الحاجة need كل نقص يشعر به الفرد في الشروط البيولوجية أو النفسية أو الاجتماعية أو الثقافية، ويؤثر في توازنه ويكون مانعاً لإشباع حاجاته.

"/>
حاجات
Needs - Besoins

الحاجات

الحاجات

 

الحاجة need كل نقص يشعر به الفرد في الشروط البيولوجية أو النفسية أو الاجتماعية أو الثقافية، ويؤثر في توازنه ويكون مانعاً لإشباع حاجاته. ولإعادة التوازن تنشط الحاجة أو تفرز دافعاً ما، وعندئذٍ يحرك الدافع السلوك من أجل تحقيق الغاية التي تشبع الحاجة أو تعيد التوازن نتيجة إشباع هذه الحاجة، مما يؤدي إلى إزالة التوتر أو خفضه.

وتعرف الحاجة أيضاً أنها الحالة أو الموقف الذي يتطلب الوصول إلى هدف معين.

أهمية الحاجات

تعدّ الحاجات على اختلافها مفاتيح لفهم السلوك الإنساني وتوجيهه وضبطه والتحكم به، والتنبؤ بما سيكون عليه في المستقبل.

ولأهمية الحاجات، فإن الطفل الذي تلْقى حاجاته الجسمية أو النفسية أو الاجتماعية حرماناً مفرطاً أو نقصاً شديداً في الإشباع لا ينمو ولا يسلك بطريقة سوية، وأن هناك احتمالاً عالياً أن يصبح هذا الطفل في البيت أو المدرسة أو المجتمع إنساناً مشكلاً سواء في طفولته أو في مراهقته وحتى في رشده.

ولأن الحاجات محركات للسلوك فإن الإنسان يسعى إلى الطعام كلما جاع، وإلى النوم كلما تعب وإلى الاتصال بالآخرين كلما شعر بالوحدة، وإلى الغضب وربما إلى القتال إذا استفز أو استثير أو حل بينه وبين حاجاته المهمة والملحة عائق ما. ويستدل على وجود حاجة معينة لدى الفرد من خلال السلوك الباحث عن هدف محدد في العالم الخارجي، وخاصة عند إعاقة هذا السلوك أو بعض جوانبه أو عند إحباطه، وعندما نلاحظ مقاومة الفرد لهذه العوامل المعيقة أو المحبطة ومثابرته في سبيل تحقيق الهدف وإشباع الحاجة.

وعليه فإن تجاهل الحاجات وعدم إشباعها يعرض حياة الفرد للخطر ويضر بصحته الجسدية والنفسية. ونظراً لحركية حياة الإنسان، فإن حاجاته تتغير وفق مراحل حياته ومواقفها.

تصنيف الحاجات

يختلف العلماء في تصنيف الحاجات من حيث أسس التصنيف وعددها ونوعها وطرائق إشباعها. وهناك تصنيفات كثيرة منها:

1- تصنيف إريك فروم: صنف إيريك الحاجات من منطلق أنها تنبع من ظروف الشخص والجماعة وهي:

- الحاجة إلى الارتباط بالآخرين والتعامل معهم.

- الحاجة إلى الابتكار والإبداع.

- الحاجة إلى الود والأخوة العميقة.

- الحاجة إلى تعقل الأمور.

2- تصنيف كرونباخ: قسم كرونباخ الحاجات على النحو الآتي:

- الحاجة إلى الحب.

- الحاجة إلى علاقات الأمان مع السلطة.

- الحاجة إلى موافقة الأقران.

- الحاجة إلى الاستقلال الذاتي.

- الحاجة إلى الكفاية وتقدير الذات.

وهذه الحاجات هي أكثر ارتباطاً بالتعلم لأنها مصادر للدافعية الإيجابية.

3- تصنيف ماكليلاند: يصنف ماكليلاند الحاجات عند الإنسان في حاجات ثلاث تختص بدافعية إلى العمل والتحصيل وهذه الحاجات هي:

- الحاجة إلى التحصيل والإنجاز need for achievement، وهذه الحاجة تجعل الفرد يتوق ويتطلع إلى الأعمال التي تنطوي على التحدي والصعوبة، وتدفعه إلى التفوق في العمل، وإلى حل المشكلات، وإلى التميز في الأداء.

- الحاجة إلى السلطة (القوة) need for power، وهي الحاجة إلى توجيه نشاط الآخرين وضبطه، وإلى أن يكون الفرد صاحب نفوذ وسطوة وله اهتمام بالنفوذ والمكانة أكثر من اهتمامه بحل المشكلات وتحقيق الأهداف الخاصة بالعمل.

- الحاجة إلى الانتماء need for affilation، وتتجلى في رغبة الفرد في أن يكون محبوباً ومقبولاً لدى الآخرين، وتدفعه للاهتمام بالعلاقات الشخصية وتفضيل العمل مع الآخرين، وتفضيل العمل الذي يتطلب التعاون أكثر من التنافس، كما تدفعه لبذل جهود حثيثة لتكوين صداقات.

4- تصنيف ماسلو: وضع ماسلو نظاماً هرمياً للحاجات يقوم على أساس الأهمية النسبية لكل منها فالحاجات في المستوى الأعلى لاتظهر حتى يتم إشباع الحاجات الأدنى منها والأكثر غلبة وسيطرة، وهذه الحاجات هي:

- الحاجات الجسمية أو الفيزيولوجية physiological needs، وتتمثل في الحاجة إلى الطعام والماء والأكسجين والراحة والحماية من الحرارة المفرطة والمحافظة على البقاء، وتتطلب إشباعاً دورياً ومتجدداً. وتبرز أهمية هذه الحاجات عندما تتعرض للحرمان الشديد إذ تصبح لها أولوية في الإيقاع وتحجب ما عداها من حاجات.

- حاجات الأمن safety needs، وتتمثل في حاجة الإنسان إلى حماية نفسه ووقايتها من الظروف التي تشكل خطراً عليه كالعواصف والأعاصير والزلازل والبراكين، أو العوامل التي تهدد وجوده وبقاءه مثل الأوبئة والأمراض والحروب وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتزايد احتمالات التعرض للحوادث والأخطار والإجرام والفوضى والأزمات، وهذه الحاجات تعبر عن رغبة الإنسان في أن يكون بمنأى عن الأخطار وأن يشعر بقدر من الأمان في البيئة المحيطة.

- حاجات الحب والانتماء love and belonging، وتشمل عدداً من الحاجات، مثل الحاجة إلى تقبل الغير، والتقبل من الغير، وحب الغير والحب من الغير، والصحبة وتكوين الجماعات والولاء لها. ولا يعني الانتماء مجرد تجمع أفراد، بل تجمع الأفراد الذين تربطهم أهداف ومصالح ومخاوف ومعتقدات واتجاهات مشتركة في جماعة واحدة توفر العضوية فيها إشباع هذه الحاجات.

- حاجات تقدير الذات self-estimate needs، وتتضح في رغبة الفرد في شعوره بقيمته وبأهمية الدور الذي يقوم به في الحياة وفي القيام بالأعمال التي تلقى احترام الآخرين واستحسانهم، وفي أن يكون الفرد عضواً ذا قيمة في الجماعة التي ينتمي إليها. ومن خلال نجاح الفرد بدوره أو أدواره في الحياة يتولد لديه تقدير لذاته وتقييمٌ لقدرته وأدائه، والإحباط في هذا المجال يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس والشعور بالضعف وقلة الحيلة، وما يتبع ذلك من تصرفات تعويضية.

- حاجات تحقيق الذات self-actualization needs، وهي تعبر عن حاجة الفرد للانطلاق بقدراته ومواهبه ورغباته إلى آفاق تتيح له ما تمكنه استعداداته وقدراته أن يكون كما تتيح له أن يترجم ويحول استعداداته ومواهبه إلى حقيقة واقعة.

- حاجات المعرفة والفهم know and understand needs، وتظهر هذه الحاجات في الرغبة والاكتشاف ومعرفة الحقائق وحب الاستطلاع وفي التحليل والتركيب والتنظيم والربط وإيجاد العلاقات بين الأشياء والظواهر. ومن المظاهر الدالة على هذه الحاجات، الحساسية للمشكلات، والسلوك الاستكشافي الذي هو مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها الفرد متعمداً بقصد الإحاطة بعناصر الموضوع وعلاقة كل عنصر بالعناصر الأخرى من حيث البناء والوظيفة وحب الاستطلاع، والاستعلام والتقصي.

- الحاجات الجمالية: وتتجلى في تفضيل الفرد للفن قيمة مطلقة ومستقلة عن المنفعة المادية وتتمثل في تفضيل الترتيب والتنظيم والاتساق والكمال سواء في الموضوعات أو الأنشطة كما تتمثل في النزعة إلى تجنب الأوضاع القبيحة والفوضى وعدم التناسق.

ومن التصنيفات العامة للحاجات ما يأتي:

أولاً :1- حاجات أساسية، 2- حاجات ثانوية.

ثانياً: 1- حاجات عضوية موروثة، 2- حاجات نفسية اجتماعية مكتسبة.

ثالثاً: حاجات ضرورية ذات صلة بالجسد والمحافظة عليه، وحاجات ثقافية نابعة من طبيعة الحياة في المجتمع ومدى تطوره.

ويرى العلماء في مجالات العلوم الإنسانية بصورة عامة وفي علم النفس بصورة خاصة، أن السلوك الإنساني هو من التعقيد إذ تتداخل فيه العوامل الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية.

علي منصور

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الدافعية والدوافع.


- التصنيف : تربية و علم نفس - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 884 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة