تحصل عدوى الإنسان بالتولارمية من الحيوانات المصابة حين ذبحها أو تقطيعها، كما تتم بالتلوث بجثثها أيضاً، ويدخل الجرثوم بسهولة من الخدوش حتى إنه يستطيع اختراق الجلد السليم ومخاطيات الأذن والبلعوم وملتحمة العين.

"/>
تولارميه(طبيه)
Tularaemia - Tularémie

إصابة الإنسان بالتولارميّة

إصابة الإنسان بالتولارميّة

 

تحصل عدوى الإنسان بالتولارمية من الحيوانات المصابة حين ذبحها أو تقطيعها، كما تتم بالتلوث بجثثها أيضاً، ويدخل الجرثوم بسهولة من الخدوش حتى إنه يستطيع اختراق الجلد السليم ومخاطيات الأذن والبلعوم وملتحمة العين. ويشكل التماس مع أرنب بري قبل 5 أو 6أيام من ظهور المرض عاملاً أساسياً في وضع التشخيص. وتعرض بعض المهن للعدوى أكثر من غيرها لذا فإن الداء أول ما يصيب الصيادين والطهاة والعاملين في المختبرات. إنَّ دخول جزيئات مخموجة عن طريق اللدغ أو الوخز قد تسبب المرض، كما أن تناول اللحم المصاب غير المطهو طهواً كافياً يمكنه أن يؤلف مدخلاً للإصابة فيسبب التهاب البلعوم مع ألم معوي وإسهال وإقياء. وقد تحدث العدوى على نحو أقل عن طريق طُفيليات ناقلة إذ أصبح ثابتاً دور الحشرات اللادغة كالقَرَاد tick في نقل الداء.

تأخذ الإصابة البشرية عادة الشكل الموضعي القرحي العقدي الذي يلي دخول الجراثيم عن طريق الجلد. فبعد حضانة قصيرة (3-5 أيام) يصاب المريض بعرواءات وحمى، وتظهر في الوقت نفسه حطاطة papule حاكة في موضع دخول العامل الممرض وغالباً ما تكون في اليد. تتحول هذه الحطاطة إلى قرحة التهابية غير قاسية تترافق بالتهاب الأوعية اللمفية المنطقية مع تضخم العقد التي تكون في البدء قاسية ثم تصبح لينة ومن ثم تتنوسر.

تسوء الحالة العامة للمريض إن لم يعالج وتستمر الحمى عدة أسابيع ثم تزول ويليها اختفاء تقيح العقد والقرحة التي تظهر في موضع دخول الجرثوم. قد يشفى المريض تلقائياً ويكتسب بعدها مناعة طويلة الأمد. وتقدر نسبة الإماتة في حالة عدم المعالجة بنحو 0.5 إلى 7%.

وهناك مظاهر سريرية أخرى للإصابة كالشكل العيني العقدي الذي يلي تلوث الملتحمة ويجمع بين التهاب الملتحمة والتهاب العقد اللمفية قرب الأذنية أو تحت الفكية، وإنذار هذه الإصابة جيد. كما يمكن أن تشاهد أشكال سريرية تغيب فيها القرحة وتقتصر الأعراض على ضخامة عقدية موضعية. وأخيراً يمكن لبعض الإصابات أن تتظاهر بالتهاب اللوزتين أو حدوث أعراض تنفسية أو هضمية. أما المضاعفات الحشوية الرئوية الجنبية والسحائية والتامورية فهي استثنائية الحدوث.

قد يكون التشخيص السريري صعباً ولاسيما في حالة غياب القرحة لذا لابد من اللجوء إلى المخبر. والوسيلة المثالية هي رؤية الجراثيم مباشرة بالمحضرات غير أن ذلك عسير إذ يجب أخذ العنصر المراد فحصه سواء أكان من الآفات الجلدية أم من العقد اللمفية في وقت مبكر جداً لأن اختفاء الجرثوم سريع ويصعب العثور عليه في مرحلة التقيح ويمكن زرق حيوانات مخبرية بمادة من الآفات أو الدم أو القشع لوضع التشخيص. والطريق الأسهل هو اللجوء إلى التشخيص المصلي إلاَّ أن الراصات في مصل دم المريض لا تظهر إلا بدءاً من اليوم العاشر وتبلغ ذروتها في الشهر الثاني وتستمر عدة سنوات. وعيارات تساوي 1/100، أو أكثر تؤكد إصابة حالية أو سابقة ويحدث تراص متصالب مع البروسيلة والمتقلبة proteus. كما أن التفاعل الجلدي بالتولارِميَّة  يعد وسيلة جيدة للتشخيص ويستمر عدة أعوام بعد الإصابة بالخمج وهو لا يؤثر في التشخيص المصلي. وقد يقدم فحص نضحة exudate أو رشافات aspirates العقد اللمفية وغيرها من النماذج السريرية بالضد المتألق FA تشخيصاً سريعاً.

أمَّاالأدوية المستعملة في المداواة فهي تختلف باختلاف حقبة الداء. فإذا بدأت المعالجة في وقت مبكر كانت الصادات فعالة كالأمينوغليكوزيدات والكلورامفينكول والستربتومايسين. وإذا بدأت المعالجة في مرحلة متأخرة من التقيح فلا يجدي إلا تفريغ الخراج واجتثاث الآفات الخمجية جراحياً إن اقتضى الأمر. وهناك لقاح حي موهن يعطى في بعض البلدان كالولايات المتحدة للمجموعات المعرضة للخطر مهنياً.

عدنان تكريتي

 

 


- التصنيف : طب بشري - النوع : صحة - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 169 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة