logo

logo

logo

logo

logo

منفيس

منفيس

Memphis - Memphis

منفيس

 

منفيس Memphis (أو مَنَف) أول عاصمة لمصر الموحّدة. أنشأها الملك مينا Menes عند رأس الدلتا إلى الغرب من النيل نحو عام 3200ق.م، وذلك لمراقبة أهل الدلتا الذين أخضعهم لسلطانه بعد ضم الدلتا إلى مملكته (الصعيد). وبلغت مَنَف أوج عظمتها في عصر الدولة القديمة من الأسرة الثالثة حتى السادسة؛ ولذلك سمى المؤرخون المحدثون هذا  العصر بالعصور المَنَفية نسبة إليها، حيث اتخذها ملوك هذه الدولة عاصمة ومستقراً. ومن أجلى مظاهر الازدهار الاقتصادي والإداري والعملي في عصر الدولة القديمة بناء الأهرامات على الهضبة بالقرب من مَنَف، إذ يتطلب بناء الهرم خزينة عامرة بالأموال، وإدارة عظيمة تنظم عمل آلاف العمال، ومعرفة عظيمة بعلم الهندسة والحساب والوزن النوعي والفلك. ومما زاد بهاء المدينة أيضاً المنشآت الملكية في منطقة سقارة المقابلة لها من الجهة الغربية مثل مصاطب ملوك الأسرتين الأولى والثانية، وأول هرم بناه المصريون (هرم زوسر المدرج بسقارة وهرم وناس وهرم بيبي الأول وغيرها). فضلاً عن أن منف ازدهرت من الناحية الاقتصادية، فقد ساعدها موقعها على أن تكون جسراً ربط مصالح الصعيد التجارية مع مصالح الدلتا، فقد كانت البضائع الواردة من جميع فروع النيل تصل إلى مينائها على النيل بكميات ضخمة.

تقع مَنَف عند قرية ميت رهينة بمركز البدرشين، على بعد خمسة وعشرين كيلو متراً جنوب القاهرة على الضفة الغربية من نهر النيل. أنشأها الملك مينا. وقد أطلق عليها ـ مينا لتعظيمها ـ اسم الجدار الأبيض أو الحصن الأبيض أو السور الأبيض أو السوار البيضاء.

وفي عصر الأسرة السادسة (2420-2230ق.م) أنشأ الملك بيبي الأول هرمه على الهضبة نفسها  في منطقة سقّارة مقابل قلعة الجدار الأبيض؛ مما أدى إلى ظهور حي سكني جديد لخدمة هرم بيبي الأول، حيث أطلق الملك على هرمه اسم «من نفر» Men-nofer، وتعني هذه التسمية «خالد خيّر» و«دام جميلا» أو «المقر الجميل» و«المقر الأخير»، وأطلقت هذه التسمية فيما بعد على المساكن التي بنيت حول معبد الإله بتاح (إله مدينة منف)، وغدت هذه التسمية عند الإغريق منفيس وعند العرب منف.

بُنيت منف في عهد الملك مينا الذي اتخذها عاصمة لمصر الموحدة، وبلغت ذروة الازدهار في عصر الدولة القديمة، ولكنها عانت كثيراً في الفترة الانتقالية الأولى (2230- 2065ق.م) (عصر الأسرتين السابعة والثامنة)، حيث انعدم الأمن وانقطعت التجارة مع الشمال (بلاد الشام) واستقل حكام الأقاليم بأقاليمهم، ولكن بقيت منف العاصمة التي تتخاطفها الرياح الهوجاء. ولم تُتَخذ بعد ذلك عاصمة إلا لفترات محدودة جداً.

وهكذا يمكن القول لقد عاصرت منف التاريخ المصري منذ نهاية الألف الرابعة، وبلغت ذروة المجد في عصر الدولة القديمة، ثم زال عنها بهاء العاصمة وعظمة المركز، ولكن بقي لها المكانة العظيمة في قلوب المصريين وحكامهم؛ تقديراً لماضيها المجيد، حيث كان يتوج الملوك فيها، وكانت مركزاً للفصل في منازعات العرش، والفصل في قضايا الأرباب أنفسهم.

لم يبق شاهداً على عظمة هذه المدينة سوى تمثال ضخم لرعمسيس الثاني ملقىً على ظهره، وتمثال مرمري له شكل «أبو الهول»، وسرير رخامي لتحنيط العجول المقدسة، ومقصورة صغيرة لستي الأول، وكتل حجرية وأسس أعمدة هي كل ما تبقى من معابد الإله بتاح الضخمة، التي ترجع إلى عصور مختلفة.

محمود عبد الحميد أحمد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ امري، مصر في العصر العتيق، ترجمة راشد نوير (القاهرة 1967).

ـ جورج بوزنر، معجم الحضارة المصرية القديمة (القاهرة 1996).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 745
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1710
الكل : 52796458
اليوم : 50746

التظلم الإداري

التظلم الإداري   من المبادئ المستقرة في نطاق القانون الإداري أن المصلحة العامة تتفوَّق على المصالح الخاصة، وعلى هذا الأساس تقوم الإدارة العامة، في معرض تسييرها للمرافق العامة، باتخاذ قرارات إدارية هي سبيلها لوضع المصلحة العامة في حيّز التطبيق الفعلي. وبناءً على ذلك فإن هذه القرارات تضع في الحسبان أولاً وأخيراً وجوب سير المرافق العامة بانتظام واطّراد، فضلاً على أن ضرورة استمرارية المرفق العام هي نقطة بالغة الأهمية.
المزيد »