آخر الأخبار
بيريث غالدوس (بنيتو)
بيريث غالدوس (بنيت)
Pérez Galdos (Benito-) - Pérez Galdos (Benito-)
بيريث غالدوس (بنيتو ـ)
(1843 ـ1920)
بنيتو بيريث غالدوس Benito Perez Galdos، أحد أشهر الروائيين الإسبان في القرن التاسع عشر، ولد في مدينة لاس بالماس Las Palmas في جزر الكناري وتوفي في مدريد، وكان الابن الأصغر لأسرة ميسورة. تلقى تعليمه منذ طفولته في مدرسة إنكليزية في مسقط رأسه، وكان لدراسته تلك أثر استثنائي في تكوينه الأدبي الذي تظهر فيه بوضوح قراءاته للروائيين والمسرحيين الإنكليز. وفي عام 1862 انتقل إلى مدريد لدراسة الحقوق في جامعتها، ولكنه لم ينه دراسته الجامعية، لأن مجالس الأدب والمقاهي والكتابة للصحف وارتياد المجالس السياسية والتجول في الشوارع كانت تشد اهتمامه أكثر من قاعات المحاكم.
ناضل بيريث غالدوس منذ شبابه المبكر في الأحزاب السياسية التقدمية، ونشر الكثير من المقالات دفاعاً عن أفكاره في الصحف الليبرالية والتقدمية، واختير نائباً في البرلمان ضمن صفوف المعارضة الجمهورية، ولكنه لم يتخذ السياسة مهنة يتفرغ لها، وإنما كان يمارس السياسة كإنسان وفنان وكاتب. وعلى الرغم من المعارضة الكاثوليكية التي طاردته طيلة حياته، جرى اختياره لعضوية الأكاديمية الملكية للغة (مجمع اللغة الإسبانية). وفضلاً عن الثورة التي أحدثها في الكتابة الروائية في إسبانية ابتداء من العام 1870، ألقى على نفسه مهمة تطوير المسرح الإسباني الذي كان يعاني حالة من الركود، وبدأ ذلك منذ عام 1892، وعلى الرغم من أن نجاحه في المسرح كان أقل شأناً، إلا أنه واصل العمل فيه بإصرار ومثابرة، وكانت معظم أعماله المسرحية الدرامية والكوميدية إعداداً مسرحياً لرواياته الناجحة.
كان غالدوس في حالة يرثى لها في السنوات الأخيرة من حياته، إذ فقد بصره، وأمضى بعض سني شيخوخته في ضيق مادي، على الرغم من الأموال الطائلة التي جناها في سنوات ازدهاره الأدبي، إضافة إلى أنه عانى من بعض الإخفاقات المسرحية ومن العداوات السياسية التي لم تخمد ضده.
كان غالدوس كاتباً غزير الإنتاج، إذ كتب ستة وأربعين مجلداً من سلسلة الأقاصيص التاريخية Episodios Nacionales، وأربعاً وعشرين رواية مطبوعة في اثنين وأربعين مجلداً وأربعة وعشرين عملاً مسرحياً، وخمسة عشر مجلداً تضم مقالاته وكتاباته الأخرى.
وغالدوس هو روائي أولاً، أبدع عالماً زاخراً من الشخصيات الممتلئة بالحيوية التي تظهر في أحوال شديدة التنوع، وتقوم بأدوار مختلفة، يوحدها عالم مشترك هو مدريد القرن التاسع عشر، وخصوصاً النصف الثاني منه. ولأعمال غالدوس الروائية قيمة في مجموعها تفوق قيمة كل منها منفردة، فهي تشكل بمجملها رواية عملاقة تكاد تضاهي رائعة بلزاك[ر] «الكوميديا الإنسانية» بتدفقها وغناها وتنوعها. وقد بدأ غالدوس كتابة الرواية وهو في أوج الشباب، ففي عام 1870أصدر روايته الأولى «ينبوع الذهب» La Fontana de oro، ثم أتبعها في العام التالي بروايته الثانية «الجَسور» ElAudaz، ومنذ هاتين الروايتين تبدت رؤية غالدوس للرواية التاريخية، فهو لا يسعى إلى إعادة بناء الماضي البعيد وصفياً، وإنما يتجه إلى تفسير الماضي القريب بطريقة تعليمية للكشف عن أصل ومغزى التحولات الفكرية والسياسية والاجتماعية في إسبانية عصره. وهو يستحضر في الروايتين صراع دعاة التحرر الليبراليين في مواجهة النظام الرجعي الذي يقف على رأسه الملك فرناندو السابع، وبطانته من الشخصيات البغيضة.
بدأ غالدوس منذ عام 1883 بمشروعه الطموح والضخم «المراحل الوطنية» ليروي أبرز الأحداث التي شهدتها إسبانية القرن التاسع عشر في قالب روائي، وفي مئة رواية موزعة على خمس سلاسل، أولها تتضمن عهد كارلوس الرابع وحرب الاستقلال (منها روايات «الطرف الأغر» Trafalgar، و«الثاني من أيار» Dos de mayo) والثانية:تمتد من الانتصار في حرب الاستقلال حتى الردة الفرناندية («أمتعة الملك خوسيه» El equipaje del rey Jose، و«أبناء سان لويس المئة ألف» Los cien mil hijos de San Luis) والسلسلة الثالثة تغطي مرحلة الصراعات الكارلستية وحتى زفاف الملك ألفونسو الثالث عشر (وآخر روايات هذه المرحلة: «زفاف ملكي» Bodas Reales)، أما السلسلة الرابعة، فتتناول عهد الملكة إيزابيل الثانية والحروب الكارلستية، في حين تتناول السلسلة الخامسة والأخيرة مرحلة الجمهورية وعودة الملكية (ومن أبرز رواياتها: «إسبانية بلا ملك» Espana sin Rey، «إسبانية المأساوية» Espana Tragica، و«الجمهورية الأولى» La primera Republica). وماهذه إلا عناوين قليلة من أعماله الضخمة التي تؤلف بمجملها ملحمة وطنية شاملة تتمحور حول النضال في سبيل الوطن والحرية، إذ الشخصية الأساسية في أعمال غالدوس هذه هو الشعب، أي الأمة بأسرها التي يتوجه إليها غالدوس، ويتلقى منها مادة أعماله.
صالح علماني
مراجع للاستزادة: |
- L. B. WALTON, Perez Galdos and the Spanish Novel of the Nineteenth Century (London 1928).
- M. DE GOGORZA FLETCHER, The Spanish Historical Novel, 1870-1970, (London 1974).
- R. RICARD, Aspects de Galdos (Paris 1963).
- التصنيف : الآداب اللاتينية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس، طبعة 2002، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 720 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 3948
- الكل 97290681
- اليوم 153661
اخترنا لكم
لسينغ (غوتهولد إفرايم-)
لِسينغ (غوتهولد إفرايم ـ) (1729 ـ 1781) غوتهولد إفرايم لسينغ Gotthold Ephraim Lessing أديب ومفكر ومترجم ألماني، قاد حركة التنوير Aufklärung الألمانية إلى ذروتها بتحريره الأدب والمسرح والفكر الديني والفلسفي من الروابط والالتزامات الكنسية والبلاطية الإقطاعية، وبخروجه على أعراف وتقاليد الكلاسية (الاتباعية) الفرنسية الصارمة والمهيمنة، وبالتأسيس لفكرٍ وفنٍ جديدين يعبران عن روح البرجوازية الصاعدة ومتطلباتها وطموحاتها. فهو كاتب مسرحي وقصصي ومنظِّر أدبي مسرحي وناقد فني ـ جمالي ومحاور متنور واسع وعميق الاطلاع في قضايا الأديان والفلسفة.
بوزويل (جيمس-)
بوزويل (جيمس ـ) (1740 ـ 1795) جيمس بوزويل James Boswell كاتب اسكتلندي وُلد في إدنبره، وهو الابن الأكبر لألكسندر بوزويل الذي كان قاضياً في المحاكم العليا في اسكتلنده، وتمتع بلقب لورد أوكنلك Lord of Auckinleck. أُرسل عند بلوغه الخامسة من العمر إلى مدرسة اقتصرت على النخبة، لكنّ ذلك لم يمنع كراهيته لها، فتعلم في المنزل ابتداءً من سن الثامنة حتى الثالثة عشرة. درس الآداب والفنون في جامعة إدنبره ما بين أعوام 1753 - 1759، وتابع دراسة القانون المدني في المنزل بإشراف والده منذ عام 1760 وحتى 1762، ومن ثم في جامعة أوترخت Utrecht بهولندة عام 1763، واختتم فترة الدراسة تلك بجولة ٍفي القارة الأوروبية التقى فيها فولتير[ر] وروسّو[ر] انتهت به في جزيرة كورسيكا حيث التقى الزعيم الكورسيكي باسكال دي باولي Pascal de Paoli الذي أُعجب به إعجاباً شديداً لما كان لديه من قدرةٍ وطلاقةٍ في التعبير.