logo

logo

logo

logo

logo

أنفرس

انفرس

Antwerp - Anvers

أنفرس

 

أنفرس Anvers (أنتويرب، وبالهولندية أنتفيربن) كبرى المدن الفلمندية في بلجيكة، ومركز مقاطعة تحمل اسمها وعصب الحياة الاقتصادية فيها، تشغل رقعة تزيد على 200كم2، ويقطنها 447.642 نسمة عام 1998

تقع أنفرس على بضعة كيلومترات من الحدود الهولندية وعلى مسافة 88كم من بحر الشمال عند تقاطع خط العرض 51 درجة و13 دقيقة شمالاً، مع خط الطول 4 درجات و25 دقيقة شرقاً، وتمتد على الضفة اليمنى لنهر شِلدة Schelde (الأسكو) إلا ميناءها الذي تتوزع أقسامه على ضفتي النهر، كما تخترق المدينة قناة آلبرت المتفرعة عنه باتجاه الشرق. تحيط بالمدينة منطقة سهلية واسعة يعتمد اقتصادها على الزراعة وعلى تربية الحيوان في المناطق الغربية وعلى استغلال موارد الثروة الغابية وعلى الصناعة في المناطق الشرقية منها، ويمتد ظهيرها الجغرافي الفعلي ليغطي معظم الأراضي البلجيكية وأجزاء مهمة من ألمانية وهولندة وفرنسة، ويربط المدينة بأنحاء هذا الظهير شبكة مواصلات بالغة الكثافة والتعقيد، تتألف من خمسة خطوط من السكك الحديدية وطريقين سريعين للسيارات (أوتوستراد) وسلسلة مهمة من الأقنية المائية الصالحة للملاحة. وبسبب الكثافة السكانية وأهمية الإنتاج الصناعي وغناه وتنوعه في هذا الظهير، فإن ميناء أنفرس ناشط طوال أيام السنة وتدخله كميات ضخمة من المواد الغذائية والمواد الخام مثل النفط، وتغادره جميع أنواع المصنوعات المعروفة.

النشأة والتاريخ

تمثلت البدايات الأولى لمدينة أنفرس ببلدة صغيرة محصّنة، عمل سكانها بالصيد المائي، كان لها إسهام تجاري بارز إبان العهد الكارولنجي ثم خربها الغزو النورمندي، ثم ازدهرت مجدداً وانتعشت تجارياً مع ألمانية وإيطالية وإنكلترة في القرن الثالث عشر الميلادي خاصة، وضُمَّت إلى منطقة الفلاندر عام 1356، واستقطبت رجال المال والتجار من أنحاء أوربة كافة، بسبب الخدمات المصرفية الممتازة فيها، وغدت مركزاً لإعادة توزيع السلع والمنتجات الأوربية كالقمح والأخشاب والنحاس والمصنوعات المختلفة والسلع المستوردة كالأخشاب والتوابل خاصة. وانحطت مرافق الحياة فيها إبان الحروب الدينية، وتراجعت أهميتها لمصلحة أمستردام، ولاسيما بعد أن أغلقت مداخل نهر شِلدة في وجه السفن والبواخر المتجهة إلى ميناء أنفرس تطبيقاً لبنود اتفاقية وستفالية الموقعة عام 1648. واحتلتها فرنسة عام 1792، وجلت عنها سنة 1815، ثم احتلتها ثانية عام 1832.

بدأ عصر أنفرس الذهبي منذ أن صارت ميناءً للمملكة البلجيكية الناشئة عام 1839، واحتلها الألمان في الحربين العالميتين وحررتها القوات الإنكليزية عام 1944.

السكان ومخطط المدينة وتطورها العمراني

كان عدد سكان أنفرس في مطلع القرن السادس عشر نحو 45000 نسمة، وبلغ في عام 1993 نحو 462880 نسمة (مع ضاحية دورن وغيرها). وللمدينة مخطط على شكل رقعة الشطرنج يميز فيها:

أ ـ المدينة القديمة بأحيائها المتلاصقة، وشوارعها الضيقة وصروحها العمرانية الأثرية وعلى رأسها الكاتدرائية ودار البلدية وعدد من المتاحف، وتنتهي شرقاً بحد نصف دائري مؤلف من الجادات الواسعة التي حلت محل الأسوار القديمة، وتقوم على أطرافها الفنادق الراقية.

ب ـ المدينة الحديثة: تتخذ شكل حلقات نصف دائرية تحيط بالمدينة القديمة، شوارعها عريضة وأبنيتها شاهقة وحدائقها العامة متعددة.

ج ـ ميناء أنفرس بأحواضه وأرصفته ومخازنه وخطوطه الحديدية الخاصة، ويقع ضمن حدود السور القديم في شمالي المدينة.

وظائف المدينة

لمدينة أنفرس أهمية بالغة لتعدد وظائفها، فهي مركز إداري لمقاطعة واسعة، ويستقطب قطاع الخدمات فيها ما يقرب من 54% من إجمالي القوى العاملة، وهي كذلك مركز علمي وثقافي بجامعتها، وصروحها العمرانية الأثرية، ومتاحفها الثمانية الشهيرة: المتحف الملكي للفنون الجميلة، ومتحف فان دين بيرغ الغني بلوحاته الفلمندية، والمتحف البحري الوطني الذي يحوي وثائق عن تاريخ البحرية الأوربية، ومتحف بلانتان مورتوس للطباعة والمطابع، ومتحف روبان الفني، ومتحف الآثار والفنون التطبيقية، ومتحف الفنون الشعبية الفلمندية، ومتحف النحت في الهواء الطلق.

وللمدينة أهمية اقتصادية بكونها مركزاً صناعياً، تشارك فيه رؤوس الأموال الأمريكية والألمانية الموظفة لإنتاج أنواع الصناعات الثقيلة والآلية والغذائية والكيمياوية، إضافة إلى صقل الألماس. ويحتل مرفأ أنفرس المرتبة الرابعة بين مرافئ العالم إذ يمر فيه ما يقرب من 3.5% من إجمالي التجارة العالمية، والمرتبة الثانية بعد روتردام في أوربة، ويسهم بنحو 75% من تجارة بلجيكة، وبالمقابل لا تتجاوز أعداد المسافرين الذين يستخدمون مرفأ أنفرس 50000 مسافر سنوياً. 

 

محمد فائد حاج حسن

 

الموضوعات ذات الصلة

 

بلجيكة ـ هولندة.

 

مراجع للاستزادة

 

- A.Gamblin, Geographie du Benelux T.III: Geographie Econeomique et  Humaine de la Belgique (Paris 1963)


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 44
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1069
الكل : 40506129
اليوم : 35944

المسرح (إضاءة-)

المسرح (إضاءة ـ)   يُعد المسرح أبا الفنون، والعرض المسرحي يتألف من مجموعة عناصر تتضافر فيما بينها لتشكل منظومة فنية؛ الإضاءة هي إحدى هذه العناصر، التي تغني العرض الفني بوجودها الفاعل وتؤثر في نجاح المشهد. ولا تأخذ الإضاءة المسرحية أهميتها إلا عبر التعامل الواعي والمدروس لدورها في العرض المسرحي؛ فهي إذاً لغة فنية لإضفاء الدلالة على الحالات الدرامية على تنوعها، وقد تطورت عبر الزمن إلى عملية مشتركة بين الفن والتقانات العلمية.
المزيد »