logo

logo

logo

logo

logo

النيجر

نيجر

Niger - Niger

النيجر

 

النيجر Niger دولة حبيسة لا سواحل بحرية لها، تقع في الأجزاء الداخلية من غربي إفريقيا بين دائرتي عرض 12 ْ ، 24 ْ شمال خط الاستواء، وخطي طول 1 ْ، 16 ْ شرقاً، ويحدها من الشرق تشاد، وليبيا من الشمال، والجزائر من الشمال الغربي، ومالي من الغرب، وفولتا العليا من الجنوب الغربي، وبنين ونيجيريا من الجنوب، وتبلغ مساحتها 1267000كم2، ويبلغ طول حدودها مع الدول المجاورة نحو 5500كم، وتمتد في وسط الصحراء على مسافة تكاد تكون متساوية من كل البحار المحيطة بالقارة الإفريقية.

لمحة تاريخية

بدأت هجرات قبائل الطوارق إلى ما يسمى اليوم بالنيجر في القرن الحادي عشر الميلادي تقريباً. وفي فترة قصيرة تمكنت هذه القبائل من إحكام سيطرتها على كل الطرق التجارية الممتدة ما بين الصحراء حتى الخط الساحلي جنوباً. وفي القرن الخامس عشر الميلادي؛ تمكن الطوارق من إقامة امبراطورية لهم مركزها مدينة أغاديز Agadez وتمكنوا بذلك من السيطرة على أجزاء كبيرة لما يعرف الآن بالنيجر. وفي عام 1591 انطلق جيش من المغرب وسيطر على مدينة غاو Gao مما أدى إلى انهيار امبراطورية صُنغَاي Songhai. وصل المستكشفون الأوربيون إلى النيجر، وسيطرت فرنسا على أجزاء من غربي إفريقيا، وبحلول عام 1900 كانت فرنسا قد سيطرت على معظم أجزاء النيجر، وبعد نضال مرير حصلت النيجر على استقلالها من فرنسا في الثالث من شهر آب/أغسطس عام 1960، وبعد الاستقلال تم انتخاب هاماني ديوري Hamani Diori (زعيم الحزب التقدمي النيجري أول رئيس للبلاد). وفي عام 1974 قام انقلاب عسكري قضى على فترة حكم ديوري. وفي عام 1989 أُجريت انتخابات عامة، تم خلالها انتخاب علي سايبو Seybou رئيساً للبلاد، وأقر الدستور الجديد إنشاء جمعية وطنية جديدة.

الجغرافيا الطبيعية

سلسلة جبال آير

تغطي الهضاب الرملية والصحاري المناطق الشمالية التي تحتل نحو ثلثي مساحة البلاد. وفي الإقليم الأوسط لهذه الدولة تترامى سلسلة جبال آير Aïr التي تتاخمها مجموعة من السهول المنبسطة. وترتفع هذه السلسلة لتصل إلى أعلى قمة في النيجر وهي جبل غريبون Gréboun ت(1944م).

يقل المعدل السنوي للأمطار في هذه المنطقة عن 175ملم، أما الصحاري المجاورة فيقل نصيبها من الأمطار عن المناطق الجبلية المتاخمة لها. وتعاني هذه المناطق شدة الحرارة التي تصل إلى نحو 50 ْم.

ويعد إقليم «السافانا» الجنوبي الذي تنتشر فيه الحشائش والأشجار الصغيرة المتفرقة من أكثر الأقاليم إنتاجاً، خاصة في مجال تربية المواشي ورعيها، ويمتد إقليم السافانا من نهر النيجر غرباً، وعلى امتداد الحدود الجنوبية للنيجر، حتى بحيرة تشاد شرقاً، ويعد هذا الإقليم من أكثر المناطق التي ترتفع فيها درجة الحرارة في العالم، ففي مدينة نيامي Niamey العاصمة - على سبيل المثال - تتفاوت درجة الحرارة يومياً ما بين 35 ْ- 38 ْم، ويحظى إقليم السافانا بالنصيب الأكبر من الأمطار، مقارنة بالأقاليم الأخرى في النيجر، إذ يصل معدل الأمطار السنوي في مدينة زندر Zinder إلى نحو550مم.

تنتشر الحياة البرية في الأقاليم الشمالية، وخاصة الثعالب والنعام والأغنام البرية والغزلان والظباء، أما في المناطق الجنوبية فتشمل الحياة البرية الفيلة، والخنازير الوحشية والزراف والتماسيح.

نماذج من أكواخ الطوارق البدو في صحراء النيجر

ويروي نهر النيجر[ر] مساحة تبلغ 1.5 مليون كم2، ويؤثر في حياة ملايين السكان المقيمين على حوضه من المزارعين والصيادين، والصيد هنا يحتل مرتبة مهمة في اقتصاد جمهورية مالي، التي كانت أحد البلدان الإفريقية القليلة التي طورت الصيد النهري ليكون عاملاً أساسياً في ميزانها التجاري، كما لا يزال طوارق الصحراء والبدو يقصدون بقطعانهم مراعي النهر، تماماً كما كان يفعل أجدادهم الأقدمون.

الموارد الاقتصادية

تعد النيجر واحدة من الدول الأكثر فقراً في العالم، إذ لا تزيد نسبة الأراضي المزروعة على 3% من إجمالي مساحة البلاد، كما أن مواردها الطبيعية محدودة للغاية.

وقد تعرضت النيجر لموجات متلاحقة من الجفاف كان لها أبلغ الأثر في تدمير اقتصاديات البلاد من خلال التأثير في معدلات الإنتاج الزراعي والحيواني.

ويعد اليورانيوم من أهم الموارد الاقتصادية للنيجر، إذ تعد هذه البلاد واحدة من أكبر بلدان العالم إنتاجاً وتصديراً لليورانيوم، هذا إلى جانب مجموعة أخرى من المعادن كخام الحديد، والفوسفات، والقصدير، والتنغستين، والملح، ويعتمد نحو 90٪ من سكان النيجر في معيشتهم على الزراعة والرعي، وتشمل الصادرات الزراعية القطن والفول السوداني، كما تصدر النيجر المواشي واللحوم والجلود. ومن المحاصيل الزراعية الأخرى الفاصولياء والبازلاء والدخن والأرز والذرة، وهذه المحاصيل مخصصة لأغراض الإعاشة للسكان.

ويعمل المزارعون على تربية بعض الحيوانات كالأبقار والأغنام والجمال لأغراض الاستهلاك المحلي والتصدير، فضلاً عن كونها توفر لهم بعض وسائل النقل.

تتوزع الأيدي العاملة بنسبة 70٪ في الزراعة، و5٪ في الصناعة، و20٪ في الخدمات، و5٪ في المناجم.

السكان

بلغ عدد سكان النيجر نحو 11.5 مليون نسمة في عام 2002 وارتفع العدد إلى 12.4 مليون نسمة في عام 2004 يتوزعون على أثنيات عديدة. وبلغ معدل النمو السكاني للبلاد نحو 2.6% في أعوام 2000- 2005. يدين نحو 98٪ من السكان بالإسلام، مع وجود أقلية مسيحية. ويقدر الأفارقة بنحو 98٪ من إجمالي سكان البلاد، ثم الطوارق، وقلة من البيض والآسيويين. ويتركز 80٪ من إجمالي السكان في المناطق الريفية، والباقي في المدن والمراكز الحضرية. وتختلف منازل السكان باختلاف انتماءاتهم العرقية، فجماعات البدو الرحل من الطوارق تقيم في خيام تصنع من جلود الحيوانات والحصائر، وتبني جماعات الفولاني Fulani من البدو الرحل نزلها من القش وأغصان الشجر، ويقومون باقتلاع هذه المنازل وإعادة بنائها وفقاً لتحركاتهم من منطقة إلى أخرى، وقد عملت حكومة النيجر على تخفيف حدة المشكلة السكانية ببناء مساكن منخفضة الكلفة للأسرة الواحدة وذلك في العاصمة نيامي.

وأهم مدن النيجر:

ـ العاصمة نيامي: تقع غربي البلاد على الضفة اليسرى لنهر النيجر، بلغ عدد سكانها في عام 2002 نحو 525 ألف نسمة، وهي مركز لتصدير الماشية واللحوم، وتشتهر بالصناعات النسيجية.

ـ مدينة أغاديز Agadez تقع في وسط البلاد، وبلغ عدد سكانها نحو 65 ألف نسمة في عام 2002.

ـ مدينة أرلت Arlit تقع هذه المدينة شمالي مدينة أغاديز، بلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة في عام 2002 وتشتهر بمناجم اليورانيوم وصناعة النحاس.

تعتمد الدولة سياسة مجانية التعليم، لكن العديد من المناطق تفتقر إلى المدارس، وتنتشر أيضاً الكتاتيب التي تعنى بتدريس القرآن الكريم وعلومه. وفي المناطق الشمالية التي تقيم فيها جماعات البدو الرحل تقام المدارس في الخيام، وتنتقل هذه المدارس مع تحركات البدو ولا تتجاوز نسبة التعليم 10% من إجمالي سكان البلاد. واللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد، كما أنها لغة التدريس الأساسية، غير أن معظم سكان النيجر يتحدثون بلهجاتهم العرقية المختلفة، وهناك بعض أبناء النيجر يتحدثون باللغة العربية.

محمد الحمادي

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ أنور عبد الغني العقاد، الوجيز في إقليمية القارة الإفريقية (دار المريخ للنشر، الرياض 1982).

ـ محمد رياض وكوثر عبد الرسول، إفريقيا، دراسة لمقومات القارة (دار النهضة العربية، بيروت 1973).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 188
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1477
الكل : 56389842
اليوم : 62517

الجرمي (صالح بن اسحاق-)

الجرمي (صالح بن إسحاق) (....ـ225هـ/....ـ840م)   أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي بالولاء نسبة إلى قبيلة جرم بن ربان اليمنية، فقيه، عالم بالنحو واللغة من أهل البصرة، قدم إلى بغداد، وسكن فيها مدة، ناظر الفراء بها. اتصف الجرمي بأنه ديِّن ورع، صادق، حسن المذهب، صحيح الاعتقاد، مات في خلافة المعتصم. أخذ النحو عن الأخفش[ر] (ت210هـ) وغيره، ولقي يونس بن حبيب[ر] (ت182هـ) وقد ألف عدداً من الكتب في هذا العلم أجاد فيها أيما إجادة، فهو مناظر جيد، ولكثرة مناظراته في النحو، ورفع صوته فيها سمي بـ«النبّاج».
المزيد »