آخر الأخبار
الهجن (سباق-)
هجن (سباق)
Camel Racing - Les courses de chameaux
الهُجن (سباق ـ)
تكوِّن الإبل في الوطن العربي 65٪ من مجموع إبل العالم وتؤدي خدمات كبيرة على الرغم من فقدانها أهميتها قياساً على الماضي. وقد عمد أهل البادية منذ القديم لتنظيم مهرجانات يتنافس فيها المربون لإبراز الصفات الجمالية لإبلهم. وتعرف هذه المناسبة بمزايين الإبل، وهو بمنزلة عيد تراثي كبير تسعد به النفوس، ويحرص كثيرون على حضوره، كما أنه مصدر رزق لكثير من المربين. ويقوم على تنظيم هذه المسابقة وتحكيمها لجان مؤلفة من أشخاص لهم خبرات مديدة. وتُمنح الإبل الفائزة بالمراكز المتقدمة جوائز ثمينة، وذلك بحسب معايير ومقاييس خاصة باللجنة؛ ومن تلك الصفات:
|
الطول: أن تكون طويلة.
الرأس: كبير.
اللحي: طويل.
الخدّ: عريض.
الرقبة: طويلة وجرداء.
النحر والزور: واسعان.
الخفّ: واسع ومستدير.
عكرة الذيل: عريضة.
السنام: طويل وعريض.
شعفة السنام: كثير وملتوٍ.
القارب: طويل.
الأذن: طويلة وحادة.
العرنون: مرتفع ومقوس.
الجنب (الشفة): واسعة.
ويعدّ سباق الهُجن (الإبل) مسابقة عربية خالصة بدأت في شبه الجزيرة العربية، ثم انتقلت إلى إمارات الخليج وبلدانه، ومنها إلى الشام ومصر والمغرب العربي، ووصلت إلى الهند وأستراليا واليابان. وقد ثبت عن رسول اللهr أنه سابق بين الإبل، وكانت ناقة رسول اللهr العضباء لا تُسبَق، فجاء أعرابي على قَعود له فسبقها، فشقّ على أصحاب رسول الله ذلك، فقالr: «حقّ على الله أن لا يرتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه».
وقد تخصص أهل البادية في تدريب الهجن على السباق وتدريب الراكب على كيفية التحكم في سرعة الهجن وطريقة الركض.
|
ويبدأ ترويض الهجن على السباق في سن مبكرة لا تتجاوز 4 سنوات من عمرها، وقد تمتد فترة الإعداد والترويض مدة تصل إلى شهرين متتاليين. ويعدّ الرِّباط المرحلة الأولى في ترويض الهجن حين تربط الناقة غالباً بكيس مملوء رمالاً في مكان منعزل، ويقتصر في إطعامها على قليل من العلف لتصبح أكثر استجابة مع المروِّض وأكثر مرونة للمسايرة والانقياد. يبدأ بعدها المروّض بتعليم الناقة على النواخ (الجلوس أو البروك) بأن تقوم بالنهوض والبروك بأمر من المروّض. وبعد ذلك يمسك العاسف (المروّض) بخِطام (زمام) الناقة لتعويدها على المسايرة والاستجابة. كما توضع قطعة طويلة من القماش على جانبي الناقة تمهيداً للتدريب على عملية الركوب فيما بعد.
وتمثل مرحلة الركوب آخر مراحل العسف حيث يتم تدريب الناقة على مختلف أنواع المشي لتصبح بعد هذه المرحلة ذَلولاً مهيَّأة للركوب والسباق. إذ تبدأ الإبل بالمشاركة في السباقات عندما تبلغ السنة الخامسة من عمرها، ويمكن أن تستمر إلى ست سنوات، وإن كانت بعض النوق الأصيلة تستطيع الاستمرار أكثر من 10 سنوات.
مراحل إعداد الإبل للسباق
- الاختيار: وهو اختيار الهجن من حيث النوعية والأصالة والعمر.
- التضمير: وهو إعداد الهجن للسباق؛ وذلك بالتخلص من الشحم الزائد في الجسم، فتخضع لتغذية معيّنة ومحددة مع تدريب مستمر.
- التدريب: تخضع الهجن الأصيلة لعملية تدريب مستمر كي تأنس ميادين السباق، وتألف تجمع الناس حولها، وتكون عملية التدريب يومياً في موسم السباق، وعادة ما يكون في فصلي الشتاء والربيع.
- القلص: وهو محاذاتها ببَكْرة أو قَعود ليبدأ معها الانطلاق، ومن ثم ينحرف عنها، فتستمر هي بالانطلاق في السباق.
مصطلحات خاصة يستخدمها مدربو الإبل
|
التضمير: أي تدريب الهجن لدخولها ومشاركتها في السباق.
التفحيم: وهو مرحلة من مراحل تدريب الإبل لإكسابها لياقة بدنية، ويكون ذلك قبل المشاركة بالسباق.
التحفيز: وهو تهيئة الناقة لإلقاء ما في بطنها من الطعام للمشاركة في السباق.
المَضحى: وهو طعام الصباح الذي يقدم للناقة، ويتألف من الشعير والتمر واللبن.
المَعشى: وهو طعام العشاء، ويكون من الشعير والتمر إضافة إلى بعض الحبوب.
السَّعوط: أي الطعام الدسم الذي يقدم للناقة المشاركة في السباق، ويشمل السمن والعسل والبيض.
المَمطى: وهو الشخص الذي يجهز الإبل لميدان السباق.
الرَّكبي: وهو الشخص الذي يركب الناقة في أثناء السباق، ويكون خفيف الوزن.
ويهتم المضمّر بالتدريب والتغذية ومتابعة الحالة الصحية والنفسية لإبله والتأكد من قوتها وأنها غير سمينة. وهو لا يركبها قبيل دخول السباق، ويقوم بتسييرها في بداية التدريب مدة سبعة أيام ومسافة عشرة كيلو مترات يومياً، ثم يزيد من هذه المسافة لتبلغ خمسة عشر كيلو متراً، ويزيد المسافة خمسة كيلو مترات أخرى إذا لحظ عدم تعبها.
التجهيزات الضرورية للإبل
الخِطام: الحبل الذي يُجعل في طرفه خنّاقة تربط في رقبة البعير، ثم تثنى على مخطمه.
القرن: حبل يقرن فيه بعيران.
العقال: الحبل الذي تشد به ركبة البعير.
الهجار: الحبل الذي يشد به رسغ البعير.
القيد: الحبل الذي تقيد به يدا البعير، ويترك ليرعى دون أن يبتعد.
الرفاق: الحبل الذي يشد به عضو البعير؛ لئلا يسرع.
الطِّوَل: الحبل الذي يشد به البعير، فيمسك صاحبه بطرفه الآخر، ويرسل البعير في المراعي.
الشداد: الجزء الخشبي المكون من الأظلاف الخشبية والصلائب التي توضع أمام السنام.
البطان: الحزام الذي يشد به الرحل أو الشداد إلى بطن البعير.
الساحة: بساط صوفي يوضع فوق الشداد أو الرحل.
المحوى: لفافة على شكل صرة توضع خلف السنام، وتتصل بالشداد؛ كي يجلس الراكب عليها.
الخُرْج: وعاء أدوات المسافر.
الجاعد: جلد خروف يوضع على الخرج لإراحة الراكب.
أعمار الهجن
الحُوار: عمره ستة أشهر، ويعتمد على لبن أمه.
المخلول: عمره عام واحد، ويبدأ بشرب الماء وأكل بعض الطعام.
المفرود: عمره عامان وأكثر، ويعتمد على نفسه كلياً بالطعام والشراب.
العيه: تجاوز ثلاثة أعوام.
الحقّ: بلغ الرابعة، وبدأ بحمل الأثقال.
الجَذع: بلغ الخامسة من العمر.
الثَني: بلغ السادسة، وبدّل الزوج الأول من القواطع.
الربّاع: بلغ السابعة، وبدّل الزوج الثاني من القواطع.
السَّديس: بلغ الثامنة، وبدّل الزوج الثالث من القواطع.
سرعة الهُجن
تجري الهُجن بخمس سرعات. وكلما زادت المسافة قلّت السرعة إذ يدركها التعب، وقد تصل سرعتها في أثناء الكيلومتر الأول من السباق 65كم/سا، ثم تتناقص تدريجياً.
والهَجين الذي يستطيع المحافظة على سرعته من 30-40كم/سا يكون الفوز من نصيبه.
مراحل جري الهُجن
تتم عملية جري الهجين على خمس مراحل هي على التوالي:
- الركض أو الربعان: وتجري الهجن هنا بأقصى سرعتها، وترفع يديها ورجليها معاً عن الأرض وكأنها تقفز.
- الدَّلِي: تكون السرعة هنا أقل من الجري أو الربعان بقليل، وتستطيع الهجن بوساطتها أن تجري مسافة أطول من سرعة الركض، وفي هذه المرحلة يمد الهجين يده على طولها والرجل أيضاً على طولها، وتكونان متخالفتين.
- الصَّطِيف أو الدرهام: تكون سرعة الهجين هنا أقل من المرحلة الثانية، يرتاح خلالها الهجين، ويستطيع الجري إلى مسافة أطول من السابقة.
- الخَبَب: تكون السرعة هنا أقل من السابقات، وتختلف المسافة التي يمكن للهجين أن يقطعها حسب قدرته.
- التهدئة: سرعة هذه المرحلة هي سرعة المشي، وهي أدنى سرعة للهجين، وباستطاعته أن يواصل السير بها طوال اليوم ومسافات طويلة.
ميادين السباق
تختلف مسافات السباق من بلد إلى آخر؛ ومن عمر إلى آخر.
وأهم ميادين السباق في دولة قطر اسمه الأبرقة، وطوله 16كم، وبعده وأحدث منه الشحاميه، وتقام عليه سباقات لمسافات 6- 8 -10كم. وهناك ميادين مثيلة في كل أنحاء الجزيرة، وكلها تعتمد المسافات المذكورة للسباقات.
ثم انتشرت هذه الرياضة في أوربا؛ ولاسيّما في ألمانيا، ووصلت إلى أستراليا واليابان. وهناك محاولات جادة لجعل سباقات الهجن رياضة أولمبية.
المسرّح والمضمّر والركبي
المسرّح: هو الشخص الذي يشرف على تسريح الناقة في المسراح.
المضمّر: هو المربي الذي يتولى تدريب الناقة حتى تتخلص من شحومها ثم تدريبها على الركض داخل ميدان السباق وخارجه. ويتولى إطعامها الذي يتوقف عليه نشاطها وحيويتها وقدرتها على الجري. والمضمّر هو الذي يشرف على ركوب الركبي على الناقة في السباق.
الركبي: هو الطفل الذي يقود الناقة في السباق، وينفذ تعليمات المدرب، ويتم اختياره بعناية فائقة في ضوء خفة وزنه. ويستخدم في أثناء السباق سوط وعنان. ويتم توجيه الركبي في أثناء التدريب أو السباق بأجهزة اللاسلكي.
وقد اعتمد مؤخراً الركبي الآلي (الروبوت) بدلاً من الطفل؛ وذلك حفاظاً على إنسانية الأطفال الذين يجلبون من دول بعيدة لهذه المهنة، فيعانونها لصعوبتها، ويمكن توجيه هذا «الروبوت» لاسلكياً أيضاً.
مروان عرفات
الموضوعات ذات الصلة: |
سباق الخيل ـ الفروسية.
مراجع للاستزادة: |
ـ إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي، سباقات الهجن- الإمارات (الاتحاد الإماراتي للفروسية، دبي 2007).
ـ غالي الزايدي، سباقات الهجن العربية الأصيلة (الاتحاد الكويتي للفروسية، الكويت 2006).
- التصنيف : تربية و علم نفس - النوع : رياضة - المجلد : المجلد الواحد والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 397 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 1105
- الكل 99798521
- اليوم 132711
اخترنا لكم
التعزيز في علم النفس
التعزيز في علم النفس التعزيز reinforcement مصطلح في علم النفس استخدمه أول مرة إيفان بافلوف[ر] وتبناه جيمس واطسن[ر]، مؤسس المدرسة السلوكية في علم النفس، وتوسع به بورس فردرك سكنر[ر] في «علم التعلم وفن التعليم» لضبط السلوك بأساليب جذابة بدلاً من الأساليب القهرية. وطبّق مفهومه إدوارد ثورندايك[ر] في علم النفس الربطي، كما طبقه أصحاب المدرسة الغشتالتية في علم النفس، والمدرسة المعرفية الحديثة في مفهوم التغذية الراجعة feedback الشائع أيضاً في نظرية النظم الشمولية في التربية، والمعلوماتية والسبرانية الحاسوبية، وهناك أبحاث حديثة في علم الأحياء كشفت عن أثر هرمون الدوبامين[ر] dopamine الذي يفرزه الدماغ في زيادة المتعة واللذة من ثم في التعزيز للتحكم بسلوك الكائنات الحية، وأثره أيضاً في إدمان الخمر والتدخين والمخدرات وغيرها. ولابد من استعراض موجز لدور التعزيز الإيجابي والسلبي أو التغذية الراجعة الإيجابية والسلبية في التحكم بسلوك الحيوان والإنسان، ولكن الإنسان القديم استخدم دور التعزيز بالطعام والشراب واللمس في تهجين الحيوانات وتدريبهاعن طريق الغذاء والماء والجنس، وفقاً للفروق النوعية بين الحيوانات وهي معززات أولية، وهناك معززات أخرى بديلة تسمى ثانوية، كما أن هناك معززات تقوي السلوك في كل موقف وتسمى المعززات المعممة مثل المال الذي يلبي حاجات الإنسان الأساسية والثانوية. وهكذا يتناوب على التحكم بسلوك الإنسان قطبان من المعززات الإيجابية والسلبية يعبر عنها بعبارات التعزيز والتعزير، والثواب والعقاب، والجنة والنار وما شابه ذلك من التحكم بالسلوك عن طريق الرحمة والرفق والإحسان مقابل النقمة ونظيرتها من المصطلحات السلبية، واستخدمت هذه المصطلحات متوازنة بالسلوك في الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، وفي الأمثال والحكم الشائعة بين الشعوب. والمهم هو في تنويع المعززات واستخدامها في جداول زمنية وعملية.ويستخدم التعزيز في علم النفس المرضي لمعالجة الشذوذ النفسي والاضطرابات النفسية[ر] كالفصام [ر] والاكتئاب النفسي[ر]، وظهر هذا واضحاً في استخدام الدوبامين في اللذة والألم النفسي[ر] وإدمان الخمور والتدخين والمخدرات في الأبحاث الحديثة في علم النفس المرضي والعلاج السلوكي المعرفي. ولذلك يميل المعالجون الطبيون والنفسيون إلى الجمع بين تقنيات التعزيز في الطب وعلم النفس السلوكي والمعرفي معاً في منظومة جامعة شاملة موحدة، وضمن وصفات دقيقة في العلاج الطبي النفسي. ويقصد بالتعزيز الإيجابي كل ما يزيد من احتمال السلوك الذي يحدث بعد إعطائه في زيادة حدوث السلوك نفسه بالمستقبل. والتعزيز السلبي كل ما يزيد من احتمال السلوك الذي يحدث بعد سحبه في زيادة حدوث السلوك نفسه بالمستقبل. والعقاب الإيجابي هو إعطاء الأشياء الكريهة أو (المعزز السلبي) التي تؤدي إلى الهروب من المشكلة أو تجنبها أو الوقاية منها، أو خشية الوقوع بها في المستقبل. والعقاب السلبي هو حرمان الكائن الحي من أشياء ممتعة أو لذيذة كالحرمان من الطعام والشراب والكساء والجنس وغيرها من الأشياء الممتعة لكل إنسان. ويتحول العقاب الإيجابي والسلبي، الذي يهرب منه الكائن الحي من معزز سلبي إلى تعزيز سلبي يتقيه الإنسان لتجنب المكاره. ونتائج التعزيز قد تكون مباشرة فورية أو مؤجلة. وقد يكون الخمر والقمار والمخدرات ذات نتائج لذيذة مباشرة، لكنها مؤلمة على المدى البعيد، ولذلك لا تكون جميع نتائج التعزيز الإيجابي إيجابية دائماً. وقد يحتاج تطبيقها إلى دراسات معمقة ومعقدة، وفق الفروق الفردية التابعة لتاريخ التعزيز لدى الفرد. وتتوجه اليوم مؤسسات التعليم والعدلية والأمن والشرطة إلى الوقاية أكثر من العلاج، وإلى تخفيف العقاب لأغراض إنسانية وحضارية، وللتحكم بالسلوك بتقنيات جذابة أكثر منها نابذة، واستخدام جداول التعزيز الموزعة حسب الزمان وعدد الأعمال. دور التعزيز في التحكم بسلوك الحيوان والإنسان تدريب الحيوان: قامت محاولات عدة لتدجين الحيوانات وتدريبها. فحوّل الإنسانُ الذئابَ الشرسة إلى كلاب تخدم أغراضه، وهجّن حيوانات كثيرة شرسة ونباتية كالنمر إذ حوّله إلى هر، والحصان البري إلى أليف والبقر الجاموس والجمل والفيل والحمار، واستخدمها لأغراضه الخاصة، ودرّب حيوانات عدة لأغراض عروض السيرك والألعاب البهلوانية، أو للتمثيل بالسينما والتلفزيون والفيديو. وتتم آلية التدريب بمراقبة سلوك الحيوان وإعطاء التعزيز أو المكافأة فور قيام الحيوان بالعمل المرغوب فيه، ويزداد احتمال حدوث العمل، ويتعقد سلوكه وفق البرنامج التدريبي، وهذا ما طبقته مدرسة دورف Dorov في تدريب الحيوان في روسية، ومدرسة سكنر وغيره في تدريب الحيوان بألعاب السيرك وأعمال أخرى مفيدة يمكن متابعة تجاربها في برامج التلفزيون والفيديو المتعددة. تدريب الأطفال: يمكن تدريب الأطفال بالتعزيز (وقد يتم بعضها وهو جنين في بطن أمه كالتدريب على الطرب للموسيقى) والقيام بالإشارة المطلوبة بتعزيزها أو النطق المناسب للغة الأطفال والكبار، وكذلك تدريب الأطفال على أعمال يومية مثل ضبط البول والتبرز، والقيام بالنظافة الجسمية والبيئية في المنزل والمدرسة والحي. ويتدرج التدريب بالتعزيز في برامج يعدها الكبار للأطفال أو من خلال لعب الأطفال ضمن برامج الحاسوب. ويتم التدريب بالتعزيز في الروضة والتعليم الابتدائي على التحكم بسلوك القراءة والكتابة والحفظ والمطالعة والمناقشة وعصف الدماغ والإبداع، وكذلك تعلم العلوم اللغوية والإنسانية والرياضيات والعلوم الطبيعية والاجتماعية والمعلوماتية لجميع الأطفال، وخاصة المعوقين، والحرجين والمنطويين. ويفضل بتدريب الحيوان والأطفال استخدام المعززات فوراً بعد العمل في بداية التدريب، ثم تأجيلها إلى جداول تعزيزية تضبط السلوك بتوابع التعزيز. التعلم يعد التعزيز أهم مكون في عمليات التعلم في مختلف الأعمال والمستويات، سواء بتعلم بسيط لضبط سلوك الغدد والعضلات الملساء في الكائنات الحية ونشاطها، بالتعلم الإشاري أو بتعلم إجرائي متسلسل يتناول العضلات المخططة والعقل، يطور فيها الإنسان بيئته الطبيعية والاجتماعية. ويؤكد التعزيز بالتعلم سلاسل الأعمال المعقدة التي يعزز كل سلوك لاحق فيها بالسلوك السابق له، سواء في المعلومات أم المهارات المعقدة، وكذلك يستخدم في طريقة التعلم الذاتي المبرمج بالكتاب والحاسوب لمواد متعددة. العلاج السلوكي المعرفي والطبي يستخدم التعزيز العضوي (الدوبامين) وفي تنبيه مراكز اللذة عند الحيوان والإنسان مما يزيد من احتمال السلوك الذي يأتي بعد التعزيز مباشرة، أو يتوقع حدوثه في المستقبل. وقد أمكن، باستخدامه في شروط مضبوطة وجيدة، التحكم في علاج أمراض نفسية عدة مثل العقد النفسية والفصام والاكتئاب ونسيان الكبار أو الخرف في مرض الزهايمر)، وأمراض عضوية كالارتعاش (مرض باركنسون)، ومازالت الأبحاث جارية لمعالجة أمراض أخرى. التعزيز في المشكلات المعقدة يستخدم التعزيز في معالجة المشكلات المعقدة بالتقدم التدريجي خطوة خطوة في حل المشكلات السياسية أو الاجتماعية المعقدة كما يستخدم في الحروب الكونية، ولهذا لجأت اليونسكو في ميثاقها الأساسي إلى محاولة تجنب الحروب بالتربية الإنسانية والعالمية، والتعاون بين الدول. كما لجأت الدول الكبرى إلى استخدام المال والمعلومات والسلاح لضبط سلوك الدول الصغيرة. وقد يستخدم في معالجة مشكلات طارئة خطرة كالعمليات الإرهابية في خطف الطائرات والسيارات والأشخاص وفي المفاوضات السياسية على المشكلات المعقدة، ولذلك لا يعطى التعزيز إلا بعد قيام الجانب الآخر من المفاوضات بإرضاء وتعزيز الجانب المفاوض الأول بتلبية مطالبه، وعندما تتوازن الظروف يتفق المفاوضان والوسطاء بينهما على التزامن في الحلول لينال كل جانب المعززات المناسبة له، وغالباً ما تكون هذه الحلول تنازلاً عن بعض المنافع، لنيل منافع أخرى يراها كل جانب مناسبة له. وتستخدم جداول التعزيز أيضاً في عمليات المغامرات والمقامرات الاحتمالية أو المحسوبة. ويبدو من مختلف النظريات والتطبيقات المستخدمة في التعزيز أنه صار تقانة لضبط سلوك الإنسان والتحكم به في حالات السلوك السوي والشاذ، ولذلك لابد من التعمق في دراسته للاستفادة منه في الحياة اليومية. فخر الدين القلا الموضوعات ذات الصلة: بافلوف ـ ثورندايك ـ دوبامين ـ واطسن. مراجع للاستزادة: ـ ب. ف. سكنر، «تكنولوجية السلوك الإنساني»، ترجمة عبد القادر يوسف، سلسلة عالم المعرفة 32 (آب 1980، الكويت). ـ فخر الدين القلا، أصول التدريس (مديرية الكتب الجامعية، جامعة دمشق).
أوكرانية (اللغة)
أوكرانية اللغة الأوكرانية اللغة الأوكرانية Ukrainian هي اللغة القومية التي يتكلمها الشعب الأوكراني في جمهورية أوكرانية وخارجها، نشأت وتطورت مع نشأة الشعوب السلافية وتطورها. فاللغة الأوكرانية تؤلف مع اللغتين الروسية والبيلوروسية الفرع الشرقي من مجموعة اللغات السلافية التي تنتمي إلى ماشاعت تسميته بأسرة اللغات الهندية ـ الأورُبية. وترجع أصول اللغة الأوكرانية إلى اللغة الروسية القديمة في لهجاتها الجنوبية والجنوبية الغربية.