آخر الأخبار
الزَرَق
زرق
Glaucoma - Glaucome
الزرق
تطلق تسمية الزرقglaucoma أو «الماء الأسود باللغة الدارجة» على مجموعة الأمراض العينية التي يرتفع فيها ضغط العين إلى درجة تؤدي إلى تأذي العصب البصري وتبدل الساحة البصرية.
وينشأ ارتفاع الضغط هذا من إعاقة تصريف الخلط المائي المفرزمن الجسم الهدبي عبرالطرق المفرغة له. وللزرق أنواع ثلاثة:
الزرق التطوري developmental glaucoma
وينجم عن سوء تطور الجهاز المفرغ للخلط المائي مما يسبب ارتفاع ضغط العين منذ الولادة أو في أي وقت بعد ذلك.
ويقسم الزرق التطوري إلى: الزرق الولادي البدئي، وهو الأكثر شيوعاً، والزرق المرافق للتشوهات الولادية العينية أو الجهازية، والزرق الثانوي المكتسب في الطفولة الأولى.
يؤدي ارتفاع الضغط في السنوات الثلاث الأولى للحياة إلى كبر سريع في كرة العين، وكبر متزايد في القرنية وتغيمها، كما يتشكل تقعر في حليمة العصب البصري يكون قابلاً للتراجع إذا أعيد ضغط العين إلى حده الطبيعي من دون تأخير. وفي حال التأخر بالعلاج تصبح القرنية متكثفة على نحو دائم ويصبح التقعر شاملاً للحليمة.
الفحص السريري: يجرى الفحص تحت التخدير العام، وفيه يقاس ضغط العين (الحد الأعلى الطبيعي 21ملم ز)، كما تقاس أقطار القرنية بالفرجار، فإذا كان قطر القرنية عند رضيع أكبر من 12مم فإن ذلك يدعو للشك بالإصابة بالزرق الولادي، وفي أثناء الفحص يتم تنظير زاوية الغرفة الأمامية، وفحص حليمة العصب البصري. ويعد تغيم القرنية وتشوهات القرنية والقزحية عوامل مهمة في التقويم.
وفي الزرق الوحيد الجانب لابد من تحري سوء الانكسار وعلاج تدني القدرة البصرية الذي ينجم عن وجود فرق في خلل الانكسار بين العينين.
أشكال الزرق التطوري:
أ ـ الزرق الولادي البدئي: هو أكثر أشكال الزرق التطوري شيوعاً ويتميز بخلل في الجهاز المفرغ للخلط المائي دون مرض عيني أو جهازي مرافق، ويتظاهر بدماع وخوف من الضياء وتشنج الأجفان. ويكون ثنائي الجانب في 75% من الحالات، وتحدث 65% من الإصابات في الذكور، ويكشف أكثر من 80% من الحالات قبل عمر السنة. ولا يكون وراثياً في 90% من الإصابات، أما الباقي فيورث بشكل جسمي قاهر.
ب ـ الزرق المترافق مع تشوهات ولادية: ويشاهد مرافقاً لأمراض متعددة كانعدام القزحية وبعض المتلازمات والتشوهات الصبغية، وبقاء الزجاجي البدئي، والحصبة، والبلورة الصغيرة الكروية، والقرنية الصغيرة.
ج ـ الزرق الثانوي في الأطفال: يكون مكتسباً بسبب أمراض عينية أخرى وهي اعتلال الشبكية عند الخدج (خلفي القذال ROP) والأورام والالتهابات والرضوض.
ويكون العلاج الأساسي للزرق الولادي البدئي والزرق المترافق مع تشوهات ولادية جراحياً .
الزرق البدئي مفتوح الزاويةprimary open angle glaucoma
هو أشيع نوع للزرق عند البالغين. وهو مرض مكتسب يتسم بالصفات التالية: زاوية غرفة أمامية مفتوحة بتنظير الزاوية، وفقد تدريجي للخلايا العقدية الشبكية يتجلى باعتلال العصب البصري الوصفي للزرق (التقعر الزرقي)، وعتمات وصفية في الساحة البصرية، مع ارتفاع ضغط العين.
يبدأ الزرق البدئي المفتوح الزاوية عادة بعد سن الأربعين ويصيب العينين. ولا يشكو المريض من أعراض في المراحل الباكرة والمتوسطة. أما التقعر وتبدلات الساحة البصرية فتتطور على نحو تدريجي، ويمكن للمريض في المراحل المتقدمة أن يلاحظ عتمة آخذة في الكبر. ويحدث في حال عدم العلاج فقد كامل للنسيج العصبي للحليمة مع زوال الساحة نهائياً وانعدام الرؤية فيوصف الزرق حينئذ بأنه مطلق absolute glaucoma.
وهناك نوع آخر من الزرق البدئي مفتوح الزاوية هو الزرق الطبيعي التوتر، ويتميز عن الزرق البدئي المفتوح الزاوية التقليدي بأن ضغط العين يكون فيه طبيعياً.
عوامل الخطورة: وتتضمن ارتفاع ضغط العين، والأعمار المتقدمة، والعرق الأسود، والقصة العائلية الايجابية للإصابة بالزرق. أما عوامل الخطورة الأقل أهمية فهي: حسر البصر، والداء السكري، وارتفاع الضغط الشرياني، والشقيقة.
يرمي العلاج إلى تخفيض ضغط العين ويشمل:
ـ العلاج الدوائي: هناك مجموعات دوائية متعددة لها تأثير خافض لضغط العين تستخدم بشكل قطرات موضعية.
ـ العلاج بالآرغون ليزر لزيادة تصريف الخلط المائي.
ـ العلاج الجراحي: ويرمي إلى زيادة تصريف الخلط المائي لخفض ضغط العين، وتزداد نسبة نجاح الجراحة باستخدام الأدوية المضادة للتليف. وفي حال فشل العمل الجراحي التقليدي يتم زرع الصمامات المفرغة للخلط المائي. وحين إخفاق هذه العلاجات كلها يمكن اللجوء لتخريب الجسم الهدبي بالتبريد أو بالكي بالليزر.
ويجب متابعة مريض الزرق على الأقل من مرتين إلى أربع مرات سنوياً، ويعاد فحص الساحة البصرية كل 4 إلى 12شهراً.
الزرق البدئي المغلق الزاويةprimary closed angle glaucoma
للزرق البدئي المغلق الزاوية ثلاثة نماذج سريرية هي: الزرق مغلق الزاوية الحاد، وتحت الحاد، والمزمن.
أما العوامل المسببة لانسداد زاوية الغرفة الأمامية البدئي فتتضمن مايأتي:
صغر حجم العين، وصغر قطر القرنية، وضحالة الغرفة الأمامية، وازدياد سمك العدسة، وضيق زاوية الغرفة الأمامية، والارتكاز الأمامي لجذر القزحية على الجسم الهدبي.
تؤهب العوامل التشريحية هذه لانغلاق الزاوية، أما العوامل الأخرى الفيزيولوجية والدوائية فتؤدي إلى حدوث الانغلاق وظهور اتساع الحدقة، وهو من أهم العوامل المساهمة في انغلاق الزاوية في العيون المؤهبة تشريحياً، ويحدث هذا نتيجة الظلام أو الانفعال أو الأدوية الموضعية والجهازية الموسعة للحدقة، والمطابقة التي تؤدي لارتخاء الأربطة المعلقة للعدسة وتقدمها للأمام وتسمكها.
تشخيص الزرق البدئي المغلق الزاوية وعلاجه:
أ ـ الزرق الحاد المغلق الزاوية: يبدأ الزرق الحاد بألم حاد ومفاجئ في العين، وقد يمتد على مسير فروع العصب المثلث التوائم، ويمكن أن يترافق مع غثيان وإقياء.
ويلاحظ بالفحص السريري أن الحدقة نصف متسعة غير متفاعلة مع الضياء، وهناك تدنّ شديد في القدرة البصرية مع خوف من الضياء واحتقان في الملتحمة. ويكون ضغط العين أعلى من 40ملم ز وقد يبلغ 70إلى 80ملم ز.
ولدى فحص المريض بعد الزوال التلقائي للهجمة الحادة يمكن لضغط العين أن يكون منخفضاً نتيجة نقصان تشكل الخلط المائي. ويعود الضغط للارتفاع حالما يعود الخلط المائي للتشكل خلال ساعات إلى أسابيع بعد انتهاء الهجمة.
ويجب البدء مباشرة بالعلاج الدوائي للزرق الحاد لخفض ضغط العين ومنع تأذي العصب البصري.
وحالما يسيطر على الهجمة وينخفض الضغط وتتقبض الحدقة ينبغي الاستمرار بالعلاج الموضعي حتى يتم العلاج النهائي بالليزر أو الجراحة لمنع تكرر الهجمة.
ب ـ الزرق المغلق الزاوية تحت الحاد: يشكو المرضى من هجمات متكررة من ألم عيني وتشوش رؤية، ورؤية هالات ملونة حول الأنوار تزول تلقائياً. وتظهر الأعراض مساءً عندما تتسع الحدقة نتيجة انخفاض الإضاءة مما يمهد لانغلاق الزاوية.
إن العلاج الأكثر مناسبة هو خزع القزحية المحيطي بالليزر، كما يمكن تصنيع الزاوية بالآرغون ليزر. وفي حال عدم كفاية الطرائق السابقة على الرغم من قرنها بالأدوية المضادة للزرق، يلجأ للعلاج الجراحي.
ج ـ الزرق المغلق الزاوية المزمن: يمكن أن يصادف كمرض مزمن صامت يقلد الزرق المفتوح الزاوية ويتطور في مدة طويلة من دون أعراض. ويرتفع فيه ضغط العين تدريجياً بمقدار يتناسب مع مقدار انغلاق الزاوية ، لذا لا تلاحظ أعراض الزرق الحاد كوذمة القرنية وغيرها. أما حليمة العصب البصري فتبدي درجات مختلفة من التقعر وذلك حسب مقدار ارتفاع الضغط والمدة التي انقضت عليه.
تتبع خطوات العلاج في الزرق المغلق الزاوية المزمن مما تتبع في الزرق المغلق الزاوية تحت الحاد.
أروى العظمة
مراجع للاستزادة: |
- M.A.KASS, Normal Pressure Glaucoma (Am J Ophthalmol 125:242, 1998).
- E.M.STONE J.H FINGERT W.L.M ALWARD et al, Identification of a Gene that Causes Primary Open Angle Glaucoma (Science 175:668, 1997).
- Patricia C. Wong, Christopher J.Dickens & Dunbar Hoskins Jr, The Developmental Glaucomas (InWilliam Tasman , Edward A . Jaeger editors . Duane s Clinical Ophthalmology on CD -ROM. edition. Vol 3, chap 51 2003).
- التصنيف : طب بشري - النوع : صحة - المجلد : المجلد العاشر، طبعة 2004، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 339 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 1002
- الكل 80973567
- اليوم 68304
اخترنا لكم
الأعشاب (إبادة-)
الأعشاب (إبادة ـ) تعني إبادة الأعشابweed killing مكافحة أنواع نباتية غير مرغوب فيها تنمو في أماكن مزروعة أو غير مزروعة وتسبب أضراراً اقتصادية أو أخطاراً معينة كأن تكون سامة للإنسان والحيوان أو مضيفة للحشرات والفطور، أو سريعة الاشتعال مسببة الحرائق أو غير ذلك، مثل الأعشاب التي تنمو في الحقول الزراعية، وعلى جوانب الطرق والسكك الحديدية وفي المطارات والأعشاب المائية التي تنمو في القنوات والأنهار.
إيليس (غيولا-)
إيلْيَس (غيولا ـ) (1902ـ1983) غيولا إيلْيَس Gyula Illyes كاتب وشاعر هنغاري، ولد في راسِغرِسْبوشتا Racegrespuszta، وتمكن مع منشئه القروي ومايحيط به من أوضاع صعبة من تثقيف نفسه. وألجأه العمل السياسي الذي بلغ أوجه في بلاده عام 1919 إلى فرنسة حيث انصرف إلى الدراسة الجامعية في السوربون والنشاط النقابي حتى عام 1926 حين عاد إلى بلاده. وقد أثمرت تجربته هذه رواية «مهاجرو الهون في باريس» (1946) Les Huns à Paris؛ وهي سيرة ذاتية تنطوي على تحليل للوجه الاجتماعي للحياة في ظل النظام شبه الإقطاعي الذي كانت تعانيه طبقتا الفلاحين والعمّال الزراعيين، ولما عاد إلى بودابست شاعراً له شأنه، أسس عام 1941 مجلة «ماغيار غيسلاك»، وصار رئيس تحرير مجلة «نيوغات» Nyugat. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية انتخب نائباً عن حزب الفلاحين وصار رئيس تحرير مجلة «فالاز» Vàlasz التي أوقفت عام 1949 بسبب تعرضها لانتقادات الحزب الشيوعي. يعدّ إيلْيَس في أكبر الشعراء الهنغار في القرن العشرين، ومن دواوينه «الأرض الثقيلة» Terre lourde و«العودة» (1928) Le retour، و«تحت سماوات محلقة» (1935) Sous des cieux volants و«دلائل الشيخوخة» (1970) Les symptômes de vieillesse. ويمتاز إنتاجه بالوفرة والتنوع، فقد كان شاعراً، وكاتب قصص ومقالات ومسرحيات، يتناول بالتحليل النقدي القضايا الاجتماعية المعاصرة، ولاسيما مشكلات مجتمع الفلاحين في هنغارية. لذا يعد بحق شاعر الأمة، ذلك أن نتاجه الأدبي الذي التزم فيه التنديد بالبؤس الغالب في الريف قد اقترن مدة نصف قرن كامل بقضايا أمته المصيرية، وأدّى على أكمل وجه المهمة التي نُذِر لها؛ ألا وهي مهمة قيادة المجتمع نحو التحضّر. وتعدّ أعمال إيلْيَس مثالاً للأدب المرتبط بحركة التاريخ، وإبرازاً لإخلاص الكاتب لأصله القروي وللأمل في الارتقاء الاجتماعي والفكري إلى حياة جديرة بأن تُحيا في ظل النظام الاشتراكي. أعجب إيلْيَس بالثقافة الفرنسية إعجابه بالروح الشعبية في هنغارية، فجمع التأثير السريالي إلى الأعراف الهنغارية. وقد طبعت هذه الازدواجية مؤلفاته على مختلف أنواعها: فمنها الدواوين الشعرية وأولها «الأرض الثقيلة»، والروايات مثل «راديسيل» (1971) والمسرحيات مثل مسرحية «المفضَّل» (1963) Favori، والتراجم كرائعته عن الشاعر الهنغاري الكبير بيتوفي[ر] (1936) Petofi. يتصف أسلوب إيلْيَس النثري بنقائه وشدة إثارته للمشاعر، وبالسهولة التي يضع فيها الصورة الواقعية في خدمة التعبير الفكري. وهو يمثّل بذلك الاندماج والتكامل بين الإبداع الريفي من جهة والفكر والأدب من جهة أخرى. ويعد ديوانه الأول «الأرض الثقيلة» إدراكاً ذاتياً ملتزماً الأرض الأم، وولادة فن هَمّه المحافظة على التوازن بين الذات والعالم. ويتجلى موقف إيلْيَس ناطقاً بلسان طبقة اجتماعية ثم مرشداً روحياً للأمة في تصوير مناظر طبيعية حميمة في خاصيتها، وفي السرد والتأملات الموقوفة على التضامن الإنساني، والتوزع الصاخب بين التعنيف والتهديد من جهة، والحلم والآمال المرجوة من جهة أخرى. ذلكم هو المسار الفكري والروحي الذي خطّه إيلْيَس لنفسه، ونذر له روحه في المجموعات التالية: «تحت سماوات محلّقة»، و«النظام وسط الخراب» (1937) L'ordre dans les ruines، و«في عالم خاص» (1939) Dans un monde à part. وقد أبدى إيلْيَس اهتماماً وتعاطفاً مع التجربة السوفيتية، واتسم موقفه هذا بالشجاعة. ومنذ عام 1936 صار كل نتاج أدبي له موقفاً سياسياً في مضمونه الثوري وأهمية تأثيره. ففي «كنوز الشعر الفرنسي» Trésor de la poésie française الذي نشره عام 1942 متضامناً مع فرنسة المهزومة أمام الاجتياح الألماني، عبَّر إيلْيَس عن احتجاجه على إمبريالية النازيين الفكرية. ولم يعد يكتفي بموقف الأديب الملتزم فدخل بنفسه المعترك السياسي ليصير بعد التحرير نائباً عن حزب الفلاحين، ولكنه، بعد تخلّيه عن رئاسة تحرير مجلة «فالاز» اعتكف على ضفاف بحيرة البَلاتون. وتحول منزله مع الزمن إلى منتدى أدبي ريفي يستقطب الكثير من المفكرين، ومن بينهم عدد من الشعراء الفرنسيين أمثال بول إيلوار[ر] وأوجين جيلفيك وبيير إمانويل. ألّف إيلْيَس بين عامي 1952 و1963 مجموعة كبيرة من الروايات أهمها «مثال أوزورا» (1952) L'exemple d'Ozora، و«لهب المشعل» (1953) Flamme de Torche، وضع فيها الشخصيات الروائية في خضم الصراعات التاريخية الكبرى، وأكد من خلالها الحاجة الملحة إلى ربط قضية الثورة بالقضية الوطنية. ومنذ عام 1965 صار البطل عند إيلْيَس ضحية تتنازع مشاعره السياسة والأخلاق. وتتمثل صورة البطل هذه في شخصية ماكسيموم بيترونيوس في مسرحية «المفضَّل». تتلخص الأهداف الإنسانية التي أوقف عليها إيلْيَس مجمل دواوينه الشعرية في البقاء شاهداً على التاريخ، وفي التعبير الصادق عن هموم الأمة، كما في أزمات اليأس التي مرت بها، وفي التشبّث العنيد بالمقاومة، والرغبة المتجددة أبداً بقيام نظام متناسق الأجزاء. من دواوينه في هذه المرحلة «قبضات أيد» (1956) Poignées de mains، و«الشراع المائل» (1965) Voile Penchee، و«أسود وأبيض» (1968) Noir et blanc، وقد انتهج فيها الكاتب أسلوباً مميزاً يخفف فيه تواترُ الفصول وسكينة الطبيعة من حدّة الشكوك ومرارة القلق. ثم لايلبث الشعور بالمسؤولية أن يعاود تأججه في صدر الشاعر بفضل فكر متّقد تنتشله صور الواقع من أعماق الهاوية التي يقبع فيها. وصار إيلْيَس في السبعينات الممثل المثالي للتقاليد الشعبية التقدمية، وغدت سلطته المعنوية أشبه بالأسطورة، ولكن قلقاً جديداً انبعث من نتاجه الأدبي على مختلف أنواعه، كما في دواوينه «قصائد مهجورة» (1971) Poemés abandonnés، و«كل شيء ممكن» Tout est possible و«وصية غريبة» (1977) Testament étrange، و«قضية عامة» (1981) Affaire publique. ومن دراساته ومقالاته الاجتماعية: «البوصلة في اليد» (1975) Boussole à la main ، و«عليك أن تعيش هنا» (1976) Tu dois vivre ici، ومن مسرحياته «لنتعافَ» (1977) Ressaisissons-nous. وتمثل روايته «صفحات بياتريس» (1979) Les pages de Béatrice التي تدور أحداثها حول ثورات 1918-1919 سيرته الذاتية. ويبقى إيلْيَس الموجه الأخلاقي الواقع فريسة لصراع داخلي شرس، في زمن عاق تأتي الكوارث فيه من العدم ويصعب إيجاد مسوّغ أخلاقي لها. توفي إيلْيَس في منزله الواقع على ضفاف نهر البالاتون. لبانة مشوح مراجع للاستزادة: - L.GARA, Gyula Illyes, (Paris 1966).