logo

logo

logo

logo

logo

ميشليه (جول-)

ميشليه (جول)

Michelet (Jules-) - Michelet (Jules-)

ميشلِه (جول ـ)

(1798 ـ 1874)

 

جول ميشلِه Jules Michelet مؤرخ فرنسي، ولد في باريس لعائلة كادحة وعمل صغيراً في الطباعة برفقة أبيه. تألق في دراسته الثانوية ثم نجح في الحصول على شهادة التميّز في الآداب، وعيّن أستاذاً للتاريخ في إحدى ثانويات باريس الكبرى.

ورث ميشلِه عن أبيه عداءه الشديد للامبراطورية وللكهنوت الكنسي، فكان مناصراً متطرفاً للجمهورية ولحرية التفكير، لكنه بقي بعيداً عن الحياة السياسية وتفرّغ للتعليم ولكتابة التاريخ. كان أول نتاجه كتابين تعليميين موجهين لطلاب المرحلة الثانوية. صار في عام 1827 أستاذاً مساعداً في دار المعلمين، ثم حظي عام 1830 بمنصب في دائرة المحفوظات الوطنية Les Archives Nationales، كما عيّن أستاذاً في جامعة السوربون. بدأ بكتابة «مدخل إلى التاريخ العالمي» Introduction à l’histoire universelle الذي تجلّت فيه ملكات الكاتب الأدبية وطريقته في تصوّر التاريخ صراعاً مستمراً تخوضه الحرية ضد القدر المحتوم. وكانت أفكاره تشد قراءه وتدعوهم إلى التفكير، لكنها كانت في الوقت نفسه تثير حفيظة المؤرخين لابتعاد الكاتب عن التمحيص والتدقيق الواجبين على المؤرّخ. واستمر إنتاجه الغزير للكتب التاريخية إلى جانب بحثه الدؤوب لوضع عمله الموسوعي «تاريخ فرنسا» L’Histoire de France الذي أمضى ثلاثين سنة في إنجازه. ومن أهم ما كتبه في هذه المرحلة «أصول القانون الفرنسي» Les Origines du droit français عام 1837. وفي عام 1838 سُمّي أستاذاً لكرسي التاريخ في الكوليج دي فرانس Collège de France وخصص محاضراته فيها لنقد اليسوعيين والكنيسة الكاثوليكية عموماً، وكعادته، لم يبنِ ميشلِه انتقاده على الوقائع والتحليل وإنما على مواقفه المسبقة المعادية للكنيسة. وقد جُمعت هذه المحاضرات في مجلدات ثلاثة صدرت تباعاً بين 1843 و1845.

لم تقف الكنيسة مكتوفة الأيدي أمام هجوم ميشلِه، وعندما لاحت لها أول فرصة استصدرت من الحكومة أمراً بإيقافه كلياً عن التدريس ولم يستطع العودة إليه البتة على الرغم مما عرفته باريس من تقلبات سياسية، فتفرغ للبحث والكتابة، وكان يضع كتاباً كل عشرة أشهر تقريباً. وكانت الأحداث المتتابعة تزيد من إيمانه بالقيم الجمهورية والديمقراطية وترسخ مواقفه المناصرة للضعفاء. وقد بلغ إيمانه بالديمقراطية حداً جعله يرى فيها نظاماً طبيعياً، وهذا ما قاده إلى وضع مجموعة من الدراسات عن بعض الكائنات والعواطف والظواهر الغريبة فأصدر عام 1853 كتاب «الطير» L’Oiseau، ثم «الحشرة» L’Insecte عام 1856، ثم «الحب» L’Amour عام 1859، ثم «المرأة» La Femme عام 1860، ثم «البحر» La Mer عام 1861، ثم «الجبل» La Montagne عام 1868. لكن أغرب ما أصدر في تلك الفترة كان من دون شك كتاب «الساحرة»  La Sorcièreت(1862) الذي بحث فيه موضوع السحرة في العصور الوسطى وأظهر كم كان لهم من دور إيجابي في مواجهة المعرفة الرسمية التي تنتجها الكنيسة.

أنهى ميشلِه عمله الموسوعي «تاريخ فرنسا» في عام 1867وصدر في تسعة عشر مجلداً تتناول فرنسا منذ ما قبل التاريخ حتى الثورة الفرنسية. وبدأ بكتابة «تاريخ القرن التاسع عشر» Histoire du XIXe siècle وأصدر جزأين منه أما الجزء الثالث فقد وجد مخطوطاً مكتملاً على مكتبه حين وفاته في باريس. تميزت كتابات ميشلِه الأخيرة بالاعتماد أكثر فأكثر على الوثائق والمراجع، غير أن خياله الجامح ومواقفه العاطفية المسبقة وموقف الكنيسة منه من جهة أخرى دفعا كثيرين إلى اتهامه بالافتقار إلى الموضوعية.

توقف ميشلِه عند فلسفة التاريخ ووجد أن لاشيء يأتي مصادفة؛ فالعالم بدأ بصراع وحرب لا تنتهي إلا بزواله. وقد خيبت البشرية في صراعها المستمر ظنه، وبدّد التاريخ أمله، فالخيانة تكمن في تجزئة الحقائق؛ لأن الحقائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية متداخلة باستمرار، والتاريخ متحيز إزاء الحق والحقيقة. ويبقى للمستقبل بصيص أمل وضعه ميشلِه في مؤلفه «إنجيل البشرية» La Bible de L’Humanité ت(1864). كما شغلت الحروب الدينية Guerres de religion فكر المؤرخ التي قال فيها «يُفترض على من يعلن حرباً دينية أن يكون رجل دين». ففي رأيه أن الساسة يتخذون الحروب الدينية حجة ووسيلة لإعلان حروب تخدم مصالحهم فقط، وهم أبعد الناس عن أمور الدين.

تأثر ميشلِه بالحركة الإبداعية (الرومنسية) وبدا للنقاد شاعراً وكتاباته ملحمة غنائية.

حسان عباس

 مراجع للاستزادة:

 

- JEAN-LOUIS CORNUZ, Jules Michelet, un aspect de la pensée religieuse au XIXe siècle,(Genève, Droz 1955).

- ROLAND BARTHES, Michelet par lui-même, (le Seuil, Paris 1954).

- JEAN CABANIS, Michelet, le prêtre et la femme, (Gallimard, Paris 1979).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 245
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1090
الكل : 40504042
اليوم : 33857

ريومور (رينيه أنطوان فيرشو دي-)

ريومور (رينيه أنطوان فيرشودي ـ) (1683 ـ 1757)   ريومور R.A.F.de Reaumur عالم فرنسي في الفيزياء والعلوم الطبيعية. ولد في لاروشيل La Rochelle وتوفي في سان جوليان دو تيرو Saint-Julien-du-Terroux. بدأ دراسته في مدينته الأم، ثم أكملها في كلية اليسوعيين في بواتييه Poitiers، لينهيها في بورج Bourges. نشر عام 1703 ثلاث مذكرات في الهندسة، أهلته لدخول أكاديمية العلوم عام 1708، التي ما لبثت أن كلفته إصدار مؤلف بعنوان «توصيف شتى الفنون والطرائق» Description des divers arts et methods.
المزيد »