logo

logo

logo

logo

logo

النجف

نجف

Najaf - Nadjaf

النجف

 

مدينة النجف، أو النجف الأشرف، هي إحدى المدن الدينية الشيعية المقدسة في العراق، وهي مركز محافظة النجف. وتعني كلمة النجف التل أو المكان الذي لا يعلوه الماء. ولها أسماء عديدة اختفى بعض منها، ومن الأسماء المتداولة حتى اليوم اسم المشهد نسبة إلى مشهد المقام المقدس الذي ذكره الرحالة العرب كابن جبير وابن بطوطة.

يبلغ عدد سكان المدينة 492509 نسمة حسب تقديرات عام 2006. وهي المدينة السابعة في العراق، وكانت الخامسة في عام 1965 (134024 نسمة). ويعود نموها السكاني الكبير إلى هجرة الشيعة إليها بعد الغزو الأمريكي للعراق.

تقع المدينة على حافة الهضبة الغربية الصحراوية من العراق على بعد قليل غرب الفرات، جنوب غرب العاصمة بغداد وكربلاء وتبعد عن الأولى 160كم وعن الثانية 80كم، وغرب الكوفة بنحو 10كم، وترتفع 70م فوق مستوى سطح البحر، ومن الجنوب والغرب يقع منخفض بحر النجف الذي كانت تغذيه مياه الفرات ولكنه جاف حالياً. وللمدينة موقع استراتيجي على حافة البادية بين المناطق الرعوية والزراعية وعلى طرق القوافل القديمة بين العراق والشام.

كانت المدينة قبل الإسلام منتجعاً لملوك الحيرة اللخميين، ومكاناً عامراً بالأديرة المسيحية كدير مارت مريم ودير حنا. وقد عَرَفت المدينة في مطلع العصر الإسلامي أحداثاً تاريخية مهمة، ففي سنة 12هـ نزل النجف خالد ابن الوليد بعد فتح اليمامة يريد الحيرة، وقد حدثت فيها واقعة البويب، وفي سنة 14هـ كانت النجف ساحة حرب بين المسلمين والفرس.

اتخذ الإمام عليt أمير المؤمنين الكوفة عاصمة لخلافته بعد حرب الجمل سنة 36هـ؛ لأهمية موقعها وسط العالم الإسلامي، وأصبح ظهر الكوفة (أحد أسماء النجف) مقبرة للمسلمين في الكوفة. وفي سنة 40هـ اغتيل الإمام عليّt في مسجد الكوفة، فدفن في قبر كان قد أعدّه في ظهر الكوفة وأوصى أن يدفن فيه. وظل الأئمة من أهل البيت يوالون زيارة القبر الشريف، وتعهده سرّاً. كما زار القبر هارون الرشيد وبنى له قبةً بيضاءَ وصنع على رأسها جرة خضراء، وكان ذلك سنة 170هـ/787م، ويعده المؤرخون مؤسس المدينة الأول. ومنذ نهاية القرن الثاني الهجري راح الشيعة يسكنون بالقرب من الضريح، ولم ينته القرن الثالث حتّى أصبحت النجف مدينة صغيرة. وفي سنة 338هـ أقام عضد الدولة البويهي المتوفّى سنة 372 هـ بناءً كبيراً وقبة أعظم وأفخم من القبة السابقة، وشيّد أوّل سور للمدينة.

أهمية المدينة:

مسجد الإمام علي t في النجف

النجف حاضرة علمية ودينية عريقة، فهي تضم ضريح الإمام علي ابن أبي طالبt الذي يقع في وسط المدينة، إضافة إلى أضرحة أخرى لرجال صالحين معروفين تنتشر قبورهم ضمن المدينة أو في المقبرة العظيمة التي تدعى وادي السلام والواقعة بجوار المدينة من الشمال الشرقي، ويقال إنها تضم قبري هود وصالح جوار قبري آدم ونوح. كما تضم المدينة الحوزة العلمية في النجف (أي جامعة إسلامية حسب المذهب الشيعي) التي تعد مركزاً مهماً للمرجعية الشيعية في العالم، ويتزعم الحوزة آية الله العظمى السيد علي السيستاني.

أصبحت النجف بفضل مكانتها الدينية مركزاً للحج، يؤمها الشيعة من كل أنحاء العالم الإسلامي ولها ـ إضافة إلى وظيفتها الدينية والسياحية ـ وظيفة تجارية مهمة، ومحلية بفضل موقعها وسيطاً بين البادية والمعمورة، ودولية في أوقات الحج، فهي تشتهر بالسوق الكبير الذي يبتدئ من سور المدينة الشرقي وينتهي عند صحن الإمام علي، وهو عبارة عن سوق طويل يضم أسواقاً عديدة متخصصة، فهناك سوق الصياغ وسوق الصفافير (النحاسين)، وسوق المسابيح وسوق العبايجية والصرافة وأشهرها سوق العطور الذي يحوي عطوراً نادرة.

وتعد النجف محط أنظار طلاب العلم والمعارف في مجال علوم الدين الشيعية الذين يقصدون مدارسها الدينية، كمدرسة الصدر ومدرسة الشيخ مهدي ومدرسة المعتمد ومدرسة الصحن الشريف، أو مكاتبها الخمسة عشر التي تذخر بالكتب والمخطوطات الدينية النادرة. ومن أهم هذه المكتبات، مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة وهي تقع في صحن مرقد الإمام عليّt ويعود تاريخها إلى عضد الدولة البويهي. وهي تضم مصاحف ثمينة لأشهر الخطاطين بالخط الكوفي والأندلسي واليماني محلاة بالذهب وترجع إلى عصور مختلفة، يرجع تأريخ بعضها إلى سنة 400هـ. وهناك أيضاً مكتبة مدرسة الصدر الأعظم التي تعود إلى القرن الثالث عشر الهجري، ومكتبة الحسينية الشوشترية، ومكتبة كاشف الغطاء، ومكتبة مدرسة جامعة النجف الدينية.

محمد دبيات

مراجع للاستزادة:

 

ـ جعفر الدجيلي، موسوعة النجف الأشرف (دار الأضواء، بيروت 1994).

ـ عبد الرزاق عباس حسين، نشأة مدن العراق وتطورها (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، القاهرة 1973).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 475
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1072
الكل : 40494756
اليوم : 24571

التوزيع الاحصائي

التوزيع الإحصائي   توزيع المتغيرات الإحصائية: هو تصنيف للصفات أو القيم التي يأخذها متغير إحصائي (أو أكثر). وغالباً ما يقدم ذلك في جدول مؤلف من عمودين (أو سطرين) أو أكثر. يظهر العمود الأول الصفات أو القيم المختلفة التي تحددها طبيعة الظاهرة المدروسة، ويظهر العمود الثاني تكرار تلك الصفة أو القيمة، وهو عدد عناصر العينة المدروسة المقابلة لتلك الصفة أو القيمة. ويمكن أن يرافق هذا الجدول أشكال بيانية تمثله وتزيده وضوحاً، ففي أي دراسة إحصائية نتعرض لمواجهة بيانات عددية تمثل قيماً لمتغيرات طبية، اجتماعية، اقتصادية، حيوية أو ما شابه ذلك. وتختلف طريقة تناول هذه البيانات إحصائياً باختلاف تلك المتغيرات، ويمكن تقسيم هذه المتغيرات إلى متغيرات وصفية أو نوعية، ومتغيرات رتبية ومتغيرات كمية عددية.
المزيد »