logo

logo

logo

logo

logo

النابلسي (عبد السلام-)

نابلسي (عبد سلام)

Al-Nabelsi (Abdul Salam-) - Al-Nabelsi (Abdul Salam-)

النابلسي (عبد السلام ـ)

(1899 ـ 1968)

 

عبد السلام النابلسي ممثل سينمائي «كوميدي» مصري من أصل سوري ـ لبناني، ولد في إحدى قرى منطقة عكار بالقرب من مدينة طرابلس شمالي لبنان. نشأ في عائلة متدينة، وكان لوالدته أكبر الأثر في حياته لأنها كانت دائماً تبث فيه روح الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، لذا كانت له شخصية مستقلة منذ صغره، إضافة إلى خفة الظل والمرح والنظرة الصافية للحياة. رحل في صباه مع والده رجل الدين إلى مدينة نابلس حيث عُيِّن قاضياً هناك. وعندما بلغ عبد السلام العشرين من عمره أرسله والده إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، إضافة إلى إتقانه الفرنسية والإنكليزية اللتين تعلمهما في بيروت.

في تلك الفترة اندلعت ثورة 1919 في مصر، فشارك عبد السلام في مظاهراتها. وكان لهذه الثورة الأثر الكبير في تغيير مسار حياته، فقد تابع من كثب ذلك الدور الذي لعبه الفنانون المصريون أمثال حسن فايق، وإسماعيل ياسين، وحسين رياض، ويوسف وهبي، ونجيب الريحاني، بـ«الإسكتشات» و«المونولوجات» الوطنية والسياسية التي قدموها عن هذه الثورة. من هنا بدأت ميوله واهتماماته تتجه نحو الفن، وجذبته أضواء المسرح، وساعدته الظروف على الالتحاق بفرقة جورج أبيض وعزيز عيد المسرحية، وأُسندت إليه أدوار صغيرة.

عندما وصل إلى مسامع والده أن عبد السلام يمارس الفن ويهمل دروسه في الأزهر قطع عنه المال الذي كان يرسله إليه كي يواصل دراسته، فاضطر إلى احتراف التمثيل من أجل كسب رزقه. في عام 1923 انضم إلى فرقة رمسيس، لكن رئيسها يوسف وهبي طرده من الفرقة لعدم استطاعته حفظ حوار أدواره المسرحية. فقد كان عبد السلام النابلسي - منذ بداية حياته الفنية حتى نهايتها- لا يلتزم بالحوار المكتوب للشخصية التي يؤديها، وإنما يستوعب ما تنطق به الشخصية ثم يقوله بكلماته هو.

بعد ترك فرقة رمسيس اشتغل في مجال الصحافة، وتنقل بين مجلات مختلفة مثل: مجلة «مصر الجديدة» و«اللطائف المصورة» و«الصباح» و«آخر ساعة» وجريدة «الأهرام». وعمل مترجماً في دار الهلال بوساطة صديقه أحمد جلال الذي كان وقتها يقوم بمساعدة الممثل ستيفان روستي لإكمال أول فيلم مصري «ليلى»، فأسند دوراً صغيراً فيه إلى النابلسي الذي نجح عن طريق مقالاته المترجمة في «الأهرام» بأن يلفت إليه أنظار المهتمين بصناعة السينما. وقد كان هذا سبباً لأن ترسل عزيزة أمير عبدَ السلام على نفقتها إلى باريس لدراسة الإخراج السينمائي. لكنه عاد إلى القاهرة بعد إفلاس عزيزة أمير، ليستأنف عمله الصحفي مرة أخرى، وليجد صديقه أحمد جلال وقد اتجه إلى العمل في مجال السينما مؤلفاً ومخرجاً، فأشركه معه في فيلم «وخز الضمير» الذي أدى فيه دوراً شريراً، ونجح بأداء هذه الشخصية، مما جعل الأخوين بدر وإبراهيم لاما يستعينان به أكثر من مرة في تقديم مثل هذه الشخصية الشريرة في أفلامهما. وعمل النابلسي أيضاً مساعداً لستيفان روستي مخرج فيلم «البحر بيضحك» (1928). بعد ذلك عمل مساعداً للإخراج مع مخرجين كبار أمثال يوسف وهبي وتوجو مزراحي وولي الدين سامح، ثم عمل في مجال الإنتاج، فاشتغل مساعد مدير إنتاج في البداية ثم مدير إنتاج للفيلم الإيطالي المصري المشترك «أمينة».

ومع انشغال عبد السلام النابلسي في مجالات الإخراج والإنتاج؛ كان التمثيل هاجسه الأساسي. فبعد مرور أكثر من عشر سنوات على اشتراكه في أول فيلم مصري جاءته الفرصة الأهم في السينما حين قدمه المخرج كمال سليم في دور الشاب المستهتر في فيلم «العزيمة»، وقد نجح بهذا الدور، مما جعل المخرجين يطلبونه باستمرار لتقديم مثل هذه الشخصية في أفلامهم.

ومع بداية الأربعينيات بدأت في الساحة الفنية موجة الأفلام الغنائية الاستعراضية، فاشترك فيها النابلسي مقدماً كوميديا راقية اشتهر بها النابلسي فيما بعد. وكانت أدواره في هذه الأفلام ميلاده الفني الحقيقي ممثلاً ونجماً كوميدياً له لون وطابع يتميز بهما، فقد نجح بتقديم شخصية الشاب الأرستقراطي أو مدعي الأرستقراطية أو المتعالي على الطبقة الكادحة بصورة طريفة، والصديق الساذج المتحذلق خفيف الظل، وقد شارك في معظم أفلام المطربين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ. وتقاسم النابلسي بطولة كثير من الأفلام الكوميدية مع الفنان إسماعيل ياسين منها «إسماعيل ياسين بوليس سري» و«إسماعيل ياسين بوليس حربي» و«حلاق بغداد» و«إسماعيل ياسين في الجيش» و«إسماعيل ياسين طرزان» و«حسن وماريكا».

قدم النابلسي ما يزيد على 120 فيلماً شارك في معظمها بأدوار مساعدة، ولم تسند إليه أدوار أولى إلا في بضعة أفلام مثل: «حب وإنسانية» (1956) إخراج حسين فوزي، و«بين السماء والأرض» (1959) إخراج صلاح أبو سيف، و«بنات بحري» (1960) إخراج حسن الصيفي. وقد أنتج بنفسه فيلماً هو «حلاق السيدات» (1960) إخراج فطين عبد الوهاب، وقد مثل فيه إلى جانب كريمة وإسماعيل ياسين وزينات صدقي.

في عام 1962 اضطر عبد السلام النابلسي إلى السفر إلى لبنان بعد مشكلات نشبت له مع مصلحة الضرائب، ولم يقدر له أن يعود إلى مصر مجدداً. وفي بيروت شارك في العديد من أفلام المخرجين محمد سلمان ورضا ميسر مثل: «بدوية في باريس» و«بدوية في روما» و«أهلا بالحب» و«حبيبة الكل» وغيرها.

توفي النابلسي في بيروت بعد سنوات من معاناته لمرض القلب.

محمود عبد الواحد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

السينما ـ مصر.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود قاسم، موسوعة الممثل في السينما العربية (مكتبة مدبولي، مصر 2004).

ـ علي أبو شادي، «وقائع السينما المصرية في القرن العشرين»، سلسلة الفن السابع الصادرة عن المؤسسة العامة للسينما، وزارة الثقافة، دمشق 2004.

ـ جان ألكسان، «السينما في الوطن العربي»، سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1982.


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 327
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 733
الكل : 32202140
اليوم : 47386

النقل (في علم النفس)

النقل (في علم النفس)   النقل في علم النفس displacement هو استحضار المتعالَج لانفعالاته وهواماته (تخيلات مغايرة للواقع تحدث في مراحل النمو النفسي في الطفولة منذ الولادة حتى السادسة) وعلاقاته السابقة المنسية المكبوتة و نقله إياها إلى شخصية المعالِج في العلاقة العلاجية.
المزيد »