logo

logo

logo

logo

logo

وحيدات الثقب

وحيدات ثقب

Monotremata - Monotrèmes

وحيدات الثقب

 

وحيدات الثقب Monotremata حيوانات ابتدائية من الثدييات[ر]، سميت كذلك لأن لها فوهة واحدة تؤدي إلى جوف يسمى المقذرة cloaca تنفتح فيها كل من الفوهات البولية والشرجية والتناسلية. وهي تضم قنفذ النمل (آكل النمل الشوكي) سريع اللسان Tachyglossus وطيري المنقار Ornithorhynchus.

تنتمي وحيدات الثقب إلى صفيف الثدييات الأوالي Prototheria التي تمتاز بكونها ثدييات بَيوضَة ولا تلد ولادة، لذلك تعد أكثر الثدييات ابتدائية وأكثرها قرباً إلى الزواحف. وهي على الرغم من كونها تبيض بيضاً، لكن إناثها تغذي صغارها بعد النقف بإفرازات حليبية. لها مقذرة ورحمان ومنقار وليس لها أسنان. يتألف فكها السفلي من عظم واحد، ويوجد في أذنها المتوسطة ثلاث عظيمات سمعية وليس أربع كما في الثدييات الأخرى. أما الزنار الكتفي الذي يدعم الطرفين الأماميين فيشبه الزنار الكتفي للعظايا[ر] lizards وزواحف الحقب الميزوزي [ر: الحقب الثاني] المبكر؛ لأنها تحتوي على القطعة بين الترقوة interclavicle وعظمين غرابيين coracoids، إضافة إلى لوح الكتف وعظم الترقوة clavicle التي توجد في الثدييات الأخرى. للقطعة بين الترقوة شكل حرف T تصل بين العظمين الغرابيين أمام الصدر. ويقوم العظمان الغرابيان في وحيدات الثقب بدعم الترقوتين، في حين يتمثلان في الثدييات الولودة بالنتوءين الغرابيين الموجودين على لوح الكتف. وهكذا تبدي الثدييات البَيوضَة صفاتَ الزواحف التي بقيت فيها في أثناء عملية التطور. ويبدو أن وحيدات الثقب الحديثة هي البقايا الحية لمجموعة من الثدييات أعطت الجرابيات[ر] Marsupialia والمشيميات[ر].

تحمل وحيدات الثقب ـ مثل الجرابيات ـ نتوءين عظميين يبرزان عن الحافة الأمامية من الحوض هما بقايا العظمين الجرابيين marsupial bones الموجودين لدى الجرابيات (القنغر والأوبوزوم) واللذين يشكلان عندها الجراب الذي يحتضن صغار القنغر والأبوزوم، علماً أن هذا الجيب يتشكل عند قنفذ النمل في فصل التكاثر فقط لتضع فيه الأنثى بيضة واحدة فقط.

الشكل (1) طيري المنقار سابحاً تحت الماء

الشكل (2) أنثى طيري المنقار تعتني بصغيرها

الشكل (3) قنفذ النمل سريع اللسان

الشكل (4) قنفذ النمل زاغلوسوس

قد يكون منقار وحيدات الثقب طويلاً ومستديراً أو قصيراً مسطحاً، وتوجد في فم الصغار أسنان حليبية (طواحن molars) يحل محلها بعد سقوطها لدى طيري المنقار صفائح قرنية، وعند قنفذ النمل لا يحل محلها أسنان دائمة بل صفائح قرنية تساعده على تلقف غذائه. وللأسنان الحليبية بنية أسنان مستحاثات الحقب الميزوزي.

دماغ هذه الحيوانات ضخم بالنسبة إلى ججم جسمها، إلا أن نصفي الكرتين المخيتين تكونان متساويتين في طيري المنقار في حين تبديان بعض الالتفافات في قنفذ النمل.

وتختلف وحيدات الثقب عن الثدييات الأخرى ـ التي تمتاز بفتحة شرجية وأخرى بولية تناسلية منفصلتين ـ بانفتاح هاتين الفتحتين في جوف المقذرة، كما في الطيور والزواحف. كذلك تمتاز ببدائية جهازها التناسلي، فالقناتان الناقلتان للبيوض منفصلتان حتى الجيب البولي التناسلي الذي يؤدي إلى المقذرة. درجة حرارة هذه الحيوانات ثابتة، وتراوح بين 25 و32 مئوية.

تنوعها

يوجد من وحيدات الثقب نمطان حيّان، هما طيري المنقار وآكل النمل الشوكي، يقتصر وجودهما على أستراليا وتاسمانيا وغينيا الجديدة.

طيري المنقار Ornithorhynchus (الشكل 1): وحيد ثقب مائي الطباع، يسكن في أنهار تاسمانيا وجنوبي أستراليا حيث يسميه السكان المحليون خلد الماء water mole، كما يطلق عليه الأستراليون أيضاً اسم القندس الأسترالي Australian beaver لشبهه بالقندس، خصوصاً ذنبه المفلطح وعاداته في سكناه الجحور التي تكون مداخلها عادة تحت سطح الماء. هو حيوان صغير مخملي الفراء، بني محمر من الأعلى يميل إلى الرمادي في البطن.

منقاره المسطح مغطى بجلد شديد الحساسية يساعده على الخوض في الطين ورمل قاع النهر لالتقاط غذائه الذي يتألف من الحشرات ويرقاتها وذوات المصراعين وبطنيات القدم من الرخويات وقشريات المياه العذبة التي يحتفظ بها الحيوان تحت خديه إلى أن يخرج من الماء ليعالجها. ويساعد ذيله المفلطح أفقياً على الغوص والصعود إلى سطح الماء بسرعة، وكذلك الغشاء السباحي بين أصابعه على السباحة.

تضع أنثى طيري المنقار بيضها في عش تحفّ به أعشاب جافة، ولا يعرف كثير عن اعتناء الأنثى بصغيرها الذي يكون عارياً ومن دون مخالب أو عيون، لكن يبدو أن الحليب ينطلق ضمن انثناء جلدي في أسفل بطن الأم يرتشف الصغير الحليب منه (الشكل 2).

قنفذ النمل سريع اللسان Tachyglossus aculeatus (ويسمى أيضاً الدُلْدُل آكل النمل porcupine anteater أو آكل النمل الشوكي spiny anteater) بسبب الأشواك التي تغطي الناحية الظهرية من جسمه (الشكل 3) وبسبب تغذيه بصورة رئيسية بالنمل والأرَضة[ر] بفضل لسانه الطويل الذي قد يمتد نحو 18سم، وتغطي اللسان وسقف الفم أشواك يستعملها الحيوان في طحن هياكل الحشرات وتمزيقها. وهو يختلف عن طيري المنقار بطباعه البرية، فهو يعيش في المناطق الرملية والصخرية من أستراليا وتاسمانيا وغينيا الجديدة. وله مخالب قوية تساعده على الحفر. يكاد ذيله أن يكون معدوماً، وخطمه طويل أسطواني يساعده على التقاط النمل.

تضع أنثى قنفذ النمل بيضتها التي يصل حجمها حجم ثمرة التوت في جيبها الجرابي، وبعد الفقس يتغذى الصغير بالحليب الذي تفرزه غدد تشبه الغدد العرقية وليس الغدد الثديية، وكذلك لا توجد حلمات لهذه الحيوانات؛ إذ ينطلق الحليب في الجوف الجرابي (عند قنفذ النمل) أو ضمن انثناء جلدي (عند طيري المنقار) يرتشف الصغير الحليب منه. تضع الأنثى بيضة واحدة وأحياناً بيضتين في الجيب الصغير الذي يتكون في أثناء فصل التكاثر.

ثمة نوع آخر من قنفذ النمل هو زاغلوسوس Zaglossus bruijni (الشكل 4) في غينيا الجديدة، يتغذى بصورة رئيسية بديدان الأرض.

حسن حلمي خاروف

الموضوعات ذات الصلة:

 

الثدييات ـ الجرابيات.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ نجاح بيرقدار وعادل حموي وحسن حلمي خاروف، علم الحيوان العام 2 (مطبعة جامعة دمشق، 1990).

- C.P.HICKMAN, Jr., L.S.ROBERTS & A.LARSON. Integrated Principles of Zoology (McGraw-Hill, New York 2001).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 164
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1112
الكل : 57143585
اليوم : 99986

مانر (إيفاليسا-)

مانَّر (إيڤا ليسا ـ) (1921 ـ 1995)   إيڤا ليسا مانَّر Eeva Liisa Manner  شاعرة وكاتبة مسرحية فنلندية بارزة في تيار الحداثة[ر] Modernism الفنلندية. ولدت في العاصمة هلسنكي Helsinki وتوفيت في مدينة تامْبِرِه Tampere. تلقت تعليمها في مدارس العاصمة ودرست العلوم الإنسانية في جامعتها. أتقنت اللغتين السويدية والإنكليزية إلى جانب الفنلندية الأم وقامت برحلات عدة إلى بلدان أوربا الغربية والشرقية. كانت في التاسعة عشرة من عمرها عندما نظمت ديوانها الشعري الأول «أسود وأحمر» Mustaa ja punaista، وقد حالت ظروف الحرب العالمية الثانية دون نشره حتى عام 1944، فلفت إليها أنظار القراء والنقاد على حد سواء بجدة مفرداته وصوره وغنائية قصائده.
المزيد »