logo

logo

logo

logo

logo

نظم تخزين المنتجات الزراعية

نظم تخزين منتجات زراعيه

Agricultural products storage system - Système de stockage des produits agricoles

نظم تخزين المنتجات الزراعية

 

أسس التخزين:

تعدّ ثمار الفاكهة والخضراوات مواد حية، وتحدد أسس نجاح خزنها بالنظم أو الطرائق المختلفة بمقدرتها على تحمل الخزن بعد جمعها وتعبئتها والحفاظ على حالتها الطازجة إلى أطول مدة ممكنة في شروط مناسبة لخزنها من دون فقد يذكر بوزنها، أو بانخفاض مقاومتها لعدوى الأمراض المعدية وغير المعدية، أو بتدهور جودة ثمارها وقيمتها الغذائية.

  وتصنف هذه الثمار حسب خصائصها الحيوية والشكلية والفيزيولوجية ومقاومتها للكائنات الدقيقة الممرضة وللشروط غير الملائمة وقدرتها على الخزن ومناعتها في ثلاث مجموعات قابلة للتحقيق من الناحيتين الاقتصادية والحيوية وعلى ألاّ تتجاوز نفقات تخزينها إمكانية تعويضها مادياً في عمليات التسويق، وذلك كما يأتي:

1ـ البطاطا والخضراوات الثنائية الحول، مثل الملفوف والجزر والشوندر والبصل والثوم وغيرها، فمثلاً تحدد رئيسياً القدرة التخزينية للبطاطا والبصل بطول مدة سكونها الفيزيولوجي العميق الذي يخضع للهرمون المثبط dormin للتزريع وللهرمونات المشجعة للتزريع من مجموعة الجبريلّينات والسيتوكينين، فقد ثبت أن التوازن بين الهرمونات المثبطة والمنشطة يحدد الحالة الفيزيولوجية لدرنات البطاطا والأبصال ومدى قدرتها على التزريع، وتختلف مدة سكونها بحسب الصنف ودرجة النضج وفصل النمو ومكان الزراعة والإصابة المرضية وشروط الخزن وغيرها، كما يمكن التحكم بطول هذه المدة باستخدام الهرمونات المختلفة للنمو وبطرائق الخزن المعتمدة.

أما فيما يخص الملفوف والخضراوات الجذرية؛ فيمكن أن تنمو براعمها حينما تتوافر لها الشروط المناسبة من الحرارة والرطوبة الجوية أو بإعاقة نموها بالخزن المبرد في درجة حرارة بين الصفر وأربع درجات مئوية.

2ـ ثمار الفاكهة والخضراوات

تتحدد قدرتها التخزينية رئيسياً بطول مدة نضجها بعد القطاف، فكلما كانت هذه المدة أطول كانت الثمار أكثر قدرة على التخزين، فعلى سبيل المثال تنضج ثمار تفاح الأصناف الصيفية المبكرة قبل قطافها، ومن ثم فإن مدة خزنها قصيرة جداً، على خلاف ثمار الأصناف المتأخرة التي تستكمل نضجها بعد القطاف وفي أثناء خزنها.

3ـ معظم اللوزيات والخضراوات الورقية والأعناب

تتميز الخضراوات الورقية بضعف قدرتها التخزينية ومناعتها ضد الأمراض، وبسهولة فقد ماء أنسجتها بسبب ضعف قدرة غروياتها على الاحتفاظ بالماء، أما ثمار الأعناب واللوزيات فلابد من خزنها في وحدات مبرَّدة لمنع تبخر مائها والحفاظ على حالتها الطازجة؛ ولاسيما الأصناف المتأخرة منها.

الطرائق المختلفة للتخزين:

تتوافر طرائق عدة لتخزين ثمار الفواكه والخضراوات الطازجة أهمها ما يأتي:

ـ التخزين في العراء أو في المثمرة العادية (غرف مهواة فوق سطح الأرض أو تحته).

ـ التخزين بالتبريد الطبيعي والصنعي أو في جو غازي يتحكم به أو بالتشعيع النووي.

ـ التخزين بالتجميد السريع أو بطريقة براغ بالتبريد المسبق السريع أو التفريغ الهوائي.

ـ التخزين باستخدام الطرائق الكيمياوية أو الحرارية أو باستخدام الأوزون أو ثاني كبريتات الصوديوم أو منظمات النمو النباتي.

1ـ التخزين في العراء

يستخدم في تخزين المحاصيل الدرنية والجذرية، تستعمل في إنشاء مخازنها مواد عازلة، مثل التراب أو القش أو نشارة الخشب أو الخث وغيرها، وهي مواد قليلة التكاليف يسهل استعمالها، وتعطي نتائج مقبولة حينما تستخدم فيها الخضراوات السليمة والخالية من الإصابات الحشرية والمرضية. ومن عيوبها عدم إمكان الكشف على المحاصيل المخزنة ووقايتها وصعوبة ضبط درجة الحرارة والرطوبة النسبية فيها وتفريغها في فصل الشتاء ولاسيما في أثناء الصقيع الشديد، وتتبع طريقتان هما:

1) التخزين في الخنادق أو الحفر، أبعادها 0.5 م ××10-20م طولاً، في المناطق الباردة لا يقل عمق الحفرة عن 1م، أما في المناطق الدافئة فيراعى أن يكون عمق الحفر نحو 0.5م. تملأ الحفر بالمحصول ثم يغطى بمواد عازلة للحرارة.

نوع المحصول في المناطق الباردة في المناطق الدافئة
الارتفاع (م) العرض (م) الارتفاع (م) العرض (م)
البطاطا 2 1.2 1 ـ 1.5 1
الجزر 0.8 ـ 1 0.8 ـ 1 0.6 ـ 0.8 0.5 ـ 0.7
الشوندر واللفت 1.5 ـ 2 1 ـ 1.2 1 ـ 1.5 0.5 ـ 0.8
الجدول (1)

2) التخزين على شكل أكوام

تختلف أبعاد الكومة حسب نوع المحصول والشروط المناخية كما يأتي في الجدول (1):

3) تخزين الثمار والخضراوات في غرف مهواة على سطح الأرض أو نصف مطمورة أو مطمورة تحت سطح الأرض أو في أقبية باردة بوضعها على رفوف قائمة ذات طابق واحد أو عدة طوابق.

وقد يكون التخزين على شكل صوامع أو من دونها أو في عبوات خاصة، ويختلف التخزين فيما بينها حسب سعتها (الصغيرة منها حتى 250 طناً، والمتوسطة حتى 1000 طن، والكبيرة أكثر من 1000 طن)، وحسب استعمالها (بطاطا، بصل، ملفوف، محاصيل جذرية، ثمار فاكهة وغيرها). وتفضل هذه الطريقة من الخزن على الخزن في العراء إذ يمكن مراقبة الثمار على نحو مستمر وتسويقها حسب الحاجة وتوفير نظام حراري ثابت في فصلي الشتاء والربيع. تتم تهوية الغرف أو الأقبية إما طبيعياً وإما صنعياً بالضغط، وهي الأفضل إذ تتميز بسرعة تبريدها للثمار والخضراوات والمحافظة على سوية مناسبة من الحرارة والرطوبة والتركيب الغازي في جو المخزن وعلى تقليل للفقد وعلى إطالة مدة الخزن.

يمكن تخزين الثمار من النوع الممتاز والتجاري مدة طويلة في صناديق خاصة ولاسيما الثمار المتأخرة النضج وفي درجة حرارة تراوح بين 2ـ 8 ْم، ورطوبة جوية نسبية أعلى من 85%.

2ـ التخزين بالتبريد:

يصنف هذا التبريد في تقنيتين هما: التبريد الطبيعي والتبريد الصنعي

1) التبريد الطبيعي:

يستخدم فيه الثلج وسيطاً للتبريد في أثناء مدد قصيرة حينما لا تتوافر الطاقة الكهربائية، ويكون وسيط التبريد مؤلفاً إما من خليط الثلج والملح، وذلك للحصول على درجة حرارة أقل من الصفر المئوي بالاعتماد على النسبة المئوية للملح التي تعمل على امتصاص الحرارة وخفض درجة حرارة الوسط، وإما من الثلج الجاف (ثاني أكسيد الكربون) الذي يبرد وسطه بامتصاص الثلج الجاف للحرارة من الثمار المعدّة للتبريد متحولاً من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية: يستعمل الثلج الجاف حين نقل ثمار الفواكه والخضراوات في القطارات وسيارات خاصة، فهو خفيف الوزن وعديم الرائحة وغير قابل للاشتعال.

2) التبريد الصنعي:

يعدّ تخزين ثمار الفاكهة والخضراوات بالتبريد الصنعي cold storages أو refrigeration أكثر التقنيات تقدماً وحداثة واستخداماً، إذ يمكن المحافظة فيها على الشروط المناسبة للتخزين حسب الخصائص الحيوية للثمار والأوقات المختلفة موسمياً بغض النظر عن الشروط الخارجية وتغيراتها.

تراوح سعات مخازن التبريد المستعملة بين 1000ـ 1500 طن، وتراعى حين إنشاء وحدات التبريد المواصفات الآتية:

ـ أن يكون تصميمها مرناً وقابلاً للتوسع المستقبلي.

ـ يجب عزل الغرف المبردة جيداً بمواد رخيصة الثمن، منيعة ضد التلف أو الحيوانات القارضة، عديمة الرائحة وغير قابلة للاشتعال ولامتصاص الرطوبة الجوية.

الشكل (1)

ومن أهم المواد المستعملة الهواء الذي يحصر بين الجدران المزدوجة، أو الفلين على شكل ألواح تلصق على جدران أماكن التبريد داخلياً وطلاء سطحها بالقطران، أو الإسفلت السائل، أو السيلوتكس celotex وهي ألواح من تفل قصب السكر المضغوط والمطلية بمادة عازلة، أو من السيلتون celton وهو ألواح عازلة رخيصة الثمن مؤلفة من الإسمنت والسلت والصودا الكاوية، ويستعمل أيضاً الصدف الزجاجي وألياف الكتان و«الأميانت» ومواد لدائنية وغيرها.

ـ أن تكون أبواب الوحدات مزدوجة الطبقة لمنع تسرب الحرارة إلى داخل وحدة التبريد، ويمكن تفريغها من الهواء لإحكام العزل.

ـ توفير درجة حرارة ورطوبة جوية نسبية حسب متطلبات المحصول المخزَّن، وكذلك تهوية مستمرة ونظيفة تمنع تراكم الغازات الضارة، وتتحكم بنسب مكونات هواء غرفة التبريد من CO2 وإثيلين و O2 وغاز الأوزون O3.

ويعدّ نظام التبريد الصنعي الأكثر استعمالاً لقدرته العالية وبساطة تصميمه، ويتكون من الأجزاء الرئيسة الآتية (الشكل 1):

1ـ المبخر evaporator أو المبرّد cooler: يتألف من مجموعة أنابيب معدنية داخل غرفة التبريد، ويتحول سائل التبريد فيه مثل الفريون رقم 12 أو 22 أو الأمونياك وهو أقل استعمالاً ـ وكذلك كلوريد الميثيل ـ من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية في مجموعة الأنابيب ممتصة الحرارة اللازمة الضرورية لتبخره من الجو المحيط بها ومؤدية إلى خفض درجة حرارة المحصول وتبريده. وتتجه الجهود اليوم نحو استعمال سائل جديد وبديل من الفريون وذلك لحماية طبقة الأوزون في الفضاء.

الشكل (2) من الأعلى إلى الأسفل:

ـ التبريد بواسطة المحلول الملحي

 ـ التبريد الغير المباشر بالتيار الهوائي

ـ التبريد الغير المباشر بالجدار الهوائي

2ـ الضاغط compressor: يوضع غالباً خارج غرفة التبريد، يعمل على توفير منطقة ضغط منخفض داخل المبخر نتيجة سحبه للغاز المتكوّن من امتصاص سائل التبريد لحرارة التبريد، وعلى توفير منطقة ضغط مرتفع داخل ملفات المكثف نتيجة سحبه غاز المبخر المضغوط، ومن ثم توليد فرق بمقدار الضغط على سائل التبريد واستمرارية وظيفة دارة التبريد وبانتقال سائل التبريد، فتعجل الضاغط على دفع الغاز المضغوط إلى المكثف ثم إلى الخزان ومنه إلى المبخر عبر صمام الانتشار.

3ـ المكثّف condenser: يوضع غالباً خارج غرفة التبريد، ويعمل على امتصاص حرارة الغاز المضغوط وتحويله من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة مرّة أخرى بتبريده بوساطة الماء أو مروحة هوائية فاقداً بذلك حرارته الكامنة، وهكذا دواليك.

4ـ صمام الانفلات أو الانتشار releasing valve: يوضع بين منطقة الضغط المرتفع ومنطقة الضغط المنخفض، ويعمل على خفض الضغط المرتفع لسائل الخزان وذلك بتسريب جزء منه إلى المبخر، وعلى تزويد المبخر بسائل التبريد حسب الحاجة.

وتجدر الإشارة إلى وجود منطقتين في الدارة الكاملة لسائل التبريد، الأولى ذات ضغط مرتفع، وتشمل الضاغط والمكثف والخزان حتى صمام الانتشار، والثانية ذات ضغط منخفض تشمل المبخر حتى صمام الانتشار.

وتقدر إنتاجية التبريد بكمية الحرارة التي تمتص من الوسط المبرد في أثناء ساعة واحدة، وتراوح غالباً في وحدات تبريد ثمار الفاكهة والخضار بين 50000 ـ 200000 كيلو كالوري.

وتختلف طرائق تبريد غرفة التخزين حسب خط مرور السائل المبرد واستخدامه داخل المبرد، وذلك كما يأتي (الشكل 2):

1) التبريد المباشر:

يمر السائل المبرد مباشرة داخل المبخر الموجود في غرفة التبريد ويستخدم في غرف التبريد بالتجميد السريع quick freezing وفي المجمدات المنزلية في درجة حرارة -18 ْم وأخفض من ذلك.

2) التبريد بوساطة المحلول الملحي

يوضع المبخر في خزان المحلول الملحي وسيطاً للتبريد، فيه محلول كلوريد الصوديوم أو الكلسيوم وذلك خارج غرفة التبريد. وتعدّ هذه الطريقة أقل قدرة تبريدية من التبريد المباشر ولا ينصح باستخدامها في خزن ثمار الفواكه.

3) التبريد غير المباشر بالتيار الهوائي البارد: وذلك بنقل الهواء البارد إلى غرفة التبريد بالمراوح الكهربائية، وهي طريقة جيدة لأنها تحافظ على انتظام التبريد والترطيب الهوائي على ألا يقل عن 90%.

4) التبريد الهوائي غير المباشر بالجدار الهوائي، تحاط غرفة التبريد في هذا النظام بتجويف هوائي ويوضع بجانبه المبخر ومراوح التوزيع الهوائي المبرد بحيث ينعدم التبادل الحراري وانخفاض الرطوبة الجوية مما يساعد على استقرار التحول الغذائي في الثمار؛ أي ثبات القدرة التخزينية.

5) التبريد التحضيري:

لابد من تبريد ثمار المحصول قبل إدخالها إلى مخازن التبريد في عربات مبردة خاصة محكمة الإقفال، يمكن خفض درجة الحرارة فيها إلى +4 ْ أو +5 ْ م، أو إجراء التبريد التحضيري في غرف مجاورة لغرف تخزينها المبرد بحيث يمكن تبريد كل منها على حدة وحسب الحاجة والمحصول.

تجهيز وحدة التبريد لاستقبال الثمار:

يجري تنظيف غرف التخزين بعد نهاية مدة الخزن السابقة؛ وذلك بإتلاف بقايا المحصول غير السليمة والنفايات بحرقها ودفنها في التربة بعد معاملتها بكلور الكلسيوم بتركيز 2%، كما يفتح جميع الأبواب والنوافذ المرفقة بضواغط هوائية لتهوية الغرف وتعقيم أجزائها المختلفة بغاز SO2 بمعدل 100 غ منه/م3 حجماً، وتقفل الأبواب والنوافذ 2ـ3 أيام في أثناء مدة التعقيم، كما تعقم التجهيزات والأدوات بمحلول الفورمالين بتركيز 1%.

3ـ التخزين في جو غازي مُتحكم فيه (مُعدَّل):

تخزن الثمار المختلفة في حجيرات محكمة الإغلاق وغير نافذة بالغازات؛ تغطى جدرانها داخلياً بصفائح فولاذية مطلية بالتوتياء والشحم وغيرها.

تنظم عمليات المراقبة من خارج الحجيرات، وتجهز بوحدات للتبريد لخفض درجة الحرارة إلى السوية المناسبة لكل صنف ثمري، وأخرى لتوفير الجو الغازي المعدل بزيادة نسبة CO2 وإنقاص نسبة O2 نتيجة حتمية لتنفس الثمار، أو بإرسال الغازات المناسبة تحت ضغط معيّن حسب الحاجة، إذ يحتوي هواء حجيرات الخزن حين إدخال الثمار إليها نحو 78% من الآزوت ونحو 21% من O2 و0.03% من CO2 ونسباً ضئيلة من غازات أخرى عديمة التأثير.

وبعد إغلاق الحجيرات تتزايد نسبة CO2 لتصل إلى نحو 10%، وتتناقص نسبة O2 لتصل إلى نحو 11% في درجة حرارة نحو 5ْم، ومثل هذا الجو الغازي يستعمل كثيراً في إنكلترا لخزن ثمار التفاح والكمثرى. ويمكن التحكم بنسب الغازات آلياً بلوحة التشغيل وتوفير الجو الغازي المناسب لكل صنف أو نوع من المحاصيل، وقد تبين على سبيل المثال أن أفضل تركيب غازي لجو خزن ثمار الكمثرى ويليامس هو نحو 2% (O2) و4% (CO2) و94% (N2) وفي درجة حرارة الصفر المئوي، إذ أمكن حفظ هذه الثمار مدة 7 أشهر، في حين أن مدة خزن ثمار الصنف نفسه نحو 3 أشهر في الجو العادي المبرد.

وقد دلت البحوث العلمية على أنه بارتفاع نسبة CO2 وانخفاض نسبة O2 بحدود معينة في التركيب الغازي الحيوي يحدث أن تنخفض سرعة تنفس الثمار، وتقل درجة جفافها وإصابتها بالعدوى الجرثومية ولا تنضج سريعاً، وتبقى متوازنة فزيولوجياً، ولا يسمر لبها.

الشكل (3)

ومن مساوئ هذه الطريقة الخوف من الاختناق في جو الحجيرات، ولابد من استعمال كمامة أكسجين خاصة حين الدخول إليها، وتوفير مراوح للحفاظ على تماثل التركيز الغازي في أجزاء الحجيرات المختلفة وعلى نسبة الرطوبة المناسبة للخزن. كما تكون سرعة تنفس الثمار بعد إخراجها إلى الجو العادي أقل منها في الثمار المخزنة في الجو العادي المبرد، إذ تبقى مخدرة نسبياً. ويجب فتح حجيرات الخزن قبل موعد إخراجها بمدة أسبوع لاستبعاد الطعم الغريب الناتج من الغازات الضارة.

4ـ التخزين بالتجميد السريع [ر: التجميد].

5ـ التخزين في العبوات أو الأكياس اللدائنية ( الشكل 3)

تخزن ثمار أصناف التفاح والكمثرى في أكياس لدائنية سماكتها 150ـ200 ميكرون، تسمح بتوافر جو غازي معدّل ومناسب لتخزين الثمار عبر الرئة السيليكونية المصنوعة من بوليفينيلتريميثيكسيلانا polyvenyltrimethyxilana مساحتها نحو 0.5 سم2/كغ ثماراً وفي درجة حرارة منتظمة بين 2ـ 4 ْْم، وتعمل على تحقيق توازن غازي طبيعي داخل الأكياس على النحو الآتي:

3% O2، CO25%، 92%.N2

تختلف أبعاد الأكياس حسب الكمية الثمرية المعدّة للتخزين الطويل الأمد والتي جرى جنيها قبل موعد نضجها بأيام عدة، وتراوح الكمية بين 500 ـ 1000كغ، ولابد من التحقق دورياً من تركيب الجو الغازي بأجهزة خاصة وترك الثمار 3ـ4 أيام في الكيس بعد فتحه في قسمه العلوي وقبل إخراجها منه؛ لتكون في حالة مثالية للتسويق والاستهلاك صلابة وانتباجاً ومذاقاً. يمكن تكرار استخدام الأكياس عدة مرات ومدة 3ـ4 سنوات.

6ـ طريقة براغ للتخزين Brag’s method

الشكل (4)

طريقة حديثة تجمع بين فوائد تقنيات التخزين المبرد وفي أكياس لدائنية مكيفة وفي الجو الغازي المتحكم به. وتتلخص بإجراء تبريد سريع للمنتجات النباتية الثمرية والأزهار وبعض الخضراوات بعد جنيها بمدة قصيرة، وذلك بخفض درجة حرارتها وهي معبأة في عبواتها المختلفة المنضدة ضمن أكياس لدائنية محكمة السد ومجهزة برئة التهوية السيليكونية في قسمها العلوي بعد إغلاقها وتمريرها في نفق للتبريد السريع تحت التفريغ الهوائي في أثناء 15-40 دقيقة حسب المحصول الزراعي (بدلاً عن 8ـ24 ساعة في الحالة العادية للخزن)، ومن ثم تنقل المنتجات الزراعية المخزنة إلى غرفة التبريد المعدّة للخزن في درجة حرارة بين صفر - 4 ْم (الشكل 4). وتجرى العمليات السابقة كافة آلياً. تسمح هذه الطريقة بتوفير منظومة من الجو الغازي المتحكم به ذاتياً والمتزن غازياً وبزيادة مدة الخزن المتبعة بالتخزين المبرد على نحو أفضل بكثير، ولاسيما للمنتجات الزراعية السريعة العطب والتلف واستبعاد عاملي النضج الأساسيين الأكسجين والإثيلين.

7ـ طريقة الخزن بالتشعيع النووي

يعدّ تأثير معاملة الثمار والخضراوات بالإشعاع النووي شبيهاً بفيزيولوجيا تأثير منظمات النمو الطبيعية أو الصنعية والإثيلين والإستيلين وغيرها، إذ تؤدي التركيزات المنخفضة من أشعة غاما إلى المحافظة على مواصفات الثمار والخضار المطابقة للنوع أو الصنف، ومن ثم إطالة مدة خزنها المبرد، أما التركيزات المرتفعة فإنها تؤدي إلى إيقاف العمليات الفيزيولوجية، وفي أحيان أخرى إلى تدهور سريع للثمار وتكوين مواد سامة فيها.

يمكن حصر مجالات استخدام التشعيع النووي في تخزين ثمار الفواكه والخضراوات حسب الدراسات التي أجريت حتى اليوم في مختلف الأقطار العالمية كما يأتي:

ـ معاملة ثمار بعض الفواكه الطازجة بجرعات من أشعة غاما ما بين 100ـ 300 كيلو راد بغرض إطالة عمرها في أثناء التخزين والتسويق مدة 7ـ 15 يوماً. ومن الثمار التي تنجح معها هذه المعاملة: الفريز والموز والتين والتمور والكرز وبعض الحمضيات (الكريفون والبرتقال) والباباظ والمانغو والأناناس والبصل والثوم والبطاطا والخضراوات الجذرية والجوافة والمشمش والدراق والبندورة والبطيخ الأصفر.

كما تنجح المعاملة بالتشعيع للقضاء على ذبابة الفاكهة والزيتون ودودة البرتقال وغيرها، وبغرض بسترة العصير والمعلبات ومسحوق (بودرة) الحليب، ولمنع تزريع البطاطا والبصل والثوم والخضراوات الجذرية، ولإزالة الطعم القابض في ثمار الكاكي، وبتعريض الثمار المجففة مثل البلح والتين لأشعة غاما لتخفيف صلابتها وتحسين جودتها.

كما تجدر الإشارة إلى أن المعاملة بالإشعاع النووي تعدّ عملية إضافية إلى جانب التخزين المبرد الأساسي، ومن ثم ستؤدي إلى زيادة التكلفة على المستهلك، ولا بد من إجراء دراسة فنية واقتصادية مسبّقة قبل إقرار استخدامها.

وتجدر الإشارة إلى أن التشعيع النووي سواء لمنع التدهور أم لتسريعه يمكنه أن يوضح كثيراً من الظواهر الفيزيولوجية والحيوية والكيمياوية التي تسهم إلى حد بعيد في تفسير عمليات نضج الثمار وشيخوختها والتغيرات التي تحدث في الخلايا النباتية.

الطرائق الكيمياوية والحرارية والهرمونية المستخدمة لزيادة فاعلية التخزين

1ـ الطرائق الكيمياوية

يستخدم عدد كبير من المركبات الكيمياوية بغية خفض انتشار الأمراض الفطرية أو منعه، ومن أهم المطهرات الفطرية المستعملة: ـ محلول البوراكس borax بنسبة 5ـ 8% ضد انتشار العفن الأزرق والأخضر وغيرهما مضافاً إلى محلوله هدروكسيد الصوديوم؛ ليصير أكثر تأثيراً في تقليل الإصابات الفطرية ـ محلول أورثوفينيل فينات الصوديوم sodium ortho-phenyl phenate وتحت اسم تجاري Decco بنسبة 0.75 ـ 1.15% رشاً على الثمار بعد قطفها مباشرة (حمضيات، تفاحيات وغيرها) - الكلورين chlorine، لتطهر المياه المستخدمة في غسل الثمار من الكائنات الدقيقة (بتركيز 25ـ125 ج/م3) ـ محلول ملح صوديوم حمض الخل الثنائي (بتركيز 0.5 ـ 1%) ـ محلول مركبات كلوروفينوكس حمض الخل التي تفيد في زيادة مناعة أنسجة الثمار ضد الإصابات الفطرية وليس ضد الفطريات (بتركيز 100 ـ 1000 ج/م3) ـ محلول البوتران botran (بتركيز 0.2%).

ـ كما تستخدم أوراق لتغليف الثمار مشربة بزيت معدني مضـافاً إليـه عنصـر النحاس، أو أوراق كرتونيـة مشربـة بمركّبـات كيمياوية، مثـل ثانـي فينيل آمين diphenyl amine (بتركيز 10ج/م3) لتقليل إصابة ثمار التفاح بالجرب وغيرها، وفي الأحوال كافة لابد من تحديد الحد الأعلى للتركيز المستخدم لكل منها والأثر المتبقي منها في الثمار المعاملة حفاظاً على صحة المستهلكين.

2ـ الطريقة الحرارية:

وهي معاملة وقائية، وليست شفائية، تتميز هذه الطريقة من غيرها بغياب مشكلة الأثر المتبقي للثمار، وتعتمد على معاملة الثمار بتعريضها لتيار من الهواء الساخن في درجة حرارة 43 ْم، أو غمرها في ماء ساخن درجة حرارته بين 43ـ 55 ْم لمدد قصيرة بغية التخلص من الفطريات الممرضة المنتشرة على سطح الثمار أو في الطبقة تحت السطحية منه، ثم يجري تبريدها سريعاً لمنع أي ضرر قد تسببه درجات الحرارة العالية. تختلف المعاملة الحرارية حسب نوع الثمار وصنفها ودرجة نضجها ونوع الفطريات والبكتريا، ولابد من المحافظة على نظافة أماكن الخزن والعبوات المستعملة لتقليل العدوى المرضية.

3ـ  الأوزون

ينصح باستخدامه في التخزين المبرد لثمار التفاح والعنب والفريز (بتركيز 1ـ 1.5 ج/م3)، لأنه يحد من نمو الفطريات على الثمار وإيوائها في هواء المخزن، كما يقضي على الروائح الغريبة في جو الخزن.

 4ـ الورق المشبع بثاني كبريتات الصوديوم

يستعمل في خزن العنب أو خلطه مع مادة ماصة مثل نشارة الخشب، أو استعمال أوراق ثنائية الطبقة فيها مسحوق ثاني سلفيت الصوديوم الذي يساعد على إطالة مدة الخزن بين 1ـ6 أشهر حسب الصنف الثمري المخزن.

5 ـ الطرائق الهرمونية [ر: منظمات النمو النباتي].

 6ـ النور

يسبب حجب النور عن الثمار إيقاف عملية التمثيل اليخضوري مما يؤدي إلى إفقار جو التخزين من الأكسجين، ويقلل الظلام أيضاً عملية النتح الثمري.

تأثير التقنيات الزراعية والقطاف والأصناف ودرجة نضجها في النظم المختلفة للتخزين

تتوقف مقدرة الثمار والخضراوات على التخزين على عوامل عديدة أخرى من أهمها:

ـ يمكن تخزين ثمار التفاحيات والحمضيات بسهولة أكبر من ثمار الحمضيات، ويعدّ خزن ثمار الأصناف المبكرة والمبكرة جداً أكثر صعوبة من الخريفية ولاسيما الشتوية منها التي يمكن خزنها لمدة سنة.

ـ تتميز الثمار المقطوفة من على أشجار فتية بمقدرة على التخزين أقل من ثمار الأشجار البالغة، ويبدو أن ذلك له علاقة بكمية الآزوت التي تكون أعلى في الفتية منها في البالغة.

ـ تؤخر الأصول القوية نضج الثمار على خلاف المقصرة منها، إذ تعدّ ثمارها أقل مقدرة على التخزين.

ـ تختلف مقدرة ثمار التفاحيات على التخزين بحسب موعد نضجها، فالثمار المبكرة تخزن عدة أشهر والشتوية مدة سنة. أما الحمضيات فيمكن خزنها 3-5 أشهر، وقد تبين أن ثمار البرتقال اليوسفي والليمون تعدّ من أكثر الحمضيات مقدرة على التخزين ولاسيما صنف البرتقال فالنسيا المتأخر.

ـ تعدّ الشروط المناخية الرطبة والترب الطينية والغنية بعنصر الآزوت تضعف مقدرة الثمار على التخزين مدة طويلة، كما يؤثر الجفاف في أثناء نمو التفاحيات، ويمكن أن يؤدي إلى تفليتها ولاسيما ثمار التفاح، كما تزداد مقدرة الثمار على التخزين في الترب الغنية بعنصر البوتاس.

ـ تسيء السقاية الغزيرة قبل جمع الثمار بقدر كبير إلى مقدرة الثمار على التخزين، وتفيد المعالجات الزراعية ضد الآفات المختلفة في خفض نسبة الثمار المجروحة السريعة العطب ومن ثم زيادة مقدرتها على الخزن ومدة طويلة.

ـ بينت الأبحاث أن انخفاض نسبة الرطوبة النسبية في الجو تقلل مقدرة الثمار على الخزن، وكذلك الأمر للثمار المخزنة في وحدات التبريد.

ـ تخزن الثمار الصغيرة مدة أطول من الثمار الكبيرة الحجم، إذ إن الصغيرة تكون أقل تعرضاً لأمراض الخزن مثل النقر المرة واللفحة.

 ـ تأثير O2 و CO2 وN2 [ر. التنفس ونضج الثمار].

هشام قطنا

 الموضوعات ذات الصلة:

 

التجميد ـ التنفس لدى النباتات ـ السبات النباتي ـ منظمات النمو النباتي ـ نضج الثمار ـ اليخضور.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الشحات نصر أبو زيد، الهرمونات النباتية والتطبيقات الزراعية (الدار العربية للنشر والتوزيع، مصر 2000)

ـ هشام قطنا وآخرون، تعبئة ثمار الفاكهة والخضار (منشورات جامعة دمشق 1994).

ـ هشام قطنا، تخزين ثمار الفاكهة ـ متقدم للدراسات العليا (كلية الزراعة، جامعة دمشق 1990).

- JEAN BRETAUDEAU, Atlas d arboriculture fruitière (V.1, editions, J.B. Baillière 1985).

- PAUL MAZLIAK, Physiologie végétale, nutrition et métabolisme (Hermonn, Paris 1981).

- E. JOSEPHSON & PETERSON, Preservation of Food by Ionizing Radiation (CRC Press, Florida 1983).

- R. B. H. WILLS et al., An Introduction to the Physiology & Handling of Fruits, Vegetables & Ornamentals (H. P. P. South Australia 1998).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 729
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40507337
اليوم : 37152

بريدة بن الحُصيب

بريدة بن الحصيب (... - 63هـ / ... - 683م)   أبو عبد الله بُريدة بن الحُصيب بن عبد الله الأسلمي. وقبيلة أسْلَم من القبائل التي التحقت بخزاعة اليمنية. وتذكر بعض المصادر أن اسمه عامر ، وهو من صحابة رسول اللهr، أسلم هو وأخواه مالك ومَلْكان فيمن أسلم من خُزاعة، وكان ذلك عندما لقيهم رسول اللهr وهو في طريقه مهاجراً إلى المدينة، وقد لبّى بريدة ومن كان معه وهم زهاء ثمانين رجلاً دعوة الرسول r، وصلّوا خلفه صلاة العشاء، وتلقى بريدة ليلتئذ من الرسول صدراً من سورة مريم.
المزيد »