اورف (كارل)

Orff (Carl-) - Orff (Carl-)

أورف (كارل ـ)

(1895 ـ 1982)

 

كارل أورف Carl Orff مؤلف موسيقي ألماني، ولد وتوفي في مونيخ، ودرس الموسيقى في أكاديميتها. بدأ حياته الموسيقية قائداً للأوركسترا في دور الأوبرا بمونيخ، ومانهايم، ودارمشتاد، عاد بعدها إلى مسقط رأسه ليقوم بمزيد من الدراسات في التأليف الموسيقي. أسس أورف، بالتعاون مع زوجته «معهد غونتر» Gonterschule في مونيخ، لتدريس الحركات البدنية الإيقاعية والموسيقى والرقص الكلاسيكي، وفق مبادئ التربية الموسيقية بطريقة السويسري دالكروز(1865- 1950) E.J.Dalcroze. اهتم أورف بموسيقى الأطفال منذ مطلع العشرينات من القرن العشرين، وألح على عنصر الإيقاع لكونه ركيزة أساسية في الموسيقى. وألّف فرقاً موسيقية من الأطفال تعتمد على بعض الآلات الإيقاعية مثل: الكسيلوفونxylophone، والغلوكنشبيل glockenspiel، والطبول والدفوف إضافة إلى آلات الريكوردر recorder، ووضع لهذه الغاية عام 1933 كتاباً تعليمياً schulwerk يوضح فيه طريقته في تعليم الموسيقى التي اشتهرت باسمه، والتي ماتزال تستخدم في كثير من بلدان العالم. وقد عكف أيضاً، في الأعوام ما بين 1920 و1930، على وضع كتابة موسيقية جديدة ومنسقة لموسيقى قديمة من تأليف موسيقيين سابقين مثل: شوتس Schütz، ودي لاسّو Di Lasso ومونتفيردي Monteverdi . وفي عام 1950عيّن أستاذاً في المعهد الموسيقي (كونسرفاتوار) في مونيخ.

ألّف أورف، مابين عامي 1920 و1935 عدداً من الأوبرات، والقصيد السمفوني [ر.الصيغ الموسيقية] symphonic poem، والليد lied[ر.الأغنية]، والكانتاتاcantata. وكان متأثراً بالرومنسية الألمانية المتأخرة ، والانطباعية، وموسيقى شونبرغ Schoenberg الأولى. إلا أنه تنكر فيما بعد لبعض هذه الأعمال ليبدأ التأليف وفق أسلوبه المميز المتأثر بتيار الاتباعية الجديدة [ر.الموسيقى] neoclassicism وذلك بالتركيز على الإيقاع مستخدماً الآلات الإيقاعية في جلاء ووضوح. وقد عبّر أورف عن أسلوبه هذا في أشهر مؤلفاته مثل:مسرحية «ثلاثية النصر» Trionfi-Trilogy، وهي أسطورة وثنية في مغناة درامية، الحلقة الأولى منها هي: «كارمينا بورانا» (1937)Carmina Burana، وهي لمغنين منفردين solos والجوقة chorus والأوركسترا، وقد أخذ نصها من بعض الأغاني الشائعة في القرن الثالث عشر التي كتبت باللاتينية والألمانية والفرنسية وكانت هذه المغناة المسرحية سبباً في شهرته عالمياً، وهي ذات روح وحركية فاتنتين في طابع سهل بسيط التركيب ينفذ إلى الأعماق. وتليها «كاتولّي كارمينا»(1943)Catulli Carmina، ثم «انتصار أفروديت»(1953) trionfo di Afroditeوبها تكتمل مغناة النصر الثلاثية. استمر أورف في التأليف الموسيقي مخلصاً لطابعه الشخصي المميّز في أعماله الأخرى، وكتب صفحات كثيرة من الموسيقى السمفونية والآلية والجوقية الغنائية، كما حاول أن يبدع صيغة مسرحية موسيقية شعبية ألمانية في اثنتين من نوع الأوبرا الهزلية استوحاهما من حكايات خرافية وهما: «القمر»  (1939)der mond، والأسطورة البافارية «الفتاة الذكية» (1943) die klugeذات الشهرة الواسعة. وفي نهاية حقبة الرايخ الثالث، وكان واحداً من الموسيقيين المعتمد عليهم فيه، عاد إلى الموضوعات الإغريقية مثل: «أنتيغونا»(1947- 1948)Antigonae، و«ملهاة قيامة المسيح»(1957) comedia de Christi resurrectione، و«برومثيوس»(1963- 1967)Prometheus. ففي هذه الأعمال المسرحية، خفّض أورف عدد الآلات الموسيقية الوترية من فصيلة الكمان ليبرز آلات النفخ والآلات الإيقاعية تمشياً مع الروح والطابع القديمين.

 

حسني الحريري

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأغنية ـ ألمانية ـ الأوبرا ـ الصيغ الموسيقية ـ الكانتاتا.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ كورت زاكس، تراث الموسيقى العالمية، ترجمة سمحة الخولي (دار النهضة العربية، القاهرة 1964).

- NORBERT DUFOURCQ, Music (G. Hinley, London. n.y.1978)

---

- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الرابع، طبعة 2001، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 220 مشاركة :