آخر الأخبار
التفتازاني (مسعود-)
تفتازاني (مسعود)
Al-Taftazani (Mas’ud-) - Al-Taftazani (Mas’ud-)
التفتازاني (مسعود ـ)
(نحو 722 ـ 792هـ/1322 ـ 1389م)
سعد الدين، مسعود بن فخر الدين عمر بن عبد الله التفتازاني، من أئمة العربية والبلاغة والمنطق والفقه وعلم الكلام، ولد بتفتازان، وهي قرية تابعة لمدينة نَسا في خراسان، لأسرةٍ اشتهرت بالفضل والعلم.
وفي مدينة نَسا تلقّى علومه الأولى بالعربية وحفظ القرآن وتفقه بأمور الدين، ثم رحل إلى سَمَرْقَنْد حيث انضمّ إلى حلقة عضد الدين الإيجي، وهو فقيه شافعي ومتكلم أشعري (ت756هـ) فأخذ عنه علم الكلام و المنطق وعلم الأصول والبيان، كما أخذ عن قطب الدين وهو، حسبما تشير إليه أغلب الكتب، محمود بن محمد المعروف بالقطب التحتاني(ت766هـ). كما كان يتردد كثيراً على حوانيت الكتب ودكاكين الورّاقين. وفي هذه المدينة ألّف كتابه «شرح التصنيف للزنجاني» ولم يكن قد تجاوز السادسة عشرة مما أكسبه شهرة بعيدة.
ثم ارتحل إلى جرجانية سنة 742هـ فسبقته إليها شهرته، وفيها عكف على التصنيف والتأليف، فألّف جملة من الكتب، كما صار يشارك العلماء جدلهم ومناقشاتهم، وصار له طلاب يتسابقون إليه ليأخذوا عنه العلم. وفي عام 748هـ رحل إلى هَرات التي كانت تعجّ إذ ذاك بالعلماء وأهل الفضل، وتشهد مجالسها الحلقات العلمية التي تضجّ بالمناقشات وتعرض فيها مختلف الآراء والأفكار، وكان قد ألّف كتابه «المطوّل على التلخيص» فأهداه إلى ملك هَرات. وأقام في المدينة أربع سنوات تركها بعد ذلك إلى مدينة حام، ومنها إلى غُجُدوان وهي من قرى بخارى، ومنها انتقل إلى كلستان، ثم عاد إلى هَرات عام 759 هـ حيث طاب له المقام فلبث فيها عشر سنوات كاملة يصنّف ويؤلّف ويؤرّخ. ثم أرسل تيمورلنك يستقدمه إلى سمرقند بعد أن احتلّ خوارزم سنة 791 فاعتذر التفتازاني أولاً، ثم شدّ الرحال إليها حيث توفي وهو في السبعين من عمره ودفن في سرخَس.
ترك التفتازاني كتباً كثيرة من تأليفه وتصنيفه حوت علوماً شتى، في علم الحديث والتفسير والفقه الشافعي والحنفي، وفي الأصول وفقه اللغة والنحو والبلاغة والمنطق وعلم الكلام. وكان يذكر في كل كتاب زمان تأليفه والمكان الذي كان فيه في أثناء إعداده، وقد ورد ذكر مؤلفاته في كثير من الكتب، وأكثرها مايزال مخطوطاً، ومن أشهرها: «تلخيص الكشّاف من حقائق التنزيل». وهو كتاب في التفسير، لخص فيه التفتازاني ماورد في حاشية الطيبي على كتاب «الكشّاف» للزمخشري، وهو مخطوط ألّفه في سَمَرْقَنْد،
وله في علم الأصول: «التلويح في كشف حقائق التنقيح» وله عدة طبعات وهو شرح على كتاب «تنقيح الأصول» لابن مسعود المحبوبي. وكتاب «شرح المختصر» على كتاب «منتهى السؤال والأمل في علمي الأصول والجدل» مطبوع وهو شرح لكتاب ابن الحاجب (ت646هـ).
وله في فقه اللغة: «النعم السوابغ في شرح الكلم النوابغ»، أما في النحو فكان أول مصنفاته «شرح كتاب العزّي في التصريف» مطبوع، وهو كتاب عز الدين أبي الفضائل إبراهيم بن عبد الوهاب (ت655هـ) وقد أضاف إليه التفتازاني فوائد كثيرة. وكتاب «الإرشاد» أو «إرشاد الهادي» ألّفه بخوارزم وجعله في مقدمة وثلاثة أقسام، وقد تداوله أصحابه في حياته وكتبوا عليه شروحاً كثيرة، ومايزال مخطوطاً.
أما في البلاغة فله «الشرح المطوّل» وهو شرح على كتاب «تلخيص المفتاح» للقزويني المعروف بخطيب دمشق(ت739هـ) كتبه في غجدوان سنة 756هـ، وقد أعاد شرحه مرة ثانية ودمجه بالمختصر، وقد اشتهر الشرح الأول بالمطوّل، والشرح الثاني بالمختصر، وهما من أشهر شروحه وأكثرها تداولاً. وقد طبع الكتاب عدة طبعات. وله «مختصر المعاني» ويعرف ايضا «بشرح تلخيص المفتاح» أو «اختصار شرح التلخيص». ولايزال هذا المختصر يدرّس في بعض المدارس، وله شروح كثيرة وطبعات كاملة أو مختصرة. و«شرح على كتاب المفتاح» للسكاكي (ت626هـ) وهو من المؤلفات التي كتبها التفتازاني في أواخر حياته، أتمّه في سمرقند عام 787هـ، وقد ذاع هذا الشرح في حياته،و الكتاب مايزال مخطوطاً.
أما في المنطق فله: «تهذيب المنطق والكلام» مطبوع، وقد أقبل عليه الدارسون، كما شرحه محمد بن السعد الصديق الديواني وغيره. وكتاب «شرح الرسالة الشمسية».
أما في علم الكلام فله: «المقاصد في علم الكلام» وهو موجز فيما وراء الطبيعة والكلام، أتّمه في سمرقند. و«شرح العقائد النسفيّة» وسمي هذا الشرح بالمختصر، وهو يشتمل «على غرر الفوائد في ضمن فصول هي للدين قواعد» وله طبعات، وقد نقل إلى الفرنسية، كما أن له شروحاً كثيرة.
عرف كثير من القدماء فضل التفتازاني فأوردوا ترجمته في كتبهم، كما ذكروا كتبه، ومنهم ابن خلدون الذي ذكره في مقدمته. تتلمذ على علمه كثيرون منهم حسام الدين الأبيوردي، وعلاء الدين الرومي وعلاء الدين البخاري والشمس الكريمي ويوسف الحلاّج. وقد غدا أكثر طلاّبه من العلماء الذين اشتهروا بالفضل والعلم. كما تتلمذ على كتبه جماعة من الأساتذة والمفكرين في العالم الغربي.
نهلة حمصي
مراجع للاستزادة: |
ـ جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة (مطبعة عيسى البابي الحلبي).
ـ العماد الحنبلي، شذرات الذهب (دار المسيرة، بيروت 1979).
ـ طاش كبري زاده، مفتاح السعادة ومصباح السيادة (دار الكتب العلمية، بيروت 1985).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السادس، طبعة 2002، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 697 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 1425
- الكل 83654620
- اليوم 20105
اخترنا لكم
الإصلاح المقابل
الإصلاح المقابل الإصلاح المقابل counter reformation اسم أطلقه المؤرخون الألمان على الإصلاح الكاثوليكي الذي تم في القرن السادس عشر، رداً على الإصلاح البروتستنتي [ر. الإصلاح الديني]، وكان هدفه الأساسي إعادة الكنيسة إلى الحياة الروحية المستندة إلى العقيدة والتقليد معاً، واسترجاع البلاد والنفوس إلى أحضان رومة بعد أن انفصلت عنها.
حكمت (أحمد-)
حكمت (أحمد -) (1870-1927) أحمد حكمت Ahmed Hikmet، واسمه أيضاً أحمد حكمت مفتو أوغلو، قاص وصحفي تركي ولد وتوفي في إصطنبول. وهو أحد رواد الحركة القومية الطورانية التي أسهمت في إعطاء اللغة والموضوع صبغة أدبية قومية اعتماداً على استعمال اللغة التركية والمفردات البعيدة عن العربية والفارسية التي كانت التركية تستقي منها الكثير، وعلى تناول موضوعات تراثية مأخوذة من الأساطير التي منشؤها أواسط آسيا.