logo

logo

logo

logo

logo

موجات تسونامي

موجات تسونامي

Tsunami - Tsunami

موجات التسونامي

 

الشكل (1-أ) موجة التسونامي عند الشاطئ

موجات التسونامي Tsunami هي سلسلة من أمواج البحر السريعة والقوية التي تنتج من الزلازل أو ثورات البراكين أو سقوط الشهب من الفضاء الخارجي في البحار والمحيطات. وعندما تحدث تلك الأمواج فإن المناطق الساحلية تتعرض من دون إنذار مسبق في بعض الأحيان لموجات بالغة القوة يمكنها أن تحمل صخوراً من جدران صدّ الأمواج وزن الواحدة منها عشرون طناً؛ وأن تقذف بها عشرين متراً. 

يحدث التسونامي غالباً نتيجة انزلاق بين طرفي صدع في قاع المحيط مع انتقال شاقولي لأحد طرفي الصدع بالنسبة إلى الآخر، فيندفع الماء وكأنه ضُرب بمجداف عملاق فتنتج أمواج قوية عند سطح المحيط (الشكل1)، وتنتشر هذه الأمواج من موقع حدوث الزلزال حتى تصل إلى الشواطئ فتغمرها أحياناً إلى مسافة بضع مئات من الأمتار محدثةً دماراً هائلاً (الشكلان 2 و3).

 

الشكل (1-ب) أمواج التسونامي

يحدث التسونامي أحياناً نتيجة انهيارات وانزلاقات في منحدرات قاع المحيطات submarine landslide، كالذي حدث في ساغامي Sagami في اليابان عام 1923، وكالذي حدث أيضاً في آلاسكا Alaska عام 1958؛ إذ حصل انهيار في قاع المحيط نتيجة هزة قوية، فاندفع الماء باتجاه الساحل المجاور وغمر مسافة 500م من عرض الشريط الساحلي.

يكثر حدوث أمواج التسونامي في منطقة المحيط الهادئ، حيث يوجد أكثر من نصف براكين العالم. وتتصادم صفيحتان تكتونيتان تشكلان جزءاً من القشرة الأرضية (الصفيحة اليرو-آسيوية و الصفيحة الهندية - الأسترالية)

الشكل (2) أمواج التسونامي تضرب أحد الشواطئ

الشكل (3) أمواج التسونامي تغمر أحد الشواطئ

سمّى العلماء هذه الأمواج بالأمواج البحرية الزلزالية «Seismic Sea Waves» أو بأمواج التسونامي، وقد أطلق اليابانيون التسمية الأخيرة؛ لأن الجزر اليابانية تضررت كثيراً من هذه الأمواج التي قدم بعضها من مسافات بعيدة كجنوب إفريقيا.

لمحة تاريخية: سمى شارلز داروين Charles Darwin في كتاباته هذه الأمواج بالأمواج العظيمة «Great Waves». وحدث في المئتي سنة الأخيرتين أكثر من 350 تسونامي مدمراً من أهمها، أمواج التسونامي التي ضربت السواحل الشرقية لجزيرة هونشو Honshu اليابانية عام 1896، والتي نتجت من هزة أرضية كبيرة في المحيط، فاهتز قاعه إلى الأعلى والأسفل على طول خندق اليابان؛ فغمرت المياه الأرض المجاورة بارتفاع بين 25-35م فوق منسوب سطح البحر؛ وابتلعت قرى بكاملها؛ ودمرت أكثر من 10000 منزل؛ وقتلت 26000 شخصٍ، وانتشرت موجات التسونامي شرقاً في المحيط الهادئ حتى وصلت السواحل الأمريكية وارتدت عليها حتى وصلت نيوزيلندا واستراليا. وتكرر الدمار ثانية عندما ضربت موجات تسونامي آخر الجزيرة نفسها في عام 1933 فقتلت نحو 3000 شخص.

الشكل (4) انزلاق صفيحة تكتونية  تحت أخرى

ومن أهم أحداث التسونامي تلك التي ضربت غينيا الجديدة New Guinea في عام 1998 على أثر هزة قوية قدرها /7/ على مقياس ريختر، إذ مسحت قرى بكاملها وقتلت أكثر من 2500 شخص.

وقد يكون أهم تسونامي حدث في التاريخ وأعنفه، ذلك الذي حصل في 26/12/2004 قرب جزيرة سومطرة الإندونيسية على أثر هزة مدمرة قدرها /9.0/ على مقياس ريختر؛ إذ انزلقت صفيحتان تكتونيتان تشكلان جزء من القشرة الأرضية في تلك المنطقة فوق بعضهما subduction (الشكل 4)، فحدث انتقال شاقولي مفاجئ في أرض المحيط قدره 15م على طول صدع بلغ طوله 700 ميل، فتعرض ماء المحيط لضربة عنيفة من أسفله دفعت كتلة هائلة من الماء إلى الأعلى ثم سقطت بعد ذلك إلى الأسفل مسببة انتشار أمواج عنيفة وصلت إلى سواحل سومطرة وتايلند والهند وسري لانكا وإفريقيا على بعد 3000 ميل، وأدت هذه الأمواج إلى دمار هائل في أغلب السواحل التي ضربتها قُدّر بمليارات الدولارات، وبلغ عدد القتلى أكثر من ربع مليون إنسان.

الشكل (5) موجة تسونامي في أعالي البحار

الشكل (6) موجة تسونامي قرب الساحل

الشكل (7) الأمواج المتولدة من الرياح

الفرق بين أمواج تسونامي وأمواج البحر العادية: تستمد أمواج تسونامي طاقتها من حركة الأرض في حين تستمدها أمواج البحر من الرياح. ويصل طول أمواج التسونامي إلى مئة كيلومتر، وقد يصل الزمن بين إحدى موجات التسونامي والموجة التالية لها إلى ساعة كاملة. وتصل سرعة أمواج التسونامي في المحيط الهادئ إلى أكثر من800 كيلومتر في الساعة. فإذا وقع زلزال في مدينة لوس أنجلس الأمريكية؛ تصل أمواج تسونامي إلى العاصمة اليابانية طوكيو في زمن أقل مما تستغرقه الرحلة بين المدينتين بطائرة نفّاثة.

وكلما قلّ عمق المياه تحت موجات التسونامي مع اقترابها من الشاطئ؛ فإن سرعتها تقل، لكن ارتفاعها يزداد حيث يمكن أن يصل ارتفاعها إلى ثلاثين متراً عند شاطئ البحر (الشكلان 5 و6) في حين يصل طول أمواج البحر العادية إلى مئة متر وارتفاعها إلى ثلاثة أمتار (الشكل 7)

الإنذار عن التسونامي

يعد التحري واكتشاف التسونامي عملية  بالغة الصعوبة؛ لأن ارتفاع الموجة عندما تتشكل في مياه المحيط العميقة يكون صغيراً بين 30-50سم، وتبدو تموجاً بسيطاً على سطح الماء (الشكل 5) حتى إن صيادي الأسماك على بعد 20كم من الشاطئ لم يلاحظوا مرور الموجة تحت قواربهم، ومن ثم لم يكونوا مهيئين للصدمة التي كانت تنتظرهم عند عودتهم إلى الشاطئ.

يوجد في المحيط الهادئ قرب جزيرة هاواي مركز للإنذار عن التسونامي، ويصدر نشرتين للتحذير من خطره: الأولى: نشرة مراقبة تصدر عند حدوث زلزال قدره أكبر من 6.75 على مقياس ريختر.

والثانية: نشرة إنذار تصدر عندما تبيّن المعطيات المجمعة من محطات المد البحري أن تسونامي مدّمراً محتمل الحدوث.

لكن لسوء الحظ  مازالت أنظمة الإنذار غير موثوقة لأن أكثر من 75% من الإنذارات الصادرة منذ عام 1948 كانت كاذبة.

محمد أحمد السمارة

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

ريختر (مقياس ـ) ـ الزلازل (علم ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد أحمد السمارة، أساسيات ديناميك المنشآت والهندسة الزلزالية (2006).

- P.M.SHEARER, Introduction to Seismology (Cambridge University Press 1999).

- B.A.BOLT, Earthquakes (W.H. Freeman and Co., New York 1993).


التصنيف : الهندسة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 839
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 513
الكل : 29640280
اليوم : 20290

وذمات العين

وذمات العين   الوذمة هي انتباج في الأنسجة ناجم عن ارتشاح سائل بين الخلايا أو ضمن الخلايا. تكون الوذمات منتشرة معممة أو موضَّعه كما هي الحال في العين وملحقاتها. وذمة الأجفان oedème des paupières يجب التفريق بين انتفاخ الأجفان الناجم عن الوذمة والانتفاخ الغازي الناجم عن اندخال الهواء إلى الحجاج والأجفان عند كسر الأنف، وهنا توجد علامة مميزة لوجود الهواء وهي علامة الفرقعة الثلجية (الصوت الصادر عند جس الانتباج). وهناك أيضاً انتفاخ الأجفان وخاصة في الجفنين السفليين الذي يشاهد عند النساء ولاسيما المسنات منهن، وفي بعض الأسـر.
المزيد »