يوسف شانج

- - -

يوسف شانج

يوسف شانج

(1315ـ 1410هـ/1897ـ 1990م)

 

يوسف شانج داعية إسلامي صيني كبير أطلق عليه الصينيون «المسلم الحق»، ولد لأسرة فقيرة في محافظة بكين، درس اللغة العربية مدة ست سنوات في المسجد، وعمل في تلميع الأحجار الكريمة وصقلها ودأب في مهنته حتى غدا من أكابر تجار الأحجار الكريمة عام 1919.

دأب يوسف شانج على مساندة المسلمين وإعانتهم وعني بشؤونهم حتى أحبوه، فقدم دعماً مادياً مهماًً لمدرسة «شنج تاه» الإسلامية سنة 1927، وهي المدرسة الوحيدة التي تخرج المدرسين المسلمين وتدربهم على تأدية الفرائض والعبادات الإسلامية في بكين.

برزت وطنيته في أثناء حرب المقاومة ضد اليابان التي استمرت ثماني سنوات؛ إذ تنقل بين شنج كنج وبكين داعياً المسلمين إلى تأييد حكومة جمهورية الصين، واستمر بذلك حتى اعتقله اليابانيون في شنغهاي.

 بعد خروجه من السجن انتخب رئيساً لجماعة العلماء التابعة للاتحاد الإسلامي الصيني ببكين عام 1947م، ثم عضواً بالجمعية الوطنية التشريعية بجمهورية الصين، وأسس مستشفى ومدرسة للبنات في بكين قبل سقوط المدينة في أيدي الشيوعيين.

وفي السنة ذاتها صوتت الأمم المتحدة لمصلحة مشروع تقسيم فلسطين، فقام يوسف شانج بحملة في بكين لمساندة الموقف العربي، وقاد موكباً في مظاهرة تُؤيِّدُ الفلسطينيين ملأ بها الشوارع الكبيرة في العاصمة فبلغ طول موكبه سبعة كيلومترات.

ولما اجتاح الشيوعيون الصين نقل يوسف شانج أعماله إلى جزيرة تايوان سنة 1948، ولما وصل يوسف شانج إلى تايبيه Taipei لم يكن للمسلمين في المدينة مسجد يتعبدون فيه، وبعد سنة واحدة وبقدوم أعداد غفيرة من المسلمين من الصين أنشأ يوسف أول مسجد في المدينة، وكان مسلمو تايوان يعيشون فيها من دون مسجد جامع، وقد اتسع هذا المسجد ونال الرعاية التي جعلت منه سنة 1960 المسجد الكبير في تايبيه.

ازدهرت تجارته في تايوان وبدأت بالنمو؛ إذ قام بفتح فرع آخر لتجارته سنة 1950 في مدينة هونج كونج أسماه «شو باوتساي»، ثم توسع عمله وتعاظم حتى وصل بتجارته إلى لوس أنجلس سنة 1967.

وبتعاظم تجارته تعاظمت نشاطاته الإسلامية، وصب جلّ اهتمامه على البنية التعليمية للنشء، فأسس سنة 1976 المؤسسة الإسلامية الصينية الثقافية والتعليمية، وأوقف عليها ميزانية ضخمة لخدمة أغراضها، وفي ثلاثة عشر عاماً حصل أكثر من 1500 طالب مسلم على منح هذه المؤسسة، من بينهم 60 طالباً تم اختيارهم بوساطة الاتحاد الصيني الإسلامي للدراسات لتلقي مكافآت المؤسسة النقدية وجوائزها، وأصبحت المؤسسة عضواً في جامعة الباسفيك الإسلامية، ودأبت هذه المؤسسة في نشر الأدب الإسلامي العالمي وتبادله.

اختير يوسف شانج رئيساً فخرياً للاتحاد الإسلامي الصيني وذلك لإسهاماته الإسلامية الكبيرة في وطنه الصين، واستمر بسيرته هذه حتى توفي في مدينة لوس أنجلس في أمريكا.

جواد ترجمان

مراجع للاستزادة:

 

ـ جريدة الجزيرة، يومية، سعودية، 11/6/1410هـ.

ـ مجلة الفيصل، شهرية، سعودية، دار الفيصل الثقافية، ع 158/122.

---

- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 605 مشاركة :