هارون (عبد السلام-)
هارون (عبد سلام)
Haroun (Abd al-Salam-) - Haroun (Abd al-Salam-)
هارون (عبد السلام ـ)
هارون (عبد السلام ـ)
(1909 ـ 1988م)
عبد السلام بن محمد هارون، عالمٌ جليل، ومحقق دقيق، نشر طائفة كبيرة من أمهات كتب الأدب واللغة حتى سُمي «شيخ المحققين»، وله أبحاث ومؤلفات تشهد بسعة اطلاعه وعمق معارفه.
ولد في الاسكندرية لأسرة هي من أهل العلم، فقد كان والده وكيلاً لمشيخة علماء الاسكندرية، ثم وكيلاً للجامع الأحمدي بطنطا، فرئيساً للتفتيش القضائي الشرعي بوزارة الحقانية. وكان عمه الذي كفله بعد وفاة والده وكيلاً للجامع الأزهر ومديراً للمعاهد الدينية، كما كان جده لأمة عضواً بالمحكمة الشرعية العليا.
انتقل عبد السلام هارون في طفولته مع أسرته إلى طنطا فالقاهرة، وما إن أتم العاشرة حتى حفظ القرآن على يد مدرس خاص. وفي سنة 1918 دخل المدارس الأولية وأمضى فيها ثلاث سنوات، ثم وجّه بعد ذلك إلى الأزهر حيث درس العلوم العربية والشرعية.
وبتوجيه من عمه الذي كفله بعد وفاة والده التحق سنة 1924 بتجهيزية دار العلوم ونال منها شهادة «البكالوريا» سنة 1928، ثم تابع دراسته بدار العلوم العليا وتخرج منها سنة 1932، وعُين مدرساً بالتعليم الابتدائي ثم عُين في كلية الآداب بجامعة الاسكندرية (فاروق الأول) سنة 1945 في وظيفة مدرس، وقيل إنها المرة الوحيدة في تاريخ الجامعات المصرية التي يثنقل فيها مدرس من التعليم الابتدائي إلى السلك الجامعي، ونُقل بعد ذلك أستاذاً مساعداً بكلية دار العلوم سنة 1950، ثم عين أستاذاً ورئيساً لقسم النحو فيها سنة 1959.
وفي سنة 1966 اختير مع نخبة من أساتذة الجامعات المصرية لإنشاء جامعة الكويت وتولى تأسيس قسم اللغة العربية وقسم الدراسات العليا بها، فكانا تحت رئاسته حتى سنة 1975. وفي أثناء ذلك اختير عضواً بمجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1969 في المكان الذي خلا بوفاة محمد فريد أبو حديد، كما اختير عضواً مراسلاً لمجمع اللغة العربية الأردني.
بدأ عبد السلام هارون نشاطه العلمي في سن مبكر، إذ ظهر له تحقيق كتاب «متن أبي شجاع» بضبطه وتصحيحه ومراجعته سنة 1925 وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم ظهر له تحقيق الجزء الأول من «خزانة الأدب» للبغدادي سنة 1927 وأتبعه بأربعة أجزاء أخرى وهو طالب بكلية دار العلوم.
وفي سنة 1943 اختاره طه حسين عضواً في لجنة إحياء تراث أبي العلاء المعري وتحقيق ما كُتب عنه، وقد أصدرت هذه اللجنة في أول إنتاجها مجلداً ضخماً عنوانه «تعريف القدماء بأبي العلاء» أعقبته بخمسة مجلدات من شروح ديوان سقط الزند، للتبريزي والبطليوسي، والخوارزمي.
وقد حصل هارون على الجائزة الأولى لمجمع اللغة العربية بالقاهرة في التحقيق والنشر سنة 1950 كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي سنة 1981.
وقد عرف عنه نشاطه الواسع في مجمع القاهرة، فشارك في لجان المجمع ومجلسه ومؤتمراته، وكان عضواً في لجنة المعجم الكبير، والأصول، والألفاظ والأساليب، وإحياء التراث، ولجنة الأدب، ومكتب المجمع، وعين سنة 1984 أميناً عاماً للمجمع.
وهو ذو إنتاج علمي غزير، موزع بين بحوث ومقالات في المجلات والدوريات العربية، وبين كتب مؤلفة تزيد على اثني عشر كتاباً، وأخرى محققة تربو على خمسة عشر ومئة كتاب وكلها من ذخائر اللغة والأدب.
من أهم أبحاثه: «تحقيق النصوص ونشرها» و«الأساليب الإنشائية في النحو العربي» و«معجم شواهد العربية» و«تحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب».
ومن أبرز ما نشره محققاً كتاب «الحيوان» للجاحظ (8 مجلدات) و«البيان والتبيين» (4 مجلدات) و«رسائل الجاحظ» (4 مجلدات) و«مجالس ثعلب» (مجلدان) و«شرح القصائد السبع الطوال» لابن الأنباري، و«جمهرة أنساب العرب» لابن حزم، و«نوادر المخطوطات» (مجلدان) و«شرح ديوان الحماسة» للمرزوقي (4 مجلدات، بالاشتراك) و«معجم مقاييس اللغة» لابن فارس (6مجلدات) و«الاشتقاق» لابن دريد (مجلدان) و«كتاب سيبويه» (5 مجلدات) و«خزانة الأدب للبغدادي» (13 مجلداً)
نبيل أبو عمشة
مراجع للاستزادة: |
ـ مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة - ج 73، 1993.
ـ محمد مهدي علام، المجمعيون في خمسين عاماً (مطبوعات مجمع اللغة العربية بالقاهرة، القاهرة 1986).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 298 مشاركة :