النباتات المقاومة للملوحة
نباتات مقاومه ملوحه
- -
النباتات المقاومة للملوحة
النباتات المقاومة للملوحة أوالنباتات الملحية هي النباتات التي يمكنها أن تزيد من نسبة الأملاح في عصارتها الخلوية من دون حدوث أضرار في عمليات الاستقلاب والنمو والتطورفيها، وتكون تراكيز الأيونات المختلفة في خلاياالنباتات الملحية أكبر منها في محلول أرض زراعتها.
تصنيف النباتات حسب مقاومتها للملوحة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الجدول (1) النسبة المئوية لإنخفاض الإنتاجية الزراعية بحسب قيم الناقلية الكهربائية لبعض المحاصيل الزراعية. |
تصنف النباتات حسب تأثرها بالأملاح الذائبة في وسط النمو إلى نباتات غير ملحية non halophytes ونباتات ملحية halophytes.
ـ النباتات غير الملحية: هي النباتات التي تناسب نموها وتطورها الأراضي غير الملحية، ولاتستطيع النمو والتطور في الترب ذات التراكيز العالية من الأملاح الذائبة، وتقع معظم الحاصلات الزراعية ضمن هذه المجموعة، ومن الضروري الإشارة إلى أن إنتاجيتها الزراعية تختلف بحسب قيم الناقلية الكهربائية لوسط النمو (الجدول 1).
ـ النباتات الملحية وتصنف في مجموعتين:
1ـ نباتات مقاومة الأملاح: تناسبها الأراضي غير الملحية، ولكنها تستطيع أن تقاوم تراكيز محددة من الأملاح في وسط النمو تختلف بحسب عوامل نوع الأملاح السائدة، نوع النبات وشروط وسط النمو، وغيرها.
2ـ نباتات محبة للأملاح: يناسب نموها توافر تراكيز من الأملاح في وسط النمو، ولا يكون نموها جيداً، كما يمكنها امتصاص جميع الأملاح التي تستطيع الحصول عليها. وتحتوي عصارتها الخلوية على تراكيز كبيرة من أيونات الأملاح المختلفة.
تأثير الأملاح في الاستقلاب الغذائي وتغذية النباتات وامتصاصها للماء:
تعمل الأملاح عموماً على إضعاف النمو النباتي أو الحد من نمو كثير من النباتات حيثما يزيد تركيزها على حدود معيّنة، ويصير أثرها ساماً لما تسببه من اضطرابات في تغذية النبات والتحول الغذائي، وتتطلب دراسة هذه الظواهر المختلفة وقتاً طويلاً بسبب الحاجة الماسة إلى الإحاطة التامة بأسس التغذية المعدنية للنبات، وإن اختلاف تأثير سميّة الأيونات نفسها مثل- Mg++,Ca++,Na+, HCO3-,Cl وغيرها من الأملاح المختلفة فيما بين الأنواع والأصناف النباتية وباستعمال محاليل ذات ضغوط حلولية متساوية جعل من الصعب تعميم النتائج على جميع النباتات. ويبدو أن الاختلافات بين النباتات في تحمّل زيادة تراكيز الأيونات ترتبط إلى حد ما باصطفاء النباتات لها حين امتصاصها، ومما يزيد الأمر صعوبة أن بعض الأيونات على آثارها السامة لتوافرها بتراكيز مرتفعة ضمن الأملاح الذائبة فلها أيضاً آثار أخرى قد تكون مهمة في تغذية النبات. وكمثال على ذلك لم يثبت بعد أن الصوديوم عنصر أساسي للنبات رغم أثره في زيادة إنتاج بعض المحاصيل، إذْ يعدّ مهماً لتعويض نقص البوتاسيوم في محاصيل الشوندر واللفت والكرفس والقطن؛ كما يمكن للصوديوم أن يحد من تراكم كميات كبيرة من الكلسيوم في الشوندر، وأن يؤدي إلى تقزم النبات وظهور اللون الأخضر المزرق على جهازه الإعاشي. تؤدي زيادة الأملاح في المحلول الأرضي إلى تغير في التركيب التشريحي لأوراق المحاصيل الزراعية حيث يزداد سمك نسيج البشرة، وينقص سمك النسيج المتوسط للأوراق، وتكبر مساحة خلاياه، مما يؤدي إلى خفض كفاءته الوظيفية وصغر مساحة حزمه الوعائية. أما من الناحية الفيزيولوجية فإن تراكيز الكربوهيدرات الكلية (النشويات) في المجموعة الخضرية يزداد بزيادة تراكيز الأملاح في المحلول الأرضي، وتعدّ هذه الظاهرة الفيزيولوجية مهمة جداً إذ تسهم في رفع الضغط الحلولي النباتي لمواجهة زيادة تراكيز الأملاح في محلول التربة.
يرافق ارتفاع تراكيز الأملاح في المحلول الأرضي ارتفاع الضغط الحلولي لهذا المحلول حسب المعادلة الآتية:
الضغط الحلولي = 0.36× الناقلية الكهربائية(1) (EC) بالميلموز/سم.
(1) تعبّر الناقلية الكهربائية Electrical conductivity (EC) عن ناقلية سنتمتر مكعب من محلول موضوع بين صفيحتين من البلاتين مساحة كل منهما سنتمتر مربع واحد، وتبعدان عن بعضهما بمقدار سنتمتر واحد، وواحدتها الموز/سم، وقد استخدمت وحدات أصغر تتمثل بالميلموز/سم (جزء بالألف من الموز) والميكروموز (جزء بالمليون من الموز)، وتقاس قيم الناقلية الكهربائية بوساطة أجهزة خاصة.
الشكل (1) العلاقة بين تراكيز محاليل الأملاح وضغطها الحلولي |
يرتبط امتصاص النبات للماء بالفرق بين الضغط الحلولي في خلاياه الجذرية وبين الضغط الحلولي للتربة؛ وعليه فإن أيّ تغيرات في الضغط الحلولي للمحلول الأرضي سيؤثر في قابلية استفادة النبات من الماء، ومن ثم فإن معدل امتصاص الماء يقل مع زيادة تراكيز الأملاح بغض النظر عن نوع الملح المستخدم وتركيبه، كما أن جذب سطوح حبيبات التربة لجزيئات الماء يزداد كلما جفت التربة وصار الغلاف المائي حول الحبيبات رقيقاً، ومن المعروف أن لهذا الضغط السالب المسمى بالشد الرطوبي أثراً سلبياً في امتصاص النبات للماء، ويضاف أثر الشد الرطوبي إلى أثر تراكيز الأملاح في المحلول الأرضي، ولهذا فإن الضغط الكلي لرطوبة التربة يتمثل بالضغط الحلولي للمحلول الأرضي مضافاً إليه الشد الرطوبي السالب، ويعَدّ الضغط الكلي العامل المحدد لامتصاص الماء ومن ثم للنمو النباتي (الشكل 1).
ـ التأثير غير المباشر للأملاح في النبات والأحياء الدقيقة وفي تحلل المادة العضوية:
بناء الترب المالحة حبيبي جيد، وإذا ماأزيلت أملاحها بالغسل والرشح يتدهور بناؤها الأرضي جراء تبعثر غروياتها وتشتتها في معلقات مائية مما يؤدي إلى انخفاض نفاذية التربة للماء والهواء، وينعكس ذلك سلبياً على النمو جراء زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون CO2 في الهواء الأرضي، وخفض قدرة المجموعة الجذرية على امتصاص الماء وبعض العناصر، وانتقالها إلى الطبقات تحت السطحية، وتجمعها مجدداً في شروط ملحية أخرى، مكونة طبقات ثقيلة طينية القوام صلبة غير منفذة للماء تحد من انتشار الجذور النباتية. كما تتصف الأراضي الملحية بتشكل قشرة ملحية صلبة تعوق عملية إنبات البذور في الطبقة السطحية من التربة مما يدفع المزارعين إلى تجديد زراعتها. كما تؤثر الأملاح سلبياً في تفكك المادة العضوية في التربة، وتؤدي إلى ضعف النشاط الحيوي لكائناتها الحية الدقيقة، وعدم ثبات المركبات العضوية الناتجة، مثل هيومات الصوديوم التي تتكون في أثناء تحلل المادة العضوية بفعل الأحياء الدقيقة المتأقلمة مع الشروط السائدة في الترب المالحة، إلى جانب تناقص كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلقة في أثناء تحلل المادة العضوية. كما ينخفض عدد الكائنات الحية الدقيقة في مستخلصات الترب المالحة مقارنة بالترب غير المالحة، إذ إن توافر تراكيز متزايدة من الأملاح قد يثبط تناسبياً النشاط الحيوي البكتيري المسؤول عن التحولات الآزوتية في التربة، ويكون أكثر وضوحاً في أثناء مرحلة تكوين النتريت والنترات بوساطة عملية النترجة nitrification منها حين تكوين الأمونيوم ammonification. كما كان تأثير أملاح كلور الصوديوم و كبريتات الصوديوم وكربونات الصوديوم أكثر من غيرها من الأملاح الأخرى في النشاط الحيوي للأحياء الدقيقة.
ـ تحمّل النباتات للملوحة المختلفة والعناصر الزهيدة في التربة:
(1)- تدل على مدى تشبع معقد الامتصاص بالصوديوم وتحسب بالمعادلة الآتية: ESP = الصوديوم المتبادل (ملمكافئ/100غرام تربة) × ء100 السعة التبادلية للتربة (ملمكافئ/100غرام تربة) ولاتدخل في قيمة هذه النسبة كمية الصوديوم الذائب في المحلول الأرضي |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الجدول 2ـ تأثير النسبة المئوية للصوديوم المتبادل ESP في خفض الانتاج إلى 50% لبعض المحاصيل.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الجدول (3) ـ درجة تأثر النباتات للبورون تصاعدياً |
يختلف تحمل النباتات لملوحة الترب بحسب المراحل المختلفة لنموها وأنماطها الوراثية، ففي المراحل الأولية للإنبات والنمو تكون النباتات أقل تحملاً لملوحة الترب منها في المراحل المتأخرة لنموها وتطورها، وعلى سبيل المثال يتحمل نبات الشعير الملوحة بدرجة جيدة في أثناء مراحل النمو المختلفة، ولكنه حساس بدرجة أكبر في طور الإنبات. ويتوقف عموماً تحمّل النباتات للملوحة المختلفة المتوافرة على امتداد جذورها، وعلى تراكيز الأملاح في الطبقات المختلفة للترب، ففي الطبقات ذات التركيز المنخفض تنمو النباتات فيها على نحو جيد ولا سيما بجوار قنوات الري والأنهار لانخفاض تركيز الملوحة في مياهها. كما ترتبط درجة تحمّل النبات للملوحة بمدى تأقلمه في أثناء مدة طويلة من الزمن أكثر منها في ارتباطه بعوامل المناخ المختلفة.
تبين الدراسات المختلفة أن بادرات القمح الطري تكون أكثر نقاوة وتجانساً وقدرة على تحمّل ملوحة مياه الري من بادرات القمح القاسي وذلك من جراء تكوين نموات جذرية متحورة قادرة على امتصاص الماء من البيئة المالحة، وتفيد التطبيقات الحديثة لعلم الوراثة وتربية النبات بإمكانية الحصول على محاصيل زراعية مقاومة للأملاح الصودية أو البورون وغيرها.
وتؤثر النسبة المئوية للصوديوم المتبادل exchangeable sodium percentage (ESP) في الإنتاج الزراعي، إذْ تؤدي زيادتها إلى انخفاض مردودية المحاصيل الزراعية المختلفة (الجدول 2)، كما يعدَ توافر البورون (البورات) بتركيز أجزاء عدة بالمليون ساماً لبعضها.
ويوضح الجدول (3) النباتات التي تتأثر بالبورون تصاعدياً من أعلى الجدول إلى أسفله، ويمكن اعتبار توافر البورون بتركيز 0.7 جزء بالمليون في مستخلص العجينة المشبعة والناتج من تشبع عينات التربة بالماء مدة أربع وعشرين ساعة؛ ثم تعريضها للتفريغ باستخدام قمع خاص لبوخنر للحصول على المحلول الملحي مناسباً للمحاصيل الحساسة، وتجدر الإشارة إلى أن أعراض تسمم النباتات جراء زيادة عنصر البورون في الترب يمكن ظهورها عليها في الشروط الآتية:
1ـ الري بماء يحتوي على تراكيز عالية من البورون.
2ـ استخدام مياه المجاري في الري التي قد تحتوي على نسب عالية من عناصر البورون والزئبق والرصاص والكادميوم وغيرها مما يؤدي إلى ارتفاع تراكيزها في التربة.
3ـ التسميد الطويل المدة بأسمدة بوتاسية محتوية على نسب مرتفعة من البورون.
4ـ إضافة أسمدة البورون بكميات تزيد على حاجة النباتات.
5ـ تحول أرض متعادلة أو قلوية التفاعل إلى حامضية.
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الجدول (4) التراكيز المسموح بها للبورون في مياه الري (جزء بالمليون) |
الجدول (5) الحدود الحرجة لتركيز البورون في بعض النباتات المختلفة (جزء بالمليون) |
يعدّ ماء الري المحتوي على أجزاء عدة بالمليون من البورون سبباً في تضرر بعض المحاصيل المزروعة مع الزمن كالحمضيات، في حين تتحمل الفصة تراكيز عالية نسبياً (1ـ2 جزء بالمليون)، وعلى سبيل المثال يبين الجدول (4) تصنيف مياه الري حسب محتواها من البورون وتحمل النباتات له. والجدول (5) الحدود الحرجة لتركيز البورون في بعض النباتات المختلفة.
محمد سعيد الشاطر
الموضوعات ذات الصلة: |
التربة ـ ملوحة التربة (إزالة ـ) ـ نباتات بادية الشام.
مراجع للاستزادة: |
ـ فلاح أبو نقطة، استصلاح الأراضي (منشورات جامعة دمشق 1996).
ـ محمد سعيد الشاطر، عبد الله القصيبي، الأراضي المتأثرة بالأملاح (مطابع الحسيني- الإحساء، المملكة العربية السعودية، الأحساء 1995).
ـ عبد المنعم بلبع، استصلاح وتحسين الأراضي (الطبعة الثالثة، دار المطبوعات الجديدة، الإسكندرية 1980).
ـ فتحي إبراهيم مسعود، الأراضي المتأثرة بالأملاح كمشكلة عالمية، ندوة استعمالات الأراضي (أكساد، دمشق 1981).
التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 426
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 57142835
اليوم : 99236
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون