logo

logo

logo

logo

logo

ميناس غرايس (ولاية-)

ميناس غرايس (ولايه)

Minas Gerais (state) - Minas Gerais

ميناس غِرايس (ولاية ـ)

 

تقع ميناس غِرايس Minas Gerais في المنطقة الجنوبية الشرقية للبرازيل، بين خطي العرض 13 َ 14 ْ شمالاً و 45َ 22 ْجنوباً من خط الاستواء، وبين خطي الطول 51 َ 39 ْ و 02 َ 51 ْ غربي غرينتش.

تبلغ مساحتها 587171 كم2، وعدد سكانها في عام 2003 كان نحو 18 مليون نسمة، والكثافة السكانية أكثر بقليل من 30ن/كم2، وتعد هذه الولاية ثاني أكبر ولاية بعدد السكان في البرازيل، عاصمتها مدينة بيلو هوريزونت Belo Horizonte وتقع في مركز الولاية.

لمحة تاريخية

وصل المستعمرون الأوائل الباحثون عن الذهب إلى ميناس غرايس، ثم احتلت أراضي الداخل، وتم تأسيس العديد من القرى التي أصبحت لاحقاً مدناً، أما العاصمة الأولى للسكان الأصليين فيقال إنها ماريانا Mariana التي انتقلت فيما بعد إلى فيلاريكا Villarrica مع نهاية القرن الثامن عشر، وقد كانت فيلاريكا واحدة من كبريات المدن ليس فقط في البرازيل وإنما في جميع أنحاء الأمريكيتين من حيث عدد السكان ووجود مناجم الذهب، وقد بقيت كذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر، حين استُنفدت مناجم الذهب وفقدت المدينة أهميتها لتتحول العاصمة إلى مدينة أورو بريتو Ouro Preto التي بقيت عاصمة حتى بنيت المدينة الجديدة بيلوهوريزونت في منتصف القرن العشرين، وفق مخطط مسبق لتكون عاصمة لميناس غرايس.

إن تدفق الذهب والمعادن الثمينة وغنى السكان المحليين بدأ يظهر في الكنائس المزينة بشكل غريب من المعادن الثمينة في مدن الولاية، ثم أصبحت هذه المدن متاحف، وإضافة إلى الفن والهندسة المعمارية كان هناك نشاط واسع للفن الموسيقي في هذه الولاية.

كان اكتشاف المعادن وطريقة استغلالها محكوماً من التاج البرتغالي في القرن الثامن عشر عندما فُرضت ضرائب على كل شيء؛ وهذا أدى إلى حدوث التمرد الذي قوبل بردة فعل عاتية من قبل التاج الامبراطوري، كان التمرد الأكثر بروزاً هو تمرد إنكونفيدينسيا Inconfidencia وأكثر الثوار شهرة هو جواكيم خوسيه دي سيلفيا المعروف بـ«تيرادينتيس» Tiradentes الذي شنق بأمر من الملكة البرتغالية ليصبح بطلاً قومياً.

ونتيجة لأهمية الولاية بشرياً واقتصادياً فقد أدت دوراً مهماً في السياسة الوطنية وظهر فيها سياسيون كبار أمثال خوسيه بونيفاكو اندرادا José Bonifácio Andrada الذي كان له دور فعال في تأسيس الامبراطورية البرازيلية تحت حكم الدوم «بيدرو» Dom Pedro ومن بعده ابنه الدوم بيدرو الثاني.

ومع بداية القرن العشرين اشتركت ميناس غرايس مع ساوباولو في السيطرة على المشهد السياسي في البرازيل، وفي النصف الثاني من القرن العشرين كان لسياسييها دور فعال في السياسة البرازيلية، وخاصة كلاً من جوسيسلينو كوبيتشك Jusucelino Kubitschek الذي كان رئيساً للبرازيل ما بين 1956-1961 وكذلك تانكريدو نيفيس Tancredo Neves الذي انتخب ليكون الرئيس المدني الأول للبرازيل بعد انقلاب عام 1964.

الجغرافيا الطبيعية

قمة جبل بيكو دا بانديرا

تتفاوت مظاهر سطح الأرض بين جهة وأخرى حيث تأخذ كل منطقة فيها شخصيتها الجغرافية المميزة،ففي المنطقة الشرقية للولاية التي تدعى بالمنطقة المركزية تشاهد المرتفعات التي تتكون صخورها من الكارست، وتحوي كثيراً من الكهوف، وتتخللها بعض البحيرات، وإلى الشرق منها توجد منطقة تدعى بالوادي الفولاذي Valedo Aco بسبب غناه بمعدن الحديد، وتتركز في هذه المنطقة شركات معالجة الحديد والفولاذ، أما جنوب الولاية فهو ذو مرتفعات خضراء وهي منطقة باردة قياساً ببقية مناطق الولاية، تشتهر بمياهها المعدنية ومصايفها ويوجد فيها العديد من المدن مثل: بوكوس دو كالداس Pocos de Caldas وساو لورنكو Sao Lourenco وكاكاسمبو Cacasmbo. كما يوجد في هذه المنطقة العديد من الصناعات، خاصة في موقع فارجينها Varginha، هذا إضافة إلى شهرتها بإنتاج الحليب والبن. أما المنطقة الجنوبية الشرقية من الولاية فقد كانت أغنى منطقة بالغابات حتى منتصف القرن العشرين حين اجتثت غاباتها، وأصبحت المنطقة الصناعية الثانية في البرازيل إذ تتركز الصناعية في مدينة جوز دو فورا Juiz de Fora الكبيرة. وتعرف المنطقة الغربية من الولاية باسم تريانغولومينيروTriangulomineiro الذي يعني مثلث ميناس كونه يأخذ الشكل ثلاثي الأبعاد، وهو عبارة عن سهل عشبي واسع تنتشر فيه تربية الأبقار التي تسهم بنصيب لابأس به من الدخل القومي للبرازيل، ويشتهر هذا السهل بزراعة فول الصويا ومزارع الذرة، إذ تحتل زراعات هذين المحصولين غالبية الأراضي الزراعية، وأكبر مدينتين في هذه المنطقة هما مدينة إيبرلانديا Uberlandia وايبراباUberaba، أما المنطقة الشمالية من الولاية فتعرف بشمال ميناس غرايس القاحل حيث تتعرض للجفاف المتكرر، ومما يعوض عن الجفاف وجود نهر ساو فرانسيسكو الذي أقيمت عليه مشروعات الري للزراعة.

الحديقة الوطنية «سيرا دا كاناسترا» Serra da Canastra

في ولاية ميناس غرايس

أهم المدن في هذه المنطقة هي مو نتس كلاروس Montes Claros وكوفيرنادور فالادارسGovernador-Valadares ثم تيوفيلو أوتوني Teofilo Otoni. وتعد ولاية ميناس غرايس غنية بمياه الأمطار في معظم أرجائها باستثناء المنطقة الشمالية منها، وفي أراضي هذه الولاية توجد أكبر الأنهار في البرازيل مثل نهر ساو فرانسيسكو Sao Francisco ونهر بارانا Parana الأقل غزارة من سابقه، ونهر ريو دوس Rio Doce ونهر فيرناس Furnas وغيرهما من الأنهار التي أقيمت عليها محطات الكهرباء الكهرومائية مما يساعد على الاستفادة من هذه الأنهار على نحو كبير وجودها بين السلاسل الجبلية المرتفعة على حدود هذه الولاية مع جيرانها، حيث توجد قمة بيكو دا بانديرا Pico da Bandeira التي تعد ثالث أعلى قمة في البرازيل إذ يصل ارتفاعها إلى 2890م فوق مستوى سطح البحر.

الجغرافيا البشرية:

ينتمي سكان الولاية إلى قوميات وأجناس متعددة، يقدر البيض ما نسبته 53.6% من إجمالهم، و يتحدرون من جنسيات مختلفة غالبيتهم من الأصول البرتغالية والإيطالية، والعرب من أصول سورية ولبنانية، ومجموعات صغيرة من الألمان والإسبان، وهناك 37% من أجناس مختلطة يقدر السود منهم بـ 7.8% والهنود الأمريكيون 3% ونحو 0.1% من أصول آسيوية يابانية. يتوزع سكان ميناس غرايس على عدد من المدن التي يزيد عدد كثير منها على المليون نسمة.

الجغرافيا الاقتصادية:

منظر عام لمدينة آورو بريتو

فرض التكوين الجيولوجي ومظاهر سطح الأرض تنوعاً اقتصادياً واضحاً في مختلف مناطق ولاية ميناس غرايس؛ فحيث توجد الأراضي السهلية تقوم زراعة المحاصيل التي يأتي في مقدمتها فول الصويا والذرة التي تعد غذاءً رئيسياً للسكان، وفي المناطق السفحية من السلاسل الجبلية تقوم زراعة البن الذي يعد أهم محصول اقتصادي ليس على مستوى ميناس غرايس فحسب بل على مستوى البرازيل بأكملها، وفي هذه الولاية يعمل بزراعته وإنتاجه عدد لابأس به من السكان، إذ وتنتج هذه الولاية مع ولاية ساوباولو 70% من البن البرازيلي. يضاف إلى ذلك الثروة الحيوانية التي تأتي في طليعتها الأبقار الحلوب في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية خاصة في الأراضي، الهضبية كون الأراضي المنخفضة تخصص لزراعة المحاصيل النقدية كزراعة القطن التي تحظى بالنصيب الأكبر من الأيدي العاملة في هذه الولاية، حيث أقيمت مصانع الغزل والنسيج في العديد من مدن الولاية التي تغذي السوق المحلية كلها وتصدر كذلك. وقد كان لزراعة البن وإنتاجه أثر كبير في مد خطوط السكك الحديدية في المرتفعات التي يزرع فيها.

أما الغابات فقد أدت دوراً مهماً في اقتصاد الولاية حتى منتصف القرن العشرين خاصة في المناطق الهضبية والجبلية من أراضي هذه الولاية، وقد اجتثت أجزاء واسعة من غابات ميناس غرايس لاستغلال أراضيها في زراعة المحاصيل واستخدام الأخشاب لأغراض مختلفة، يأتي في مقدمتها التدفئة وإنتاج الفحم، وقد أدى ذلك إلى إزالة غابات بأكملها كما حصل لغابات المنطقة الجنوبية الشرقية في هذه الولاية.

توجد في الولاية ثروة معدنية مهمة من خام الحديد والذهب الذي شد بريقه كثيراً من المغامرين الأوربيين للقدوم إلى هذه الولاية، ففي بعض الجبال في المنطقة الشرقية تقوم التنقيبات على قدم وساق حيث توجد مؤسسات التعدين المتكاملة (المجمعات التعدينية الصناعية) التي أضرت كثيراً بالبنية الجغرافية؛ مما اضطر رجال السياسة في الآونة الأخيرة إلى وضع قوانين للحد من التنقيب، وفي المنطقة الجنوبية تقوم مجموعة من الصناعات، كما هي الحال في مدينة فارجينها Varginha، كما تعد المنطقة الجنوبية الشرقية ثاني أكبر منطقة صناعية في الولاية، أما منطقة شمال ميناس غرايس الفاصلة فتوجد فيها فلزات الألماس التي جلبت إليها عمال المناجم الذين استغلوا معدنها النفيس هذا حتى تم استنزافه كلياً.

محمد صافيتا

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ساطع محلي، الدول النامية والمتقدمة، أمريكا اللاتينية (مطبعة ابن حيان، دمشق 1980).

ـ علي موسى، جغرافية العالم الإقليمية (دار الفكر، دمشق 1981).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 297
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 594
الكل : 31305069
اليوم : 53257

برونر (جيروم-)

برونر (جيروم ـ)   جيروم برونر Jerome Bruner عالم نفس أمريكي، ولد في مدينة نيويورك عام 1915، وحصل على الدكتوراه من جامعة هارفرد وعمل خبيراً في الإرشاد النفسي بالجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية، ثم التحق بالكلية في هارفرد منذ عام 1945 وعمل أستاذاً لعلم النفس في جامعتي ديوك وهارفرد من عام 1952 حتى عام 1972، وأستاذاً في جامعة أوكسفورد في بريطانية من عام 1972 إلى 1980 وعمل كذلك معاون مدير مركز الدراسات المعرفية منذ عام 1961، ودرّس في المدرسة الحديثة للدراسات الاجتماعية بجامعة هربرت ميد في نيويورك في المدة ذاتها.
المزيد »