طبيب من كتاّب القصة والرواية والمسرحية في مصر، ولد في قرية البيروم بمحافظة الشرقية، ودرس الطبّ بجامعة القاهرة، فحصل على بكالوريوس الطبّ والجراحة ودبلوم الأمراض النفسية ودبلوم الصحة العامة

"/>
يوسف ادريس
Youssef Idris - Youssef Idris

يوسف إدريس

يوسف إدريس

(1345ـ 1412هـ/1927ـ 1991م)

 

طبيب من كتاّب القصة والرواية والمسرحية في مصر، ولد في قرية البيروم بمحافظة الشرقية، ودرس الطبّ بجامعة القاهرة، فحصل على بكالوريوس الطبّ والجراحة ودبلوم الأمراض النفسية ودبلوم الصحة العامة، ثمّ عمل طبيباً في وزارة الصحة المصرية في القاهرة، وكان يساريّاً فانقلب إلى وفدي، وسجن عام 1954ـ 1955، ثمَّ هجر ممارسة الطبابة بعد العدوان الثلاثي على مصر، وانصرف إلى الأدب وكتابة القصص والرواية، فعيّن مستشاراً ثقافياً بمؤسسة الأهرام، ومرّ في عام 1974ـ1975 بأزمة نفسية حادة اضطرته إلى دخول المشفى والعلاج النفسي، ثمَّ عولج خارج مصر إلى أن تعافى تماماً.

نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1990، وكان من أعضاء لجنة القصة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وتُوفِّي بلندن. له ما يزيد على ثلاثين رواية ومجموعة قصصية، ومن رواياته «الحرام»، «البيضاء»، «السيدة فيينا»، «نيويورك»، «العيب»، «العسكري الأسود»، «بصراحة غير مطلقة»، «اكتشاف قارة»، «شاهد عصره»، «جبرتي الستينات»، وقد مُثّل قسم منها، وترجم آخر، وطُبعت مجموعاته القصصية في مجلدين صدرا عن دار الشروق بالقاهرة وبيروت سنة 1990، وضمّ المجلد الأول سبع مجموعات هي: «بيت من لحم»، «لغة الآي آي»، «العتب على النظر»، «أنا سلطان قانون الوجود»، «أقتلها»، «قاع المدينة»، «النداهة»، وضمّ المجلد الثاني خمس مجموعات وهي: «رجال وثيران»، «حادثة شرف»، «آخر الدنيا»، «أليس كذلك»، «أرخص ليالي».

يوسف إدريس مؤلف مسرحي أيضاً، ومن مسرحياته «ملك القطن»، «جمهورية فرحات»، «اللحظة الحرجة»، «الفرافير»، «المهزلة الأرضية»، «المخططين»، «الجنس الثالث»، «البهلوان».

نال يوسف إدريس بصفته قاصّاً شهرة واسعة في مصر والبلاد العربية، وقد تناولت قصصه حياة شخصيات مصر، واقترب من الحياة إلى حدّ أنَّ القارئ كان كمن يعرف الأحداث والشخصيات، فقصصه مغرقة في الواقعية المصرية، ولم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما أراد أن يقترب أكثر من الواقع في لغته الشعبية التي ابتعدت عن لغة المعاجم، واقتربت من لغة الشارع، ولكن من دون إسفاف أو امتهان، فحاول الحفاظ على الفنّ القصصي الراقي، فازدادت قصصه كثافة وشعرية، وكأنَّه كان يسير على خُطا محمود تيمور في هذا الجنس الأدبي الصعب.

ولمسرحيات يوسف إدريس لون خاصّ بها، فقد أراد أن يُعيد ترتيب الحياة والبشرية وفق تصوّر مختلف، ففي «المهزلة الأرضية» عالم مجنون يحاول فيه المؤلف أن يستبدله بالعالم الذي نعيش فيه، وفي «جمهورية فرحات» محاولة فنّية جريئة إذ حاول فيها مزج المسرحية بالأقصوصة، ونالت مسرحية «الفرافير» شهرة واسعة لحرص صاحبها على المواءمة بين الموقفين الفني والاجتماعي، فقال في ذلك رجاء النقاش: «إن «الفرافير» ليس فيها انحراف أيديولوجي… وليس فيها ما يناقض موقف الفنان الذي يحرص على مسؤوليته أمام مجتمعه ومواطنيه».

لشهرة يوسف إدريس عوامل كثيرة، منهم من يعيدها إلى جرأته، فهو يُعبِّر عن المكبوت والمسكوت عنه، ولذلك وصفوه بأنه من دعاة إطلاق الفنّ من قيود الأخلاق، ونسبوه إلى مدرسة الفنّ للفنّ، ومنهم من ذهب إلى أن لواقعيته ـ ولاسيما واقعيته التي التزم فيها تصوير المجتمع المصري ومشكلاته ـ سبباً في هذه الشهرة، ومنهم من ذهب إلى غير هذا وذاك ورأى أن لموهبته الفنية الدور الأعظم في شهرته، ومن هؤلاء طه حسين الذي قال فيه: «هو طبيب، حين يكتب يضع يده على معناه كما يضع على ما يشخّص من العلل حين يفحص مرضاه، وينقل إلينا خواطره كما يصور أوصاف العلل، وكما يصف لها ما ينبغي من الدواء».

خليل موسى

مراجع للاستزادة:

 

ـ يوسف إدريس، الأعمال الكاملة «القصص القصيرة» (دار الشروق، القاهرة وبيروت 1990 ).

ـ طه حسين وآخرون، يوسف إدريس بقلم هؤلاء (مكتبة مصر، الفجالة 1977).

ـ غالي شكري، يوسف إدريس فرفور خارج السور ( دار المستقبل، الفجالة والإسكندرية 1994).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 604 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة