logo

logo

logo

logo

logo

يان (هانس هني-)

يان (هانس هني)

Jahnn (Hans Henny-) - Jahnn (Hans Henny-)

يان (هانْس هِني ـ)

(1894ـ 1959)

 

هانس هِني يان Hans Henny Jahnn قاص ومسرحي وكاتب مقالات ومترجم وناشر ومُنظِّر موسيقي ومُصنِّع أرغن ذو شهرة عالمية. ولد في شْتِلّينغِن Stellingen قرب هامبورغ وتوفي فيها. وهو سليل أسرة اشتغل رجالها بصناعة السفن وأدواتها منذ أجيال بعيدة. تلقى دروسه في الثانوية العلمية حتى عام 1914، ثم هاجر إلى النروج احتجاجاً على الحرب العالمية الأولى وبقي هناك حتى عام 1918. أسس في عام 1920 مع مجموعة من الفنانين التشكيليين والموسيقيين جمعية وثنية - فنية أطلق عليها تسمية «أُغرينو» Ugrino بهدف إيجاد مخرج إنساني من الخراب الذي سببته الحرب، ومن أجل صون الأعمال الفنية وإبداع الجديد منها في الفنون كافة. وكما كثير من الجمعيات الشبيهة التي ظهرت في مرحلة جمهورية ڤايمار[ر]؛ لم يتحقق من أهداف «أُغرينو» سوى «دار النشر الموسيقية أغرينو» التي عُنيت بنشر الأعمال الموسيقية منذ مرحلة ما قبل الباروك[ر] فأنجزت عملاً بالغ الأهمية لتاريخ الموسيقى الأوربية. ثم انشغل يان منذ عام 1922 بتجديد تقانات صناعة آلة الأرغن وترميم قديمها، وصار المسؤول الأول في شمالي ألمانيا في هذا الميدان، علمياً وعملياً.

على الرغم من شعوره بخطر النازية المتصاعد بقي يان في ألمانيا حتى عام 1933، حين وُضعت مؤلفاته الأدبية على اللائحة السوداء، فهاجر أولاً إلى سويسرا، ثم إلى الدنمارك حيث استقر في مزرعة أنسبائه في جزيرة بورنْهولم Bornholm وعمل حتى عام 1945 في تربية الخيل والعلوم الجينيّة لتحسينها. عاد عقب انتهاء الحرب إلى برلين عضواً مراسلاً في «أكاديمية الفنون الألمانية» DAK، ثم صار رئيس «أكاديمية الفنون الحرة» FAK واستقر في هامبورغ حتى وفاته، وهو لا يني يحذر من خطر سباق التسلح وسلبياته على الشعوب.

يُعدّ يان من أدباء القرن العشرين الألمان الأقل شهرة، لكن الأكثر تميزاً بأسلوبه اللغوي وبنيته الفنية وموضوعاته الجريئة التي أُسيء فهمها وتأويلها آنذاك، ولم تُكشف أهميتها الفنية والفكرية إلا في الثمانينيات؛ فهو متصل بعمق بالموسيقى وبالنحت والتصوير، وفي الوقت نفسه بالعلوم وتطوراتها التطبيقية على صعيد حياة الإنسان ومحيطه الاجتماعي والطبيعي. تأثر بنتائج التحليل النفسي عند فرويد[ر] كما تأثر بتجارب الشكل الفني عند التعبيريين[ر] في المسرح وعند جويس[ر] في الرواية، إضافة إلى كونه أحد عمالقة اللغة الألمانية، وأحد أبرز دعاة مناهضة الحرب والعنف بصوره كافة. وقد تجلى ذلك كله في معالجاته المتتالية والمتنوعة لموضوع الصراع بين الحسّية العنيفة والمبتذلة وبين التوق إلى تحقيق التوازن والانسجام بين دوافع الإنسان، بعيداً عن التزمت الأخلاقي والديني، الذي يعوق تفتح الذات على ما توفره الطبيعة من إمكانات للإبداع والجمال. كما طرح في بعض أعماله المسرحية والروائية المسألة العنصرية وتقييم الآخر من خلالها. وبغرض منح قضاياه بعداً إنسانياً عاماً لجأ يان إلى استخدام الأسطورة والرمز، فكان أول أوربي يتجاوز نطاق الأساطير الإغريقية زمنياً، ليصل إلى تراث بلاد الرافدين ويوظف شخصيتي غلغامش[ر] وإنكيدو في ثلاثيته الروائية الكبرى «نهر بلا ضفاف» Fluss ohne Ufer، المؤلفة من «السفينة الخشبية» Das Hozschiff ت(1949) و«تقرير وَضْع غوستاف هورن بعد أن بلغ التاسعة والأربعين من عمره» Die Niederschrift des Gustav Anias Horn nachdem er 49 Jahre alt geworden War ت(1950) و«الخاتمة» Epilog (غير مكتملة، نشرت بعد وفاته عام 1961)، والتي صور فيها مغامرات ضياع فنان جنحت سفينته على شاطئ المجتمع البرجوازي المادي الغارق في صراع المصالح والذي يزعم في الوقت نفسه كونه مثال التقوى والأخلاق. وكان يان في روايته الأولى «بيرّودجا» Perrudja ت(1929) التي رفعته إلى مصاف ممثلي الحداثة الألمانية إلى جانب روبرت موزيل[ر] والفرد دوبلين[ر] وهِرمن بروخ Hermann Broch قد ناقش موضوع العزلة والعنف والنوازع الحيوانية من خلال شخصية بيرودجا الذي بنى لنفسه في جبال النروج قصراً من حجر الصوان، ولم يجد في زواجه من الشابة الجميلة سيغنِه Signe السعادة المرجوة، فانقلب سلوكه تجاه عمال مصانعه إلى سلوك تاجر عبيد شرس لا يرحم. ويُذكر من أعماله السردية الأخيرة القصة الطويلة «الليلة الرصاصية» Die Nacht aus Bleiت(1956)، ومخطوط رواية «أُغرينو وإنغرَبانْيَن» Ugrino und Ingrabanien ت(1968).

أما على صعيد المسرح فقد برز يان على الساحة الألمانية منذ عام 1919 بمسرحيته «القس إفرايم ماغنوس» Pastor Ephraim Magnus التي أثارت جدلاً كبيراً في الوسط الأدبي، ولاسيما بإخراج برشت[ر] في برلين عام 1923، ثم «تتويج ريتشارد الثالث» Die Krönung Richard III ت(1922)، و«الطبيب. زوجته. ابنه» Der Arzt. SeinWeib. Sein Sohn ت(1922)، و«الإله المسروق» Der gestohlene Gott ت(1924)، و«ميديا» Medea ت(1926) التي جعلها أميرة زنجية في إسقاط واضح على التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة، و«زاوية شارع، مكانٌ. حدث» Strassenecke, Ein Ort. Eine Handlung ت(1931)، و«توماس تشاترتُن» Thomas Chattertonت(1955)، وأخيراً «قوس قزح المُغْبَر أو أطلال الضمير» Der Staubige Regenbogen order Die Trümmer des Gewissens التي أخرجها إرڤين بيسكاتور عام 1961. يرى يان في هذه المسرحيات أن الإنسان المستعَبد في عصر التصنيع الرأسمالي لم يعد كائناً معروفاً، بل لابد من الغوص في أعماقه من أجل الكشف عن تحولاته النفسية الناتجة من ظروفه الاجتماعية الاقتصادية السياسية في شرط الزيف الأخلاقي المهيمن.

نال يان جائزة «هاينريش فون كلايست»[ر] في عام 1920، و«جائزة الأدب« في ولاية سكسونيا العليا في عام 1954، و«جائزة لسينغ»[ر] في عام 1956 في مدينة هامبورغ.

نبيــل الحفـار

 الموضوعات ذات الصلة:

 

ألمانيا ـ التعبيرية ـ الحداثة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- REINER NIEHOFF, Hans Henny Jahnn. Die Kunst der Überschreitung (München 2001).

- HANS MAYER, Versuch über Hans Henny Jahnn, (Aachen 1994).

- LOTTI SANDT, Hans Henny Jahnn, Zur Literatur, Harmonik und Weltanschauung des Schriftstellers und Orgelbauers (Bern 1997).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 464
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1074
الكل : 40533739
اليوم : 63554

مرلانت (ياكوب فان-)

مِرلانت (ياكوب فان ـ) (1225ـ 1291)   ياكوب فان مرلانت Jacob van Maerlant أحد رواد الشعر الإرشادي الوعظي didactic ومن أهمّ كتّاب العصور الوسطى في هولندا. ولد في بلدة فري فان بروغِّه Vrije van Brugge، وتُوفِّي في مدينة دامِّه Damme. وتبقى تفاصيل حياة الشاعر في كنف المجهول إلا أنه كان قندلفتاً في كنيسة مرلانت، وعمل لدى بعض نبلاء منطقته، وصار عام 1266 كاتباً في القصر الأميري في دامِّه. تظهر مؤلفاته غزارة علمه واطلاعه الواسع على المؤلفات المكتوبة باللاتينية والفرنسية.
المزيد »