آخر الأخبار
مانجان (شارل-)
مانجان (شارل)
Mangin (Charles-) - Mangin (Charles-)
مانجان (شارل ـ)
(1866ـ 1925)
شارل مانجان Charles Mangin جنرال وكاتب فرنسي، ولد في ساربورغ Sarrebourg من أعمال اللورين. كان يتميز بنظرته الثاقبة وشعره المنتصب وشاربه الكثيف وحماسته الشديدة للاستعمار في إفريقيا.
ينتمي مانجان إلى أسرة ذات أصول عريقة، نكبت بالهزيمة التي منيت بها فرنسا في معركة سيدان Sedan (من مقاطعة الآردن) وسقوط باريس في الحرب البروسية ـ الفرنسية عام 1870، التي نجم عنها ضم الألزاس واللورين إلى ألمانيا وإعلان الامبراطورية الألمانية الثانية.
التحق مانجان بمدرسة سان سير Saint - Cyr العسكرية، وتخرج فيها عام 1888 برتبة ملازم باختصاص المشاة البحرية. وعُين في مستعمرة السنغال حيث شارك في المعارك التي هدفت إلى القضاء على فلول المقاومة الإفريقية بزعامة ساموري توري Samory Touré، بعد أن أعاد إنشاء دولته للمرة الثانية (1891- 1898) في شرقي النيجر. انضم مانجان إلى فيلق السودانيين Phalange des Soudanais، وشارك في الفترة بين 1890-1894 في الاستيلاء على بلدتي سيغو Ségou وديينا Diena (من أعمال مالي حالياً)، وجرح خمس مرات ولما يتجاوز سن الخامسة والعشرين من العمر. ومُنح على أثر ذلك وسام جوقة الشرف Légion d’honneur من رتبة فارس Chevalier. وفي حملة الكونغو - النيل التي قادها الجنرال مارشان [ر] Marchand عام 1898 قاد مانجان طليعة المسير حتى فاشودة Fachoda (المعروفة حالياً باسم كودوك Kodok على النيل الأبيض) حيث توقفت الحملة بسبب الصدام مع الحملة الإنكليزية بقيادة القائد اللورد هربرت كيتشنر Herbert Kitchener، التي قدمت على عجل من الخرطوم لإيقاف الفرنسيين وإبعادهم عن وادي النيل. ورُقي مانجان إلى رتبة رائد وكُلف قيادة كتيبة وهو مازال في سن الرابعة والثلاثين.
نقل مانجان إلى الهند الصينية آمراً لقطاع باولاك Bao Lac بمنطقة تونكين Tonkin المنتزعة من الصين (شمالي ڤييتنام) في الفترة 1901-1904. ثم عاد إلى إفريقيا، وبقي فيها في الفترة 1907- 1911 رئيساً لأركان قوات إفريقيا الغربية في دكار Dakar. وفي عام 1912 شارك في العمليات العسكرية التي جرت في مراكش.
وفي عام 1913عُين مانجان قائداً للواء الثامن، وخاض القتال في منطقة نامور Namur (بلجيكا) بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى. وفي نهاية آب/أغسطس 1914عُين قائداً للفرقة الخامسة حتى عام 1916، ثم قائداً للفيلق الحادي عشر الذي حقق نجاحاً على الضفة اليمنى من نهر الموز Meuse. وتعرض في أعقابه إلى عدد من الهجمات الألمانية، شنَّ مانجان بعدها الهجومين المعاكسين المشهورين (24تشرين الأول/أكتوبر و15كانون الأول/ديسمبر 1916)؛ مما ساعد على تحقيق الانتصار الفرنسي في فيردان Verdun.
اختار القائد العام للقوات الفرنسية الجنرال روبير نيفيل Robert Nivelle الجنرال مانجان قائداً للجيش السادس في كانون الثاني/يناير 1917، وأسند إليه مهمة الهجوم في 16نيسان/أبريل 1917 على طريق كامبري Cambrai، ولكنه أخفق فأحاله إلى الاستيداع disponibilité (تحت تصرف القيادة). وكان الفضل لقائد القوات المتحالفة المارشال فيردينان فوش [ر] Ferdinand Foch في إعادة مانجان إلى الجبهة قائداً للفيلق التاسع، حيث تمكن من كسر زخم الهجوم الألماني على مدينة كومبيين Compiégne (شمال شرقي باريس). وفي تموز/يوليو من العام نفسه عُين قائداً للجيش العاشر الذي شارك في الهجوم المعاكس العام الذي قاده المارشال فوش لاستعادة المبادأة.
وبعد انتهاء الحرب أُوفد مانجان بمهمة رسمية إلى أمريكا الجنوبية (1920)، ثم عين مفتشاً لقوات المستعمرات الفرنسية حتى وفاته، ودفن في باريس.
كان مانجان لا يرى الإمبراطورية الاستعمارية مجرد توسع للوجود والحضارة الفرنسية فحسب، بل خزاناً هائلاً للقوى البشرية التي تستر ضعف فرنسا الديموغرافي في صراعها مع ألمانيا، وهذا ما ألمح إليه في كتابه القوة السوداء (1910). وكان مانجان عالماً اجتماعياً واسع التجربة في الأحوال الاجتماعية الإفريقية. وقام بدور مهم في إنشاء كوادر عسكرية إفريقية في إطار إفريقي - فرنسي.
ومع أن مانجان كان قائداً عسكرياً متشدداً، فقد كان كاتباً موهوباً أيضاً، وحصل على الجائزة الكبرى في الأدب من الأكاديمية الفرنسية عام 1925. ومن آثار الجنرال مانجان كتاب «كيف انتهت الحرب» (1920) وكتاب «نظرات إلى فرنسا الإفريقية» (1924) وغيرها. كما نشرت رسائله المخطوطة في فترة الحرب العالمية الأولى في عام 1951.
هاني صوفي
الموضوعات ذات الصلة: |
الألزاس واللورين ـ الحرب العالمية الأولى ـ مالي (جمهورية ـ) ـ النيجر (جمهورية ـ ).
مراجع للاستزادة: |
- CHARLES MANGIN, La Force noire (Paris 1910).
- CHARLES MANGIN, Comment finit La Guerre ( Paris 1920).
- CHARLES MANGIN, Regards sur la France d‘Afrique (Paris 1924).
- التصنيف : الصناعة - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع عشر، طبعة 2007، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 568 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 1030
- الكل 81018399
- اليوم 39886
اخترنا لكم
القياس الاجتماعي
القياس الاجتماعي القياس الاجتماعي لغوياً هو ترجمة للّفظة الانكليزية sociometry التي تتألف من شقين؛ الأول socio، ويعني اجتماعي، والثاني metry، ويعني قياس، أما اصطلاحاً فيقصد به تلك الطريقة المنهجية المستخدمة لتقدير العلاقات الاجتماعية كميّاً، وقياس نوعيتها من حيث مدى الجذب والرفض أو النفور بين الأفراد داخل الجماعات الصغيرة والكبيرة.
احتراق الخشب (تعطيل-)
احتراق الخشب (تعطيل -) يقصد من «تعطيل احتراق الخشب أو المواد المصنوعة منه» تشريبه بمركبات كيمياوية تمنع انتشار النار فيه أو تخفف انتشارها نتيجة تحلل تلك المركبات بفعل الحرارة.يتعرض الخشب بمرور الزمن إلى تدهور خواصه الفيزيائية والكيمياوية، ويتوقف مدى هذا التدهور وسرعته على عوامل عدة منها: درجة الحرارة والزمن والنداوة، وإن زيادة درجات الحرارة التي يتعرض لها الخشب تؤدي إلى تحلل طبقاته السطحية، وتغلغل هذا التحلل إلى طبقاته الداخلية كلما طال أمد تعرضه للحرارة. كما يؤدي تسخين الخشب مدة طويلة عند درجات حرارة لا تتجاوز 95سْ إلى تفحم طبقاته السطحية. أما إذا سخن الخشب تسخيناً سريعاً عند الدرجة 200سْ فإنه يتفكك إلى بخار ماء مع آثار من ثنائي أكسيد الكربون وحمض النمل وحمض الخل والغليوكسال، ولا تكون الغازات المنطلقة قابلة للاشتعال عادة.