logo

logo

logo

logo

logo

هاشم (حكمة-)

هاشم (حكمه)

Hachem (Hekmat-) - Hachem (Hekmat-)

هاشم (حكمة ـ)

(1913 ـ 1982)

 

حكمة بن محمود هاشم، من أعلام الفكر والثقافة. ولد في دمشق لأسرة محافظة عرفت بعراقة الحسب في أوساط التجار، كما عرف كثير من أبنائها بالتفقه في الدين والتبحر في اللغة.

ابتدأ الدراسة في بعض مدارس دمشق العربية والأجنبية، وأنهى تعليمه الثانوي عام 1930، وانتسب إلى الجامعة السورية (جامعة دمشق اليوم) فنال شهادة مدرسة الآداب العليا عام 1934، وإجازة كلية الحقوق عام 1935. عمل في مجال التعليم في وزارة المعارف (وزارة التربية اليوم) بين سنتي 1930-1937، واشترك في أثناء ذلك في تأليف كتب مدرسية للغة العربية، كما أسهم في وضع المناهج الدراسية. أوفدته الحكومة السورية عام 1937 إلى باريس لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون؛ غير أن ظروف الحرب العالمية الثانية حالت دون عودته إلى بلاده بعد نيله إجازة (ليسانس) الفلسفة سنة 1940، فانصرف إلى تحضير الدكتوراه في الفلسفة، والتعمق في دراسة اللغة العربية وآدابها والفلسفة الإسلامية وتاريخ الفلسفة وعلم النفس والمنطق، وحاز شهادات الدراسات العليا فيها. وكان يرتاد مدرسة الدراسات العليا في السوربون، و«الكوليج دو فرانس»، ومؤسسة علم النفس التجريبي والتوجيه المهني، ويمارس التدريس في المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية. وقد هيأ له ذلك كله تعرُّف حياة الغربيين وفكرهم في صورهما المختلفة. وفي عام 1946 جرت مناقشة أطروحته في الفلسفة، فنال شهادة دكتوراه دولة بدرجة الشرف الممتازة، وعاد إلى دمشق عام 1947 ليدرّس في جامعتها الفلسفة وتطبيقاتها إلى جانب الفلسفة الإسلامية، وتدرَّج في السلّم التدريسي حتى بلغ مرتبة أستاذ في كلية الآداب، ثم اختير عميداً للمعهد العالي للمعلمين (كلية التربية اليوم)، ثم عُيّن مديراً لجامعة دمشق عام 1958، فعمل جاهداً على توسيع الجامعة، وتطوير التعليم فيها، وإنشاء مدينة جامعية. وقد شغل هذا المنصب حتى عام 1962 حينما قرر اعتزال العمل الرسمي في بلده. وفي العام ذاته دعته جامعة محمد الخامس في الرباط لتدريس الفلسفة فاستجاب لدعوتها، وبقي أربع سنوات يؤدي تلك المهمة إلى أن رغبت إليه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أن يرأس بعض بعثاتها إلى الجزائر وليبيا. وظل يتنقل في مناصب هذه المنظمة حتى إحالته على التقاعد سنة 1976 فاتخذ العاصمة الفرنسية معتكفاً له. وهناك كان يقضي أوقاته في ارتياد دار الكتب الوطنية والتنقيب في مخطوطاتها العربية. كما راح في أواخر حياته يوافي مجلة عربية رصينة برسالة ثقافية قيّمة يذكر فيها كثيراً مما يستجدّ في مجالات المعرفة الغربية من مستحدثات فكرية وأدبية وعلمية، إلى أن وافته المنية ودفن في باريس.

ألّف حكمة هاشم وترجم العديد من الكتب منها: كتاب «نقد مذهب المشّائين والأفلاطونية الحديثة عند الغزالي» بالفرنسية، وكتاب «ميزان العمل» الذي قدّم له المستشرق لويس ماسينيون Louis Massignon، وهو دراسة تحليلية، وترجمة فرنسية لكتاب ذي نزعة نفسانية صوفية كتبه الغزالي في أواخر أيامه. وترجم عن الفرنسية «المدخل إلى علم النفس الجماعي» لشارل بلونديل Charles Blondel، وكتاب «المذاهب الفلسفية المعاصرة» لأندريه كريسون André Cresson. ومن مؤلفاته «لمحات ولوحات: أضواء على فن خليل مردم»، كما شارك في تأليف كتاب «إعداد المربي»، وله كثير من البحوث والدراسات والمقالات التي تتصل بالفكر والفلسفة والتربية واللغة منشورة في مجلات عربية وأجنبية. وفي أسلوبه الكتابي جزالة وأصالة وإحكام، إلى جانب التزام الفكر العلمي الموضوعي.

أسهم حكمة هاشم في العديد من الندوات الفكرية، وشارك في لقاءات ومؤتمرات ثقافية عُقدت في الوطن العربي وفي بعض البلدان الأمريكية، كما حاضر في بعض الجامعات العربية والغربية بالعربية والفرنسية.

انتُخب عام 1953 عضواً عاملاً في المجمع العلمي العربي في دمشق (مجمع اللغة العربية اليوم)، فاستقبله شاعر الشام شفيق جبري الذي قال له يومئذ: «لم تقنع بدرجة واحدة من التحصيل وبنوع واحد من المعرفة وإنما تدرجت في مراتب العقل حتى بلغت فيها المبالغ… لقد اجتمعت فيك قوتان: قوة شرقية وقوة غربية، أخذت عن العرب هذه اللغة التي أحببتها حباً جماً ملأ شعورك… وأخذت عن الغرب هذه النظرة الصادقة إلى الحياة، هذا التفكير القوي».

كافأته محافظة دمشق بعد وفاته بإطلاق اسمه على الشارع الذي يقع فيه مبنى رئاسة جامعة دمشق، كما كرّمته وزارة التربية بتسمية إحدى مدارسها في دمشق باسمه.

كان حكمة هاشم يؤمن بالعقل والفكر والقيم الإنسانية إيمانه المطلق بالقومية العربية.

نبيلة هاشم

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ شفيق جبري، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق الجزء 3، المجلد29، 1954.

ـ عبد الحليم سويدان، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، الجزء 4، المجلد 59، 1984.

ـ عبد الهادي هاشم، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، الجزء 4، المجلد 57، 1982.

ـ نزار أباظة، ومحمد رياض المالح، إتمام الأعلام (دار الفكر، دمشق 1999م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 303
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1065
الكل : 40503589
اليوم : 33404

الطالوي (درويش محمد-)

الطالوي (درويش محمد ـ) (950 ـ 1014هـ/1543ـ 1606م)   أبو المعالي درويش محمد، أو محمد درويش بن أحمد، أو ابن محمد الطالوي، نسبة إلى جده لأمه علي بن طالو الأرتقي الدمشقي التركي الأصل. قدم والده مع جيش السلطان سليم عند دخوله دمشق، ومنح إقطاعاً فيها، ثم هرب منها عندما عجز عن تسديد المال المترتب على إقطاعه.
المزيد »