logo

logo

logo

logo

logo

ميونيخ

ميونيخ

Munich - Munich

ميونيخ

 

تعدّ ميونيخ (أو مونيخ) Munich (بالألمانية مونشن München) ثالث مدن ألمانيا بعدد السكان بعد برلين وهامبورغ، وهي من المراكز السياحية المهمة في ألمانيا. تشتهر بمسارحها ومتاحفها ومعارضها، وهي عاصمة ولاية باڤاريا Bavaria. تقع المدينة في جنوبي ألمانيا على نهر إيزار Isar قريباً من جبال الألب الباڤارية Bavarian Alps. تدعى أحياناً بالعاصمة الخفية لألمانيا. بلغ عدد سكانها نحو1.27 مليون نسمة (إحصاءات عام 2005). موقعها المميز في وسط أوربا جعلها عبر التاريخ محطة ومركزاً مهماً في القارة. وتعدّ مونيخ اليوم باقتصادها إحدى أغنى مدن ألمانيا وأقواها اقتصادياً، فيها مقر عدد من الشركات و المصانع الألمانية المهمة، أهمها شركة السيارات BMW، وصناعة الصباغة والأجهزة الكهربائية «سيمنس». وتمثل مونيخ مع ضواحيها أحد المراكز الرائدة في ألمانيا في إعداد تقنيات الطيران وإنتاجها وصناعة المحركات وقواطر القطارات والدبابات؛ ومركزاً ضخماً لإنتاج الأفلام السينمائية ومنتوجات الكيمياء الدقيقة والبصريات. توجد في مونيخ تسع مؤسسات تعليمية عليا؛ بما فيها ثلاث جامعات وسلسلة من معاهد الأبحاث العلمية والمكتبات الكبيرة وعشرات المتاحف والمعارض والمسارح ودور النشر الضخمة، ويوجد فيها مقر عدد من محطات التلفزة والإذاعة ونحو 300 دار نشر. تعدّ مع هامبورغ من المدن الجميلة في ألمانيا، يزورها سنوياً نحو ثلاثة ملايين سائح. حسب الإحصاءات الألمانية، فإن مونيخ تعدّ المدينة المفضلة الأولى للمعيشة في ألمانيا. وأقيمت بها الألعاب الأولمبية عام 1972.

لمحة تاريخية

تأسست المدينة عام 1158م إلى جانب أحد الأديرة (باللاتينية Monacum Monachium) على يد هاينريش Heinrich  الملقب بالأسد؛ دوق باڤاريا وساكسونيا Duke of Saxony and Bavaria. نمت القرية إلى جانب كنيسة القديس بطرس الحالية بجانب الجسر الذي بناه هاينريش على نهر إيزار، لإجبار التجار على استخدام الجسر واقتطاع مبلغ معيّن لقاء ذلك، قام هاينريش بتدمير جسر قريب تعود ملكيته لأوتو Otto من فرايزنغ Freising. نشأ بعدها صراع على السلطة في مونيخ، بعد تدخّل الامبراطور فريدريش الأول بارباروسا Friedrich I Barbarossa، تم حل النزاع، وظهرت بعدها مونيخ بلدة تجارية مهمة في المنطقة. وبعد نحو عقدين من الزمن حصلت مونيخ على صفة المدينة، وتم تحصينها. أصبحت عام 1255 مقر عدة أمراء، وفي عام 1314 اتخذها الملك لودفيغ الرابع Ludwig IV مقراً له، وتوّج عام 1328؛ ليصبح قيصراً، وقد أدخل تحسينات عدة على مونيخ، ونمت في عهده بسرعة، وأصبحت مونيخ عاصمة باڤاريا عام 1506. و في العقود اللاحقة صارت مركزاً مهماً لعصر النهضة ومركزاً لمناهضة الإصلاح الديني في ألمانيا الذي بدأه مارتن لوثر. في خضم الحروب التي جرت على أثر الانشقاق في الكنيسة؛ احتلت القوات السويدية (اللوثرية) مونيخ (الكاثوليكية) في عام 1632. وأثَّر ذلك مع وباء الطاعون الذي انتشر في المدينة لاحقاً في النمو السكاني في المدينة، حيث خسرت في هذه الفترة ثلث سكانها. بعد نهاية حرب الثلاثين عاماً عام 1648 تعافت مونيخ بسرعة، وبدأ طابع البناء (المُسمى الباروك Barock) الإيطالي بالانتشار فيها. بعد تحالف القيصر ماكسيميليان الثاني Maximilian مع فرنسا احتلت القوات الإسبانية المدينة 1704 عدّة سنوات تحت حكم عائلة هابسبورغ Habsburg.

نمت المدينة سكانياً نمواً كبيراً منذ نهاية القرن الثامن عشر، حيث لوحظ تضاعف عدد السكان كل 30 عاماً، فقد كان على سبيل المثال عام 1701 نحو24000 نسمة، وأصبح في عام 1871 نحو170000 نسمة؛ ليرتفع إلى 840000 نسمة في عام 1933؛ ليبلغ نحو 1.27 مليون نسمة في إحصاءات عام 2005.

أهم معالمها

مدينة ميونيخ

المتحف الألماني و ميدان مارين وكنيسة بطرس Peterskirche والمسرح الوطني وكنيسة السيدات Frauenkirche ومبنى تسجيل الاختراعات الألماني ومبنى تسجيل الاختراعات الأوربي.

وتشتمل مدينة مونيخ على قصور رائعة؛ من بينها قصر نيمفنبورغ Nymphenburg المعروف باسم إقامة منزل ڤيتلِسباخ Wittelsbach سابقاً. ويعدّ هذا القصر من معالم المدينة الأكثر زيارة على مدار العام. ومما يثير الانتباه فيه حديقته الواسعة بما تضمه من مجارٍ مائية وبحيرات صغيرة وأحجار خفية.

ويوجد في الضاحية الشمالية من مدينة مونيخ قصر شلايسهايم Schleissheim المزخرف الذي يعدّ تعبيراً عن نمطٍ من الحياة تسوده الأناقة والترف. وقد تم بناء هذا المقر الصيفي لأهل ڤيتلِسباخ في القرن 18.

وقريباً من دار الأوبرا في وسط المدينة يوجد مقر إقامة حكومة مدينة مونيخ Residenz الذي استغرقت أشغال ترميمه وبنائه وإعادة بنائه نحو خمسمئة عام. ويعدّ هذا المقر مجمعاً رائعاً من البنايات المنتمية إلى أكبر القصور الأوربية والمحتوية على متحف للنفائس يثير الإعجاب. وتوجد في ضواحي المدينة أيضاً قصور مشهورة عديدة جديرة بالزيارة، وغالباً ما تكون هذه القصور مقصداً للزوار في إطار رحلات يومية قصيرة.

وتعدّ المتاحف والمعارض الفنية التي تشتمل عليها مدينة مونيخ من أشهرالمتاحف و المعارض المعروفة عالمياً، ويمكن للزوار أن يستمتعوا بجملة ما أنتجه الفن الأوربي في 46 متحفاً وأكثر من 70 معرضاً فنياً.

ويعدّ متحف الصور الزيتية القديمة معرضاً لمجمل ما أنتجه الفن الأوربي في الفترة الممتدة بين القرنين 14ـ 18. ويحظى هذا المتحف بسمعة عالمية لكونه يضم بين أروقته لوحات فنية لأشهر الرسامين العالميين المنتمين إلى تلك الفترة، مثل دورر Dürer ورمبرانت Rembrandt وروبنز Rubens و ليوناردو داڤنشي Leonardo da Vinci.

وفي أيلول/سبتمبر من عام 2002 دشن متحف ثالث في مدينة مونيخ يهتم بعرض الصور الزيتية المعاصرة المنتمية إلى القرنين 20 و21، ويعدّ هذا المتحف من أكبر المتاحف العالمية.وأما المتحف الألماني الذي أسسه المعماري أوسكار فون مولر Oskar von Müller عام 1903؛ فيعدّ حالياً من أكبر المتاحف العالمية في مجال العلوم الطبيعية والتقنية.

تحتوي مدينة مونيخ على ما يقارب 300 كنيسة بنيت بأشكال هندسية مختلفة، من بينها كنيسة بطرس التي بنيت في القرن 11 الميلادي، والمعروفة باسم كنيسة بطرس الأكبر أيضاً، ويغلب على زخرفتها الطابع الإيطالي. ويمكن للزوار أن يصعدوا إلى برج هذه الكنيسة؛ ليتمتعوا بمنظر جميل مطلّ على وسط المدينة، وأحياناً قد يصل هذا المنظر إلى حدود جبال الألب المتاخمة.

وفي وسط المدينة هناك أيضاً الكنيسة الأسقفية التي تعدّ أهم معلمة تتميز بها المدينة. وقد بنيت هذه الكنيسة في القرن الخامس عشر على طراز هندسي يعود إلى مرحلة قوطية متأخرة. وهي تضم لوحات فنية تنتمي إلى حقبة زمنية ممتدة على خمسة قرون. ومما يلفت الانتباه أيضاً، الكنيسة الدومنيكانية التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1667.

وهناك أيضاً كنيسة الرهبان (1733) التي تعدّ أول كنيسة بنيت على طراز الروكوكو Rokoko، وكنيسة آسام Asamkirche ت(1733ـ1746) التي تعدّ تحفة وقمة ما تم إنجازه في هذه الفترة.

وتعدّ الحديقة الملكية التي تقع قريباً من ساحة أوديون؛ والتي يعود تاريخ إنشائها إلى عصر النهضة أهم الحدائق الملكية في أوربا. وهي واحة للراحة والهدوء في قلب المدينة، ومما تتميز به منظرها المطلّ على الكنيسة الدومنيكانية المزخرفة.

 أما الحديقة الإنكليزية فهي مقصد سياحي لكثير من الزوار. وتعدّ هذه الحديقة بمساحتها الممتدة على 4.3 كم2 إحدى الحدائق الكبيرة في المدينة، بل هي بذلك أكبر من الحديقة الرئيسية في مدينة نيويورك. وتحتوي هذه الحديقة على كثير من الأشجار المختلفة، ولعل أهم ما فيها هو البرج الصيني الذي يجذب ـ إضافة إلى ما ذكر ـ كثيراً من السياح على مدار العام.

فواز الموسى

 مراجع للاستزادة:

 

ـ فواز الموسى، جلال خضرة، جغرافية الدول المتقدمة (منشورات جامعة حلب، 2006).

- KATE POOLE (Ed.) Munich & The Bavarian Alps (Eyewitness Travel Guides), DK ADULT; 2003.

- JEFFREY ZUEHLKE, Germany in Pictures, (Lerner Publications; 2003).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 307
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1071
الكل : 40502669
اليوم : 32484

ألكسندره (بيثنته-)

ألكسندرة (بيثنته ـ( (1898 ـ 1984)   بيثنته ألكسندره Vicente Aleixandre شاعر إسباني، ولد في مدينة إشبيلية وأمضى سنوات طفولته في مدينة مالقة وانتقل مع عائلته إلى مدريد عام 1909، حيث درس الحقوق والتجارة، ثم عمل مدرساً للقانون التجاري في مدرسة الوكلاء التجاريين ومستشاراً قانونياً في شركة صناعية، لكنه أصيب عام 1925 بمرض في الكليتين رافقه طيلة حياته ومنعه من مزاولة عمله، فوقف حياته للشعر وقام برحلات عدة إلى فرنسة وسويسرة وإنكلترة، ومات في مدريد. يعد ألكسندره، إلى جانب فيدريكو غارثيا لوركا[ر] Federico Garcia Lorca ، أحد أبرز شخصيات جيل 1907في الأدب الإسباني، وكان كذلك أحد القلائل من الأدباء والمفكرين الذين اختاروا البقاء في إسبانية بعد سيطرة الجنرال فرانكو على الحكم على الرغم من مناهضته للفاشية، وقد نال جوائز أدبية مهمة منها الجائزة الوطنية عام 1933 وجائزة النقاد عام 1963 وكذلك جائزة نوبل عام 1977، كما كان عضواً منتخباً في الأكاديمية الإسبانية منذ عام 1949.
المزيد »