logo

logo

logo

logo

logo

ماسكانيي (بييترو)

ماسكانيي (بييتر)

Mascagni (Pietro-) - Mascagni (Pietro-)

ماسكانيي (بييترو ـ)

(1863 ـ 1945)

 

بييترو ماسكانيي Pietro Mascagni مؤلف موسيقي وقائد أوركسترا إيطالي، ولد في مدينة ليفورنو Livorno وتوفي في روما. كان والده خبازاً وأراد لابنه أن ينخرط في دنيا الأعمال، لكن تدخل خاله أتاح لبييترو الفرصة لتلقي الدروس الأولى في الموسيقى. عندما بلغ الثالثة عشرة عمل بييترو على تلحين نص أوبرا «زيليا» Zilia للكاتب ف. روماني، وقد أدخل ماسكانيي فيما بعد مقاطع من هذه الموسيقى في أوبرا «ويليام راتكليف» Guglielmo Ratcliff. وبعد أن عزز دراسته في ليفورنو على يد سوفريديني Soffredini ذهب إلى ميلانو وانتسب إلى الكونسرفاتوار في تشرين الأول/أكتوبر من عام 1882 ودرس على يد بونكييلي Ponchielli، وسالادينو Saladino، لكنه فصل بعد سنتين بسبب إهماله وسوء دراسته، فحاول ماسكانيي كسب عيشه بالعزف بآلة الكونترباص [ر. الكمان] bass في بعض المسارح، ثم ترك ميلانو وقام بجولة في إيطاليا بصفته قائد أوركسترا لفرقة أوبريت [ر. أوبرا] من الدرجة الثالثة، ثم رأس أوركسترا في ميلانو وقاد موسم الأوبريت في بارما، واستقر أخيراً في تشيرينيولا Cerignola، حيث عمل مدرساً لآلة البيانو.

فاز عام 1890 بالجائزة الأولى في المسابقة التي طرحها الناشر سونزونيو Sonzognio لاختيار أفضل أوبرا من فصل واحد في أوبراه «الفروسية الريفية» Cavalleria Rusticana. حققت هذه الأوبرا التي يدور موضوعها حول الحب والضغينة والثأر نجاحاً مثيراً في أول عرض لها، وحولت مؤلفها بين عشية وضحاها من شخصية مغمورة إلى شخصية شهيرة وثرية. قدمت الأوبرا في العواصم الأوربية الكبرى، في برلين ولندن عام 1890، وباريس عام 1892، وأعلنت بدء تيار «الأوبرا الواقعية» Verismo Opera الذي جذب العديد من مؤلفي الأوبرا ومنهم فيردي[ر] Verdi وبوتشيني [ر] Puccini. وكان نجاح هذه الأوبرا الكبير بمنزلة الرد المعاكس لمبادئ الدراما الموسيقية الفاغنرية (نسبة إلى فاغنر [ر] Wagner).

بذل ماسكانيي المحاولة تلو الأخرى لتقديم عمل يحقق ما حققته أوبرا «الفروسية الريفية» من نجاح، ولكن من دون جدوى. فأوبرا «الصديق فريتس»  L’amico Fritz التي وضعها عام 1891 سرعان ما قدمت، لكنها أخفقت على الرغم من احتوائها على بعض المقاطع الريفية الفاتنة. أما الأوبرات التي تلت وهي «الرانتزو» I Rantzau و«ويليام راتكليف»، و«سيلفانو» Silvano، فسرعان ما طواها النسيان. وبعد تقديم أوبرا «زانيتو» Zanetto (1896) رحل ماسكانيي إلى بيزارو Pesaro ليعمل مديراً للكونسرفاتوار مدركاً بتواضع أنه ليس هناك ما هو أفضل. ومع أوبرا «إيريس» Iris التي وضعها عام 1898 استرد ماسكانيي شيئاً من شعبيته السابقة. أما أوبراه «إيزابو» Isabeau التي وضعها عام 1911 فقد حققت نجاحاً قصير الأمد.

إن الفكرة الجريئة لأوبرا «الأقنعة» Le maschere التي وضعها عام 1901؛ والتي قدمت في وقت واحد في ست مدن إيطالية، كانت في الأصل متصدعة ولاقت نجاحاً ضئيلاً، في حين لم تعش أوبرا «الصديقة» Amica (1905) طويلاً، في حين وجدت أوبرا «مارا الصغير» Il piccolo Marat التي ألفها عام 1921 بعض المعجبين، ويعدّها كثيرون من أفضل أعماله. ولم تستقطب أوبراته الأخرى التي تتضمن «الباريسية» Parisina (1913) و«لودوليتا» Lodoletta (1917)، و«بينوتا» Pinotta (1932) أياً من الأنصار.

كان ماسكانيي قائد أوركسترا مقتدراً، وقضى معظم وقته في قيادة أعماله كما قاد في بعض المناسبات أوبرات وأعمال مؤلفين آخرين وكانت القطعة الموسيقية المفضلة لديه والتي قدمها مراراً هي السمفونية السادسة لتشايكوفسكي [ر] Tchaikowsky. قام ماسكانيي بجولات عدة لترويج أعماله فزار النمسا وإنكلترا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية.

انحدرت مكانة ماسكانيي حين تقرب من الفاشية بتأليفه أوبرا «نيرون» Nerone (1935)، وبعض الأعمال لمناسبات سياسية، فنبذه العديد من الموسيقيين الإيطاليين ومنهم قائد الأوركسترا الشهير توسكانيني [ر] Toscanini، وأمضى سنواته الأخيرة فقيراً في فندق في روما. لم يحظ من أعماله بمكانة في برامج العروض الأوبرالية بعد وفاته إلا عمله «الفروسية الريفية».

يرى بعض النقاد أن موسيقى ماسكانيي خشنة النسيج وغير مصقولة، طنانة وعادية ولا تخلو من التباهي، كما تفتقد إلى البصيرة الدرامية. بينما يرى آخرون أنها على الرغم من كونها لا تترك أثراً عميقاً في النفس إلا أنها مبتكرة بصورة تلفت الانتباه، وتظهر أن ماسكانيي يمتلك في أحسن حالاته حنكة درامية جديرة بالاهتمام. يفتقر ماسكانيي إلى القدرة على تطوير أسلوبه، ويمكن القول إنه كان ضحية نجاحه المبكر الذي أتاه قبل أن يحصل على المعرفة الكافية سواء بالموسيقى أم بشؤون الدنيا.

كتب ماسكانيي 16 أوبرا وألّف سمفونيتين: «دو مينور» (1879)، و«فا ماجور» (1881)، إضافة إلى بعض المؤلفات الغنائية والأوركسترالية الأخرى.

أبية حمزاوي

الموضوعات ذات الصلة:

الأوبرا ـ إيطالية.

مراجع للاستزادة:

ـ تيودور فيني، تاريخ الموسيقى العالمية، ترجمة: سمحة الخولي (دار المعرفة، القاهرة 1986).

- PERCY A. SCHOLES, The Oxford Companion to Music (OUP- London 1986).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 484
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40490503
اليوم : 20318

الإحباط

الإحباط   لكل دافع لدى الإنسان غرضه، فإذا قام الإنسان بالسلوك المحرَّك بالدافع قيل عن السلوك إنه موجه بغرض. وقد يكون الغرض واضحاً، وقد يكون غير واضح. ويتم إشباع الدافع بوصوله إلى غرضه، في بعض الأحيان، وقد يمتنع ذلك، في بعض الأحيان، بسبب عائق، وتكون النتيجة شعور الإنسان بالخيبة وبضيق يرافقها. في مثل هذه الحالة يقال إن الدافع قد أحبط، أو إن سلوك ذلك الإنسان قد أحبط. ولما كان الدافع، والسلوك الموجه به، والنتيجة الناجمة عن الإعاقة، تؤلف كلها عملية نفسية متكاملة، اتجه استعمال مصطلح «الإحباط» frustration نحو الدلالة على كامل العملية، أي إنه يدل على حالة الحبوط لدى الإنسان من حيث الدافع والسلوك الذي ظهر لديه.وحين تؤخذ هذه العملية المتكاملة ومعها الظروف المحيطية فإن المصطلح الذي يغلب استعماله عندئذ هو «الموقف الإحباطي» .
المزيد »