آخر الأخبار
البكتاشية
بكتاشيه
Al-Bektashiyah - Al-Bektashiyah
البكتاشية
البكتاشية طريقة دينية صوفية أسسها رجل يدعى حاج بكتاش ولي فنسبت إليه، وأكثر المعلومات عن هذا الرجل أسطورية، ويقال إنه من مواليد نيسابور في النصف الثاني من القرن السابع الهجري /الثالث عشر الميلادي، درس فيها على أحمد يسوى علوماً مختلفة، ومات نحو سنة 738هـ/1337م. وهناك من يقول إن المؤسس الحقيقي لهذه الطريقة رجل يدعى بابا بالم المتوفى سنة 922هـ /1516هـ والمرجح أن بكتاش ولي أسس الطريقة وأن بابا بالم وسّعها وأضاف إليها ونظّمها.ويبدو أن موطنها كان في بلاد الأتراك وآسيا الصغرى وربما وجد لها فروع خارج هذه المناطق كالقاهرة.
وتتفق هذه الطريقة مع عدة طرق انتشرت في شرقي آسيا الصغرى وكردستان في أصول عقائدها وإن كانت تختلف عنها بالنظام الصارم الذي اتسمت به البكتاشية.
ولآراء الصوفية عن المساواة في الأصل بين جميع الأديان، والنظرة إلى الشعائر الدينية شأن كبير في عقائد الدراويش البكتاشية، ويبدو هذا في تعاليمهم، فهم يساوون بين جميع الأديان، ويرون أنه ليس هناك كبير فائدة للأعمال والشعائر. وفي طريقة هؤلاء الدراويش عناصر نصرانية ووثنية في تعاليمهم السلوكية فهم يحتفلون بما يشبه العشاء الرباني، ويوزعون النبيذ والخبز والجبن في اجتماعاتهم في صحن التكيّة مكان اجتماعاتهم، ويعترفون بخطاياهم إلى «بابا» وهو لقب شيخهم، ويتلقون عنه المغفرة. والخمر عندهم ليست محرّمة وحجاب النساء غير وارد، وهذه العناصر السلوكية حدت ببعض الباحثين إلى القول إن هذه الطريقة ذات أصل نصراني وإن البكتاشية لم تأخذ من الإسلام إلاّ مظاهره، وهم إلى هذا يجلّون قبور الأولياء إلى حدّ اعتبار الدعاء لهم وعندهم من الشعائر المتميزة. ويعتقدون بتناسخ الأرواح.
ومع أن جمهور البكتاشية يقولون إنهم من أهل السنّة فإنّ واقعهم يخالف هذا الادّعاء، وهم كما يبدو من غلاة الشيعة، فهم يؤلّهون عليّاً رضي الله عنه ويضعونه ضمن ثالوث: الله، محمد، علي، ويعترفون بالأئمة الاثني عشر، ويبجّلون منهم خاصة جعفراً الصادق.
وقد اعتنق البكتاشية مذهب التصوف في الأعداد ولاسيما عقيدتهم في العدد4، وهو مذهب متأثر بالفيثاغورية، وقد نقلوا ذلك عن كتاب «جاويدان» لفضل الله الحروفي.
يرأس هذه الطريقة بأسرها الشيخ الأعظم (جلبي) وهو يقطن التكية الأصلية «بيرأوي» عند حاجي بكتاش بين قرشهر وقيسارية، وهذا المنصب ليس وراثياً ولكنه كان ينتقل من الأب إلى الابن في المئة والخمسين سنة الأخيرة.
أما الفريق المتشدد من الدراويش الأعزاب فقد كان لهم شيخ خاص بهم منذ منتصف القرن السادس عشر يعرف بـ «مجرد باباسي» ويقطن التكية الأصلية.
وكل شيخ تكية ماعدا الشيخ الأعظم يقال له «بابا» ويقال للدرويش «مريد» وللملتحق «منسَّب».
ولهم زي خاص يعرفون به ويتألف من عباءة بيضاء وقلنسوة «سكة» بيضاء ذات أطراف بعيدة مثلثة الشكل يبلغ عدد أطرافها اثني عشر طرفاً بعدد الأئمة الاثني عشر. ويلبس «البابا» حول القلنسوة عمامةً خضراء ويضع البكتاشية حول رقابهم حجاباً من الحجر.
وهم زيادة على ذلك يضعون بجانبهم بلطة ذات حدين وعصا طويلة. والأعزاب فيهم يضعون في آذانهم أقراطاً.
وربما أطلق لقب البكتاشية على الانكشارية[ر] ويقال للانكشارية أبناء «الحاج بكتاش ولي» وكان للحاج بكتاش وكيل يقيم في ثكنات الفرقة الرابعة والتسعين واشترك البكتاشية في الفتن المتعددة التي قام بها الانكشارية.
ثم دالت دولة هذه الطريقة حين قضى السلطان محمود الثاني على الانكشارية عام1826م وهدم عدداً كبيراً من التكايا وخاصة ما كان منها قرب القسطنطينية ونفى معظم ساكنيها، وقتل كثيراً من شيوخها كشيخ تكية «مردونكوي»، ولكنها فيما بعد استعادت قوتها وازدهرت شيئاً فشيئاً.
ومن أشهر تكاياها ما كان بجوار القسطنطينية وتكية «عثمان جيك» في الشمال من آسيا الصغرى وتكية قبر «بطّال» إلى الغرب من أسكي شهر، وهناك عدد من التكايا في القاهرة على جبل المقطّم. وكان بإمكان الطريقة أن تتسع في تركية أكثر لولا أنها ائتلفت وتجانست مع الحركات الشيعية المتطرفة وأضحت غير متفقة مع معتقدات الأتراك خاصة، في الوقت الذي كانت فيه الحروب قائمة بين الأتراك من جهة والصفويين من جهة ثانية.
وماتزال البكتاشية موجودة في البلقان ولاسيما ألبانية حيث يقيم زعيمهم في تكية تيرانة، وتبدو البكتاشية اليوم أقرب إلى الفرق منها إلى الطريقة.
محمود عكام
الموضوعات ذات الصلة: |
الانكشارية ـ التصوف الإسلامي.
مراجع للاستزادة: |
- E.E.RAMSAUR, The Bektashi Derwishes and The Young Turks in Moslem World (1942).
- J.K.BIRGE, The Bektashi Order of Derwishes (London and Hartford 1937).
- التصنيف : التاريخ - النوع : دين - المجلد : المجلد الخامس، طبعة 2002، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 226 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 951
- الكل 81112338
- اليوم 3786
اخترنا لكم
دوفاليرا (ايمون-)
دوفاليرا (إيمون -) (1882-1975م) إيمون دو فاليرا Eamon de Valera، رجل دولة وبطل استقلال أيرلندا، ولد في نيويورك في الولايات المتحدة في تشرين أول، لأم أيرلندية وأب إسباني توفي حين كان في الثالثة من عمره، فأرسل إيمون إلى أيرلندا حيث تعهده خاله بالرعاية والعناية. تلقى تعليمه في مدارس دبلن، ثم انتسب إلى الجامعة الملكية عام 1901، حيث أثبت تفوقه وخاصة في دراسة الرياضيات. وبعد تخرجه عام 1904 مارس مهنة التعليم في عدة معاهد كاثوليكية. تزوج عام 1910 امرأة أيرلندية أنجبت له بنتين وخمسة أبناء.
العصور الوسطى (الفن في-)
العصور الوسطى (الفن في ـ) ظل مفهوم العصور الوسطى لفترة طويلة من الزمن من خلال دراسة التاريخ والتشكيلات الاقتصادية الاجتماعية، وكذلك نتاجات الأدب والفنون العائدة لهذه الفترة، يتناول حصراً دول غربي أوربا. إلا أن العلم الحديث لا يذهب إلى الأخذ بهذا النهج الذي يفضي إلى النظر لهذه الحقبة بوصفها ظاهرة منعزلة عن السياق التاريخي العام في تطور المجتمع الإقطاعي، وذلك على الرغم من جملة الخصوصيات التي طبعت هذه المنطقة وسيرورتها التاريخية وحيويتها التي تبدت في اكتمال الأشكال الاجتماعية ووضوحها، ممّا انعكس على بنيانها الفكري والثقافي على نحو جلي ومميز، وكذلك الربط المشترك مع وسط أوربا واسكندنافيا في وحدة العقيدة الدينية وتقارب الأساليب الفنية.