البولة الدموية (يوريا)  ureaتنتج هذه المادة من تقويض الحموض الأمينية، وهذه العملية الاستقلابية هي عملية مستمرة، لذا فإن هذا الإنتاج مستمر مدى الحياة.

"/>
بوله دمويه
Hematuria - Hématurie

البولة الدموية

البولة الدموية

 

البولة الدموية (يوريا)  ureaتنتج هذه المادة من تقويض الحموض الأمينية، وهذه العملية الاستقلابية هي عملية مستمرة، لذا فإن هذا الإنتاج مستمر مدى الحياة. تتوضع البولة في السوائل داخل الجسم بما فيها المصورة الدموية حيث يبلغ مقدارها فيها في الحالة الطبيعية من 3-7 ميلي مول في الليتر أو 20-40 ملغ في 100 مل منها.

كان لارتفاع مقدار البولة الدموية أثر كبير في الدلالة على الإصابة بالقصور الكلوي، ودام هذا الاعتقاد فترة كبيرة من الزمن، وكان يعد هذا الارتفاع في الدم دليلاً على مقدار هذا القصور وتطوره، كما كانت المعالجات المطبقة للقصور الكلوي تهدف إلى تخفيض قيم هذا المقدار والأكثر من ذلك كان يسمى القصور الكلوي يوريمية الدم uremia إذ كانت تعزى جميع أعراضه السريرية لارتفاع البولة في الدم وهذا ماتبين عدم صحته في الوقت الحاضر.

إلا أن الفهم الحديث للوظيفة الكلوية ولأمراض القصور الكلوي ولأعراضه ولآلية إنتاج البولة الدموية وإطراحها، غيّر الكثير من هذه المفهومات وقلل من الاعتماد على عيار البولة الدموية كوسيلة في تشخيص القصور الكلوي ومراقبة سيره وتطوره وللاستدلال على ما تبقى من الوظيفة الكلوية، وحدث كل هذا خلال الثلاثين سنة الأخيرة.

صحيح أن مقدار البولة يرتفع في الدم حين الإصابة بالقصورات الكلوية المختلفة إلا أنه يرتفع كذلك في حالات كثيرة أخرى. لأن هذا الارتفاع أو الانخفاض ينتج إما من زيادة إنتاج البولة في الكبد وإما من نقصه أو من نقص في إطراحها من الكلية أو زيادة فيه. لذلك يمكن لمقدار البولة الدموية أن يزداد في أحوال كثيرة لايكون فيها المريض مصاباً بالقصور الكلوي نذكر منهـا: تعرض المريض للشدة stress أو استعماله الكورتيزون مدة طويلة أو في سياق استعمال الأدوية الكيماوية لمعالجة السرطانات، أو لدى الإكثار من تناول البروتينات في الغذاء. كما تلاحظ هذه الزيادة في حالات التجفاف واستعمال المدرات البولية أو بعد الإصابة بالنزوف الهضمية أو قصورات القلب المختلفة. وعلى العكس من ذلك يقل مقدار البولة الدموية عند المصابين بالقصور الكبدي.

وثمة مفهوم آخر يجب تصحيحه بأن ما يشكوه المريض بالقصور الكلوي من أعراض عامة  كالوهن والتعب والنعاس والتدهور في حالته الصحية والأعراض الهضمية كالقيء والغثيان والقَمَه ليس عائداً لزيادة مقدار البولة الدموية فقط، بل إنه عائد للخلل في وظائف الأجهزة المختلفة للجسم إثر الإصابة بالقصور الكلوي إذ إن وظائف الكلية العديدة لها أثر أساسي في المحافظة على ثبات الوسط الداخلي للجسم. وخلل هذه الوظائف ينعكس سلباً على هذا الثبات ويؤثر من ثم على وظائف معظم أجهزة الجسم مؤدياً لظهور هذه الأعراض المختلفة.

كانت تستعمل البولة الدموية وسيلةً لتقويم وظيفة الكلية من خلال إجراء اختبار تصفية البولة الدموية، ولم يعد هذا الاختبار ذا قيمة بعد معرفة عدم ثبات إنتاجها وعدم ثبات إطراحها إذ إن هذا الإطراح يتعلق بعوامل أخرى إلى جانب قدرة الكلية الوظيفية.

من كل هذا يمكن الاستنتاج بأن أثر عيار البولة في الدم صار غير أساسي في تشخيص القصور الكلوي ومعالجته بل يمكن استعماله كأحد المؤشرات في ذلك، مع الأخذ بالاعتبار المعلومات المذكورة سابقاً والمؤثرة في اختلاف مقدار البولة زيادةً أو نقصاً.

 

وليد النحاس

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ وليد النحاس، الجراحة البولية (جامعة دمشق 1998).

- WALSH & al. Campbell, Urology, Seventh Edition (Saunders, U. S. A. 1999).

- BERNE & LEVY, Principles of Physiology (Mosby, U. S. A. 1997).


- التصنيف : طب بشري - النوع : صحة - المجلد : المجلد الخامس، طبعة 2002، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 605 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة