logo

logo

logo

logo

logo

همنغواي (إرنست-)

همنغواي (ارنست)

Hemingway (Ernest-) - Hemingway (Ernest-)

همِنْغواي (إرنست ـ)

(1899 ـ 1961)

 

إرنست همِنْغواي Ernest Hemingway كاتب أمريكي حاز جائزة نوبل للأدب عام 1954، كتب الرواية والقصة القصيرة، وتميز بأسلوبه البرقي المكثف السريع والواضح، المتسم بالسهولة المتعمدة على مستوى المفردة والجملة والفقرة، وبالحوارات الواقعية، والتخفيف من حدة الانفعال. وقد كونت كتاباته وحياته الشخصية مادة غنية للسينما، كما أنها تركت أثراً عميقاً في الكتّاب الأمريكيين في أيامه، كما عُدَّ كثير من أعماله في كلاسيكيات الأدب الأمريكي.

ولد همِنْغواي في أوك بارك Oak Park، في ولاية إلينوي Illinois، وتلقى تعليمه في المدارس المحلية، ثم عمل مراسلاً لصحيفة «كنساس سيتي ستار» Kansas City Star، عمل بعدها سائقاً متطوعاً لسيارة إسعاف في إيطاليا في أثناء الحرب العالمية الأولى. وقد نُقِل بعد ذلك إلى سلاح المشاة الإيطالي وأصيب بجرح بليغ، وعمل بعد الحرب مراسلاً من باريس لصحيفة «ستار» Star الكندية، حيث التقى هناك الكاتبين الأمريكيين المغتربين إزرا باوند[ر] وغِرترود ستاين[ر] اللذين شجّعاه على الكتابة وكان أثرهما فيه عميقاً.

أمضى همِنْغواي مدة طويلة متنقلاً بين كي وِست Key West، في فلوريدا Florida، وإسبانيا وإفريقيا، حيث عمل مراسلاً صحفياً في أثناء الحرب العالمية الثانية، واستقر بعدها بالقرب من هاڤانا Havana في كوبا، إلى أن اضطرته الثورة الكوبية عام 1959 إلى العودة إلى الولايات المتحدة. توفي في بلدة كتشم Ketchum في ولاية إيداهو Idaho، منتحراً ببندقيته بعد سنوات من الاكتئاب.

يعدّ همِنْغواي واحداً من كتّاب ما يُسمى «الجيل الضائع» the lost generation، وهو اصطلاح استخدمته أول مرة غرترود ستاين. ولقد صور في أعماله الأولى حياة نوعين من البشر، يتكون أولهما ممن جردتهم الحرب العالمية الأولى من الإيمان بالقيم الأخلاقية التي كانوا يهتدون بها، فباتوا يعيشون حياةً كلبية cynical لا تبالي بأي شيء سوى حاجاتهم الانفعالية. أما النوع الثاني فيتكون من أشخاص ذوي طبع بسيط وانفعالات بدائية، مثل صيادي الأسماك والطيور ومصارعي الثيران والملاكمين المحترفين، الذين كتب همِنْغواي عن شجاعتهم وتصديهم للظروف المحيطة بهم.

تشتمل أعمال همِنْغواي الباكرة على مجموعات من القصص القصيرة، مثل «ثلاث قصص وعشر قصائد» Three Stories and Ten Poems ت(1923)، و«في زمننا» In Our Time ت(1924)، وهي حكايات تظهر مرحلة شبابه، و«رجال بلا نساء» Men Without Women ت(1927), وفيها قصته «القَتَلَة» The Killers التي اشتهرت بوصفها للمصير المحتوم. وتُعَدّ رواية «الشمس تشرق أيضاً» The Sun Also Rises ت(1926) سبب شهرة همِنْغواي، وهي قصة مجموعة من الأمريكيين والبريطانيين الذين يعيشون في فرنسا وإسبانيا بلا هدف، فيمثلون أفراد «الجيل الضائع» في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى. أما روايته المهمة الثانية فهي «وداعاً للسلاح» A Farewell to Arms ت(1929)، وهي رواية مؤثرة تحكي حكاية حب في إيطاليا أيام الحرب بين أمريكي يعمل في الخدمة الإسعافية الإيطالية وممرضة بريطانية. وقد تبع ذلك مؤلفان غير قصصيين، هما «موت في الظهيرة» Death in the Afternoon ت(1932), وهو مقطوعات نثرية تتناول مصارعة الثيران بصورة أساسية؛ و«تلال أفريقيا الخضراء» The Green Hills of Africa ت(1935), وتدور حول رحلة صيد في إفريقيا.

كان همِنْغواي قد بدأ الكتابة باستكشاف موضوعي اليأس والهزيمة، إلا أنه راح يعبّر في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين عن وعي اجتماعي وسياسي؛ ففي روايته «أن تمتلك وأن لا تمتلك» To Have and Have Not ت(1937)، وفي مسرحيته «الطابور الخامس» (التي تُرجمت إلى العربية «العمود الخامس») The Fifth Column ت(1938) يحتفي همِنْغواي بما أظهره الشعب الإسباني في الحرب الأهلية من كرامة ونبل، ويدين بقوة صنوف الظلم. وفي الأقصوصة كتب «ثلوج كِلِمنجارو» The Snows of Kilimanjaro، ضمن المجموعة المسماة «الساعات التسع والأربعون الأولى وقصص أخرى» The First Forty-Nine Hours and Other Stories ت(1938). أما روايته «لمن تقرع الأجراس» For Whom the Bell Tolls   ت(1940) فتقوم على خبراته وتجاربه في الحرب الأهلية الإسبانية، حيث يرى الكاتب أن ضياع الحرية في أي مكان ينبغي أن يكون جرس إنذار للعالم كله.

نشر همِنْغواي في عام 1952 روايته «الشيخ والبحر» The Old Man and The Sea وهي رواية بطولية قصيرة عن صياد كوبي عجوز، وقد نال عليها جائزة بوليتزر عام 1953، ووصفها لاحقاً بأنها «شعرٌ كُتِبَ نثراً». أما آخر أعماله المنشورة وهو على قيد الحياة فكان «الأشعار المجموعة» Collected Poems ت(1960).

ثائر ديب

 

 مراجع للاستزادة:

 

- CARLOS BAKER, Hemingway: The Writer as Artist (Princeton: University Press 1972).

- H. S. VILLARD and J. NAGEL, Hemingway in Love and War (1989).

- KENNETH SCHUYLER LYNN, Hemingway (Cambridge: Harvard University  Press 1995).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 525
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1131
الكل : 40955986
اليوم : 46369

أوروزكو (خوسيه كليمنتي-)

أوروزكو (خوسيه كليمينتي ـ) (1883 ـ 1949)   خوسيه كليمينتي أوروزكو José Clemente Orozco مصور مكسيكي، زاول التصوير الزيتي والجداري والمائي والحفر، ويعدّ في رواد الفن المكسيكي المعاصر. وقد أسهم مع دافيد ألفارو سيكويروس Siqueiros ودييغو ريفيرا Rivera في وضع أسس مدرسة فنية مكسيكية اشتراكية ثورية لها مواقفها الواضحة من علاقة الفن بالمجتمع، إذ جعلت الفن في خدمة النضال السياسي للشعب المكسيكي، واستوحت الحضارة المكسيكية القديمة، ودعت إلى فن مباشر يخاطب الناس، ويطرح قضاياهم، وبدلت المفهومات الفنية التقليدية التي كانت سائدة، واستخدمت الفن الجداري بدلاً من اللوحة الزيتية ليساعدها على الوصول إلى الجماهير، وقدمت التقنيات الفنية الملائمة للفن الجداري، وملأت الساحات والأماكن العامة باللوحات النضالية التي تتمتع بالروح المكسيكية الخالصة. ولد أوروزكو في مدينة زابوتلان Zapotlan من مقاطعة ياليسكو Jalisco وتوفي في مدينة مكسيكو. انتقل مع أسرته عام 1888 إلى مدينة مكسيكو لينجز دراسته الأولى فيها، فدرس الهندسة الزراعية، ثم الرسم المعماري، وتخلى عن هذه الدراسة ليدخل كلية الفنون الجملية (سان كارلوس) في مكسيكو عام 1908 وبقي فيها حتى عام 1914. وقد شهدت المكسيك في هذه المدة ثورة مسلحة عارمة أطاحت حكم الدكتاتور دياز Diaz وامتدت تأثيرات الثورة لتشمل مرافق الحياة المكسيكية كلها. وأثرت في الفنون التشكيلية، وبدأ الفنانون يبحثون عن الفن الجديد الذي يتماشى مع الثورة. وقد تأثر أوروزكو بالأحداث، ورسم مجموعة من اللوحات المائية، والرسوم الانتقادية السياسية وأظهرت لوحاته تأثره بالفنان الإسباني غويا[ر] Goya الذي رسم «مآسي الحرب» قبله. ولكن أوروزكو ظل مكسيكياً في صياغته الفنية، وبعيداً عن التأثيرات الأوربية، وعبر في هذه الأعمال عن معاناة الشعب المكسيكي، الممتدة عبر قرون طويلة. وفي هذه المرحلة من تطور الفن المكسيكي، اتجهت النية لدى الفنانين إلى تجديد الفن وتطوير أساليبه تحت تأثير الأفكار الثورية، ولهذا قاموا بتأليف تنظيم ثوري باسم «نقابة المصورين والنحاتين والحفارين الثوريين في المكسيك» وأصدروا صحيفة «الماشيتا» التي تنطق باسمهم، وقد توصلوا إلى قناعة رئيسية بأن الفن الجداري هو الوسيلة الرئيسة ليكون الفن ثورياً، وليؤدي دوره المباشر في التأثير في الجماهير. ولهذا رفضوا فنّ اللوحة الزيتية، وقالوا إنها فن لا يتماشى مع الثورة، وإن الفن الجداري هو الفن الاشتراكي. سافر أوروزكو إلى الولايات المتحدة وأقام فيها مدة من الزمن مابين 1917-1919، ثم عاد إلى المكسيك. وفي هذه المرحلة المهمة تبلورت أهداف الفن الثوري المكسيكي، ودوره الأساسي، وبدأ الفنانون الثوريون يعملون في لوحات جدارية لها جذورها في الحضارات المكسيكية القديمة، (المايا) و(الأزتيك) وتعبر عن الحياة المكسيكية ومعاناة الفلاحين والطبقات المعدمة. نفذ أوروزكو أول لوحة جدارية في المدرسة الإعدادية الوطنية في المكسيك في المدة بين 1922 و1925 وقدم فيها أروع لوحات «الأمومة» التي صُوِّرت بروح جديدة بعيدة عن الفن التقليدي ومتوافقة مع المفهومات الثورية الجديدة، كما عالج موضوعات عدة منها: «علاقة النظام بالثورة» و«الحرية» و«يوم الحساب» و«رسم الثالوث المقدس الجديد» كما يراه على أنه الفلاح والعامل والجندي، وبرزت المعالجة الدرامية الإنسانية في عمله التي تصور حالة استلاب الإنسان وضياعه في واقع مأسوي. وقد أتيحت الفرصة لأوروزكو، ليرسم لوحات جدارية عدة في الولايات المتحدة في المدة مابين 1927و1934 وأهمها لوحة «بروميثيوس» في كلية يومونة في كليرمون (كاليفورنية) وقد قدم شخصية بروميثيوس الأسطورية، التي ترمز إلى المخلّص الذي يضحي من أجل الناس، ليحصل لهم على النار والحياة. وفي عام 1931 رسم لوحة جدارية مهمة لمدرسة «البحوث الاجتماعية» في نيويورك وهي لوحة «الطاولة المستديرة» ومثل فيها شخصيات عدة شهيرة مثل لينين وغاندي. عاد أوروزكو إلى المكسيك فرسم لوحات عدة تبلورت فيها شخصيته الفنية المستقلة، واللغة التعبيرية ذات البعد السياسي، والحالات المأسوية للإنسان المعاصر ومن أهمها: ـ «نكبة العالم» في مبنى كلية الفنون الجميلة في مكسيكو عام 1934. ـ «الشعب والقادة المخادعون» في جامعة غوادالاخار  عام 1936. ـ «الإنسان والنيران» في قصر الحاكم في عام 1939. ـ «هزيمة الجهل وموته، والشعب يصل إلى المدرسة» عام 1948 وهي لوحة ضخمة بمساحة 380 م2. كان أوروزكو فناناً مبتكراً بأسلوبه، وموضوعاته، وقد أراد أن يعبر فن التصوير عن الوضع الإنساني المأسوي، والإنسان المسحوق في أمريكة اللاتينية، وضياعه، وقد تنبأ بأن وراء ذلك كله قوة ثورية تنبثق وتبعث الحياة وتجددها.   طارق الشريف   مراجع للاستزادة:   - Dicitionnaire Universel de la  Peinture. (V.5) (Paris robert. 1975). - Art and Artist Thames and Houd Son Dictionary of Art and Artist (Herbert Read).
المزيد »