logo

logo

logo

logo

logo

مدريد

مدريد

Madrid - Madrid

مدريد

 

مدريد Madrid عاصمة إسبانيا وأكبر مدنها وعاصمة محافظتها - محافظة مدريد. تقع هذه المدينة في وسط البلاد على هضبة ترتفع إلى 635م فوق مستوى سطح البحر، وتعدّ من أكثر العواصم الأوربية ارتفاعاً.

كان عدد السكان في مدريد الكبرى Madrid Agglomeration ن 3.2 مليوناً عام 1970، وأضحى 4.172 مليوناً عام 1990، ثم انخفض إلى 3.976 مليوناً عام 2000. ومن المتوقع أن يبقى مستقراً حتى عام 2015، وعليه فقد كان معدل نمو سكانها سلبياً ما بين 1990 - 2000، وتبلغ نسبة سكان مدريد حالياً 12.8% من مجمل سكان إسبانيا. مناخ مدريد متوسطي شبه قاري، حار وجاف صيفاً، حيث متوسط درجات الحرارة في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس (أحر شهرين في السنة) بحدود 23 ْم، أما الشتاء فبارد ورطب ومتوسط الحرارة في كانون الثاني/يناير 4 ْم، مع معدلٍ سنوي للأمطار 43مم.

تتوسط المدينة ساحة (ميدان) على شكل هلال يُسمى ميدان بوابة الشمس، ومن هذا الميدان يمتد باتجاه الشرق أحد أهم شوارع المدينة - كاليه دي ألكالا Calle de Alcala، وإلى الشمال منه تقع المنطقة التجارية الحديثة التي يتوسطها غران ڤيا Gran Via الذي توجد على امتداده أهم الفنادق والمصارف والمحلات التجارية والمطاعم والمسارح.

يقع الجزء القديم من مدريد في الجنوب الغربي من وسطها، حيث تكثر المباني التاريخية القديمة، ولاسيما تلك التي تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، على شوارع وأزقة ضيقة ومتعرجة، ومنها القصر الملكي القديم الذي تحول إلى متحف بعد عام 1931، عندما طرد الملك ألفونسو الثالث عشر إلى خارج البلاد. وتكثر في هذا الجزء من المدينة الكنائس القديمة والميادين العامة (الساحات) التي تزينها النوافير وتماثيل مشاهير إسبانيا.

تقع حديقة المدينة الرئيسة إلى الجنوب الشرقي من وسطها، وبمساحة تزيد على 142هكتاراً، وهي مكان لالتقاء كثيرين من السكان، ولاسيما في أيام العطلات .

مدريد: شارع كاليه دي الكالا

يسكن أغلب السكان في شقق لغلاء المنازل المنفردة، ويفضلون ارتياد المطاعم، ولاسيما لتناول وجبة العشاء ويحبون الرياضة ولاسيما كرة القدم ومصارعة الثيران. وفي مدريد يوجد أحد أكبر الملاعب في العالم الذي يتسع لنحو 100 ألف متفرج. والعمل في المحال والمكاتب يقسم إلى قسمين: صباحي من الساعة 9 - 13، ومسائي من الساعة 16- 19.

كانت وظيفة مدريد الرئيسة قبل منتصف القرن العشرين الإدارة وتقديم الخدمات، ولم يكن لها أي وظيفة صناعية بارزة، لكن بعد ذلك تم تطوير الصناعة فيها على نحو سريع حتى أضحت اليوم المركز الصناعي الأبرز في البلاد، ولا تنافسها مدينة أخرى سوى برشلونة الأعرق منها في هذا الميدان. وبسبب التوسع السريع الذي رافق تطوير الصناعة، أضحت بعض المناطق الصناعية وسط الأحياء السكنية مصادر لتلويث أجواء هذه الأجزاء.

أما فيما يخص أهم الصناعات الموجودة في المدينة وضواحيها، فيمكن ذكر ما يأتي: السيارات، الطائرات، التجهيزات الإلكترونية، الآلات، عربات القطارات، المطاطية الكيميائية، الملابس، المنتجات الجلدية، البصريات، المنتجات الغذائية. ومدريد أكبر عقدة للنقل البري في إسبانيا، إذ تصلها الطرق السريعة - الدولية والسكك الحديدية من مختلف مدن البلاد. ويقع مطار المدينة الدولي على بعد 10كم إلى الشمال الشرقي منها، واسمه باراخاس Barajas.

وتعدّ مدريد أكبر مركز خدمي وعلمي وثقافي في عموم إسبانيا، حيث تكثر المتاحف وعلى رأسها المتحف الوطني - متحف البرادو Prado الشهير، والمكتبات العامة وعلى رأسها المكتبة الوطنية، ودار الوثائق التاريخية. وتكثر المعاهد العليا والمتوسطة وفي مختلف التخصصات، وتشتهر المدينة بجامعتها التي تحتل منطقة واسعة تسمى بالمدينة الجامعية، إضافة إلى الجامعة المفتوحة أيضاً.

تعود بداية العمران في موقع مدينة مدريد إلى العرب المسلمين الذين بنوا قلعة باسم مجريط في ذلك المكان، في القرن العاشر الميلادي. بقيت مدريد مدينة صغيرة وقليلة الأهمية حتى عام 1561م عندما جعلها الملك فيليب الثاني عاصمة إسبانيا لموقعها الذي يتوسط البلاد، وتبع ذلك نمو المدينة وتطور سريع لها حتى منتصف القرن السابع عشر عندما أضحت واحدة من كبريات المدن الأوربية. وعلى الرغم من انحطاط الامبراطورية الإسبانية فيما بعد، بقيت مدريد مركزاً مهماً للحكم والإدارة والثقافة، وكانت مكتظة بالسكان وانتشر فيها الفقر والجريمة والأمراض والأوبئة والمساكن الرديئة والتلوث البيئي.

احتل نابليون الأول مدريد ما بين 1808- 1813 ثم طرد منها. وكان نمو المدينة في القرن التاسع عشر محدوداً لعدم تطوير الصناعة فيها.

أما في النصف الأول من القرن العشرين فقد تسارع النمو، ولكنها تعرضت لدمار كبير في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية (1936- 1939) التي جرت بين الجمهوريين الموالين للحكومة الشرعية وقوات الجنرال فرانكو. وبعد نهاية هذه الحرب، ولاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين، جرت عملية إعادة بناء وتحديث واسعة وتطوير حثيث للصناعة والخدمات والسياحة والنقل حتى أضحت مالياً من المدن المزدهرة في أوربا والعالم، وينتظرها مستقبل أكثر إشراقاً.

عدنان عطية

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الرحمن حميدة، جغرافية أوروبة الغربية (دار الفكر، دمشق 1985).

- MARCO B. SORIA Madrid antiguo y moderno (Madrid 1959)..


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 243
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1105
الكل : 40542011
اليوم : 71826

البلطي (عثمان بن عيسى-)

البَلَطي (عثمان بن عيسى ـ) (524 ـ 599 هـ/ 1129 ـ 1202م)   تاج الدين أبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور بن محمد البَلَطي، عالم بفنون العربية، ولاسيما النحو والعروض، أخباري، شاعر. ولد في بلدة «بَلَد»، وهي بلدة نَزِهَةٌ كثيرة الخيرات، على نهر دجلة، شمال الموصل. قال القفطي: «ويقال لها: بَلَط، بلفظ النبط». والنسبة إليها «بَلَدي» وهي النسبة الغالبة في استعمال أصحاب الحديث، و«بَلَطي»، ونشأ في بلدته «بَلَط» متأثراً بطبيعتها الجميلة، تأثراً ظهر في سيرته الشخصية فيما بعد. ولم يذكر مترجموه أين حصّل علومه الأولى: أفي «بَلَط» هذه، أم في الموصل القريبة منها؟ فقد قالوا في نسبته أيضاً «الموصلي» وذكروا أنه روى عن القاسم بن الحسين البغدادي الشاعر المعروف بابن الطوابيقي (ت569هـ) شيئاً من شعره. وكان ابن الطوابيقي هذا قد سافر إلى الموصل، ومدح الملوك بها.
المزيد »