آخر الأخبار
العباسي (عبد الرحيم-)
عباسي (عبد رحيم)
Al-Abbasi (Abd al-Rahim-) - Al-Abbasi (Abd al-Rahim-)
العبَّاسي (عَبْد الرَحيم ـ )
(867 ـ963هـ/1463ـ 1556م)
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي، أبو الفتح بن الموفق أبي ذر بن الشهاب، العَبَّاسي القاهري الدمشقي الشافعي، ثم الإسلامبولي.
ولد العباسي في القاهرة، ونشأ بها، وأخذ العلم عن علمائها، فأول مشايخه منهم قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله النشائي، وأخذ عن محيي الدين الكافيجي، وأمين الدين الأقصرائي، وبرهان الدين اللقاني المالكي، وغيرهم.
سافر إلى الشام، فأخذ في الفقه عن المُحِب ّالبصروي، ولازمه، حتى إنه أوصى له عند موته بتصانيفه، وكذا أخذ العربية والمنطق والعروض عن الشرف بن عيد، ودرس بالناصرية والظاهرية والعذراوية.
سمع «صحيح البخاري» على المسند ابن المعمر العز الصحراوي وعبد الصمد الحرستاني بالأزهر، وقرأه على البدر بن نبهان، ثم لازم آخراً الرَّضي الغَزِّي، وانتفع به في العلوم والمعارف كثيراً، وحصل له بصحبته خير كثير، وفوائد جمة.
سافر إلى مدينة القسطنطينية مرَّتين، الأولى مع رسولٍ موفدٍ من السلطان الغوري، ملك مصر، في زمن السلطان بايزيد خان، وأهداه العباسي شرحاً على «البخاري»، فأعطاه بايزيد جائزة سنية، وعرض عليه تدريس الحديث في مدرسته التي بناها في القسطنطينية، فلم يقبل العباسي، ورغب في العودة إلى الوطن، ثم لما انقرضت دولة الغوري عاد إلى مدينة القسطنطينية وأقام بها، وعُيَّن له كل يوم خمسون درهماً، وأقام في هذه المدينة مدة كبيرة إلى أن توفي فيها، وقد قرب سنُّه من مئة.
كان العباسي صاحب خلق عظيم، وصاحب بشاشة، ووجه بسّام، بين الجمال والجلال قسّام، كان لطيف المحاورة، حلو المحاضرة، عجيب النادرة، متواضعاً، متخشِّعاً، أديباً، لبيباً، يبجِّلُ الصغير ويوقِّر الكبير، وكان كريم الطبع، سخيَّ النفس، مباركاً مقبولاً، وكانت له يدٌ طولى، وسندٌ عالٍ في علم الحديث، ومعرفةٌ تامةٌ بالتواريخ والمحاضرات والقصائد، وله إنشاءٌ بليغ، ونظمٌ حسن، وخط مليح.
والعباسي شاعر مرموق، صنَّفه العلماء في الطبقة العليا من الحسن والبلاغة، مع إتقان النكات البديعة، ومن شعره قوله:
أرعشني الدَّهرُ أيَّ رَعْش
وكنتُ ذا قوَّة وبَطْشِِِ
قد كنتُ أمشي ولستُ أعيا
فصرتُ أعيا ولست أمشي
وله مصنفات كثيرة منها: «شرح البخاري»، و«شرح على مقامات الحريري»، و«حاشية على شرح لامية العجم» لصلاح الدين الصفدي، و«شرح على الخرزجية» (في علم العروض)، وقطعة على «الإرشاد» في فقة الشافعي، و«معاهد التنصيص على شواهد التلخيص»، و«منح رب البرية في فتح رودس الأبية».
أما كتابه «معاهد التنصيص على شواهد التلخيص» فهو ـ وكما يفهم من عنوانه ـ كتاب في البلاغة في شرح شواهد كتاب «التلخيص» للخطيب القزويني (ت739هـ) وقد زوَّدنا العباسي في مقدمة كتابه بالحافز الذي دفعه لتأليف هذا الكتاب، وهو أنه وجـد في «التلخيص» من الشواهد الشعرية ما يُعزى إلى الأقدمين، وما ينسب للمولَّدين، إلا أن أكثرها مجهول الأنساب، وربما عزاه بعض شارحي الكتاب لغير قائليه، إما لاشتباه في الأوزان، أو تماثل في المعاني، ولذلك رأى ـ بعد ما وجد أنَّ ما كتبه الجلال السيوطي غير شافٍ للغليل ـ أن يضع كتاباً يشرح فيه معاني أبيات التلخيص، وتراجم قائليها، وقد سلك في هذا الكتاب منهج الاختصار والاقتصار، ونصَّ على أبحر تلك الشواهد الشعرية، ووضع مع كل شاهد منها ما يناسبه من نظائره الأدبية، ولذلك فالكتاب ليس شرحاً للشواهد البلاغية وحسب، وإنما هو مصدر مهم في تاريخ الأدب، لما فيه من أخبار الشعراء وأشعارهم، وقد طُبع بالقاهرة في أربعة أجزاء، واختصره أحمد بن أحمد المعروف بالعجمي الأحمدي الوفائي، من علماء القرن الحادي عشر، وفرغ من مختصره سنة 1093هـ.
منيرة فاعور
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق محمود الأرناؤوط (1414هـ/1993م).
ـ طاشكبري زادة، الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية (دار الكتاب العربي، بيروت 1395ه/1975م).
ـ السَّخاوي، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت).
ـ عبد الرحيم العباسي، معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، تحقيق محمد محيي الدين عبد الرحيم (عالم الكتب، بيروت 1367هـ/1947م).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر، طبعة 2005، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 784 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 874
- الكل 80640682
- اليوم 94688
اخترنا لكم
داغرمن (سـتيغ-)
داغرمن (ستيغ -) (1923-1954) ستيغ داغرمن Stig Dagerman هو الاسم الذي اتخذه في السنة الأخيرة من دراسته الثانوية كاتب القصة القصيرة والروائي والمسرحي السويدي ستيغ أندرسُن Stig Andersson، وهو من أبرز ممثلي حركة «جيل الأربعينات» fyrtiotalisterna ذات التوجهات الوجودية[ر] في السويد. ولد في بلدة إلفكارلِبي Älvkarleby وتوفي في إنِبِبري Enebyberg بالقرب من ستوكهولم. نشأ داغرمن في الريف لدى جدته وجده لأبيه الذي كان مزارعاً صغيراً، بعد أن تخلت عنه أمه بعد ولادته مباشرة. وكان في الثامنة من عمره حين انتقل إلى ستوكهولم للعيش مع والده الاشتراكي، وواكب أحداث عصره وعايش حياة الطبقة العاملة وكفاحها من أجل حياة كريمة.
البلطي (عثمان بن عيسى-)
البَلَطي (عثمان بن عيسى ـ) (524 ـ 599 هـ/ 1129 ـ 1202م) تاج الدين أبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور بن محمد البَلَطي، عالم بفنون العربية، ولاسيما النحو والعروض، أخباري، شاعر. ولد في بلدة «بَلَد»، وهي بلدة نَزِهَةٌ كثيرة الخيرات، على نهر دجلة، شمال الموصل. قال القفطي: «ويقال لها: بَلَط، بلفظ النبط». والنسبة إليها «بَلَدي» وهي النسبة الغالبة في استعمال أصحاب الحديث، و«بَلَطي»، ونشأ في بلدته «بَلَط» متأثراً بطبيعتها الجميلة، تأثراً ظهر في سيرته الشخصية فيما بعد. ولم يذكر مترجموه أين حصّل علومه الأولى: أفي «بَلَط» هذه، أم في الموصل القريبة منها؟ فقد قالوا في نسبته أيضاً «الموصلي» وذكروا أنه روى عن القاسم بن الحسين البغدادي الشاعر المعروف بابن الطوابيقي (ت569هـ) شيئاً من شعره. وكان ابن الطوابيقي هذا قد سافر إلى الموصل، ومدح الملوك بها.