حسين مؤنس أديب وكاتب ومؤرخ مصري، أستاذ جامعي مصري، ولد بمحافظة السويس، وبعد دخوله المدرسة الابتدائية والإعدادية، انتسب إلى إحدى المدارس الثانوية في مدينة السويس، وحصل على الشهادة الثانوية بتفوق ثم انتقل إلى جامعة القاهرة حيث درس التاريخ العام وحصل على الإجازة الجامعية بدرجة ممتازة في عام 1934

"/>
مونس (حسين)
Mu’nis (Hussien-) - Mu’nis (Hussien-)

مُؤنِس (حسين ـ)

مُؤنِس (حسين ـ)

(1911 ـ 1996م)

 

حسين مؤنس أديب وكاتب ومؤرخ مصري، أستاذ جامعي مصري، ولد بمحافظة السويس، وبعد دخوله المدرسة الابتدائية والإعدادية، انتسب إلى إحدى المدارس الثانوية في مدينة السويس، وحصل على الشهادة الثانوية بتفوق ثم انتقل إلى جامعة القاهرة حيث درس التاريخ العام وحصل على الإجازة الجامعية بدرجة ممتازة في عام 1934 ثم أكمل الدراسات العليا وحصل على درجة الماجستير في التاريخ، ولتفوقه العلمي أُوفد إلى سويسرا للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي وقد حصل عليها من جامعة زوريخ عام 1943، وبعد عودته إلى القاهرة تدرج في وظائف التدريس بجامعة القاهرة من مدرس إلى أستاذ مساعد إلى أن عُين أستاذاً ذا كرسي في التاريخ الإسلامي عام 1954، وقد تخصص بتاريخ المغرب والأندلس، واختارته وزارة التربية والتعليم في مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ليصبح مديراً عاماً للثقافة (1955ـ1957)، ثم عُين مديراً لمعهد الدراسات الإسلامية في مدريد بإسبانيا عام 1957، وبعدها بسنوات عديدة انتدب للعمل كأستاذ للتاريخ الإسلامي ورئيساً لقسم التاريخ بجامعة الكويت وبقي فيها حتى عام 1977، ترأس تحرير مجلة «الهلال» وروايات الهلال وكتاب الهلال بالقاهرة، وأسهم في تحرير كثير من الصحف والمجلات العربية، وكان عضواً في عدة جمعيات ولجان علمية وثقافية في مصر والكويت وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، واختير في السنوات الأخيرة من عمره عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضواً في المجلس الأعلى للثقافة. أجاد عدة لغات عالمية كالإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية وكَتَب بها ومُنح جائزة الدولة التقديرية.

يعد حسين مؤنس من الكتاب والمؤرخين الغزيري الإنتاج فقد كتب في الأدب والتاريخ والجغرافيا والحضارة وله ترجمات عديدة، كما نشر أبحاثاً قيمة في مختلف المجلات العربية والعالمية، وقام كذلك بتحقيق العديد من المخطوطات العربية ونشرها، ويُذكر له إشرافه على أطلس التاريخ الإسلامي وهو حتى اليوم أفضل الأطالس التاريخية وأكبرها في الوطن العربي، كما أشرف على موسوعة صغيرة عن أهم العلماء العرب في العلوم البحتة.

له مؤلف مهم بعنوان «الحضارة ـ دراسة في أصول وعوامل قيامها وتدهورها» صدر في عام 1978 مفتتحاً سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت «سلسلة عالم المعرفة»، وفيه يقول الأستاذ مؤنس إنه قصد من وراء هذا الكتاب تقريب معنى الحضارة لذهن القارئ العربي، وفتح باب التفكير والمناقشة في اتجاه سليم وتوجيه الذهن إلى قضايا جديرة توضع موضع التأمل والبحث، وقال في معرض حديثه عن الحضارة إنها لا تتمثُلُ فقط في المنشآت المهمة كالأهرامات وقصر فرساي وناطحات السحاب في نيويورك، بل هي تتمثل في صورة أوضح وأصدق في صغار الاكتشافات التي تقوم عليها حياة البشر، فرغيف الخبز مثلا أنفع للبشر من الوصول إلى القمر لأن رغيف الخبز نعمة لا يتأتى منها إلا خير، أما مركبات الفضاء فماذا تعني؟. وحرص المؤلف مؤنس على أن يقف على آراء المفكرين المسلمين في الموضوعات الحضارية، فضرب مثلاً ابن خلدون ونظريته في دوران العمران.

كما أن كتابه «فجر الأندلس» يُعد من الكتب القيمة، تحدث فيه عن تاريخ قطر فريد في الدولة الإسلامية، أهله مزيج من عناصر أوربية وأخرى شرقية، وحضارته ثمرة تزاوج فكري بين الشرق والغرب، على نحو قلّ أن يكون له نظير في بلد آخر من بلاد الإسلام آنذاك هذا الكتاب نتاج الدراسة المفصلة لعصر واحد من عصور تاريخ الأندلس، عصر الولاة منذ الفتح العربي حتى قيام الدولة الأموية على يد عبد الرحمن ابن معاوية الداخل، مما يثير العجب في هذا الكتاب أن الفترة الزمانية التي تعرّض لها لا تتجاوز 45 سنة، ومع هذا اعتبر حسين مؤنس أن هذه السنوات بحاجة إلى مزيد من التفصيل وهو محق في هذا فكما يقول: «إذا لم تظفر هذه العصور الأولى في تكون الدول وقيام عناصرها بحقها من العناية، وإذا لم تُدرس على الأصول التي ينبغي أن تقوم عليها الدراسات لم يُؤْمن الزلل فيما بعد ذلك من تواريخ العصور التي تليها».

أما كتابه «تاريخ الجغرافيا والجغرافيين في الأندلس» فهو بحث في الملكة العربية العلمية عن طريق تاريخ علم في بلد واحد، وهو سفر جليل أبرز المؤلف فيه أهمية الجغرافيين العرب في الأندلس كأحمد بن محمد بن موسى الرازي (ت344هـ) الذي نشأ في قرطبة ويكنى أبا بكر. كما ألف كتاب «أخبار ملوك الأندلس وخدمتهم وغزواتهم ونكباتهم» وفيه معلومات جغرافية مهمة، كما ذكر المؤلف الجغرافيين الآخرين الذين سبقوا أحمد بن محمد ابن موسى الرازي والإدريسي (ت560هـ) الذي كان أول جغرافي متخصص في هذا العالم، وكذلك تحدث عن الذين أتوا بعدهما.

من مؤلفاته المهمة «فتح العرب للغرب» و«فجر الأندلس» و«معالم تاريخ المغرب والأندلس» و«تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس» و«الإسلام الفاتح» وهو يتناول البلاد التي فتحت من دون حرب، وله أيضاً «أطلس تاريخ الإسلام» و«المساجد» و«رحلة الأندلس» و«عالم الإسلام» و«الحضارة» و«كتب وكتاب» و«الربا خراب الدنيا»، وقد حقق »رياض النفوس في طبقات علماء القيروان» لأبي بكر المالكي، كما حقق كتاب «أسنى المتاجر» للونشريسي، و«الحلة السيراء» لابن الأبَّار. وفي الأدب له »حكايات خيرستان»، و«حكايا منتصف الليل»، وله أيضاً ترجمات عدة مثل «الامبراطورية البيزنطية» لنورمان بينز، وقد اشترك في ترجمته محمود زايد، ومسرحية «ثم غاب القمر»، كما ترجم عن الإسبانية «تاريخ الفكر الأندلسي» لغونسالز بالنثيا، و«تاريخ الحضارة في المغرب والأندلس».

محمد أحمد

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حسين مؤنس، تاريخ الجغرافيا والجغرافيين في الأندلس (القاهرة 1986).

ـ حسين مؤنس، الحضارة دراسة في أصول وعوامل قيامها وتدهورها (سلسلة عالم المعرفة «1»، الكويت 1978).

ـ حسين مؤنس، فجر الأندلس، دراسة في تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي إلى قيام الدولة «711ـ 756م» ( دار الرشاد، القاهرة 2005).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 132 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة