logo

logo

logo

logo

logo

مراد (أسرة-)

مراد (اسره)

Murad family - Famille de Mourad

مراد (أسرة ـ)

 

أسرة مراد أسرة يهودية تعود جذورها إلى المغرب. كان الأب صولون من الحاخامات المتشددين، تزوج وأنجب ثمانية أولاد كان زاكي ثالثهم، وقد نزح الأب بأسرته إلى الإسكندرية واستقر فيها.

زاكي مراد (؟ ـ 1950):

زاكي مراد موسيقي ومطرب مصري، وجد نفسه مغنياً في الإسكندرية مرغوباً فيه. انتقل مع زوجته والأسرة الكبيرة إلى القاهرة، واتخذ مسكناً واسعاً في منطقة الظاهر التي كانت تعج بالعائلات اليهودية. وفي أثناء حياته الزوجية أنجب تسعة أطفال منهم: ليلى ومنير اللذان شهرا بممارسة الموسيقى.

كان زاكي شاباً وسيماً أنيقاً، يعيش حياة بوهيمية متيماً بالموسيقى والفن والنساء، ويهوى المال، ويميل إلى المظاهر البراقة. وكان يجمع حوله كثيراً من الأصدقاء النافذين، فيغدق عليهم كثيراً ويربح من ورائهم الكثير، منهم المخرج المسرحي عزيز عيد[ر]، والأديب محمد تيمور[ر]، والناقد والصحفي محمد التابعي، والكاتب فكري أباظة وغيرهم من عشاق الأدب والفن والمسرح الذين كانوا يتابعون أعمال جورج أبيض[ر]، ونجيب الريحاني[ر]، ويوسف وهبي[ر]، وعلي الكسار، وغيرهم من أصحاب الفرق المسرحية.

كان أول عمل مسرحي غنائي ظهر زاكي مراد فيه مسرحية «العشرة الطيبة» التي قبسها محمد تيمور من مسرحية «اللحية الزرقاء» الفرنسية، وكتب أغانيها بديع خيري ولحنها سيد درويش[ر] وأخرجها عزيز عيد، ومثلها نجيب الريحاني وروز اليوسف[ر] وحسين رياض[ر] وزاكي مراد الذي تألق أمام روز اليوسف تمثيلاً وغناءً بطلاوة صوته وطلعته البهية وأناقته، حتى قيل إنه نافس نجيب الريحاني. لكن هذه المسرحية التي وجد فيها المحافظون - في حينها - توجهاً ضد الإسلام، حركوا المظاهرات ضدها، فحلت الفرقة، والتحق أغلب ممثليها بالفرق الأخرى، ووجد زاكي نفسه وحيداً إلا من الحفلات والأعراس التي كان يحييها من حين لآخر، ومن سهرات يوم السبت في منزله التي كانت تضم نخبة موسيقيي مصر.

حصل زاكي مراد على وكالة إحدى شركات الأسطوانات لمتابعة نشاطه الفني، واضطر ـ لضرورة العمل ـ إلى تحويل إحدى غرف منزله إلى مكتب واستديو لتعبئة الأسطوانات، وإلى إغراء المشاهير من المطربين والمطربات لتسجيل ألحانهم وأغانيهم لشركته، ولم يعد يهمه في تلك الفترة من حياته سوى جمع المال بأي وسيلة. وعندما ضاقت به الدنيا ولم تعد الشركة تمده بالمال الذي يطمح إليه سافر في رحلة فنية إلى تونس والمغرب امتدت إلى أكثر من أربع سنوات، فانتقل من تونس والمغرب إلى فرنسا ومنها إلى نيويورك حيث يقيم أخوه، ثم إلى الأرجنتين وهو يعرض فنه الغنائي ويسعد به عرب المهجر في كل مكان يحل فيه، حتى جمع ثروة كبيرة كان يمد منها أسرته، فازدهرت حياتها، وانتقلت من الغرفتين اللتين تسكنهما إلى بيت كبير، وظلت كذلك تنعم ببحبوحة من العيش مدة ثلاث سنوات إلى أن انقطعت فجأة إمداداته المالية ورسائله، فاضطرت الأسرة إلى بيع أثاث المنزل لتعيش على الكفاف، وأصيب زاكي بالإحباط بسبب خسارته الثروة التي جناها في مضاربات أسواق البورصة، فأعلن إفلاسه وعاد إلى القاهرة خاوي الوفاض مهموماً بعد أن استدان ثمن تذكرة العودة. وفي القاهرة تحسنت أحواله بعض الشيء، واكتشف بعد حين موهبة ابنته ليلى، فانصرف مع زملائه الفنانين للعناية بها وتأهيلها ليصنع منها النجمة التي كان لها شأن في تاريخ الغناء العربي، وظل يرعى شؤونها حتى وفاته. أشهر الأغاني التي غناها زاكي مراد ثلاث طقاطيق: «يا بنت العم» وهي من ألحانه، و«هاتي لي يامه عصفوري» لحن داود حسني، و«جننتيني» وهي في الأصل أغنية تونسية.

ليلى مراد (1918ـ 1995):

ولدت ليلى مراد في القاهرة وتوفيت فيها، وفي الرابعة من عمرها ألحقها أبوها زاكي بمدرسة القديسة سانت آن École Sante Anne. وفي تلك السن المبكرة لفتت أنظار الراهبات بالتراتيل الكنسية التي كانت تنشدها مع زميلاتها في كنيسة المدرسة، فأولينها عناية خاصة. لكن حياة الأسرة المالية غير المستقرة جعلتها تنقطع عن المدرسة، ولاسيما بعد سفر أبيها أكثر من أربع سنوات. وفي التاسعة من عمرها التحقت بمدرسة للتطريز، تعلمت فيها أشغال الفنون اليدوية لتعمل في محترف المدرسة نهاراً وفي البيت ليلاً، حتى غدت المعيل الحقيقي للأسرة إلى أن عاد والدها فعاد الأمل للأسرة بتحسن أوضاعها، إذ عادت سهرات يوم السبت التي كانت تضم بعض الفنانين مثل القصبجي[ر] والسنباطي[ر] وزكريا أحمد[ر]. وفي إحدى السهرات من عام 1932 صاح أحدهم بليلى التي كانت تقوم على خدمتهم طالباً منها الغناء، فلم تتردد، وغنت ما تحفظه من أغاني محمد عبد الوهاب[ر] وأم كلثوم [ر] وأبي العلا محمد، فبهتوا بصوتها الجميل وبأدائها المتقن، في حين كان الأب المفتون بابنته يحلم بالمال الذي ستدره عليه إن حملها على الاحتراف. وما كادت السهرة تنفض حتى قرر الأب أن يعرض ابنته على محمد عبد الوهاب الذي استجاب لطلب صديقه، وبحضور موريس وإيزابيل بيضا صاحبي شركة بيضافون للأسطوانات؛ استمع الجميع إلى ليلى مراد تغني والخوف يسربلها من محمد عبد الوهاب الذي رافقها بعوده إلى مونولوغ[ر] «ياما بنيت قصر الأماني» وإلى عدد من القصائد الشهيرة، حتى إذا انتهت التفت محمد عبد الوهاب إلى صاحبي شركة بيضافون طالباً التعاقد معها على تعبئة عشر أسطوانات في عام واحد مشترطاً على أبيها إقامة عدد من الحفلات لها ليتعرف الناس عليها قبل تنفيذ العقد.

كان على الأب تأهيل ابنته فنياً لتجيد أنواع الغناء، فانصرف مع داود حسني والقصبجي والسنباطي وأحمد صبيح لتعليمها العزف بالعود، وتدريبها على أصول الغناء بمرافقة التخت الشرقي [ر. الفرقة الموسيقية]، وأناطوا بالسنباطي تلحين أول أغنية لها وهي «آه من العذاب والحب». واتفق الأب مع يوسف وهبي على استئجار مسرحه لتقديم حفلة غناء للمطربة الشابة ليلى مراد. وتقرر إقامة الحفلة في النصف الثاني من شهر تموز/يوليو عام 1933. غنت ليلى ثلاث وصلات استهلتها بأغنية السنباطي، وأعقبتها بقصائد لأبي العلا محمد وأدوار عبده الحامولي[ر]، لينداح حولها الهتاف والتصفيق اللذان أعلنا ميلاد ليلى مراد الفني.

بعد أسبوع واحد على حفلتها الناجحة أحيت ليلى حفلة ثانية في السينما الصيفي بحدائق القبة، أعقبتها بعد يومين بحفلة أخرى في نادي مصر الجديدة، وكان أبوها يرعى خطواتها، ويقيم حفلاتها على حسابه الخاص كفنان يعرف خبايا السوق الفني. وفي السادسة عشرة من عمرها طافت مع أبيها محافظات مصر كافة، محققة النجاح تلو الآخر، وباتت قادرة على تلبية رغبات الجمهور، وقراءة ما يجول في نفوسهم. بعد عودتها إلى القاهرة وقّعت عقداً عام 1935 مع الفنانة بهيجة حافظ تغني بموجبه أغنية «يوم السفر» التي لحنها زكريا أحمد لفيلم «الضحايا» الذي تنتجه بهيجة، لتكون هذه الأغنية خطوة ليلى الأولى في الأغنية السينمائية.

غدت ليلى مراد حديث الناس بعد الحفلة التي أقامتها في قصر أنطونيادس في الإسكندرية، فسعت إليها الإذاعة المصرية وتعاقدت معها على تقديم وصلة غنائية واحدة أسبوعياً. ثم تلقفها محمد عبد الوهاب، فمثلت وغنت أمامه في فيلم «يحيا الحب» عام 1936 مقابل 750 جنيهاً. وعلى الأثر تعاقدت معها شركة بيضا فون على تعبئة عشر أسطوانات، منها إضافة إلى أغاني الفيلم أغنية «حيرانة ليه» لداود حسني، وأغنية «ياريتني أنسى الحب» للقصبجي.

في عام 1939 عرض عليها المخرج توجو مزراحي بطولة فيلم «ليلة ممطرة» أمام يوسف وهبي، لأنه أراد صياغة موهبتها وتقديمها بصورة أفضل من التي ظهرت فيها في فيلم «يحيا الحب»، كما أنه ضاعف أجرها. ونجح الفيلم نجاحاً باهراً جعل مزراحي يتعاقد معها على بطولة فيلمين آخرين أمام يوسف وهبي هما: «ليلى في الظلام» و«ليلى بنت الريف» مقابل سبعة آلاف جنيه للفيلم الواحد، لتبدأ معهما سلسلة أفلام ليلى، وحقق الفيلمان جماهيرية كبيرة، وأصبح لليلى مراد رصيد كبير من الأغنيات، وكان فيلم «ليلى بنت مدارس» (1949) ثالث فيلم تمثله أمام يوسف وهبي. أما فيلم «ليلى» المقتبس من رواية «غادة الكاميليا» لألكسندر دوما[ر] الابن فقد مثلت فيه ليلى مراد أمام الممثل حسين صدقي، وعرض الفيلم بنجاح مذهل مدة تسعة عشر أسبوعاً متواصلاً، متفوقاً على فيلم «رصاصة في القلب» لمحمد عبد الوهاب. تعاونت ليلى مراد عام 1944 مع المخرج كمال سليم في فيلم «شهداء الغرام» المأخوذ عن مسرحية «روميو وجوليت» لشكسبير[ر]، فمثلت فيه أمام المطرب إبراهيم حمودة. أخفق الفيلم، وعلى الرغم من هذا الإخفاق فإن كمال سليم بدأ معها في إنتاج فيلم «ليلى بنت الفقراء»، ولكن المرض لم يمهله وتوفي عام 1945، ليتولى العمل فيه ممثل ثانوي (وقتئذٍ) من أصل سوري يدعى أنور وجدي[ر]. أخذ أنور القصة وتولى بطولتها وإخراجها لأول مرة في حياته بدعم قوي من ليلى مراد، ليظهر في الفيلم عاشقاً حقيقياً لها قبل أن تغدو زوجته. وبعد زواجه منها ـ الذي أحدث ضجة كبيرة ـ أخرج لها آخر فيلمين من سلسلة أفلام «ليلى» هما: «ليلى بنت الأغنياء» (1946) و«ليلى بنت الأكابر» (1953). أما الأفلام الأخرى التي مثلتها ـ إضافة إلى التي ذكرت آنفاً ـ والتي أخرج بعضها أنور وجدي فهي: «الماضي المجهول» (1946) و«ضربة القدر» و«شادية الوادي» و«خاتم سليمان» و«قلبي دليلي» (1947) و«عنبر والهوى والشباب» (1948) و«المجنونة وغزل البنات» (1949) و«شاطئ الغرام» (1950) و«آدم وحواء» و«حبيب الروح» و«ورد الغرام» (1951) و«سيدة القطار» و«من القلب إلى القلب» (1952) و«الحياة حب» (1954) و«الحبيب المجهول» (1955) وكان هذا آخر أفلامها. وكانت هذه الأفلام من تلحين زكريا أحمد والقصبجي والسنباطي ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي ومنير مراد وكمال الطويل وآخرين، وبلغ عدد الأغاني التي غنتها ألفاً ومئتي أغنية.

تزوجت ليلى مراد ثلاث مرات، كان زوجها الأول أنور وجدي، طلقت منه ثلاث مرات بسبب خيانته لها، وعلى الرغم من هذا وقفت إلى جانبه في المستشفى وظلت ترعاه إلى أن توفي عام 1954. ثم تزوجت وجيه أباظة أحد ضباط ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 ورزقت منه بولد واحد سمياه أشرف، لكن هذا الزواج لم يَرُقْ لأسرة أباظة العريقة التي أرغمته على طلاقها. ثم تزوجت المخرج فطين عبد الوهاب ورزقت منه بابنها الثاني زكي، ولكن هذا الزواج لم يستمر فتم الطلاق.

إسلام ليلى مراد:

أشهرت ليلى مراد إسلامها عام 1946 على يدي الشيخ محمود أبي العيون الذي لقنها أصول الدين وتعاليمه. وفي العام نفسه أشهر أغلب أفراد أسرتها إسلامهم، وكانت شقيقتها سميحة قد سبقتها إلى ذلك مذ تزوجت المخرج علي رضا. وقد جرى لغط كبير حول إسلام ليلى، ولكن الشيخ محمد متولي شعراوي قطع الشك باليقين عندما ذكر في كتابه «الشعراوي والفنانات» أنه كان المرجع الديني لليلى مراد. وبعد فيلمها الأخير عام 1955، أقلعت عن الغناء نهائياً.

ليلى مراد وإسرائيل:

بعد حرب فلسطين عام 1948 أخذت إسرائيل تطارد ليلى مراد، وتطالبها بالعودة إلى دينها وإلى إسرائيل، ولكنها رفضت ذلك في عام 1949، وأعلنت على الملأ أنها مصرية مسلمة. وتأكيداً لموقفها مثلت فيلم «شادية الوادي» دافعت فيه عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، لكن إسرائيل أخذت بالضغط عليها وابتدعت حوادث عدة وإشاعات مغرضة تشكك في صحة إسلامها ونزاهتها، الأمر الذي جعل سورية ولبنان والعراق ـ وقتئذٍ ـ تمنع أفلامها وأغانيها. وبالتالي قامت قيامة مصر ضدها؛ فتحركت النقابات الفنية وأصدقاؤها، فجمعوا كثيراً من الوثائق التي تثبت براءتها إضافة إلى كتابي أنور وجدي وسراج منير[ر] رئيس اتحاد النقابات الفنية ينفيان فيهما تلك الشائعات مع طلب التحقيق فيها. وإثر ذلك أمر جمال عبد الناصر برفع اسمها من القائمة السوداء، ورفع الحظر في جميع الدول العربية عن أفلامها وأغانيها. وإثر هذا ردت ليلى مراد الجميل لعبد الناصر؛ إذ كانت المطربة الأولى التي غنت للثورة ورجالها مدة شهر كامل على مسرح الأندلس، احتفالاً بمرور سنة على قيام الثورة، إضافة إلى تبرعها بمبالغ كبيرة لدعم الجيش المصري. وعلى الرغم من هذا كله جاءها عرض على لسان شيمون بيريز، في أن تكون سفيرة فوق العادة لإسرائيل بمميزات لا حصر لها، فرفضت ذلك. وعند هذا الحد توقفت جهود إسرائيل، وأصدرت قراراً بمصادرة تسجيلات أغانيها، وإيقاف أي طبع جديد لها، وبمنع إذاعتها وعرض أفلامها.

توفيت بورم خبيث في القلب، عمره عشرون عاماً، من دون أن تعرف عنه شيئاً.

أجمل ماغنت ليلى مراد من ألحان محمد القصبجي: «نعيماً يا حبيبي» وفالس «أنا قلبي دليلي» و«بتبص لي كده ليه» و«ادفع طلع واضحك كركر» و«يا جمال العصفور» و«يا خوفي بابا يشوفني». ولزكريا أحمد أغنيته الدينية: «الله أحد» ولرياض السنباطي: تانغو «اللي في قلبه حاجه» وتانغو «الحبيب» وفالس «إحنا الاثنين» وفالس «يا حبيب الروح» ورومبا «مين يشتري الورد» واسكتش «شفت منام». ولمحمد عبد الوهاب: تانغو «ما ليش أمل والحب جميل» و«الشاغل هو المشغول» و«دوس ع الدنيا» و«أبجد هوز» واسكتش «كلام جميل». ولمحمد فوزي: «أنا قلبي خالي» و«يا أعز من عيني منايا في قربك» وديالوغ «شحاد الغرام» واسكتش «تفاح ياعسل». ولأحمد صدقي: «يامسافر وناسي هواك» و«بحب اثنين سوا». ولمحمود الشريف «اسأل علي» و«سنتين وأنا حايل فيك». ولحلمي بكر «ماتهجرنيش».

منير مراد (1922 ـ 1981):

ولد منير بن زاكي مراد - الابن الأصغر بين الذكور - في القاهرة وتوفي فيها. أحب الموسيقى منذ طفولته، وتعلم العزف بالعود وهو في المرحلة الابتدائية، وحفظ عن أبيه الأدوار والموشحات وتقاليد الغناء وأصول التلحين، ولكنه لم يحترف الموسيقى والغناء إلا متأخراً لميله إلى العمل التجاري الحر.

تزوج منير مراد في سن مبكرة على الرغم من معارضة أسرته، وأنجب وهو في الثامنة عشرة من عمره؛ فصار لزاماً عليه أن يعمل ليلبي حاجات أسرته من دون أن يفكر في اللجوء إلى شقيقته الموسرة ليلى مراد لمساعدته. عمل في البداية مصوراً سينمائياً، وبائعاً لبعض المأكولات، ثم زاول التجارة فنجح بعض الشيء ليعود بعد حين للعمل الفني مساعد مخرج لعدد من المخرجين منهم علي رضا، وأنور وجدي زوج شقيقته الذي كان يرغب في استثمار ماله فوجد ضالته في منير مراد الذي أغراه بالتجارة معه، فتاجرا وحققا ربحاً وافراً. واعترافاً من أنور وجدي بجميل منير مراد المتعدد المواهب أسند إليه تلحين أغنية «واحد اثنين» لشادية في فيلم «ليلة الحنة» على الرغم من معارضة شقيقته ليلى اشتغال أخيها بالموسيقى، فلقيت الأغنية نجاحاً لم يتوقعه؛ فاعتزل التجارة وتفرغ للتلحين والغناء. وأتاح له أنور وجدي فرصة العمر عندما أنتج له أول أفلامه «أنا وحبيبي» أمام شادية، فتألقت ألحانه دون تمثيله.

لحن منير مراد على الرغم من مشواره الفني القصير عشرات الأغنيات، وترك علامة بارزة في تاريخ الأغنية الخفيفة والعاطفية، وفي الأغنية السينمائية والاسكتشات. وأبرز المطربين الذين غنوا ألحانه: عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وصباح وشادية وليلى مراد التي لم تغنِّ له سوى أغنية «أنا زي ما أنا وأنت بتتغير». أجمل ألحانه خارج السينما أغنية «هنا القاهرة»، واسكتش «الطلبة» لعبد الحليم حافظ. وأبدع الأغاني السينمائية ديالوغ «الجنينة» الذي غناه بالاشتراك مع شادية، وطقطوقة «ألو ألو إحنا هنا» لشادية و«عيني بترف» لصباح وهي غير أغنية كارم محمود التي تحمل الاسم نفسه، وأغنيات «وحياة قلبي وأفراحه» و«بكره وبعده» و«بحلم بيك» و«ضحك ولعب وجد» و«أول مرة تحب ياقلبي» وكثير غيرها، واسكتش «قاضي البلاج» و«دقوا الشماسي» وجميعها لعبد الحليم حافظ.

لم يأخذ منير مراد حقه فنياً كما يجب، على الرغم من النجاحات المذهلة التي حققها في سني خمسينيات وستينيات القرن العشرين. والانحدار الفني الذي شهدته السبعينيات جعله يشعر بأنه في غربة عن الفن، فأصيب بالإحباط، وانطوى على نفسه معتزلاً الناس والحياة حتى وفاته.

صميم الشريف

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الأغنية ـ مصر.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حنان مفيد، الكتاب التذكاري لليلى مراد (صدر عن مجلة نصف الدنيا، القاهرة 2003).

ـ صميم الشريف، الأغنية العربية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1981).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 305
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40513355
اليوم : 43170

غري (خوان-)

غري (خوان ـ) (1887ـ 1927)   خوان غري Juan Gris مصور ورسام وحفار إسباني من مدرسة باريس وواحدٌ من كبار معلمي المدرسة التكعيبية، مثل بيكاسو Picasso وبراك Braque، ولد في مدريد وتوفي في باريس. تلقى دراسته الأولى في مدريد، وانصرف عن دراسة الهندسة ليلتحق بمرسم الفنان خوسيه ماريا كربونيرو Carbonero، ثم بدأ تدريس الرسم باعتماد مبادئ الفن الجديد art nouveau، ولكنه ما لبث أن غادر مدريد واتجه نحو باريس منجذباً بمجد ابن بلده الصاعد بابلو بيكاسو، وحركتها الثقافية المتمثلة بالشعراء والفنانين: غيوم أبولينير G.Apollinaire وماكس جاكوب M.Jacob وبيير ريفري وغيرهم.
المزيد »