ميس فان در روه (لودفيغ-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

ميس فان در روه (لودفيغ-)

ميس فان در روه (لودفيغ)

Mies van der Rohe (Ludwig-) - Mies van der Rohe (Ludwig-)

ميس ڤان در روه (لودڤيغ ـ)

(1886 ـ 1969)

يعدّ المعمار لودڤيغ ميس ڤان در روه Ludwig Mies van der Rohe رائد العمارة العقلانية، وأحد كبار المعماريين في العصر الحاضر. ولد في مدينة آخن Aachen الألمانية وتوفي في شيكاغو Chicago. تلقى علمه المعماري وخبرته المعمارية من والده الذي كان عامل بناء.

مبنى سيغرام Seagram Building في مدينة نيويورك

وهومن تصميم ميس فان در روه بالتعاون مع فيليب جونسون

لم يتابع لودڤيغ دراسته الجامعية؛ ولكنه تعلم في «ورشة» بيتر بيرنز Peter Behrens ت(1908ـ1912) ؛ وذلك مثل غروبيوس Gropius ولوكوربوزييه Le Corbusier. وقد تأثر كثيراً بما تعلمه في ورشة بيتر بيرنز، ما أسهم في تشكيل نواة تجربته المعمارية وتأكيد شخصيته الذاتية. كما أنه أفاد واقتبس مما قرأه من آراء كارل فريدريش شينكل Karl Friedrich Schinkel ت(1781ـ1841) ممثل العمارة اليونانية الجديدة Néo- Grecque.

بدأ فن العمارة الحديثة بانفصال ميدان المهندس عن ميدان المعمار الذي صار الفنان المبدع الذي يرسم الشكل الفني والمعماري للمنشأة اعتماداً على وظائفها المختلفة والمعطيات التقنية والعلمية، كما أنه يعتمد أيضاً على المبتكرات المختلفة. وهكذا نشأ في العمارة الحديثة الأسلوب الجديد الذي قاده في ألمانيا بيتر بيرنز الذي كان لورشته تأثيرها الكبير في فترة 1900ـ1914 وقد عمل معه كل من ميس ڤان دِر رُوِه وغروبيوس ولوكوربوزييه.

وظهرت في ألمانيا مدرسة باوهاوس[ر] Bauhaus التي أنشأها ڤالتر غروبيوس [ر] في ڤايمار Weimar بعد الحرب العالمية الأولى، ثم نقلت هذه المدرسة إلى مدينة ديساو Dessau. وكان غروبيوس حريصاً على جمع الفنانين وتدريبهم على إعداد فن يتلاءم مع حاجة النهضة الحديثة في ألمانيا ومع متطلبات العصر الحديث. فاستطاع أن يوفق بين ظروف الفن التشكيلي والصناعي وذلك لخدمة الحاجات الاجتماعية، فلم يعد يكفي أن يقوم المعمار ببناء واجهة جميلة لمبناه؛ لأن مهنته تقتضي أن ينظم المساحات ضمن شروط اقتصادية تتلاءم مع الأوضاع الاجتماعية. وهكذا فقد حلّ المعدن والزجاج في الواجهات المعمارية لتوفير متطلبات الإنسان من الصحة والضوء والجمال.

تولى ڤان دِر روه إدارة الباوهاوس بعد غروبيوس، وأقام عدداً من المباني السكنية في برلين عام 1925 وفي شتوتغارت عام 1927، وعمل في مجلة تعنى بالعمارة انطلقت في تموز/يوليو عام 1923م.

وفي عام 1929أنشأ ڤان دِر روه مبنى الجناح الألماني في معرض برشلونة في إسبانيا، فعُدَّ تنفيذ هذا المشروع إنجازاً معمارياً متميزاً، ومما يؤسف له أنه هدم عام 1930. وكان هذا المبنى منخفضاً ومسطحاً يتميز بجدران من الزجاج والرخام الأخضر قاتم اللون له سقف أبيض اللون. وداخل هذا المبنى مفتوح بكامله، وتبدو فيه الدعائم الفولاذية المتألقة بشكل أكبر وتقسمه حواجز الجدران من حجر الجزع (أونيكس) والزجاج الأخضر.

وفي عهد الحكم النازي طُرد ڤان دِر روه من برلين فاتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأقام فيها، فأتيحت له فرصة التعبير عن لغته المعمارية ومفاهيمها الجمالية المعاصرة بوضوح. وتألق نجمه ببناء معهد التكنولوجيا في شيكاغو في ولاية إيلينوي Illinois عام 1940. ومع مؤسسة غوغنهايم Guggenheim أبدع عام 1953 في نيويورك الإطار المعماري الرائع المخصص لجمع مجموعة الروائع الفنية الرائدة المشهورة في العالم وحفظها. وفي عام 1969 أصبح مدير مدرسة العمارة في شيكاغو. وقد استطاعت هذه المدرسة أن تكون رائدة بفضل المعماريين لويس سوليفان (1856ـ 1924) وفرانك رايت (1869ـ1959). والجدير بالذكر أن سوليفان كان أول من بنى ناطحة سحاب في شيكاغو ونيويورك. وأن مباني ناطحات السحاب التي أنشأها ڤان دِر روه في شيكاغو أبرزت عناصر المباني التي كان يؤثرها. وقد جسد ڤان دِر روه في الولايات المتحدة الأمريكية العمارة المنفتحة على التأثيرات الأوربية الغنية بالتبادل الدولي، وأظهر ما كان خصوم الأسلوب الجديد يرفضون قبوله دوماً؛ إذ يمكن الوصول إلى العمارة التذكارية ليس فقط بأعمدة مموهة وإنما بمواد ذات نوعية جيدة وإيقاع مكاني أيضاً.

لم ينشئ ڤان دِر روه كثيراً من المباني المعمارية، ولكن دوره المعماري كان كبيراً، ما جعله يتمتع بشهرة ومكانة متميزتين، لأنه استطاع فعلاً أن يخلق أسلوباً خاصاً به في العمارة الحديثة، وقد أخذ عنه عدد من مشاهير المعماريين.

أسهم ميس ڤان در روه في خلق فلسفة عمارة ما بعد مرحلة 1920ـ1930 وكان شعاره «القليل هو الأكثر» Less is more، وقد استطاع في فترة العشرين سنة الأخيرة من حياته أن ينجز رؤيته المعمارية ويحقق كثيراً من أحلامه المعمارية ومشروعاته المتميزة.

بشير زهدي

الموضوعات ذات الصلة:

ألمانية ـ الولايات المتحدة الأمريكية.

مراجع للاستزادة:

ـ عفيف البهنسي، تاريخ الفن والعمارة (منشورات جامعة دمشق، 1998).

- HANS TINTELNOT, De l’art classique à l art moderne, Tome 2 (Payot Paris).

- N. PEVSNER, Génie de l’architecture européenne, livre de poche (Paris 1970).