logo

logo

logo

logo

logo

ميرابو (هونوريه غابرييل كونت دي-)

ميرابو (هونوريه غابرييل كونت دي)

Mirabeau (Honore Gabriel comte de-) - Mirabeau (Honore Gabriel comte de-)

ميرابو (هونوريه غابرييل-)

(1749 ـ 1791)

 

هونوريه غابرييل كونت دي ميرابو Comte de Mirabeau Honoré Gabriel، سياسي وثائر فرنسي،عرف عند الفرنسيين بخطيب الثورة الفرنسية، وأحد أبرز رجالات الجمعية الوطنية Assemblée nationale، وهي الهيئة التي حكمت فرنسا في المرحلة الأولى من الثورة. وهو سليل أسرة من النبلاء، عاش فترة من حياته في ظل النظام القديم، وفترة أخرى في ظل الثورة الفرنسية.

كان ميرابو قبيح المنظر، تظهر آثار الجدري في وجهه، لدرجة أن والده بنفسه كتب لأخيه رسالة قال فيها: «إن ابن أخيك قبيح المنظر قبح الشيطان»، ولم يعرف الطفل منذ طفولته حنان أمه، فنشأ شخصية عصابية، عرفت السجن والمنفى والعديد من الفضائح.

وميرابو سياسي ذكي، وقد شبهه ميشيل شايو Michel Chaillou الذي كتب عنه كتاباً بعنوان «المتباهي المشاكس» بأفعى البحر التي تعرف كيف تنساب عبر الممرات الصغيرة وتناور للعثور على سبل النجاة، كما وصفه أحد مؤرخي الثورة الفرنسية «فرانسوا فوريه» بقوله: «لقد أضاع ميرابو كل شيء، لينجح بكل شيء».

وبهذه الشخصية استطاع ميرابو أن يفرض نفسه على الجمعية الوطنية، فظهر منذ البداية معتدلاً بين التيارات المتناقضة، من أرستقراطيين يحلمون بعودة الملكية المستبدة، إلى برجوازيين متحالفين مع التيارات الشعبية في المدن، إلى قرويين في الأرياف. ومع ذلك يعزى إلى ميرابو موقفه المشهور جداً، حينما أرسل الملك مبعوثاً يأمر بفض اجتماع الجمعية الوطنية، فوقف في وجه رسول الملك قائلاً: «اذهب وقل لسيدك بأننا هنا بإرادة الأمة، ولن نبرح أماكننا إلا على أسنة الحراب».

ومن أجل تحقيق طموحاته الخاصة عمل ميرابو جاهداً للوصول إلى ممارسة السلطة، ومع أنه فرض نفسه على الجمعية الوطنية بموهبته الخطابية، فقد أثار حفيظتها جراء تصرفاته اللاأخلاقية وسيرة حياته الخاصة المعيبة والمشينة، فأصدرت في تشرين الثاني/نوفمبر 1789م قراراً بإبعاده، معللة ذلك بأن النائب في الجمعية الوطنية لايستطيع الحصول على أيّ مركز في السلطة التنفيذية. فضاع أمله في أن يكون مستشاراً للملك، فقام في مقابل ذلك بالتقرب من الملك الذي رتب له لقاءً مع لافاييت [ر] La Fayette لتنسيق عملية المطالبة بزيادة سلطات الملك، وحمل مع لافاييت الجمعية على الاعتراف له بحق إقرار السلام وإعلان الحرب.

ولكن ميرابو فقد رصيده لدى الوطنيين، فقد كتب عنه مارا في سنة 1790: «أما ميرابو فلا ينقصه سوى قلب شريف؛ ليكون وطنياً شهيراً». كما قال عنه أيضاً: «من ذاك الذي لم يراقب سياسة ميرابو القذرة؟ لقد رأيته يتحرك كالمجنون للدخول إلى البرلمان، وكنت أقول في نفسي: لقد اضطر أن يصبح خليعاً؛ كي يعيش، وسوف يبيع صوته لمن يدفع له أكثر؛ ليصبح غنياً. لقد كان ضد الملك في البدء، فاشتراه… ماذا ينتظر من رجل دون مبادئ ولا أخلاق ولاشرف؟ وهاهو ذا قد أصبح روحاً للمفسدين والمستوزرين، وروحاً للمتآمرين والخونة».

وعندما تزايدت قوة اليعاقبة في المجلس، وبطشوا بمخالفيهم بعنف بالغ، لم يستطع ميرابو أن يستيسغ ذلك على الرغم من انحطاطه الخلقي، وشعر بالخطر على الملك منهم، وهو لم يكن يريد قتله، وإنما كان يريد تحجيم دوره، فأراد تهريبه إلى مقر قواته، ولكن اليعاقبة اكتشفوا أمره، ومات ميرابو مسموماً، ودفن في مقابر العظماء، وحينما اكتشفت مراسلاته السرية مع الملك نبش قبره لينقل رفاته بعيداً عن تلك المقبرة بتهمة الخيانة.

ثروت حاج حسن سطاس

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ألبير سوبول، تاريخ الثورة الفرنسية، ترجمة جورج كوسى (منشورات عويدات، بيروت 1982).

- MICHEL CHAILLOU, Le Matamore Ébouriffé (Fayard,Paris 2002).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 209
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 563
الكل : 29605483
اليوم : 60399

الغياب

الغياب   تعريف الغياب absence والفقدان والفرق بينهما طبقاً للمواد 202 و203 من قانون الأحوال الشخصية السوري وعند عامة الفقهاء في الفقه الإسلامي؛ فإن الغائب هو واحد من ثلاثة: 1 - الشخص الذي لا تعرف حياته أو مماته، ويسمى مفقوداً. 2 - الشخص الذي تعرف حياته، ولكن ليس له محل إقامة ولا موطن معلوم. 3 - الشخص الذي يكون له محل إقامة أو موطن معلوم في الخارج، إنما استحال عليه أن يتولى شؤونه بنفسه أو أن يشرف عمن أنابه في إدارتها. وهذا يعني أن الفقد هو أحد حالات الغياب، فكل مفقود غائب وتنطبق عليه أحكام الغياب، ولكن ليس كل غائب مفقوداً، فلا يأخذ أحكام الفقدان التي يختص بها المفقود.
المزيد »