توماس (ديلن)

Thomas (Dylan-) - Thomas (Dylan-)

توماس (ديلن ـ)

(1914ـ1953)

 

ديلَن توماس Dylan Thomas من أبرز شعراء ويلز Wales وكتّابها في المملكة المتحدة. ولد في مدينة سوانزي Swansea، وتوفي في مدينة نيويورك. ومع نشأته في مسقط رأسه، فإنه لم يتكلم لغته الأم الويلزية. نشأ توماس على حب الطبيعة والموسيقى والكنيسة وشكسبير. وقد كتب عن عالم طفولته الذي كان دائم الحنين إليه في قصيدته «تل السرخس» Fern Hill عام 1946 التي يقالإنه أعاد كتابتها أكثر من مئتي مرة. هيأ له والده فرصة تعلم أصول نطق اللغة الإنكليزية مما جعله متحدثاً وقارئاً فذاً لشعره، وكان الأداء المسرحي مهنته الثانية بعد كتابة الشعر.

أنجز توماس جل شعره، أو شكّل نواته في ذهنه، قبل بلوغه الواحدة والعشرين من العمر، أي قبل انتقاله إلى لندن حيث أقام عقداً من الزمن. وعمل في هذه الفترة كاتباً سينمائياً وفي هيئة الإذاعة البريطانية BBC لكسب عيشه، وتمكن عند نشوب الحرب العالمية الثانية من الحصول على إعفاء من الخدمة العسكرية لأسباب صحية. انتقل إلى أكسفورد عام 1946 بعد تعرضه لانهيار عصبي، إلا أنه ما لبث أن عاد في العام نفسه إلى وطنه ويلز، واستقر في بلدة لوغارن Laugharne الساحلية الهادئة. بدأ في العام التالي جولاته في الولايات المتحدة وكندا لتقديم شعره حياً لقرائه، مما أكسبه شهرة واسعة هناك، وتوفي في إحدى تلك الجولات لتدهور صحته بسبب إدمانه الكحول.

 

 

ذاع صيت توماس سريعاً في الأوساط الأدبية عندما نشر ديوانه الأول «18 قصيدة» (1934) Poems 18، ثم ديوانه «خمس وعشرون قصيدة» (1936) Twenty-Five Poems بعد أن استقر في لندن، ولكن هذه الشهرة السريعة لم تؤد إلى أي تحسن في أوضاعه المادية. نشر «خارطة الحب» (1939) The Map of Love وهي مجموعة شعرية نثرية، وديوان «نهايات وبدايات» (1946)Deaths and Entrances   وتدور قصائده حول الحياة والموت، لاسيما موت والده الذي ظل مريضاً مدة طويلة قبل وفاته. ونشر أيضاً ديوانيه «أثناء النوم في الريف» In Country Sleep و«القصائد المجموعة» (1952) Collected Poems، أما ديوان «المذكرات 1930-1934» The Notebooks 1930-1934 الذي ضم مئتين من قصائده، فلم ينشر إلا بعد وفاته عام 1968.

كان لنثر توماس صبغة السيرة الذاتية، فقد كتب عن طفولته ونشأته في «الفنان بصورة كلب شاب» Portrait of the Artist as a Young Dog (1940) و«عيد الميلاد لدى طفل في ويلز» (1955) A Child’s Christmas in Wales، أما مسرحيته الإذاعية «تحت خشب اللبن» Under Milk Wood وهي كولاَّج Collage للأصوات مليء بالظرف والفكاهة والحس الشعري المرهف، فقد كتبها بعد استقراره في لوغارن، وقُدمت في نيويورك عام 1953 كما قدمت بصيغتها النهائية في هيئة الإذاعة البريطانية عام 1954.

كان توماس في أدبه، كما في حياته، الثائر المتمرد الرافض للأوضاع السائدة والمساند على الدوام للفقراء والمستضعفين. وتميز نتاجه الأدبي بالتنوع والابتكار، وكان من المحدثين في شعره بصوره ولغته، مما جعله يختلف مع معاصريه أمثال إليوت[ر] وأودن[ر] وسبندر[ر]. إلا أنه على اختلافه عن هؤلاء،عالج الموضوعات المألوفة، وطرح التساؤلات الوجودية نفسها حول الولادة والموت وما بينهما. وكما كان الحال لدى العديد من أسلافه الشعراء الإبداعيين (الرومانسيين) أمثال بروك[ر] وكيتس[ر] وشلي[ر] وبايرون[ر] وقبلهم جميعاً شاعر اسكتلندة الأول برنز[ر]، فقد جعل توماس من حياته العاصفة أسطورة؛ أسطورة الشاعر الرومنسي الذي يفني نفسه بإبداعه، ويموت في أوجه.

يعد توماس بنزواته وإيقاعه وصوره وتجريبيته من أول ممثلي الخصوصية السلتية في الشعر الإنكليزي الحديث.

طارق علوش

 

مراجع للاستزادة:

 

- CAITLIN THOMAS, GEORGE TREMLETT, Life With Dylan Thomas (1988).

- CONSTANTINE FITZGIBBON, The Life of Dylan Thomas (Boston 1965).

---

- التصنيف : الآداب الجرمانية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 186 مشاركة :