logo

logo

logo

logo

logo

ني (ميشيل-)

ني (ميشيل)

Ney (Michel-) - Ney (Michel-)

ني (ميشيل ـ)

(1769 ـ 1815)

 

ميشيل ني Michel Ney مارشال فرنسا Maréchal de France دوق إلشينغن Duc d’Elchingen، ويعرف باسم ميشيل الأحمر Michel le Rouge لغزارة شعره الأحمر المتألق، إضافة إلى لقب أشجع الشجعان.

ولد ميشيل ني لأسرة صانع براميل في بلدة سارلوي Sarrelouis في عام 1769. بدأ حياته العملية نسَّاخاً لدى كبار الكتّاب، وتطوع في سن التاسعة عشرة من عمره في الجيش، ومنح رتبة ملازم في عام 1792 إبان الحرب الفرنسية ضد النمسا وبروسيا، وبرز في معركة فالمي[ر]. اشتهر ني في حملتي 1794 (طرد النمساويين من الأراضي المنخفضة) و1795 (الاستيلاء على الضفة الغربية لنهر الراين Rhein)، ورُقي إلى رتبة جنرال في عام 1796، وقضى ثلاث سنوات وهو يعمل تحت إمرة الجنرال ماسينا Masséna، وشارك في عام 1800 تحت إمرة الجنرال جان ڤيكتور مورو Jean Victor Moreau قائد جيش الراين بالحملة التي اكتسح فيها نابليون أراضي ألمانيا الجنوبية.

أُعجب نابليون بونابرت بالجنرال ني؛ إذ رأى فيه الضابط الجريء المندفع فقربه منه. وتزوج ني بابنة إحدى وصيفات ماري أنطوانيت. وكانت العروس صديقة لهورتَنس دي بوهارنيه Hortense de Beauharnais ابنة جوزفين التي اعتلت عرش هولندا مع زوجها لويس بونابرت فيما بعد، وولدت له نابليون الثالث. وفي عام 1802 خوّل نابليون الجنرال ني التوقيع على وثيقة تشكيل الكانتونات السويسرية التي عُرفت فيما بعد بقرار الوساطة L’acte de Médiation.

ومع تتويج نابليون امبراطوراً كان ني من بين من شملتهم الترقيه إلى رتبة مارشال فرنسا، وشارك بنجاح في معارك سنة  1805؛ إذ انتصر عند إلشينغن (باڤاريا)، وكُلل بالغار في معارك أولم Ulm بالقرب من منابع الدانوب في ألمانيا، وفي معركة لينا Lena جنوب غربي برلين (1806)، وفي فريدلاند Friedland (بروسيا الشرقية) عام 1807 حيث حقق نابليون انتصاراً كاسحاً على الروس. وفي عام 1808 مُنح المارشال ني لقب دوق إلشينغن، كما شارك في معارك إسبانيا (1808ـ 1809)، إلا أن طبعه السريع الغَضَب وشجاره المتكرر مع المارشال ماسينا الذي كان يعمل تحت إمرته، دفعت الامبراطور إلى عزله.

إبان الانسحاب من روسيا (1812) قاد المارشال ني حرس المؤخرة l’Arriere- garde وتمكن من إنقاذ آلاف الرجال بحسن تدبيره، فمنح لقب «أمير موسكو» Prince de la Moskowa في طريق عودته ليتابع القتال التراجعي في أراضي ألمانيا وفرنسا. غير أنه تبنى فكرة تنحي نابليون عن العرش ثم انضم إلى لويس الثامن عشر Louis XVIII بعد عودة آل بوربون Bourbons إلى السلطة. وخلع عليه الملك صفات المجد وجعله عيناً من أعيان فرنسا Pair de France وكلَّفه التصدي لحركات المقاومة ضد عودة آل بوربون، وأقسم في حضرة الملك على إعادة نابليون في قفص حديدي، إلا أن قسمه ذهب أدراج الرياح.

استدعى نابليون ـ بعد عودته من جزيرة إلبا Elba ـ المارشال ني إلى ميدان القتال وأسند إليه مهمة القيام بمناورة التفاف في 16 حزيران/يونيو 1815 باتجاه مزرعة كاتر ـ برا Quatre - Bras (جنوبي بروكسل) التي كان لها أهمية استراتيجية لحماية الجناح الأيسر للقوات الفرنسية وإيقاف تقدم الإنكليز، إلا أن ني أخفق في مهمته، وكان خطؤه الرئيسي إعطاء الأمر للخيالة بالهجوم قبل أن ينجلي الموقف تماماً. وسرعان ما استغل الإنكليز بقيادة ولنغتون Wellington الموقف فتابعوا الهجوم نحو الجنوب، في حين عمل حلفاؤهم البروسيون بقيادة بلوخر Blücher على إعادة تجميع قواتهم بعد الهزيمة التي لحقت بهم عند نهر سامبر Sambre وتوجيه ضربة من الشرق نحو الجناح الأيمن للقوات الفرنسية، مما أدى إلى هزيمة نابليون عند واترلو Waterloo على طريق بروكسل في 18 حزيران/يونيو ونهايته.

اتهم الملكيون المارشال ني بالخيانة، في حين بدا للآخرين «بطلاً أحمقَ». واضطر المارشال إلى الفرار من الميدان، غير أنه أُوقف عند مدينة أورياك Aurillac شمال غربي مرسيليا، واقتيد إلى باريس حيث مثل أمام مجلس حربي، ولكن المجلس أعلن عدم اختصاصه بمثل هذه القضايا، فحُوكم أمام مجلس الأعيان الذي حكم عليه بالإعدام، وأُعدم رمياً بالرصاص في 7 كانون الأول/ديسمبر 1815 في باريس.

اتصف المارشال ني بالشجاعة والإقدام وحب المخاطرة والعنف، وعلى الرغم من إعجاب نابليون ببطولاته فقد أدانه من منفاه الأخير في سانت هيلانة St. Helena قائلاً: «لو كنت أعلم ما سيحدث لما أعدته إلى جيشي، وأنا آسف عليه لخطورته في ساحة المعركة، إلا أنه كان فاسقاً عديم الأخلاق وأحمق إلى حد كبير». ووصفه الملكيون في معرض الرد على مذكراته: «أنه سريع الانفعال، يستشيط غضباً بسهولة، إلا أنه لم يكن جباناً».

هاني صوفي

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

نابليون بونابرت.

 

 مراجع للاسـتزادة:

 

- J. LUCAS & DUBRETON, Le Maréchal Ney, 1769 - 1815 (Fayard, Paris 1941).

- R. FLORIOT, Le Proces du Maréchal Ney (Hachette, Paris 1955).


التصنيف : الصناعة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 172
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1062
الكل : 40493570
اليوم : 23385

ابن أبي حصينة

ابن أبي حصينة (388-457 هـ/998-1065م)   أبو الفتح الحسن (وتسميه بعض المصادر حُسَيْناً) بن عبد الله بن أحمد ابن عبد الجبار بن أبي حَصينة بفتح الحاء وضمها، السُلَمي المعري، شاعر، من الأمراء. كانت قبيلة سليم  العدنانية تسكن عالية نجد، ثم انتقل بعض بطونها إلى الشام، وسكنوا الجزيرة الشامية. ولد ابن أبي حصينة في معرة النعمان، ثم انتقل إلى حلب، وكانت حلب قد ورثت مجد الحمدانيين وشاعرهم المتنبي، واستمر ذلك الازدهار  الشعري في عهد بني مرداس[ر] (414-478هـ/1023-1085م) الذين شجعوا العلم وأهله،
المزيد »