جماعة الـ (47) Gruppe 47 هي تجمع أدبي حر من كتّاب وشعراء ونقاد ألمان، بدأت نشاطها في عام 1947 عقب الحرب العالمية الثانية،

"/>
جماعه ال(47)
Group 47 - Groupe 47

جماعة الـ )47(

جماعة الـ (47)

 

جماعة الـ (47) Gruppe 47 هي تجمع أدبي حر من كتّاب وشعراء ونقاد ألمان، بدأت نشاطها في عام 1947 عقب الحرب العالمية الثانية، بناء على مبادرة من الناقد هانس فِرْنَر ريشْتَر Hans Werner Richter والروائي ألفرد أنْدِرش Alfred Andersch. انعقد اللقاء الأول في منطقة ألْغوي Allgäu جنوبي ألمانية الغربية سابقاً، وناقش المجتمعون دور الأديب في المجتمع الجديد بعد الحقبة النازية. وضمّت اللقاءات اللاحقة غير المنتظمة عدداً كبيراً من الأدباء والنقاد الذين أسهموا أدبياً في صياغة مستقبل ألمانية، مثل إلزِه آيشِنْغر Ilse Aichinger وإنغِبورغ باخمَن Ingeborg Bachmann وفالتر ينز Walter Jens وأوفه يونْسون Uwe Johnson وهاينريش بُل[ر] Heinrich Böll وغونتَر غراس[ر] Günther Grass وفولف ديتريش شْنورِّه Wolf Dietrich Schnürre ومارتين فالزرMartin Walser وغونتَر آيش Günther Eich وهانس مايَر Hans Mayer وغيرهم. وما يلفت النظر هو أن الجماعة لم تمثل التزاماً سياسياً أو فنياً محدداً، كما أنها لم تطور برنامج عمل سياسي أو جمالي ثابت. وقد كان لهذا أثر كبير في أدباء جيل ما بعد الحرب في تطوير فرديتهم الخاصة بهم. وبقيت الجماعة تلعب الدور الأهم في أدب ما بعد الحرب في المنطقة الناطقة بالألمانية إلى أن انحلت في عام 1967، لكن بعض الأدباء ثابروا على الالتقاء حول رائدهم القديم ريشْتَر حتى عام 1972. وكان الكتّاب والشعراء في أثناء اللقاءات غير الدورية يقرؤون أعمالهم الجديدة ويناقشونها قبل نشرها. ونتيجة التأثير والتأثر المتبادل ظهر عن الجماعة اتجاه مرتبط بأسلوب التعبير اللغوي دُعي «أدب الغابة المستأصلة الأشجار» Kahlschlag literatur تجلى في الشعر والقصة القصيرة والرواية، من خلال الاجتهاد لخلق لغة نقية وخالية من جميع الشوائب والرواسب المتعلقة بالحقبة النازية، كي تكون قادرة على التعبير باقتصاد ووضوح عن الشيء الوحيد الذي مازال الإنسان يملكه، وهو الحقيقة التي لابد من كشفها وتعريتها، كي يتمكن من المواجهة والاستمرار. ولم يبق تناول موضوع الحقيقة محصوراً بالحرب والنازية، بل تطور ليعالج قضايا تخص واقع ألمانيا الاتحادية على كافة الصعد. وقد قال هاينريش بُل إنه يكتب «أدب الأطلال، وإن الكتابة الواقعية عن الحرب وما بعدها هو التزام أخلاقي للأديب».

كان لأعمال معظم كتّاب «جماعة الـ 47» أثر تجاوز المحلية إلى العالمية، إذ تُرجم كثير من أعمالهم، وخاصة الرواية والقصة إلى اللغات العالمية، كما حصل اثنان منهم وهما هاينريش بُل وغونتر غراس على جائزة نوبل للأدب. ونظراً لريادة تجربة الجماعة فقد حذا حذوها أدباء آخرون بادروا إلى تشكيل جماعاتهم وفق نموذجها، وإن كانت بتوجهات مغايرة، مثل «جماعة الـ61 في دورتموند» Dortmunder Gruppe 61 التي اهتم أعضاؤها من الشعراء الشباب بأحوال عمال الصناعة اقتصادياً واجتماعياً ووجدانياً، في ظروف تطور ما سُمي بـ «المعجزة الاقتصادية» في ألمانية الاتحادية. وفي إيطالية أيضاً ظهرت «جماعة الـ 63» Gruppo 63 التي عقدت أول لقاء لأعضائها في مدينة بالرمو Palermo، وكان محور اهتمامهم الأدب الطليعي التجريبي، ولاسيما على صعيد الرواية، واستخدام لغة الحياة اليومية، والجمع بين الفنون المختلفة، ونقد الأوضاع السياسية الاجتماعية السائدة. ضمت الجماعة كتّاباً من مثل بالياراني E.Pagliarani وأنشِسكي L.Anceschi وبلِسْتريني N.Belestrini، وغولييمي G.Gugliemi وباريلّي R.Barilli وغيرهم، إلا أن نشاطها توقف في نهاية عام 1969.

نبيل الحفار

 

 

الموضوعات ذات الصلة:

ألمانية (الأدب).

 

 مراجع للاستزادة:

 

- BARBARA BAUMANN& BRIGITTE OBERLE, Deutsche Literatur in Epochen (München 1996).

- HANS JOACHIM BERNHARD, Geschichte der Literatur in der  Bundesrepublik  Deutschland (Berlin 1983).


- التصنيف : الآداب الجرمانية - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 666 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة