ر] هي: «الكلب تحت الجلد» (1935) The Dog Beneath The Skin و«ارتقاء إف 6» (1936) The Ascent of F6 و«على الحدود» (1938) On The Frontier. وفي هذه المرحلة كتب كثيراً من المقالات والقصص الإخبارية، وزار آيسلندة والصين وإسبانية، ونشر بعد هذه الزيارات «رسائل من آيسلندة (1937) Letters From Iceland و«رحلة إلى الحرب» (1939) Journey to a War. أما المرحلة الثالثة من حياته (1939-1946) فتبدأ مع قراره الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1939، حين صار مواطناً أمريكياً، ومرَّ بتغيرات حاسمة من المنظورين الديني والفكري. وكتابه «مرة أخرى» (1940) Another Time يحتوي على أفضل شعره الغنائي. أما مجموعته «الرجل المزدوج» (1941) The Double Man فتمثل موقفه على حافة التزام المسيحية. ويحدد أودن مواقفه ومعتقداته الأساسية بعد عام 1940 بثلاث قصائد طويلة: أولاها دينية هي قصيدته «للوقت الراهن» (1944) For The Time Being، والثانية جمالية، في المجلد ذاته، بعنوان «البحر والمرآة» Sea And The Mirror، والثالثة اجتماعية نفسية هي «عصر القلق» (1947) The Age of Anxiety، وهي التي أكسبته جائزة بوليتزر Pulitzer عام 1948. أما المرحلة الرابعة من حياة أودن فتبدأ عام 1948، عندما درج على مغادرة نيويورك كل عام لقضاء سبعة أشهر في أوربة. ومنذ عام 1948 حتى عام 1957 كانت إقامته الصيفية في جزيرة إسكيا الإيطالية؛ وفي السنة الأخيرة اشترى لنفسه منزلاً ريفياً في النمسة حيث كان يقضي فصل الصيف. وقصائده المتسلسلة والطويلة المبنية على مراعاة الشكل الخارجي هي: «درع أخيل» (1955) The Shield of Achilles و«عهد ولاء لكليو» (1960) Homage To Clio و«في المنزل» (1965) About The House و«مدينة بلا جدران» (1969) City Without Walls وبالاشتراك مع صديقه الحميم الشاعر الأمريكي تشِسْتَرْ كالمان Chester Kallman نشط أودن في مجال الأوبرا، ومن أشهر أعمالهما في هذا الميدان: «تقدم الخليع» (1951) The Rakes Progress و«مرثية للعشاق الشباب» (1961) Elegy For Young Lovers و«البَسَاريدز» (1966) The Bassarids. في عام 1962 نشر أودن كتاباً في النقد بعنوان «يد الدباغ» The Dyer's Hand، وفي عام 1970 نشر كتاباً بعنوان «عالَم معين» A Certain World؛ وفي هذا الكتاب يتجلى نضجه الفكري فقد جمع فيه مقتطفاته المفضلة. وتطغى على الكتاب روح القلق والاضطراب، فهناك عدة مداخل تتعلق بالجحيم من دون أي مدخل عن الفردوس، سوى ما يتعلق بفردوس العالم الدنيوي، وهناك صفحات كثيرة عن الحرب، ولاشيء عن السلم، وأخرى عن الخطيئة ولاشيء عن الفضيلة. والشيطان هو صاحب اليد الطولى، أما صورة الإله عند أودن فهي مستمدة من التوراة. والعالم الأخلاقي عنده هو عالم المناجم وعالم الأرض الطبيعية المهترئة وعالم البراكين؛ وهذه الصور تظهر بكل قوتها وبدائيتها وانعدام إنسانيتها. أمضى أودن وقتاً طويلاً في الترجمة ونقل إقامته إلى أكسفورد في عام 1972حيث كان عضو شرف في الجامعة، ومن الألقاب والجوائز التي حصل عليها جائزة بولِنغن Bollingen عام1953، وجائزة الكتاب الوطني عام1956 وكرسي أستاذية الشعر بجامعة أكسفورد بين عامي 1956-1961. وعلى كثرة نقاده فإن معظمهم كانوا ينوهون بمكانته في الوسط الأدبي. ويعده الكثيرون أحد عمالقة الشعر الغربي في القرن العشرين؛ إذ تربع على عرشه بجدارة بعد وليم بتلر ييتس[ر] وت.س.إليوت[ر]. هيثم محفوض مراجع للاستزادة: - J.FULLER, A Reader's Guide to W.Hauden (London 1970). - S.SPENDER,(ed.) W.H.auden: A Tribute (London 1975).
الرسم
الرسم الرسم le dessin تكوين composition خطي يعتمد ركيزة غالباً ما تكون صغيرة الحجم قابلة للنقل، كالصفيحة والرَق والورق المقوى والورق الملوّن أو غير الملون والقماش والمواد الاصطناعية الأخرى. والرسم مثل كل أثر فني، يمكن أن يمثل أشياء واقعية أو خيالية أو شكلاً تجريدياً خالصاً. ومن الممكن عموماً تنفيذ الرسم بالطباشير pastel والحوار والفحم، وبالمنقاش والريشة وقلم الرصاص وغيرها. ويغدو الرسم أكثر تعقيداً إذا اجتمعت فيه هذه الوسائل المسماة غرافية graphiques. والرسم، مثل كل الفنون البصرية التي ترتكز على ما تتركه الخطوط من أثر، من أهم المواد في التعليم الهندسي، وفي التعليم التقليدي للفنون الجميلة والعمارة والأزياء والتصميم design والدعاية والإعلان.