logo

logo

logo

logo

logo

مؤاب

مواب

Moab - Moab

مؤاب

 

تقع منطقة مؤاب moab وسط جنوب الأردن، شرق البحر الميت، يحدّها من الشمال وادي حسبان الذي كان يفصلها عن دولة عمون، ومن الجنوب وادي الموجب الذي كان يفصلها عن دولة أدوم، ومن الشرق بادية الشام، ومن الغرب البحر الميت.

ورد في العهد القديم أن المؤابيين والعمونيين يتحدرون من أصل واحد، وينتمون إلى مجموعة القبائل التي تتكلم اللغة السامية من نسل إبراهيمu. ويعتقد آخرون أن المؤابيين ينتمون إلى مجموعة القبائل التي كانت تسكن البادية السورية، وهاجروا منها باتجاه الجنوب الغربي إلى أرض مؤاب لرعي ماشيتهم، واستقروا فيها في القرن الرابع عشر، أو أوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ثم انصهر المؤابيون مع السكان الأصليين، ومع الزمن أصبحوا يؤلّفون أغلبية السكان، ثم انتقل الحكم بالتدريج إلى أيديهم.

في العصر الحديدي (ما بين 1200- 539 ق.م) حكم دولة مؤاب الملك العموني «بعلك بن سيجور»، وكان آخر هؤلاء الملوك «بلعام بن بعور». ويؤكد ذلك نقش بلعام الذي تم العثور عليه في موقع دير علا في الأردن، ويعدّ الملك المؤابي «أجلون» من أقدم ملوك مؤاب، ويمكن تحديد تاريخ حكم هذا الملك بنحو 1000ق.م. ازدهر تاريخ هذه الدولة في عهد الملك المؤابي «ميشع» (855 -810ق.م) الذي تعود إليه مسلة ميشع التي عثر عليها في ذيبان، والموجودة اليوم في متحف اللوڤر في باريس، وتُعدّ هذه المسلة من أشهر المسلات والنقوش التي عثر عليها في الأردن، وتعود أهميتها إلى الانتصارات التي حققها الملك المؤابي ميشع على اليهود الذين كانوا يطمعون في الاستيلاء على أرض مؤاب. يعود تاريخ هذه المسلة إلى عام 842ق.م، وقد عثر عليها في منطقة ذيبان، وتعدّ هذه المسلة المحطمة إلى أجزاء من أهم الوثائق المتعلقة بتاريخ مؤاب، لأن ما ورد على لسان ميشع يختلف عما ورد في الروايات التوراتية. إذ يذكر ميشع أنه استطاع أن يخلص المؤابيين من الهيمنة الإسرائيلية في فترة حكم «ابن عمفي»، كما قضى على قبيلة جلعاد، وهاجم منطقة نيبو، وقدم أعداءه قرباناً إلى «عشتر- كموش»، كما هاجم حورنن، وأقام عدداً من المشروعات المعمارية.

مسلة "ميشع" التي عثر عليها في ذيبان

بوساطة المسوحات والتنقيبات الأثرية تم العثور على أكثر من ستين حصناً مؤابياً، كما تم بناء أسوار دفاعية حول أغلب هذه الحصون، وربطت هذه الحصون بنظام دفاعي متناسق طبقاً للسياسة الدفاعية الموضوعة، إضافة إلى ذلك فقد سكنوا مدن العصر البرونزي، مثل: أدر واللجون وباب الذراع وخربة عقربة، مما يدل على أن المؤابيين فضلوا البناء على أنقاض مدن العصر البرونزي بسبب مواقعها الاستراتيجية التي يسهل الدفاع عنها، لذا اختار المؤابيون الهضاب من أجل بناء الحصون؛ ليتمكنوا من مراقبة تحركات القوات المعادية. وقد عمل المؤابيون على إحاطة المدن بالأسوار التي دعموها بالأبراج، كما أحاطوها بمنحدرات زلقة شديدة الانحدار، ومن المظاهر الأخرى للمدن بناء قلعة بداخلها، وعادة تكون هذه القلعة في وسط المدينة، أو بالقرب من بوابتها المحصنة بالأبراج.

وقد استطاع المؤابيون أن يمدوا نفوذهم إلى الشمال من وادي الحسا، في المنطقة الواقعة تحت حكم المملكة الأمورية بما فيها حشبون. لكنهم عجزوا عن الدفاع عن هذه المنطقة عندما هاجمها الأموريون، وانطلق الأموريون من حشبون الواقعة في أقصى الحدود الشمالية المؤابية لاحتلال بقية المدن المؤابية الواقعة إلى الشمال من وادي أرنون كما رغب «بالاق» ملك مؤاب بإقامة حلف مع قبائل المديانيين المنتشرة إلى الشرق والشمال الشرقي من مؤاب، والمسيطرة على الطرق المتوجهة إلى بلاد الرافدين.

اصطدم المؤابيون بالإسرائيليين أول مرة في عربوت مؤاب، عندما لم يسمح المؤابيون للإسرائيليين عبور هذه المنطقة في طريقهم إلى فلسطين، وقد أقام عجلون ملك مؤاب حلفاً مع العماليق والعمونيين، واستطاعوا طرد قبائل روبن وجاد الإسرائيلية التي كانت معسكرة في منطقة عربوت مؤاب، كما استطاعوا عبور النهر باتجاه الغرب والسيطرة على قبائل بنيامين الإسرائيلية، وأرغموهم على دفع الجزية.

دانت مؤاب بالولاء لآشور عام 733ق.م، وقامت بدفع الضرائب لها وحماية مصالحها، إذ دفع الملك المؤابي سلمانو الجزية لتغلات بلاسر الثالث، لذا وعدت آشور أن جيشها لن يدخل مؤاب، كما وعدت بتقديم المساعدة لها فيما لو حاول أحد البلدان الاعتداء عليها، ومن ثم حافظت مؤاب على مكانتها، واستطاعت مدّ حدودها إلى المناطق الشمالية، وظل الوضع كذلك طوال فترة حكم الملك الأشوري شلمناصر الرابع. وعند تولي سرجون الثاني الحكم، انضمت مؤاب إلى الاتحاد لمقاومة النفوذ الآشوري، فقام سرجون بالسيطرة على الطريق الرئيسي الذي يمتد حتى أسدود، فعادت مؤاب ودفعت الجزية لآشور، واستمر الوضع كذلك فترة حكم سنحاريب وأسرحدون، وقامت مؤاب بتقديم عمال البناء المهرة للمشاركة في بناء عاصمة الملك الآشوري أسرحدون، واستمر الوضع كذلك فترة حكم الملك الآشوري بني بعل، ومدّته مؤاب بالقوات العسكرية في أثناء حملته على مصر ما بين عامي 667- 666ق.م.

ثم أصبحت مؤاب تابعة للدولة البابلية تحت قيادة نابوبلاسر، وتوطدت أركان الحكم بعد معركة كركمش 656 ق.م بقيادة نبوخذ نصر، وأسرعت مؤاب في دفع الجزية له، وساعدته على حربه ضد «إسرائيل» سنة 598 ق.م. ثم قام المؤابيون بالتحالف مع مصر ضد بابل سنة 591 ق.م، لاعتقادهم بأنهم استثنوا من حركة البناء التي دعا إليها الملك البابلي، فجهز نبوخذ نصر حملة ضد هذا الحلف سنة 589 ق.م، واحتل الطرق المؤدية إلى مصر، وسيطر على القدس سنة 586ق.م، ثم زحف إلى مؤاب وعمون، وحمل بعضاً من سكانهما معه إلى بابل، في حين فرّ آخرون إلى مصر، ومع نهاية القرن السادس قبل الميلاد تلاشت مؤاب، ولم يعد لها ذكر.

زيدون المحيسن

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ فواز طوقان، حولية مديرية الآثار العامة، المجلد15 (عمان 1970)

ـ فان زيل، المؤابيون، تعريب ياسين خير (الجامعة الأردنية، 1990).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 793
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 649
الكل : 31710175
اليوم : 64757

المرصفي (سيد بن علي-)

المرصـفي (سيد بن علي ـ) (…ـ 1349هـ/… ـ 1931م)   سيد بن علي المرصفي، لغوي أديب، من علماء الأزهر، ولد في قرية مرصفا بريف مصر، وهي بالقرب من بنها (محافظة القليوبية)، وهذا هو الراجح، غير أنّ بعضهم يذكر أنه ولد بدرب «الركراكي» بباب البحر بالقاهرة. تعلّم في كتّاب والده الشيخ علي، فحفظ القرآن الكريم، وقد عني به والده عناية كبيرة، وحين بلغ الخامسة عشرة دخل الأزهر، تدرج في حلقات الدروس، وانتفع بكتب الأزهر،وكان من مشايخه الشيخ عبد الرحمن بن محمد الشربيني (ت 1326هـ) الذي ولي مشيخة الأزهر بين عامي 1322-1324هـ فكان يجالسه الساعات بحثاً في اللغة وأسرارها.

المزيد »